معذرة لتطفلي عليكم فهذه أول مشاركة لي، كما أستميحكم عذراً في ردي السريع لأني وللأسف لم أجد من يرد رداً صحيحاً على العضو المسيحي على الرغم من جهله سوى بالإحالة على مقالات أخرى مما شتت بعض القراء وكنت أتمنى أن يقتبس من تلك المقالات حتى يكون الرد واضحاً
سيكون كلامي بمشيئة الله على ثلاث نقاط وملحوظة وخلاصة:
النقطة الأولى: مشكلة في عدم فهم العضو
النقطة الثاتية: ما هو القرآن
النقطة الثالثة: الضدان والنقيضان
الملحوظة: خطأ من الباحث نايف بن سعيد الزهراني
الخلاصة:
النقطة الأولى:
التي أود أن أوضحها أن مشكلة هذا العضو هو انه لا يستوعب فكرة أن يكون هناك كتاب ممكن أن يُقرأ بعدة قراءات كلها صحيحة، فهذا لا أعلم بوجوده أبداً لا في الكتب السماوية السابقة ولا في مؤلفات البشر.
وبالمثال يتضح المقال (ولله المثل الأعلى):
فلو ألفت كتاباً أو قصيدة مرتين كل مرة تقرأ فيها بقراءة مختلفة ثم دمجتها في نص واحد يحتمل رسمه كلتا القراءتين وأعطيته بعد ذلك لتلامذتي وقرأته على بعضهم بقراءة وعلى الآخرين بقراءة أخرى فما الخطأ في ذلك، حتى ولو كانت القراءتين تحمل معنى مختلفا عن الأخرى، فما المانع أني عندي من المهارة ما أستطيع به أن أعبر من معاني مختلفة -كلها أعنيها- بكلمة واحدة يحتمل رسمها المعنيين جميعاً كأن أقول مثلاً (وهذا مقتبس من إحدى المشاركات): أنا معلم، وأتركها بلا تشكيل هكذا وأُُقرِؤُها بعض تلاميذي مُعَلِّم –بكسر اللام وتشديدها- والبعض الآخر معَلَّم –بفتح اللام وتشديدها- وأنا قصدت المعنيين –فأنا معلِّمهم وفي نفس الوقت لي معلم يعلمني- لكن بدلاً من كتابتهما كلمتين جعلتهما كلمة واحدة في الرسم، وبهذا أوصلت معنيين برسم واحد بإيجاز واختصار.
وأقول مرة أخرى ولله المثل الأعلى، أن الله عز وجل أنزل القرآن بجميع هذه القراءات فكلها صحيحة وكلها قرآن وكلها من عند الله وكلها أقرأها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأقرهم عليها ونقلوها بعد ذلك لنا ورسموا بها المصاحف بما يحتملها كلها.
فكل هذه القراءات على اختلاف معانيها هي قرآن.
ومشكلة هذا العضو هو أنه يظن أن القرآن نص واحد يقرأ قراءة واحدة، بل هو نص واحد يقرأ بعدة قراءات يحتمل لعدة معانٍ، وهذا زيادة في إعجازه وليس نقصاً، فما من كتاب إلا ويقرأ بقراءة واحدة ولا أعرف حتى الآن كاتباً واحداً ألف كتاباً بعدة قراءات قاصداً لذلك.
وقد لخص هذا أ.د محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف كما في مشاركة # 2 من http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=3222
"إن القراءات القرآنية وحى من عند الله عز وجل.
- إنها لا تدخل كل كلمات القرآن ، بل لها كلمات محصورة وردت فيها ، وقد أحصاها العلماء وبينوا وجوه القراءات فيها.
- إن الكلمة التى تقرأ على وجهين أو أكثر يكون لكل قراءة معنى مقبول يزيد المعنى ويثريه.
- إن القراءات القرآنية لا تؤدى إلى خلل فى آيات الكتاب العزيز ، وكلام الله الذى أنزله على خاتم رسله عليهم الصلاة والسلام."

هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية (مقتبسة من http://www.islam-planet.com/bb/showthread.php?p=282):
إن كلمة قرآن لا تعني الكلام المكتوب أو المطبوع في المصحف، فهناك فرق كبير بينمعنى كلمة قرآن و معنى كلمة مصحف .... هذا لأن كلمة قرآن جاءت من الجذر قرأ و الذيهو الفعل، إذاً قرأ هو الأصل لكلمة قرآن .... أما كلمة مصحف فجاءت من صحف و هوالجذر و من المشتقات لهذا الجذر كلمة صحيفة أي كلام مكتوب ..... و إن انتقال القرآنمن عهد النبي صلى الله عليه و سلم إلى الآن لم يكن عن طريق المصحف بل كان عن طريقالسماع أي قراءة القرآن و ليس قراءة المصحف، إذا لقد انتقل القرآن من يل إلى جيلبطريقة سمعية و لم يكن انتقاله بطريقة مكتوبة و هذا ما يعصم القرآن من الإفتراءالذي ذكر عنه بأنه حرف لأن الخط العربي بدون تنقيط أو تشكيل يحتمل تغيير اللفظ، إذأن اللفظ لن يتغير أبداً لو كان النقل عن طريق السماع الصوتي المباشر و لهذا فإن كلالقراءات هي وحي من عند الله.
