بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إخوانى الكرام

هذا أول موضوع لى فى المنتدى

من منطلق حبى الشديد للبلاغه قررت أن أقوم بعمل هذا الموضوع

سأعرض لكم بعض الدراسات البلاغيه ولكم الرأى فيما سوف أعرضه



أولاً : البلاغه فى اللغه
هى حسن الكلام مع فصاحته وأدائِهِ لغاية المعنى المراد
فالرجل البليغ هو من كان فصيحاً حَسَنَ الكلام يَبْلُغُ بعبارة لسانِه
غاية المعانى التى فى نفسه .

وإذا تأملنا معاً مادة الكلمة فى اللغة فسنجدها تدور حول
وصول الشئ إلى غايته ونهايته
فإذا قلنا بلغ الغلام أو بلغت الفتاة فمعنى ذلك أنهما وصلا إلى
انتهاء مرحلة ما دون التكليف ودخلا فى مرحلة التكليف
والأمر البالغ هو الأمر الذى وصل إلى غايته ونهايته
والبلاغه تكون وصفاً للكلام ووصفاً للمتكلم
فنقول : كلامٌ بليغ
ونقول أيضاً : رجلٌ بليغ

ولكى يكون الكلامُ بليغاً هناك شرطان :-
الشرط الأول : أن يكون الكلام فصيح المفردات والجمل
الشرط الثانى : أن يكون مطابقاً لمقتضى حال من يخاطب به
ولاختلاف أحوال المخاطبين فإن البلاغه تستدعى انتقاء الطريقه
الأكثر ملاءمه لحالة المخاطب كى يبلغَ الكلامُ من نفسه مبلغَ التأثير المرجوّ

ثانياً : الفصاحة
إذا تحدثنا عن البلاغه فلابد لنا من ذكر الفصاحة لأن البلاغه
هى مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته فلكى تكتمل بلاغة الكلام
لابد أن يكونَ الكلام فصيحاً
وتأتى الفصاحه لوصف كلمة واحدة ووصف الكلام ووصف المتكلم
فنقول : كلمة فصيحة
ونقول أيضاً : كلامٌ فصيح
ونقول أيضاً : متكلمٌ فصيح

وسنبدأ حديثنا عن الفصاحة بفصاحة الكلمة
الكلمة الفصيحة هى الكلمة العربية التى تخلو من أربعة عيوب وهى :

التنافر , والغرابه , ومخالفة الكلمه للقياس , وكراهة السمع لها

وسنستعرض معاً تلك العيوب عيباً عيباً بالترتيب :

العيب الأول : التنافر
هو صفة فى الكلمة تجعلها ثقيلة على اللسان ويصعب النطق بها لتنافر حروفها
وقد ورد فى كتاب البين والتبيين للجاحظ ( فهذا فى اقتران الالفاظ , فأما فى اقتران الحروف
فإن الجيم لا تقارن القاف ولا الظاء ولا الطاء ولا الغين بتقديم ولا بتأخير , والزاى
لا تقارن الطاء ولا السين ولا الضاد ولا الذال بتقديم ولا بتأخير )

وهذا النص الصغير - كما نرى - هو شرح مبسط لاقتران الحروف
الذى يسبب عسراً فى النطق يؤدى إلى التنافر

والتنافر نوعان : ( 1 ) نوع شديد الثقل :
ومثال ذلك : صهصلق : فيقال ( رجل صهصلق ) أى جهورى الصوت
طساسيج : اسم لمقدار من الوزن يعدل ربع دانق والدانق
أربعة طساسيج وهو سدس الدرهم
اطرغش : يقال : ( اطرغش المريض ) أى شفى من مرضه

(2) نوع ليس شديد الثقل : ومثال ذلك :
نقاخ : فيقال : ( ماء نقاخ ) أى ماء عذب
مستشزرات : يقال : ( غدائر مستشزرات ) أى منفتلات
وتلك الكلمه وردت فى شعر امرئ القيس
خنشليل : فيقال : ( رجل خنشليل ) أى رجل طاعن فى السن

العيب الثانى : الغرابه
وتتلخص غرابة الكلمه فى انها تكون غير ظاهرة المعنى
ولا مألوفة الاستعمال عند فصحاء العرب فى شعرهو ونثرهم
وتكون الغرابة إما بسبب ندرة استعمال الكلمة عند العرب
وإما بسبب صعوبة التوصل إلى المراد من الكلمة
مثال : مسحنفرة : بمعنى متسعة
بعاق : بمعنى المطر
جردحل : بمعنى الوادى

العيب الثالث : مخالفة الكلمة للقياس :
أى إتيان الكلمة على وجه مخالف للقياس النحوى أو الصرفى
مثال :

الحمد لله العلى الأجلل أنت مليك الناس رباً فاقبل

فكما نرى فى كلمة الأجلل كان القياس يقتضى إدغام اللامين
ليصبحا حرفاً واحداً مشدداً فتصبح على تلك الهيئة ( الأجلّ )

العيب الرابع : كراهة السمع للكلمة :
بمعنى نفور الأسماع من الكلمة كونها خشنة ووحشية تأنف منها الطباع
ومثال ذلك : كلمة ( الجِرِشّى ) التى استعملها المتنبى فى مدح سيف الدوله الحمدانى
وهى تعنى النفس فقال فى شعره ( كريم الجِرِشّى ) أى كريم النفس
فكلمة ( الجِرِشّى ) برغم معناها العفيف إلا أنها خشنة تأنف منها الأسماع

وسأعرض لكم الآن بعض الأقوال المأثورة التى اشتملت على مفردات غير فصيحة

القول الأول :

صِينَ امرؤٌ وَرُعى , دعا لامرأةٍ إنقحلةٍ مقسئنةٍ , فقد منيت بأكل الطرموخ , فأصابها
من أجلهِ الاستمصال , أن يمن الله عليها بالاطرغشاش والابرغشاش

كلمة ( إنقحلةٍ ) تعنى ساء حالها لكبر سنها
كلمة ( مقسئنةٍ ) تعنى لا تقوى على الحراك لكبر سنها
كلمة ( الطرموخ ) تعنى الخفاش
كلمة ( الاستمصال ) تعنى الاسهال
كلمتى ( الاطرغشاش والابرغشاش ) كلاهما بمعنى الشفاء من المرض

القول الثانى :

هذا القول ورد فى خُطبةٍ لابن نباتة يذكر فيها أهوال القيامة فيقول :

اقْمطرّ وَبَالُها , واشْمَخَرّ نَكَالُها , فما سَاغَت ولا طَابَت

اقْمَطَرّ وَبَالُها : تعنى عَظُم ثِقَلُها
اشْمَخَرّ نَكَالُها : تعنى اشْتَدّ عِقَابُها
فما سَاغَت ولا طَابَت : تعنى فما سَهُلَت ولا كانت طَيّبة




وانتظروا البقية بإذن الله تعالى

l]og Ygn ]vhsm hgfghym hguvfdm