بشاره ونبوءه رقم 3
........
والبشاره والنبوءه ستظهر واضحه كما سينطق بها يوحنا المعمدان عليه الصلاةُ والسلام ، وبما ورد في إنجيل البشير متى {3: 7-12 }ومثله في إنجيل البشير لوقا{3: 7-17 }
..........
" فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديتة قال لهم يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي . فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبه . ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً . لأني أقول لكم إن الله قادر أن يُقيم من هذه الحجاره أولاداً لإبراهيم(الحجر الذي رفضهُ البناؤون). والآن قد وُضعت الفأس على أصل الشجر . فكُل شجرةٍ لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتُلقى في النار . أنا أُعمدكم بماء للتوبه . ولكن الذييأتي بعديهو أقوى مني الذي لستُ أهلاً أن أحمل حذاءهُ. هو سيُعمدكم بالروح القُدسونارٍ . الذي رَفشُهُ في يده وسيُنقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن . وأما التبن فيحرقه بنارٍ لا تُطفأ "
..............
وفي مُرقص{1: 7-8}" وكان يكرز قائلاً يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لستُ أهلاً أن أحل سيور حذاءِه . أنا أُعمدكم بالماء أما هو فسيُعمدكم بالروح القُدس( وحي الله عن طريق جبريل) "
............
إذاً هو لم يأتي بعد كما يُخبر يوحنا المعمدان ، ولكنه يقول يأتي بعدي ، ولا يمكن أن يكون يقصد المسيح ، لأن المسيح معه ، ولأنهم مبعوثان في تلك الأيام ، أي أن المسيح قد بُعث برسالته ، وبالتالي هو يتحدث عن آتي وقادم ومُقبل غيرهم ، ما هو الغضب الآتي على اليهود وغيرهم من أُمم الكُفر والشرك وعبدة الأصنام والأوثان ، الذي أشار إليه يوحنا المعمدان ، والآتي لا يمكن أن يقصد فيها يوحنا نفسه أو المسيح ، لأن يوحنا بعدها قُتل من قبل اليهود ، وبعده بفتره بسيطه حاولوا قتل المسيح وصلبه ولكن الله أنجاه من هذه الميته اللعينه ، ولكن المسيحيون يُصرون على أنه صُلب وقُتل ومات ، وبالتالي أتى غضب اليهود وانتقامهم عليهم على يحيا وعلى المسيح ، فما هو الغضب الذي أتى على اليهود على يد أحد أبناء إبراهيم بإبنه إسماعيل بنبيه مُحمد وعلى غيرهم ، الذى أتى على حصونهم في خيبر وبني قُريضه وبني قينُقاع ، واقتلعهم منها وطردهم خارج الجزيره العربيه ، بعد أن غدروا به وخانوا العهود والمواثيق معه ، بل ولم يتركوا منفذاً للتآمر عليه إلا وسلكوه .
............
ما الذي عناه هذا النبي الطاهر بقوله ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً . لأني أقول لكم إن الله قادر أن يُقيم من هذه الحجاره أولاداً لإبراهيم ، والانبياء لا ينطقون بالكلام جُزافاً بلا معنى ، بل كلامهم وحيٌ من الله .
.............
واليهود كانوا يعتبرون إبراهيم لهم وحدهم وأنهم هُم أبناءه واولاده من إبنه إسحق ، وأنكروا الإبن البكر إسماعيل ولم يعترفوا به ، ولا يعتبرون أن هُناك شأن لإبن الجاريه ولا لذُريتها ونسلها ، ولا قيمة ولا شأن لهم عندهم ، والذي أُبعد عنهم إلى الصحراء العربيه القاحله ، وها هو يوحنا المعمدان يقض مضجعهم ، ليُخبرهم أن الله قادر أن يُقيم من الحجاره أولاد لإبراهيم غيرهم ، ولهم شأنٌ أيُ شأن .
