السلام عليكم

عبادة قوم إبراهيم للنجوم

قوم إبراهيم هم الكشدانيون الذين كانوا يعبدون الكواكب في قديم الزمان، ويزعمون أنها المدبرة لهذا العالم السفلي، وأن الخير والشر صادر منها. وهم يرون بأن الكواكب كالجسد بالنسبة للملائكة. وقالوا بأنها حقيقة بالعبادة للصفات التالية

1- أن هذه الأفلاك متحركة بحركة إرادية، وهي نفوس عالمة مدركة، وهي علل لهذه النفوس البشرية.
2- أن الأفلاك والكواكب مدركة للجزئيات والكليات.
3- إن هذه الكواكب عالمة بجميع ما يجري من الحوادث في هذا العالم سواء كانت هذه الحوادث طبيعية أو قسرية أو اختيارية.
4- زعموا أن الكواكب صور الحيوانات في العالم.
5- قالوا: إن العلة يجب أن تكون أكمل من المعلول، وهذه الصور العالية علة للصور السفلية، فيجب أن تكون أكمل منها، فلا يبعد أن يقال: إنها على بعدها من هذا العالم تحس بكل ما في هذا العالم، وتسمع دعاء البشر، وتبصر تضرعهم، وتشم روائح دخنهم وبخوراتهم، ولا يبعد أن يكون لها ولأرواحها وأعوانها أسماء مخصوصة، ولا يبعد أن تتجلى لمن يحمدها ويتضرع إليها، وتوحي أسماءها وأسماء أعوانها إلى ذلك الداعي.
6- اعتقدوا أن الكواكب والأفلاك ممكنة الوجود لذواتها، واجبة الوجود بإيجاب المؤثر الأول لها، وليس في عالم الكون والفساد فاعل قديم مختار إلا الأفلاك والكواكب.

ولما كانت هذه الكواكب يختفي أكثرها في النهار وفي بعض الليالي لما يعرض في الجو من الغيوم والضباب ونحو ذلك رأوا أن ينصبوا لهذه الكواكب أصناماً وتماثيل على هيئة الكواكب السبعة حينما تصدر أفعالها عنها -كما يزعمون- كل تمثال يقابل هيكلاً، فكانوا يتقربون إلى هذه التماثيل في الساعات المحمودة للكواكب عندهم، فيلبسون لباسه، ويتختمون بخاتمه، ويتبخرون ببخوره الخاص به، ويتضرعون بالدعاء عندها، ويسألون حاجاتهم منها.



{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}



{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ}