السلام عليكم



136 " قولوا : ما شاء الله ثم شئت , و قولوا : ورب الكعبة " .



قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 213 :



أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 357 ) و الحاكم ( 4 / 297 ) و البيهقي

( 3 / 216 ) و أحمد ( 6 / 371 - 372 ) من طريق المسعودي عن سعيد بن خالد عن

عبد الله بن يسار عن # قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة # قالت :



" إن حبرا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنكم تشركون ! تقولون ما

شاء الله و شئت , و تقولون : و الكعبة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "

فذكره .



و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .



قلت : المسعودي كان اختلط , لكن تابعه مسعر عن معبد بن خالد به .

أخرجه النسائي ( 2 / 140 ) بإسناد صحيح .



و لعبد الله بن يسار حديث آخر نحو هذا . و هو :

" لا تقولوا : ما شاء الله و شاء فلان , و لكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان "

.

137 " لا تقولوا : ما شاء الله و شاء فلان , و لكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان

" .




قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 214 :



رواه أبو داود ( 4980 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 90 ) و البيهقي

( 3 / 216 ) و أحمد ( 5 / 384 و 394 و 398 ) من طرق عن شعبة عن منصور بن

المعتمر سمعت عبد الله بن يسار عن # حذيفة # به .



قلت : و هذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن يسار

و هو الجهني الكوفي و هو ثقة , وثقه النسائي و ابن حبان و قال الذهبي في

" مختصر البيهقي " ( 1 / 140 / 2 ) : " و إسناده صالح " .



و قد تابعه ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال :

" أتي رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني رأيت في المنام أني لقيت بعض

أهل الكتاب , فقال : نعم القوم أنتم لولا أنكم تقولون ما شاء الله و شاء محمد ,

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد كنت أكرهها منكم , فقولوا : ما شاء الله ثم

شاء محمد " .



رواه ابن ماجه ( 2118 ) و أحمد ( 5 / 393 ) و السياق له من طريق سفيان بن عيينة

عن عبد الملك بن عمير عنه .



و هذا سند صحيح في الظاهر , فإن رجاله كلهم ثقات , غير أنه قد اختلف فيه على

ابن عمير , فرواه سفيان عنه هكذا .



و قال معمر عنه عن جابر بن سمرة قال :

" رأى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ... " الحديث نحوه .

أخرجه الطحاوي .



و قال شعبة عنه عن ربعي عن الطفيل أخي عائشة قال :

" قال رجل من المشركين لرجل من المسلمين : نعم القوم ....‎" الحديث .



أخرجه الدارمي ( 2 / 295 ) . و تابعه أبو عوانة عن عبد الملك به .

أخرجه ابن ماجه ( 2118 / 2 ) .



و تابعه حماد بن سلمة عنه به عن الطفيل ابن سخبرة أخي عائشة لأمها :

" أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود , فقال : من أنتم ? قالوا :

نحن اليهود ? قال : إنكم أنتم القوم لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله ,

فقالت اليهود : و أنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله و شاء محمد ! ثم مر

برهط من النصارى فقال : من أنتم ? قالوا نحن النصارى , فقال : إنكم أنتم القوم

لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله , قالوا : و إنكم أنتم القوم لولا أنكم

تقولون ما شاء الله و ما شاء محمد ! فلما أصبح أخبر بها من أخبر , ثم أتى النبي

صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : هل أخبرت بها أحدا ? قال : نعم , فلما صلوا

خطبهم فحمد الله و أثنى عليه ثم قال " , فذكر الحديث بلفظ :

" إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم , و إنكم كنتم تقولون كلمة كان

يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها , قال : لا تقولوا ما شاء الله , و ما شاء

محمد " .


138 " إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم و إنكم كنتم تقولون كلمة كان

يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها , قال : لا تقولوا : ما شاء الله و ما شاء

محمد " .




قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 216 :



أخرجه أحمد ( 5 / 72 ) . و هذا هو الصواب عن ربعي عن # الطفيل # ليس عن حذيفة ,

لاتفاق هؤلاء الثلاثة حماد بن سلمة و أبو عوانة و شعبة عليه .

فهو شاهد صحيح لحديث حذيفة .



و روى البخاري في " الأدب المفرد " ( 782 ) عن ابن عمر :

" أنه سمع مولى له يقول : الله و فلان , فقال : لا تقل كذلك , لا تجعل مع الله

أحدا , و لكن قل : فلان بعد الله " .



و رجاله ثقات غير مغيث مولى ابن عمرو و هو مجهول .

و قال الحافظ : " لا استبعد أن يكون ابن سمي " .



قلت : فإن كان هو فهو ثقة .



