اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن الوليد مشاهدة المشاركة
أنا ملاحظ إن بعض الأخوة خارج مصر فاكرين إن اللي بيحصل في ميدان التحرير جهاد في سبيل الله أو رفع لراية الإسلام.

اللي بيحصل في ميدان التحرير الآن نكبة على الأمة الإسلامية كلها .

مظاهرات ترتفع فيها الصلبان وأصوات الغناء واللهو والعبث وتقام فيها القداسات الإلهية ، وتكشف فيها العورات ، وفوق كل ذلك يرددون هتافات تقول : "لا دينية" .

النظرة السطحية للأمور جعلت بعضا من المساكين يظن بأن كل من يخرج على حاكم ظالم فهو مؤمن متـّـقي .
أستاذي الفاضل خالد بن الوليد ؛ أكتب إليك الآن بعد ما خُلع مبارك من جراء الثورة التي وصفتها أنت بما وصفتها به ؛ ولا تظن أنني أختلف معك أن هذه الثورة كان فيها ما ذكرت ؛ ولكن دعني أخبرك أن هناك ما يسمى بفقه الأولويات ؛ دعني أفهمك هذه النقطة ثم أنتقل للرد على شبهتك ؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أرسل معاذ إلى اليمن ماذا قال له ؟ قال له إنك تأتي قوم أهل كتاب ؛ فأخبرهم أن لا إله إلا الله ؛ فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات ... وهكذا ؛ فلو لم يجيبوا معاذا في التوحيد والنطق بالشهادة ما جاز له أن يكلمهم عن الصلاة ؛ وإن لم يقيموا الصلاة ما جاز لمعاذ أن يأمرهم بالزكاة ؛ وهكذا الدعوة ؛ هؤلاء الدعاة الذين خرجوا في مظاهرات أرادوا أن يزيلوا حكم طاغية يحكم المسلمين بقانون فرنسي ؛ وينكل بالدعاة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ؛ أراد هؤلاء إخراجه ؛ فتعاون معهم من أبناء الشعب من يرفعون أغاني كما قلت وتعاون معهم مسيحيين من أبناء مصر ؛ فهل ترى من الحكمة أن يوقفوا الثورة ليدعوا من يسمع أغاني ليتوقف عنها ؟ أم يقولوا للمسيحيين ارجعوا فليس لكم مكان ويشعروا العالم كله أن الدين الإسلامي دين يضطهد الآخرين ؟ أليس من الحكمة أن يركزوا على هدف واحد وهو خلع الحاكم وبعدها يتفرغوا لدعوة من يسمع أغاني لتركها ؛ ويدعون المسيحيين للإسلام وكل ذلك بالحكمة وبالتي هي أحسن ؟
لا أريد الآن أن أطيل ؛ ولكن لو كان الدعاة في ميدان التحرير بنفس فكرك لتوجهت كل طائفة منهم للطعن في الأخرى بدلا من أن يتجهوا جميعا لهدف واحد وهو تنحية طاغية ؛
أخيرا أذكرك بقول الله تعالى : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب .