نقطة نقاش: فيضان تونس... هل تمتد أمواجه لبلاد الجوار؟


محرر ياهو مكتوب
اتفقت وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام العربية مع جمهورها المتابع لأخبار الثورة التونسية على طرح تساؤل حول مدى تأثيرها، وهل تسمع أصداء الإطاحة بزين العابدين بن علي من قصر الرئاسة في عواصم عربية أخرى أم تتعلم الأنظمة المشابهة طريقة استيعاب غضب شعوبها مبكرا؟

وكالة رويترز الإخبارية نشرت تقريرين حول مستقبل الأنظمة العربية في ظل التغيير التونسي المفاجئ، وعنونت تقريرا "الحكام العرب حذرون بعد الاطاحة برئيس تونس" رصدت فيه ردود الأفعال الرسمية الصادرة عن البلدان العربية.

ورأت الوكالة أن القادة العرب تعاملوا في بداية الأمر بـ"شبه صمت معبر للغاية"، ورأت الوكالة في ذلك قلقا رسميا فسرته عن طريق المحلل السياسي هنري ويلكنسون من مؤسسة جانوسيان سيكيورتي الاستشارية بقوله "ما سيقلق حكومات كثيرة في المنطقة هو أن الأزمة كانت عفوية".

وتابعت الوكالة، "ربما يعكس تحفظ الزعماء العرب بشأن تونس تخوفهم مثلما قال المحلل كميل الطويل من أن ما حدث في تونس أثبت أن بإمكان الشعوب إسقاط نظام حكم في العالم العربي بالخروج الى الشوارع والتظاهر".

إلا أن المصادر التي استندت إليها رويترز في تقريرها لم ترجح تغيير الأنظمة العربية لطريقة تعاملها مع شعوبها قائلة "ولكن ذلك لا يعني بالضرورة انهم سيكونون متأهبين اذا ما رأت شعوبهم تكرار ثورة تونس"، فبعض القادة قد يرى في ثورة تونس دليلا على أنه "ما يزال على صواب في عدم تقديم شبر واحد سواء للإسلاميين أو لمجرد الإصلاحيين".

وبعيدا عن التفاعل الرسمي مع الثورة التونسية، رصدت الوكالة ردود الفعل العربية الشعبية في تقرير آخر بعنوان "منتقدون.. أزمة تونس توقظ الجرأة لدى الشعب العربي"، وبدأت الوكالة المحافظة تقريرها بمقدمة حاسمة قالت فيها " تسهم الإطاحة بالرئيس التونسي بعد احتجاجات واسعة النطاق في بث الجرأة لدى حركات المعارضة العربية والمواطنين العاديين كي يتحدوا حكومات أكثر رسوخا في الحكم في شتى أنحاء الشرق الأوسط".

وإن رأت الوكالة أن الظروف قد تختلف في بلدان أخرى ربما "لوجود قوات أمن أكثر فاعلية أو الأموال الطائلة الكافية لتلبية مطالب المواطنين الساخطين، أو لافتقارها في الوقت ذاته لنقابات العمال المشاكسة التي أبقت على جذوة الاحتجاجات في تونس".

لكن تبقى "تستشري في أنحاء المنطقة نفس مشاعر الإحباط الجماهيري ذاتها التي كانت قد دفعت بالتونسيين إلى الخروج إلى الشارع في ظل موجات الغلاء وعدم كفاية فرص العمل والأجهزة الحكومية التي لا توفر مساءلة ديمقراطية حقيقية" بحسب رويترز.

ورشح محللون للوكالة بلدانا أخرى قد تشهد انعاكسا للزخم التونسي مثل "مصر والأردن وسوريا ودول أخرى في شمال إفريقيا، ويمتد الإحباط الشعبي إلى الخليج لكن هذه الدول المنتجة للنفط لديها في ظل احتياطات مالية هائلة نظام للرفاهية الاجتماعية من شأنه رشوة المعارضة".

وانطلقت "الجزيرة نت" من ترشيحات رويترز لتركز على منتصف الوطن العربي وتسأل "الثورة التونسية هل تلهم المصريين؟"، وأشارت المحطة التليفزيونية عبر موقعها الرسمي إلى خروج عشرات المصريين في مظاهرات عفوية قاصدين مقر السفارة التونسية بالقاهرة للتعبير عن تضامنهم مع الشعب التونسي وفرحته بإزاحة نظام بن علي، ونقلت عن عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها محمد البرادعي قوله إن ما حدث في تونس ملهم للشعب المصري "حكومة ومعارضة، نخبة وجمهورا، ومؤسسات سياسية وأمنية ووطنية".

في المقابل حذر عبد الله الأشعل المساعد السابق لوزير الخارجية المصري من أن تكرار التجربة التونسية في مصر ستكون عواقبه وخيمة، وقال للجزيرة نت إنه حال نزول المصريين إلى الشارع فإن ضريبة باهظة ستدفعها البلاد كون مصر بلدا كبيرا من حيث السكان والمساحة، مؤكد أن أي صدام في الشارع بين الناس والشرطة سيؤول إلى خراب عظيم يتحمل النظام وحده المسؤولية عنه.

أما عبد الله كمال رئيس تحرير "روزاليوسف" المقربة من الجهاز الحاكم لمصر فاستبعد وجود صدى لأحداث تونس في البلدان العربية باستثناء المغرب العربي، ودلل كمال على كلامه بأنه عند الإطاحة بالرئيس الموريتاني لمحاولته تعديل الدستور لصالحه تنبأ البعض بتكرار السيناريو وهو ما لم يحدث.

وأرجع الكاتب جزءا كبيرا من انهيار نظام بن علي إلى "طبيعة المناخ البوليسي الذي كانت تعيش فيه تونس، حيث لم يكن متاحا لأي من أبنائها الدخول علي جملة من مواقع الإنترنت"، الذي لم يغفر لبن علي في مقابله إنجازاته التي ذكر منها كمال "تحقيق نمو تعليمي رهيب ... وأحدث نموا كبيراً في الطبقة الوسطي".

وانتهى كمال في مقاله إلى أن "هذا النموذج غير قابل للتكرار لأسباب موضوعية"، أجملها في اختلاف طبيعة حكم بن علي عن غيره من نظرائه العرب، فوفقا للكاتب كان صدام حسين رئيس العراق الراحل وحده المضاهي لحكم تونس البائد، والسبب الآخر هو تجنب الحكومات العربية للاستجابة لضغوط الحلفاء الغربيين الذين وصفهم كمال بأنهم "حلفاء شكليين يسعون وراء مصلحتهم فقط".

ومن الوكالات الإخبارية إلى ردود الفعل الشعبية، أطلق الشباب العربي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أكثر من مجموعة لتثمين التحرك الشعبي التونسي، وفيها ما تنبأ بتكرار الأمر في بلدان عربية أخرى.

وجذبت المجموعات المشجعة للثورة التونسية بعنوانين متعددة ومن بلدان عربية مختلفة مثل مجموعة "يومك قرب والدليل (تونس)" والتي كتب منشؤها في التعريف بها "إن ما يحدث في تونس من ثورة شعبية ضد الظلم والفساد والاستبداد لأقوى دليل على أن نهاية الأنظمة العربية الفاشلة والدكتاتورية اقتربت".

مجموعة أخرى انطلقت بعنوان "بدأت الثورة العربية في تونس"، وأخرى دشنها المصريون بعنوان "البداية في تونس ... والمصريون قادمون"، وأخرى بعنوان "كلنا تونس يا مصريين"، كما جمعت مجموعة "ا للظلم يا حكام العرب ... وصوت شباب تونس هو صوت كل العرب" نحو ألف ونصف مشارك، ومن القطر المغربي ظهرت مجموعات بأسماء مثل " تونس والجزائر والمغرب بلد واحد"، و"جزائريون وكلنا تونس".

وأنت قارئ ياهو مكتوب، شارك برأيك وأجب، هل تصدق توقعات بعض المحللين السياسيين بانتقال الثورة التونسية إلى الأقطار المجاورة؟ أم أن لكل بلد طريقته في التغيير؟ وهل تغير الأنظمة العربية من سياساتها بالقرب أكثر من الشارع أم بمزيد من الإحكام؟

kr'm krha: tdqhk j,ks>>> ig jlj] Hl,h[i gfgh] hg[,hv?