بشاره ونبوءه رقم 5
..........
وفي إنجيل متى {13 : 31 -33} ومثلها في لوقا{13: 18-20} " يُشبه ملكوت السموات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها في حقله . وهي أصغرجميع البذور . ولكن متى نمت فهي أكبرالبقول وتصيرُ شجرةًحتى أن طيور السماء تأتي وتتآوىفي أغصانها . قال لهم مثلاً آخر يُشبه ملكوت السموات خميرهأخذتها إمرأه وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق( الرسالات السماويه الثلاث) حتى أختمر الجميع(برسالة مُحمد) "
..........
وأكد ذلك المسيح بما ورد عنهُ في متى {20 :1-16 } " هكذا يكون الأولون آخرين . لأن كثيرين يُدعَونَ وقليلين يُنْتخبون " وقول آخر له " ولكن كثيرون أولون يكونون آخرين وآخرين أولين " .
...........
وملكوت السموات بقي مع الأنبياء كحبة الخردل صغيره ، فكُل نبي أو رسول كان يُبعث لاُمته فقط ، حتى تُعطى هذه الحبه لمن يزرعها لتُصبح شجره يستظل الكُل تحتها ، فهذا مُحمد الذي بعثه الله للجن والإنس ، وللأبيض والأسود ، وللأُمم ولشعوب ألأرض كافه ، فهو صاحب الشجره التي يجب أن يتآوى تحتها كُل الأُمم وأُمم الأرض جميعاً لمعرفة الله المعرفه الحقه وعبادته العباده الحق .
..........
ورسالة مُحمد هي التي أحتوت كُل رسالات الأنبياء ونسخت شرائعهم ، بشريعه واحده ورساله واحده ، فاختمر الجميع في هذه الشريعه السمحه ، التي سينال من يتبع مُحمد وشريعته أكبر من أجر من سبقه ممن آمن بمن قبله من الرسل والأنبياء الأولين .
.............
( ومثلهم في الإنجيلكزرعٍ أخرج شطأهُ فآزرهُفاستغلظ على سوقه ) سورة الفتح آيه 29 .
.................
قال مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ( نحنُ الآخرون السابقون )وقال أيضاً " إن الجنة حُرمت على الأنبياء كُلهم حتى أدخُلها وحُرمت على الأُمم حتى تدخلها أُمتي" .
*************************************************
بشاره ونبوءه رقم 6
............
وفي لوقا{13: 6-8} " وقال هذا المثل . كانتلواحدشجرة تين مغروسه في كرمه . فأتى يطلُب فيها ثمراً ولم يجد . فقال للكرام هو ذا ثلاث سنين آتي أطلُب ثمراً في هذه التينه ولم أجد إقطعها . لماذا تُبطل الأرض أيضاً . فأجاب وقال لهُ يا سيد أُترُكها هذه السنه أيضاً حتى أُنقب حولها وأضعُ زبلاً . فإن صنعت ثمراً وإلا ففيما بعد تقطعُها "
...........
والمثل السابق واضح لما قُلنا عن شجرة التين التي هي كنايه عن اليهود وبني إسرائيل ونزع الله لشريعته وملكوته منهم وهي الكرم ، لأنه هو صاحب المُلك ، والفتره التي أُعطيت لليهود هي 3سنوات ، وهي رسالة المسيح ومُدة بعثته ، لإصلاح هؤلاء القوم وإعادتهم للجاده وللطريق الحق ، وبالتالي لم يستجيبوا لهُ بل وكذبوه وأتهموه هو وأُمه بأبشع التُهم وطاردوه ووقفوا في طريقه أينما توجه ، ولذلك قال فيهم قولته المشهوره : -
************************************************** ********************************
بشاره ونبوءه رقم7
ورد في متى{23: 27-29} قول المسيح عليه السلام " يا أُورشليم يا أُورشليم ياقاتلة الأنبياءوراجمة المُرسلين إليها كم مرةٍ أردتُ أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجه فِراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا . هوذا بيتكم يُترك لكم خراباً . لأني أقولُ لكم إنكم لا ترونني من الآن(بأنه سيُغادر ويُرفع) حتى تقولوا مُباركٌ الآتي باسم الرب(وهو مُحمد ، الذي سيجلي الحقيقه عن المسيح وماهيته وماهية رسالته ، ويُري عُميان العيون والقلوب من هو المسيح) " .
..........
وهي نفس عبارة ومُبشراً بنبيٍ يأتي من بعديإسمُهُ أحمد "
........
وهي نفس عبارة
...........
وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيلياالمُزمع أن يأتي
..........
هو ذا بيتكم يُترك لكم خراباً ، أي سيُنزع منكم الملكوت والرسالات السماويه والنبوات ، ويُعطى لاُمةٍ أُخرى تعمل إثماره ، من هو الآتي باسم الرب ، ومن سيأتي باسم الرب ، سيأتي برساله سماويه وكتاب سماوي ، ودين وشريعه جديدين ، ومن اتى بذلك غير نبي الله مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم .
..........
وإذا كان المسيح عند المسيحيين هو الرب ، وهذه سيحاسبهم الله عليها ، فلن يكون هو لأن الرب لا يأتي باسم الرب ، والذي أتى باسم الرب كما أخبر المسيح عليه السلام بعده هو نبي الإسلام .
...........
ولذلك وبما أن الرب والإله عند المسيحيين هو المسيح ، فيكون سيدنا مُحمد هو الآتي باسم ربهم ، ولذلك يجب أن يعترفوا به ويقولوا مُباركٌ الآتي باسمه ، أي باسم الرب " أي مُرسل من الله برساله وشريعه سماويه .
..........
هذه النبوءه والبشاره التي وردت على لسان هذا النبي الطاهر ، بدءها بعباره فيها يأسٌ وحُزن على ما بذله من جُهد لإصلاح اليهود ، وجمع كلمتهم ، وأن يجمعهم على كلمة الله وتوحيده وعبادته وتنقية شريعته مما الحقوهُ بها من تحريف وتشويه ، وها هو يُنبئهم بما هو قادم وناتج عن تكذيبهم لهُ وعصيانهم لأوامره ، وإنه إنتهى الأمر وسيُغادر هو ، ويُعتبر هذا الكلام من أواخر ما تكلم به المسيح من كلام .
...........
بأن بيتهم وقصد به ملكوت السموات الذي أُعطي لهم وبيت الله الذي هو في أُورشليم لعبادته ، سيُصبح خراباً ، وهذا الملكوت سيُنزع منهم ويُعطي لغيرهم ، وأنه هو سيكون آخر أنبياءهم ورسلهم ، وأن بيت النبوه كذلك سيُصبح خراباً بعد أن إعتادوا فيه نبي وراء نبي ، وفي عبارته لا ترونني من الآن أحد الأدله القويه والتي من لسانه وليس بلسان غيره التي ينفي فيها أنه سيُصلب ، لأنه يُخبرهم من الآن لا ترونني أي أنه سيُرفع للسماء أو مكان يُقرره الله رافعه ، فلا يرونه وهم يقبضون عليه ولا يرونه وهُم يُهينونه ويجلدونه ويصفعونه ويبصقون بوجهه ، ولن يرونه وهم يجرونه إلى الصليب ، ولا حتى وهم يُثبتونه على الصليب بتربيطه ودق المسامير الضخمه بيديه ، ولا يرونه وهم يرفعونه...إلخ ما جرى ليهوذا الإستخريوطي .
.............
ونأتي إلى ما أراد المسيح أن يُنبىْء ويُبشر به ، أن اليهود سيُصبح بيتهم خراباً ويُنزع ملكوت السموات منهم ، وهو سيُرفع ويُغادر ويرتفع معه البركه والنور والتعاليم السمحه ، ولا حديث له عن كفاره وقبض عليه وصلب لهُ وموته على الصليب ، ولا عن دفنه ولا عن قيام من بين الأموات ، وسيبقى الحال حتى يأتي الآتي .
.........
وهي نفس العباره التي حذفوها من كتبهم لذكرها لنبي الله مُحمد الذي بشر به بالإسم" ومُبشراً بنبيٍ يأتي من بعدي إسمهُ أحمد " ، ولم يأتي بعد المسيح آتي باسم الرب إلا نبي الله مُحمد ، ولذلك كثير من اليهود وممن كانوا ينتظرونه ، تهللوا فرحاً وقالوا هذه العباره ، ولو في سرهم وهم المؤمنون حقاً ولا حقد عندهم ، ومنهم من أسلم ، وكذلك الحال إنطبق على النصارى ومنهم ورقه بن نوفل وبحيرى الراهب والنجاشي ، والمقوقس عظيم الأقباط الذي إعترف بنبوة مُحمد وأهدى له وقال كلامه الجميل في مُحمد ، وكذلك أسلم الكثير من النصارى .
...........
ولو كان إيليا القادم أو المُزمع أن يأتي سيكون منهم لما قال لهم المسيح سيُترك لكم بيتكم خراباً ، لأنه سيبقى عامر بالآتي ، ولذلك فإن الآتي لن يكون منهم وسيُعمرُ بيتاً آخر غير بيتهم ، ولذلك سيُغادر ويترك لهم بيتهم خراباً ، وهذا الكلام يجب أن يُبكي من لهم عقول لو كان لهم عقول ، والمسيحيون ظنوا أن المسيح قصد نفسه بالآتي باسم الرب ، وكُل ذلك يندرج تحت باب إغماض عيونهم عن أن لإبراهيم أبناء غير إسحق ، أو ذُريه سيُصبح لها شأن من إسماعيل ، وإغماض عيونهم وقفل عقولهم عن معنى كلام المسيح ، الذي قال لهم فتشوا الكُتب ولم يقُل لهم إقرأوا الكُتب ، ولم يقل الكتاب بل قال الكُتب بما فيها القُرآن .
...........
يتبع