و للحديث شاهد آخر من حديث ابن عباس قال :

" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فراجعه في بعض الكلام , فقال :

ما شاء الله و شئت ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أجعلتني مع الله عدلا ( و في لفظ : ندا ?‎! ) , لا بل ما شاء الله وحده " .

139 " أجعلتني مع الله عدلا ( و في لفظ : ندا ?! ) , لا , بل ما شاء الله وحده " .



قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 216 :



( عن # ابن عباس # ) :



أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 787 ) و ابن ماجه ( 2117 ) و الطحاوي في

" المشكل " ( 1 / 90 ) و البيهقي ( 3 / 217 ) و أحمد ( 1 / 214 , 224 , 283 ,

347 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 186 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية "

( 4 / 99 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 105 ) و ابن عساكر ( 12 / 7 / 2 )

من طرق عن الأجلح عن يزيد ابن الأصم عن ابن عباس . إلا أن ابن عساكر قال :

" الأعمش " بدل " الأجلح " .



قلت : و الأجلح هذا هو ابن عبد الله أبو حجية الكندي و هو صدوق شيعي كما في

" التقريب " و بقية رجاله ثقات رجال الشيخين , فالإسناد حسن .



فقه الحديث :

-----------



قلت : و في هذه الأحاديث أن قول الرجل لغيره : " ما شاء الله و شئت " يعتبر

شركا في نظر الشارع , و هو من شرك الألفاظ , لأنه يوهم أن مشيئة العبد في درجة

مشيئة الرب سبحانه و تعالى , و سببه القرن بين المشيئتين , و مثل ذلك قول بعض

العامة و أشباههم ممن يدعى العلم ما لي غير الله و أنت . و توكلنا على الله

و عليك . و مثله قول بعض المحاضرين " باسم الله و الوطن " . أو " باسم الله

و الشعب " و نحو ذلك من الألفاظ الشركية , التي يجب الانتهاء عنها و التوبة

منها . أدبا مع الله تبارك و تعالى .



و لقد غفل عن هذا الأدب الكريم كثير من العامة , و غير قليل من الخاصة الذين

يبررون النطق بمثل هذه الشركيات كمناداتهم غير الله في الشدائد , و الاستنجاد

بالأموات من الصالحين , و الحلف بهم من دون الله تعالى , و الإقسام بهم

على الله عز و جل , فإذا ما أنكر ذلك عليهم عالم بالكتاب و السنة , فإنهم بدل

أن يكونوا معه عونا على إنكار المنكر عادوا بالإنكار عليه , و قالوا : إن نية

أولئك المنادين غير الله طيبة ! و إنما الأعمال بالنيات كما جاء في الحديث !

فيجهلون أو يتجاهلون - إرضاء للعامة - أن النية الطيبة إن وجدت عند المذكورين ,

فهي لا تجعل العمل السيئ صالحا , و أن معنى الحديث المذكور إنما الأعمال

الصالحة بالنيات الخالصة , لا أن الأعمال المخالفة للشريعة تنقلب إلى أعمال

صالحة مشروعة بسبب اقتران النية الصالحة بها , ذلك ما لا يقوله إلا جاهل أو

مغرض ! ألا ترى أن رجلا لو صلى تجاه القبر لكان ذلك منكرا من العمل لمخالفته

للأحاديث و الآثار الواردة في النهي عن استقبال القبر بالصلاة , فهل يقول عاقل

أن الذي يعود إلى الاستقبال بعد علمه بنهي الشرع عنه أن نيته طيبة و عمله

مشروع ? كلا ثم كلا , فكذلك هؤلاء الذين يستغيثون بغير الله تعالى , و ينسونه

تعالى في حالة هم أحوج ما يكونون فيها إلى عونه و مدده , لا يعقل أن تكون

نياتهم طيبة , فضلا عن أن يكون عملهم صالحا , و هم يصرون على هذا المنكر و هم

يعلمون .

140 " اللهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيما رزقته " .



قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 218 :



أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1987 ) : حدثنا شعبة عن قتادة قال , سمعت أنسا

يقول :

" قالت # أم سليم # : يا رسول الله ! ادع الله له , تعني أنسا , فقال ...‎"

فذكره .



قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري ( 4 / 195 , 202 )

و الترمذي ( 2 / 314 ) من طرق عن شعبة به .



و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

و لم يقع عنده و كذا البخاري تصريح قتادة بسماعه من أنس و لذلك خرجته .

طريق أخرى .



قال أحمد ( 3 / 248 ) : حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا ثابت عن أنس بن مالك :

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أم حرام , فأتيناه بتمر و سمن فقال :

" ردوا هذا في وعائه , و هذا في سقائه فإني صائم " .