..........
ماذا كان يقصد بأن الله قادر أن يُقيم لإبراهيم أولاداً ولو من الحجاره ، وقد أخبر المسيح سابقاً عن المكانه التي سيحتلُها نسل إسماعيل هذا الحجر الذي رفضه البناؤون ، ثُم يزيدهم رُعباً وخوفاً بأنهم سيتلقون ضربةً في عُقر دارهم وبأعز ما يمتلكون ويتفاخرون به على الأُمم ، وبأنهم به هُم شعبُ الله المُختار ، وهو نزع ملكوت السموات منهم وإعطاءه لهؤلاء الأولاد ويقصد هُنا أبناء هاجر التي أنكروها هي وذُريتها من إبراهيم ، وأن العد التنازلي قد بدأ وأن الفأس قد وُضعت على أصل الشجر ، الذي أصبح لا يُعطي ثمراً لهذا الملكوت ولا بُد لها من قطعه ، لأنهم أصبحوا شجر لا يُعطي ثمراً لهذا الملكوت فلا بد كما أخبر المسيح عليه السلام من نزعه منهم وإعطاءه لأُمه تعمل بإثماره ، والذي عمد أُمته بما أُوحي إليه عن طريق الروح القُدس جبريل عليه السلام ، وبالقتال الشديد والنار لحرق الأصنام والأوثان ، وإخضاع عُبادها لعبادة رب العباد هو مُحمد عليه السلام ، والذي عمد بالماء ومؤيد من الله بالروح القُدس جبريل عليه السلام هو المسيح عليه السلام .
..........
والذي رفشه بيده كنايه عن السيف ، لأن الرفش هي الأداه المعدنيه التي لها نصل ، والسيف من الحديد وله نصل عباره عن مقبضه هو مُحمد الذي حمل وأستعمل السيف لقتال المُشركين والكُفار وعُباد الأوثان والأصنام ، والذي أخبر عنه بحيرى الراهب بأنه سيُبعث بالقتال الشديد ، وجميع المُسلمين ومن آمنوا بدعوته ونقاهم من الأُمم وميزهم على غيرهم وضمهم لهذا الملكوت والمخزن الإلاهي النقي لتوحيد الله وعبادته ، وعدم الشرك به، وأحرق بشريعته كُل ما هو غير صالح ولا يصب في رضا الله ، من تبنٍ وغُبار الجهل والوثنيات .
..........
والمسيح علي السلام لم يشتهر بحمل شيء مُيز به بيده ، ولا عمد بالنار ، وكان تعميده كما هو تعميد يوحنا بماء التوبه ، ولم يُقاتل أحد لا هو ولا تلاميذه بل هُم من أُضطهدوا وقُتلوا وشُردوا من بعده .
...........
والمذراه التي يستخدمها المُزارع لرفع خليط القمح والتبن في الهواء بعد درسه ، لعزل القمح عن التبن حيث يسقط القمح لثقله على الوعاء المُخصص لهُ ، ويطير التبن والقش مُبتعداً لتعرضه للهواء لخفة وزنه ، لقيل هُنا ومذراته بيده ، لأن هذه الكلمه كانت مُستعمله لتدل على هذه الأداه في زمنهم .
.........
بما ورد في أشعيا{30: 24} " والأبقار والحمير التي تعملُ الأرض تأكلُ علفاً مُملحاً مُذرى بالمِنسفوالمذراه " ، ولو قُصد المذراه بعينها لقيلت ، ولكن قيل رفشهُ للكنايه عن السيف بيده .
...............
يقولون بأنهم لا يُحرفون الكتاب فهم على فضائياتهم وفي وقتنا الحاضر ، وعلى قناة الحياه ، قناة الشر والفتنه وعلى الهواء ، في
الإنجيل المرئي ، الذي يبثونه ، قاموا بتغيير رفشه بيده إلى مذراته بيده .

***********************************************
يتبع