سبحان الله !
والله ما رأيت أحداً يخبط في كلامه خبط عشواء مثل ما كان منك في كلامك .
فاستفتحت مقالتك بعنوان ليس منها في شيء ، ثم ابتدأت من حيث أردت أن تفرغ ، وفرغت ولما تبدأ بعد !
قلت في العنوان بوجوب الخروج على ظلمة الحكام ، ثم سقت الرأي بوجوب الخروج على كفرتهم .. وأقررت ما نفيت ثم عدت فنفيت ما أقررت !
وبين هذا وذاك لم يسعفك لسانك إلا بالتنقص من العلماء والترذل عليهم ، وغفلت أن أعراضهم مصونة ، ولحومهم مسمومة ..
ويكفيني ما أتيت أنت به من « وقال جمهور أهل السُّنة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين : لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق ، ولا يخلع ، ولا يجوز الخروج عليه بذلك ، بل يجب وعظه وتخويفه للأحاديث الواردة في ذلك .. قال عياض : وقد ادعى أبو بكر بن مجاهد في هذا الإجماع وقد رد عليه بعضهم هذا بقيام الحسن وابن الزبير وأهل المدينة على بني أمية وبقيام جماعة عظيمة من التابعين والصدر الأول على الحجاج مع ابن الأشعث وتأول هذا القائل قوله : « وألا ننازع الأمر أهله » في أئمة العدل ، وحجة الجمهور أن قيامهم على الحجاج ليس بمجرد الفسق بل لما غير من الشرع وظاهر من الكفر . ثم يقول النووي : قال القاضي : إن هذا الخلاف كان أولًا ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم . والله أعلم »
ولست أنازعك القول في كفر فلان أو غيره من حكامنا ، فليس هذا مقامنا ، بل هو مقام رد مقالتك بالخروج عليهم بمجرد الظلم كما يمكن أن يُستشرف من عنوانها ، وزعمك إجماع علمائنا على ذلك والإجماع على غير ما تقول ..
هدانا الله وإياكم ..