* فوائد من تخريج هذا الحديث:

ما يتعلق بالمتن:
1/ رواية البخاري ومسلم جاءت بلفظ ( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، ماذا تسمى هذه الرواية ؟تُسمى محفوظة.لمَا ؟لأن روايةً شاذةً خالفتها ، والذي يُقابل الشاذ هو المحفوظ .
عند علماء المصطلح تسمى محفوظة بالرواية إلى الشاذة ، وتسمى معروفة بالرواية إلى المُنكرة.


2/ رواية عبدالرزاق جاءت بلفظ ( خمس وعشرين ) أيهما أقوى هذه الرواية أو رواية البخاري ومسلم المخرّجة من طريق الإمام مالك ـ انظر شجرة الإسناد ـ عبدالله بن يوسف التنّيسي ثقة متقن ثبت إمام ، و عبدالله العُمري ضعيف ، أيهما أقوى ؟
فَلِمَا خالفت والمخرج واحد كلاهما عن مالك عن نافع عن ابن عمر ، فصارت رواية عبدالله العُمري التي أخرجها عبدالرزاق رواية مُنكرة ، لأن المُنكرة رواية الضعيف مخالفاً لمن هو أقوى منه.


3/ رواية أبي عوانة في مستخرجه . قال: ( تفضل بخمس وعشرين درجة ) ، راويها ثقة حافظ . الذي انفرد بها هو أبو أسامة حمّاد بن أسامة القرشي مولاهم وهو ثقة حافظ ، والرجال مقبولون ، إذاً روايته شاذة ، لأن الرواية الشاذة هي: رواية المقبول مخالفاً لمن هو أقوى منه.
لماذا حكمنا عليها بالشذوذ ؟
لأنه وإن كان ثقة مقبولاً من رجال الجماعة إلا أنه خالف من هو أقوى منه ، مع اتحاد المخرج ، فهو خالف مالك ، وخالف أيضاً عن عبيدالله وهو ثقة في الصحيح . مما يدل على أن روايته شاذة وإن كان ثقة.


4/ قال ( بضعاً وعشرين ) . خالفت هذه الرواية من حيث اللفظ ، ولم تخالف من حيث المعنى ، لأن البضع ما بين الثلاثة إلى التسعة ، فتصدق على سبع وعشرين ، ولذا أُخرجت في الصحيح.


5/ نافع : هذا يُسمى مدار الحديث .
ما المدار ؟
المدار هو الرواي الذي تلتقي فيه الطرق ، والمدار هو المؤثر في الحكم . ولذا لا بد أن يُعرف المدار هل فيه من الثقة والإتقان ما يُقبل به تفرده ، وهل تُوبع أو لا ؟ وهل اختُلف عليه أو لا ؟ وكيف اختلف عليه ؟ رفعاً ووقفاً ووصلاً وإرسالاً . وأيهما أقوى ؟ وما هي المُرجحات ؟ وغيرها .ثم إذا تُوبع ، هل المتابع له معتبر به أو لا ؟وهل هو ثقة أو لا ؟ هذه أمور تأتي عند الحكم على الحديث إن شاء الله .


6/ مالك : لو رجعنا إلى الأصول يقول عن عبدالله بن يوسف عن مالك عن نافع عن ابن عمر. مالك ، الضحاك ، عبدالله ، عبيدالله ... وغيرها ، هذا يُسمى في الكتب الأصلية مُهملاً .

ما معنى مُهمل ؟
أي لم يُنسب . لم يقل مالك بن أنس الأصبُحي ، ولا قال عبدالله بن عمر بن الخطاب ، فهذا يُسمونه مُهملاً ، والإهمال قد يكون مؤثراً وقد يكون سهلاً ، فإذا كان ليس في طبقته من يُشاركه ، فإنه لا يُؤثر . لكن المُشكلة إذا كان في طبقته من يُشاركه في الاسم ، ويُشاركه في الشيوخ والتلاميذ واختلفا في القوة ، فأحدهما ثقة والآخر ضعيف ، هنا يكون للإهمال وضعه .

فنقول متى يكون الإهمال مؤثراً ؟
إذا كان له مُشارك في الطبقة بحيث يتفقان في الرواية عن الشيوخ ويتفقان في الرواية عن التلاميذ ثم اختلفا في الثقة وعدمها ، فهنا يُصبح الأمر شائكاً .

يتبع..