91 - " لأن أحلف بالله و أكذب ، أحب إلي من أن أحلف بغير الله و أصدق "

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 209 ) :

موضوع .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) و في " أخبار أصبهان " ( 2 / 181 )
من طريق محمد بن معاوية حدثنا عمر بن علي المقدمي ، حدثنا مسعر عن وبرة عن همام
عن ابن مسعود مرفوعا ، و قال أبو نعيم في " الأخبار " : و رواه الناس
موقوفا ، و قال في " الحلية " : تفرد به محمد بن معاوية .
قلت : و هو النيسابوري كذبه الدارقطني ، و قال ابن معين : كذاب ، و المعروف كما
ذكر أبو نعيم أن الحديث من قول ابن مسعود . كذلك رواه الطبراني في " الكبير "
( 3 / 17 / 2 ) بسند صحيح ، و رجاله رجال الصحيح كما في " المجمع " ( 4 / 177 )
.
(1/168)
________________________________________

92 - " ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه و أدخله الجنة : رفق بالضعيف ، و الشفقة
على الوالدين ، و الإحسان إلى المملوك " .



قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 209 ) :

موضوع .

أخرجه الترمذي ( 3 / 316 ) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري المديني ،
حدثني أبي عن أبي بكر بن المنكدر عن جابر مرفوعا ، و قال الترمذي : هذا
حديث غريب .
قلت : عبد الله بن إبراهيم نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث ، و قال الحاكم :
روى عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة لا يرويها غيره .
قلت : و أبوه مجهول كما في " التقريب " فالحديث بهذا الإسناد موضوع ، و قد
أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 49 ) مشيرا لضعفه بزيادة : " و ثلاث من كن
فيه أظله الله عز وجل تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله : الوضوء في المكاره ،
و المشي إلى المساجد في الظلم ، و إطعام الجائع " ، و قال : رواه الترمذي
بالثلاث الأول فقط ، و قال : حديث غريب ، و رواه أبو الشيخ في " الثواب "
و أبو القاسم الأصبهاني بتمامه .
(1/169)

________________________________________

93 - " يصف الناس يوم القيامة صفوفا ، فيمر الرجل من أهل النار على الرجل فيقول : يا فلان أما تذكر يوم استسقيت ، فسقيتك شربة ؟ قال : فيشفع له ، و يمر الرجل فيقول : أما تذكر يوم ناولتك طهورا ؟ فيشفع له ، و يمر الرجل فيقول : يا فلان أما تذكر يوم بعثتني في حاجة كذا و كذا فذهبت لك ؟ فيشفع له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 210 ) :

ضعيف .

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 394 ) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا ، و يزيد
هذا هو ابن أبان و هو ضعيف كما قال الحافظ و غيره ، و قد روى غيره نحو هذا عن
أنس ، و لا يصح منها شيء ، انظر " الترغيب " ( 2 / 50 - 51 ) .
(1/170)

________________________________________

94 - " عرى الإسلام و قواعد الدين ثلاثة ، عليهن أسس الإسلام ، من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم : شهادة أن لا إله إلا الله ، و الصلاة المكتوبة ، و صوم رمضان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 211 ) :

ضعيف .

