السلام عليكم

دور الرافضة في نشر التنجيم بين المسلمين

أقر الرافضة بالتنجيم وبتأثير الكواكب في هذا الكون بالسعود والنحوس والموت والحياة، ونحو ذلك، إلا أنهم أرادوا أن يصبغوا معتقدهم هذا بصيغة إسلامية أشد من صبغة الفلاسفة، وينمقوه أكثر من تنسيق الفلاسفة.

قالوا: إن النجوم مؤثرة في هذا الكون، إلا أن تأثيراتها بفعل الله تعالى، وأنها علامات على حوادث عالم الكون والفساد، إلا أن هذه العلامات ليست لازمة، إذ قد يغير الله تلك العادة لما يراه من المصلحة، وهذا مبني على عقيدتهم الفاسدة التي يصفون الله فيها بالبداء تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وحتى لا يلزموا بظهور الكذب في أكثر الحوادث التي يخبر بها المنجمون، فإن سئلوا عن ذلك قالوا: بدا الله أن يغير هذه العلامة في هذا الموضع.

الرافضة أكثر الطوائف كلاماً في التنجيم، وأعظمها أثراً في زرع هذه الصناعة ونشرها، ويتضح هذا الأمر من أربعة أوجه:

الوجه الأول: دور الرافضة الواضح في العمل على تأصيل علم التنجيم بإيراد الشبه، وتدعيمه بالآيات التي يزعمون أنها تؤيد ما ذهبوا إليه، وبالأحداث المكذوبة، وبنسبته إلى الأنبياء، وإلى من زعموا أنهم أئمة لهم، ولا شك في وجود الفرق بين ممن ينسب التنجيم إلى الدين، وبين من ينسبه إلى أحكام استنبطها من النجوم.

الوجه الثاني: استخدموا أساليب متنوعة لغرس التنجيم في قلوب الناس.

الوجه الثالث: تبنى التنجيم كثير من كبار رجالهم، وألفوا فيه كثيراً ممن الكتب، وتقربوا به إلى الخلفاء مما جعل لهم مكانة عند عامة الناس.

الوجه الرابع: تأييدهم للفلاسفة والمنجمين وتمكينهم في الأرض كما فعل النصير الطوسي عندما وظف منجمين لرصد الكواكب، وجعل لهم أوقافاً تقوم بمعاشهم، قال ابن القيم في ذلك: (ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة..، شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه فعرضهم على السيف حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة والمنجمين، والطبائعيين والسحرة، ونقل أوقاف المدارس، والمساجد، والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه) .


يتبع التنجيم في العصر الحاضر