بشاره ونبوءه رقم16
...........
وفي يوحنا اللاهوتي { 2 : 25-28 } " وإنما الذي عندكم تمسكوا به(ما جاء به المسيح من دين قويم وسليم)إلى أن أُجيءَ(ولا يأتي الله أو يجيء إلا برساله سماويه وببعث نبي ورسول ). ومن يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهايه( يُحافظ على ما جاء به المسيح ويتمسك به ،إلى مجيء وبعث المُنتهى والذي به نهاية الأنبياء والرُسل ، وهو مجيء مُحمد وهو المُنتهى الذي)فسأُعطيه سُلطاناً على الأُمم . فيرعاهمبقضيبٍ من حديد( السيف ) كما تُكسر آنيةٌ من خزف(تحطيم الأصنام والاوثان وعبادتها) كما أخذتُ أنا أيضاً من عند أبي(تقول الرؤيا كما هي رسالتي من عند الله ستكون هو رسالته كذلك) . وأُعطيه كوكب الصُبح(يُعطيه الله صلاة الصبح أي الفجر، والتي فيها ما فيها ) . من لهُ أُذنٌ فليسمع ما يقوله الروحُ للكنائس " .
...............
والذي عندكم تمسكوا به إلى أن يأتي اللهُ بتلك الرساله ومن سيأتي بها ، والذي بشرهم به تكراراً ومراراً ، والذي يحافظ على ما جاء به المسيح عليه السلام ، ويغلب ويتغلب على أن لا ينحرف ، حتى بعث المُنتهى والذي ستكون به نهايه النبوات والرسالات ، والذي سيُعطى سُلطاناً ليكون لكُل الأُمم وللناس كافه ، والذي سيُبعث بالجهاد واستعمال السيف...إلخ
إلى أن أجيء ، وإذا جاء الرب فلن يجيء إلا برساله سماويه وبنبي ، جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير....إلخ النبوءه وجاء الربُ من تيمان(اليمن) وأشرق من جبل فاران(في مكه).....إلخ النبوءه ، فالله يُخبر هذا القديس يوحنا رضي اللهُ عنه وأرضاه ، ان ما ترككم المسيح عليه تمسكوا به من دين التوحيد دين الفطره ، إلى أن أبعث بالرساله الخاتمه ، ومن منكم يستمر على ما جاء به المسيح من دينٍ بعثه الله به ، لا الدين الذي أوجده بولص وقسطنطين والكنيسه ومن لبسوا لبس الكنسيين الذين تآمروا على ما جاء به المسيح .
...............
فسأُعطيه سُلطاناً بهذا الذي ساجيء به ومن خلاله بشريعتي وأُعطيه الرساله والنبوه ، وكما أُرسل المسيح من عند الله سيُرسل هو من عند الله أيضاً ، والذي سيؤمره بأن يُطوع الأُمم الكافره والوثنيه المُشركه بالسيف ذو الشفرتين ، وسيكسر ويُبيد عبادة الأوثان والأصنام وتُكسر آنيتها الخزفيه وغير الخزفيه .
............
وينادي بتوحيد الله وتصحيح العقائد وتوجيهها لمعرفة الله وتوحيده كما نادى المسيح من قبله وموسى ، وسيؤمر بحمل السيف وهو القضيب من الحديد ، وسأُعطيه بكر الأشياء والأُمور كُلها ، ومنها صلاة الصبح وهي صلاة الفجر والمُحافظه عليها ، لما فيها من أسرار إلاهيه لا تتوفر بغيرها من باقي الصلوات ، وكوكب الصبح لا يُمتع النظر به غالباً إلا من حافظوا على صلاة الفجر صلاة الصُبح .
..........
قال سُبحانه وتعالى
..............
{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ }البقرة238
..............
.........
{وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ }المدثر34
.............
{وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ }التكوير18
............
ورسولنا الأكرم أعطى صلاة الصبح جُل الإهتمام ، ولا ذكر لوقت العصر في كتاب الله كما هو الذكر للفجر وللصبح ، ولذلك فالصلاة الوسطى ، هي صلاة الفجر أو الصُبح التي تفرق الليل عن النهار ، وهي الصلاة التي أجرُها عظيم لمشقتها ، وهي الصلاه التي تُبقي الاُمة يقضه ومُستيقضه ومُتأهبه ونشيطه ، وبصحه وعافيه أثبت العلم الحديث ضرورة الإستيقاظ ليلاً ، وتأدية بعض الحركات الرياضيه البسيطه ، وصلاة الفجر صلاة الصُبح إذا تنفس ، وما في هذا التنفس وذلك النسيم من مكنونات وخزائن أودعها الله ، وحيث وقتها توزع الأرزاق على العباد ، وصلاة والفجر وليالٍ عشر.......، ولن تكون صلاة العصر هي الصلاة الوسطى.