رواه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 126 / 2 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 202
/ 1 ) من طريق مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري
عن أبي الجوزاء عن ابن عباس ، قال حماد : و لا أعلمه إلا قد رفعه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قال المنذري ( 1 / 196 ) و تبعه الهيثمي ( 1 / 48 ) : و إسناده حسن .
قلت : و فيما قالاه نظر ، فإن عمرا هذا لم يوثقه غير ابن حبان ( 7 / 228 ، 8 /
487 ) ، و هو متساهل في التوثيق حتى أنه ليوثق المجهولين عند الأئمة النقاد كما
سبق التنبيه على ذلك مرارا ، فالقلب لا يطمئن لما تفرد بتوثيقه ، و لا سيما أنه
قد قال هو نفسه في مالك هذا : يعتبر حديثه من غير رواية ابنه يحيى عنه ، يخطيء
و يغرب ، فإذا كان من شأنه أن يخطيء و يأتي بالغرائب ، فالأحرى به أن لا يحتج
بحديثه إلا إذا توبع عليه لكي نأمن خطأه ، فأما إذا تفرد بالحديث كما هنا -
فاللائق به الضعف .
و أيضا فإن مؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ كما قال أبو حاتم و غيره ، و يغلب
على الظن أن الحديث إن كان له أصل عن ابن عباس رضي الله عنه فهو موقوف عليه ،
فقد تردد حماد بن زيد بعض الشيء في رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، نعم
جزم برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم سعيد بن زيد أخو حماد ، لكن سعيد هذا
ليس بحجة كما قال السعدي ، و قال النسائي و غيره : ليس بالقوي ، ثم إن ظاهر
الحديث مخالف للحديث المتفق على صحته : " بني الإسلام على خمس ... " الحديث ،
و ذلك من وجهين :
الأول : أن هذا جعل أسس الإسلام خمسة ، و ذاك صيرها ثلاثة .
الآخر : أن هذا لم يقطع بكفر من ترك شيئا من الأسس ، بينما ذاك يقول : من ترك
واحدة منهن فهو كافر ، و في رواية سعيد بن حماد : فهو بالله كافر و لا أعتقد أن
أحدا من العلماء المعتبرين يكفر من ترك صوم رمضان مثلا غير مستحل له خلافا لما
يفيده ظاهر الحديث ، فهذا دليل عملي من الأمة على ضعف هذا الحديث والله أعلم .
و مما لا شك فيه أن التساهل بأداء ركن واحد من هذه الأركان الأربعة العملية مما
يعرض فاعل ذلك للوقوع في الكفر كما أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :
" بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة " ، رواه مسلم و غيره ، فيخشى على من تهاون
بالصلاة أن يموت على الكفر و العياذ بالله تعالى ، لكن ليس في هذا الحديث
الصحيح و لا في غيره القطع بتكفير تارك الصلاة و كذا تارك الصيام مع الإيمان
بهما بل هذا مما تفرد به هذا الحديث الضعيف ، والله أعلم .
و أما الركن الأول من هذه الأركان الخمسة " شهادة أن لا إله إلا الله " فبدونها
لا ينفع شيء من الأعمال الصالحة ، و كذلك إذا قالها و لم يفهم حقيقة معناها ،
أو فهم ، و لكنه أخل به عمليا كالاستغاثة بغير الله تعالى عند الشدائد و نحوها
من الشركيات .
(1/171)
________________________________________

95 - " التائب حبيب الله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 213 ) :

لا أصل له بهذا اللفظ .

و قد أورده الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 434 ) جازما بنسبته إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ! و قال الشيخ تاج الدين السبكي في " الطبقات " ( 4 / 14 -
170 ) : لم أجد له إسنادا ، و نحوه الحديث الآتي :
(1/172)
________________________________________

96 - " إن الله يحب العبد المؤمن المفتن التواب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 213 ) :

موضوع .

أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد " المسند " ( رقم 605 ، 810 ) و من طريقه
أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 178 - 179 ) عن أبي عبد الله مسلمة الرازي عن
أبي عمرو البجلي عن عبد الملك بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي عن
محمد بن الحنفية عن أبيه مرفوعا ، و هذا إسناد موضوع : أبو عبد الله مسلمة
الرازي لم أجد له ترجمة ، و لم يورده الحافظ بن حجر في " تعجيل المنفعة بزوائد
رجال الأئمة الأربعة " مع أنه على شرطه ، و قد فاته من مثله تراجم كثيرة ،
و أبو عمرو البجلي ، قال الذهبي في " الميزان " ثم الحافظ في " التعجيل " :
يقال : اسمه عبيدة ، حدث عنه حرمي بن حفص ، قال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به
و قد جزم الحافظ في " الكنى " من " لسان الميزان " ( 6 / 419 ) بأنه هو عبيدة
ابن عبد الرحمن ، و يؤيده أن الذهبي ثم العسقلاني أورداه في " الأسماء " هكذا
عبيدة بن عبد الرحمن أبو عمرو البجلي ، ذكره ابن حبان فقال : روى عن يحيى بن
سعيد ، حدث عنه حرمي بن حفص ، يروي الموضوعات عن الثقات روى عن يحيى عن سعيد بن
المسيب عن أبي أيوب قال : أخذت من لحية النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال :
" لا يصيبك السوء أبا العرب " .
قلت : و قد أورده ابن أبي حاتم فيمن اسمه عبيدة بالفتح ( 3 / 1 / 92 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و في هذا تنبيه على أنه لا ينبغي أن يحمل سكوت ابن
أبي حاتم عن الرجل على أنه ثقة كما جرى عليه بعض المحدثين المعاصرين و بعض مدعي
العلم ، فإنك ترى هذا الرجل قد سكت عنه و يبعد جدا أن يكون عنده ثقة مع قول ابن
حبان فيه ما تقدم فتأمل ، بل إن ابن أبي حاتم رحمه الله قد نص في أول كتابه ( 1
/ 1 / 38 ) على أن الرواة الذين أهملهم من الجرح و التعديل إنما هو لأنه لم يقف
فيهم على شيء من ذلك ، فأوردهم رجاء أن يقف فيهم على الجرح
و التعديل فيلحقه بهم ، و عبد الملك بن سفيان الثقفي قال الحسينى : مجهول
و أقره الحافظ في " التعجيل " و الحديث في " مجمع الزوائد " ( 10 / 200 )
و قال : رواه عبد الله و أبو يعلى و فيه من لم أعرفه ، و عزاه إليهما شيخه
العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 5 ) و قال : سنده ضعيف ، ثم رأيته في
" مفتاح المعاني " ( 67 / 1 ) من طريق الواقدي : حدثنا إبراهيم بن إسماعيل عن
عبد الله بن أبي سفيان عن يزيد بن ركانة عن محمد بن الحنفية به ، لكن الواقدي
كذاب ، فالحديث موضوع و إن ذكره في " الجامع " من طريق الأولى .
(1/173)
________________________________________

97 - " إن الله يحب الشاب التائب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 215 ) :

ضعيف .