أما النقطة الثالثة وهي قوله اضطراب في المعنى والذي طوال مشاركاته لم يضع لها تعريفاً صحيحا فأقول وبالله التوفيق:
في نفس المقال
"ويتبين ذلك ببيان أقسام القراءات من حيث المعنى, وهي ثلاثة أقسام:
1- اختلاف اللفظ والمعنى واحد.
2- اختلاف اللفظ والمعنى جميعاً, مع عدم تضاد المعنى فيهما, وهذا أكثر مواضع اختلاف المعنى في القراءات.
3- اختلاف اللفظ والمعنى, مع عدم اجتماعهما في معنىً من وجه, واجتماعهما في صحة كلِّ معنىً منهما على الاستقلال, إذ كل معنى منهما بمنزلة الآية المستقلة."

أما أن تكون هناك قراءتين لها معنى متضاد أو متناقض فهذا لا يكون أبداًوبيان التضاد والتناقض كالتالي:
أولاً: النقيضان: لا يجتمعان ولا يرتفعان، إثبات أحدهما يقتضي نفي الأخر، ونفي أحدهما يقتضي إثبات الآخر
مثاله: الوجود والعدم: فلا يجتمعان في شيء، فلا يكون الشيء موجوداً أو معدوما في نفس الوقت
ولا يرتفعان في شيء، فلا يكون الشيء لا موجوداً ولا معدوماً في نفس الوقت
كما أنه إذا أثبت أن هذا الشيء موجود يقتضي هذا نفي أنه معدوم، وإذا نفينا وجوده لزمنا إثبات عدمه
ثانياً: الضدان: لا يجتمعان وقد يرتفعان، إثبات أحدهما يقتضي نفي الآخر، ونفي أحدهما لا يقتضي إثبات الآخر
مثاله: الوقوف والجلوس، فلا يجتمعان –وهذا واضح- لكن قد يرتفعان، كأن يكون الشخص نائماً
كما أن إثبات الشخص أنه واقف فهذا نفي لجلوسه
أما نفي أنه واقف فلا يلزم من ذلك أنه جالس بل قد يكون على حالة أخرى –نائم مثلاً-
وهذان النوعان كما قلنا لا يوجدان في القرآن البتة.
ملحوظة مهمة:
معذرة لإطالتي في الجزئية السابقة ولكنها توضيح مهم لكلام ابن تيميه كما في نفس المقال المقتبس منه سابقاً حيث قال " (وهم مُتَّفِقون – أي:الأئمة المتبوعون من أئمة الفقهاء والقراء وغيرهم- على أن الأحرف السبعة لا يُخالف بعضها بعضاً خلافاً يتضاد فيه المعنى ويتناقض, بل يُصَدِّقُ بعضها بعضاً, كما تُصَدِّق الآيات بعضها بعضاً)" ومع هذا فقد أخطأ الباحث نايف بن سعيد الزهراني حيث قال "... وما تضاد فيه المعنى وامتنع اجتماعهما فهو من نوع المتضاد الذي لا يلزم منه بطلان أحد القولين؛ بل كلاهما صواب على الاستقلال..." فقوله فهو من نوع المتضاد لا يستقيم مع تعريفنا السابق، فلو تناولنا مثاله في قوله تعالى: "لقد علمت" بالفتح والضم، فإثبات علم موسى لا ينفي علم فرعون أي أن إثبات أحد القراءتين لا ينفي القراءة الأخرى وبالتالي قد يجتمعان أي أن القراءتين ليستا متضادتين ولا متناقضتين على تعريفنا السابق، وإنما مختلفتين اختلاف تنوع فقط لا غير وكلتا القراءتين صحيح وكلا المعنين أيضاً صحيح.
الخلاصة:
1. أن قراءات القرآن كلها من القرآن وكلها وحي وكلها نزل بها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وكلها علمها لأصحابها ونقلوها إلينا مشافهة ومدارسة ثم دونت بعد ذلك تيسيراً لتعلمها.
2. أن هذه القراءات قد تتفق في اللفظ و المعنى أو "تختلف في اللفظ أو في المعنى" وهذا يثري المعنى ومن إعجاز القرآن، ولكنها لا تتضاد أو تتناقض فهذا لا يكون أبداً –اعتبروها تحدي-
3. أن كُلَّ لفظ من هذه القراءات في حكم الآية المستقلة
4. أن مشكلة هذا العضو أنه لا يستوعب أن هذا كله من عند الله وأنه يتوهم أن القرآن نزل بقراءة واحدة ثم اختلف المسلمون بعد ذلك في قراءته، وهذا خطأ بين.
وأخيراً أجيب على سؤال العضو الأول:
هل كل القراءات القرانية بتؤدى نفس المعنى؟؟؟؟؟؟؟
الإجابة
لا، وهذا ليس عيباً في القرآن بل هو إعجاز حيث أمدنا بمعاني مختلفة برسم قرآني واحد، ولا أعرف أحداً من علماء المسلمين .