........
{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78
...........
{سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }القدر5
{وَالْفَجْرِ }الفجر1
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النور58
{............إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }هود81
********************************************
بشاره ونبوءه رقم 17
..........
ورد في سفر أعمال الرُسل{3: 22-24} " فأن موسى قال للآباء إن نبياً مثلي(مثل موسى صاحب شريعه) سيُقيمُ لكم الرب إلاهُكم من إخوتكم(لم يقُل منكم ، قال من إخوتكم) لهُ( لهُ لهُ وهو مُحمد )تسمعون في كُل ما يُكلمكم به . ويكون أن كُل نفس لا تسمع لذلك النبي تُبادُ من الشعب . وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعدهُ جميع الذين تكلموا سبقوا أنبأوا بهذه الأيام " .
..........
هذا الكلام والبشاره وردت على لسان القديس بطرس رضي اللهُ عنهُ ، ومن المؤكد إيرادها في أعمال الرُسل على أن المعني بها المسيح ، كما رتب لذلك المسيحيون ، بناءً على الإنكار لرسالة مُحمد ونبوءتهوإنكار إسماعيل إبن الجاريه بنظرهم وذُريته ، ونحنُ هُنا لا نتهم هذا القديس الطاهر ، ونحنُ مُتأكدين من صدقه وطهارته كما هو التأكدُ من صدق وطهارة من رباه وتلمذه وتعلم على يديه مُعلمه عيسى إبنُ مريم عليهم جميعاً سلامُ الله ورحمته ، ولكن من أتى بعده .
فنقول لمن ظن أن هذا الطاهر بطرس عنى بذلك المسيح ، فالبشاره تقول أن موسى قال وقولهُ هذا جاء بعد أن كلمه الله وأبلغه أنه سيُقيم نبياً مثل موسى ، صاحب شريعه وكتاب صالح لكُل زمان ومكان ، وبه سيقيم دوله دستورها وقوانينها هذه الشريعه التي ستُعطى له ، كما هو موسى الذي أُعطي شريعه دون الأنبياء والرُسل .
..........
فقال نبياً مثلي ، ولم يقم في بني إسرائيل نبي مثل موسى ، لا المسيح ولا غيره ، قال من إخوتكم ولم يقُل منكم ، أي من إخوتكم الذين هُم ذُرية إسماعيل ، وقال لهُ وإن عليهم أن يسمعوا له ، وكُل من لم يسمع له يُباد وهذا ما حدث مع يهود خيبر وبني النظير وغيرهم من اليهود الذين عاهدوه وخانوا العهد معه .
...........
والمسيح لم يُعطى شريعه مُستقله عن شريعة موسى ، بل شريعتهُ هي شريعة موسى ، ولذلك جاء ليُتمم الناموس لا لأن ينقضه كما أكد مراراً وتكراراً .
...........
فلم يُعطي الله لأحد من أنبياءه ورسله شريعه إلا لموسى ولمُحمد عليهما السلام ، ولذلك لا يوجد نبي مثل موسى إلا مُحمد ، ولذلك قال الله نبياً مثلك لما ورد في سفر التثنيه { 34 : 10} " ولم يقم بعدُ نبيٌ في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الربُ وجهاً لوجه "
..............
وفي سفر " هوشع " بأنه لن يقوم في بني إسرائيل نبيٌ مثل موسى "
...........
ولذلك لا يوجد نبي مثل موسى لا المسيح ولا غيره من أنبياء بني إسرائيل ، ثُم إن البشاره والنبوءه تتحدث من إخوتكم ، ولم تقُل منكم ، وإخوة اليهود الذين هُم نسل إسحق ، إخوتهم هُم نسل إسماعيل .
..........
والبشاره تتحدث على أن كُل من لا يسمع لهذا النبي وما أمره الله به يُباد ، أي أن هذا النبي سيؤمر بالقتال لأعداء الله والرافضين لشريعته الجديده ، ولذلك عنى بحيرى الراهب ما قاله عندما أشار لهذا النبي مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم من بعيد في المرة الثانيه ، ولم يُبعث بعد وكان عُمره 25 عام عندما مر بالقرب من ديره في منطقة الصفاوي شرق الأردن وهو في تجارته لزوجته خديجه رضي اللهُ عنها ، ولم يكلمه بحيرى بل أشار إليه من بعيد لمن عنده .
...........
وقال هذا رسول رب العالمين ، هذا الذي سوف يرسله الله بالسيف المسلول والقتال الشديد فمن أطاعه نجا ومن لم يطعه هلك.
........
ولذلك سوف يؤمر هذا النبي من قبل الله هو وأُمته بقتال الكُفار والمُشركين ، لإخضاعهم لعبادة الله وتوحيده ، وعدم الشرك به .
****************************************
يتبع ما بعده بإذن الله