قال العراقي في " التخريج " ( 4 / 4 - 5 ) : رواه ابن أبي الدنيا في " التوبة "
و أبو الشيخ في كتاب " الثواب " من حديث أنس بسند ضعيف .
(1/174)
________________________________________

98 - " إن الله يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله عز وجل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 215 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم ( 5 / 360 ) و عنه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 247 )
من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن سالم الأفطس عن عمر بن عبد العزيز عن
عبد الله مرفوعا ، و هذا إسناد موضوع : محمد بن الفضل كذاب و قد تقدم ، هذه
هي علة الحديث ، ثم إني أخشى أن يكون منقطعا بين عمر بن عبد العزيز و ابن عمر ،
فقد كانت سن عمر يوم وفاة ابن عمر نحو ثلاثة عشر سنة .
(1/175)
________________________________________

99 - " إن الله يحب الناسك النظيف " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 216 ) :

موضوع .

أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 10 / 11 - 12 ) من طريق عبد الله بن إبراهيم
الغفاري عن المنكدر بن محمد عن أبيه محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا ،
و هذا سند موضوع : الغفاري متهم بالوضع ، و المنكدر لين الحديث كما قال الحافظ
في " التقريب " ، و هذا الحديث و الذي قبله من موضوعات " الجامع الصغير " ! .
(1/176)
________________________________________

100 - " حسنات الأبرار سيئات المقربين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 216 ) :

باطل لا أصل له .

و قد أورده الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 44 ) بلفظ : قال القائل الصادق : "
حسنات الأبرار .. " ، قال السبكي ( 4 / 145 - 171 ) : ينظر إن كان حديثا ، فإن
المصنف قال : قال القائل الصادق ، فينظر من أراد .
قلت : الظاهر أن الغزالي لم يذكره حديثا ، و لذلك لم يخرجه الحافظ العراقي في
" تخريج أحاديث الإحياء " و إنما أشار الغزالي إلى أنه من قول أبي سعيد الخراز
الصوفي ، و قد أخرجه عنه ابن الجوزي في " صفوة الصفوة " ( 2 / 130 / 1 ) و كذا
ابن عساكر في ترجمته كما في " الكشف " ( 1 / 357 ) قال : و عده بعضهم حديثا
و ليس كذلك .
قلت : و ممن عده حديثا ، الشيخ أبو الفضل محمد بن محمد الشافعي فإنه قال في
كتابه " الظل المورود " ( ق 12 / 1 ) : فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره ، و لا يشفع له أنه صدره بصيغة التمريض - إن كانت مقصودة منه لأن ذلك
إنما يفيد فيما كان له أصل و لو ضعيف ، و أما فيما لا أصل له - كهذا - فلا .
قلت : ثم إن معنى هذا القول غير صحيح عندي ، لأن الحسنة لا يمكن أن تصير سيئة
أبدا مهما كانت منزلة من أتى بها ، و إنما تختلف الأعمال باختلاف مرتبة الآتين
بها إذا كانت من الأمور الجائزة التي لا توصف بحسن أو قبح ، مثل الكذبات الثلاث
التي أتى بها إبراهيم عليه السلام ، فإنها جائزة لأنها كانت في سبيل الإصلاح ،
و مع ذلك فقد اعتبرها إبراهيم عليه السلام سيئة ، و اعتذر بسببها عن أن يكون
أهلا لأن يشفع في الناس صلى الله عليه و على نبينا و سائر إخوانهما أجمعين
و أما اعتبار الحسنة التي هي قربة إلى الله تعالى سيئة بالنظر إلى أن الذي صدرت
منه من المقربين ، فمما لا يكاد يعقل ، ثم وقفت على كلام مطول في هذا الحديث
لشيخ الإسلام ابن تيمية قال فيه : هذا ليس محفوظا عمن قوله حجة ، لا عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، و لا عن أحد من سلف الأمة و أئمتها و إنما هو كلام لبعض
الناس و له معنى صحيح و قد يحمل على معنى فاسد ، ثم أفاض في بيان ذلك فمن شاء
الإطلاع عليه فليراجعه في رسالته في التوبة ( ص 251 - ص 255 ) من " جامع
الرسائل " تحقيق صديقنا الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله تعالى .
(1/177)
________________________________________
يتبع .....