بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وبعد :أقول بداية أسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ؛
لقد ظهر جماعة من المخذلين للأمة ولست أدري عن قصد أو دون قصد ؛ ولكن ظهر هؤلاء العلماء المخذلين للأمة المشجعين لمن يهدم دين الله عز وجل من الحكام الظلمة ؛ فيقولون لا تخلع يدا من طاعة ؛ ويقولون إلا أن تروا كفرا بواحا عليكم من الله فيه برهان ؛ وغيرها من الأحاديث التي يقرأونها دون أن يذكروا شروح العلماء عليها ولا بيان المعنى الذي ذهب إليه العلماء فيها ؛ جاء في شرح النووي على مسلم الجزء 12 ص 229 ما يلي :
قال القاضي عياض أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل قال وكذا لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها قال وكذلك عند جمهورهم البدعة (لاحظ أجاز بعض العلماء الخروج على الحاكم المبتدع فكيق بمن غير أحكام الله ) قال وقال بعض البصريين تنعقد له وتستدام له لأنه متأول قال القاضي فلو طرأ عليه كفر وتغيير للشرع (فكيف بمن غير الشرع كله ) أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب أمام عادل أن أمكنهم ذلك فإن لم يقع ذلك الا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر ولا يجب في المبتدع إلا إذا ظنوا القدرة عليه فإن تحققوا العجز لم يجب القيام وليهاجر المسلم عن أرضه إلى غيرها ويفر بدينه قال ولا تنعقد لفاسق ابتداء فلو طرأ على الخليفة فسق قال بعضهم يجب خلعه ( لاحظ ؛ قال بعض العلماء بخلع الحاكم الفاسق فكيف بمن حارب دين الله وسجن الشباب لمجرد إطلاق اللحية وملأ بهم السجون ؟ وكيف بمن غيب الحكم بشريعة الله واستبدلها بقانون فرنسي ؟ ) إلا أن تترتب عليه فتنة وحرب وقال جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه بذلك بل يجب وعظه وتخويفه للأحاديث الواردة في ذلك ( لاحظ أن الرأي الذي يقول بعدم الخروج عليه يقول بعدم الخروج عليه لفسقه لا لتغييب شريعة الله ؛ ولاحظ مع ذلك قولهم : يجب وعظه وتذكيره ؛ فهل قام العلماء المخذلين للأمة بهذا الواجب ؟ هل رأيت واحدا منهم ينهى حاكم عن منكر ؟) قال القاضي وقد ادعى أبو بكر بن مجاهد في هذا الإجماع (أي في عدم الخروج على الحاكم الفاسق )وقد رد عليه بعضهم هذا ( أي هذا الإجماع المدعى ) بقيام الحسن وبن الزبير وأهل المدينة على بني أمية وبقيام جماعة عظيمة من التابعين والصدر الأول على الحجاج مع بن الأشعث وتأول هذا القائل قوله أن لا ننازع الأمر أهله في أئمة العدل وحجة الجمهور أن قيامهم على الحجاج ليس بمجرد الفسق بل لما غير من الشرع ( أقول هل غير الحجاج ربع ما غيره هؤلاء الحكام الظلمة من الشرع ؟ ) وظاهر من الكفر قال القاضي وقيل أن هذا الخلاف كان أولا ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم والله اعلم . انتهى
( شرح النووي على مسلم الجزء 12 ص 229 )
أقول لهؤلاء العلماء المخذلين : لماذا لم نركم يوما تأمرون حاكما أن يتقي اله في دماء المسلمين ؟ لماذا نراكم صم بكم حين يتم اعتقال الشباب لمجرد إطلاق لحاهم ؟ لماذا نراكم تسكتون وأنتم ترون أحكام الله تنتهك وتستبدل بقانون فرنسي ؟ لماذا لا تتكلمون إلا حين يقوم هؤلاء الشباب المسلم الصالح بالتضحية بأنفسهم في سبيل تغيير الظلم والنصرة لدين الله ؛ وليتكم تقومون نصرة لهم بل للأسف تقومون لنصرة عدوهم وتخذيلهم وتقولون لهم لا ترفعوا يدا من طاعة لمن يحاربكم في دينكم ويعتقلكم لمجرد أنه رأى آثار الإلتزام عليكم ؛ لا ترفعوا يدا من طاعة لمن غيب شريعة الله ؛ لا ترفعوا يدا من طاعة لمن والى أعدائكم من اليهود وغيرهم ؛ وتستدلون بالنصوص في غير موضعها ؛ فاتقوا الله ؛ إن لم تكونوا على الظالم فلا تكونون معه على المظلوم ؛ شيء عظيم والله ؛ حاكم يسرق مال الأمة حتى ذاقت الأمرين ؛ ثم هو يحارب أي مظهر من مظاهر التدين ويزج بالشباب المسلم في السجون لمجرد إطلاق اللحية ؛يرهب شعبه بالإعتقال دون أي جريمة ؛ يرفع شريعة الله ويستبدلها بقانون فرنسي ؛ والعلماء المخذلين لأمتنا يقولون : أطيعوهم هههههه ؛ والله أكاد أخرج عن شعوري ؛ هل هذا هو الإسلام ؟ هل الإسلام أن تعيش في قهر ويسلبك الحاكم كل حقوقك بما فيها دينك ؟ فلا تستطيع أن تمشي وأنت ملتح في أمان مثلا ؟ هل هذا هو الإسلام ؟ والله حاجة زي العسل ؛ والله تستاهلوا القهر اللي إنتم فيه ؛ وليس هذا فحسب بل أصبح القهر مورث ؛ بمعنى أن الحاكم يريد أن يورث الحكم لإبنه ليرث الشعب بالتالي القهر والذل ؛ والعلماء المخذلين يقولون أطيعوهم ؛ ولاحول ولا قوة إلا بالله ؛ هناك من العلماء الذين لا يخافون في الله لومة لائم مثل الشيخ القرضاوي ؛ وهو من كبار علماء الأمة ؛ قال غير ذلك ؛ بل شجع ثورة شباب التحرير ؛ ونادى بالإصلاح ؛ ولو كان كل علماء المسلمين مثله لاتصلح حال الأمة ؛ أما لو أصبح كل علماء الأمة مثل هؤلاء العلماء المخذلين للأمة فقل على الإسلام السلام ؛ وقل على المسلمين السلام ؛ وأخيرا أقول لمن يسمي ثورة الشباب ضد الظلم والطغيان فتنة ؛ أقول لهم هذا إصلاح وليس فتنة ؛ ومنذ متى مان الإصلاح فتنة ؛ والله إني لحزين لهؤلاء العلماء الذين آثروا دنياهم على دينهم وبدلا من أن ينادوا بالإصلاح ؛ لا يخذلون المصلحين
أسأل الله عز وجل أن يبصركم ويهديكم ؛ والله المستعان .


fg d[f hgov,[ ugn hgp;hl hg/glm