السلام عليكم



71 " كان إذا قرب إليه الطعام يقول : بسم الله , فإذا فرغ قال : اللهم أطعمت

و أسقيت و أقنيت و هديت و أحييت , فلله الحمد على ما أعطيت " .




قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 111 :



رواه أحمد ( 4 / 62 , 5 / 375 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه

وسلم ( ص 238 ) عن بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن # عبد الرحمن

ابن جبير أنه حدثه رجل خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين # أنه كان

يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرب " . الحديث .



قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم .



( أقنيت ) أي ملكت المال و غيره .



و في هذا الحديث أن التسمية في أول الطعام بلفظ " بسم الله " لا زيادة فيها ,

و كل الأحاديث الصحيحة التي وردت في الباب كهذا الحديث ليس فيها الزيادة , و لا

أعلمها وردت في حديث , فهي بدعة عند الفقهاء بمعنى البدعة , و أما المقلدون

فجوابهم معروف : " شو فيها ?‎!‎" .



فنقول : فيها كل شيء و هو الاستدراك على الشارع الحكيم الذي ما ترك شيئا يقربنا

إلى الله إلا أمرنا به و شرعه لنا , فلو كان ذلك مشروعا ليس فيه شيء لفعله و لو

مرة واحدة , و هل هذه الزيادة إلا كزيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

من العاطس بعد الحمد .



و قد أنكرها عبد الله بن عمر رضي الله عنه كما في " مستدرك الحاكم " , و جزم

السيوطي في " الحاوي للفتاوي " ( 1 / 338 ) بأنها بدعة مذمومة , فهل يستطيع

المقلدون الإجابة عن السبب الذي حمل السيوطي على الجزم بذلك !! قد يبادر بعض

المغفلين منهم فيتهمه - كما هي عادتهم - بأنه وهابي ! مع أن وفاته كانت قبل

وفاة محمد بن عبد الوهاب بنحو ثلاثمائة سنة ! ! و يذكرني هذا بقصة طريفة في بعض

المدارس في دمشق , فقد كان أحد الأساتذة المشهورين من النصارى يتكلم عن حركة

محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية , و محاربتها للشرك و البدع و الخرافات

و يظهر أنه أطرى في ذلك فقال بعض تلامذته : يظهر أن الأستاذ وهابي !‎!

و قد يسارع آخرون إلى تخطئة السيوطي , و لكن أين الدليل ?‎!‎و الدليل معه و هو

قوله صلى الله عليه وسلم :

" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " . متفق عليه .



و في الباب غيره مما سنجمعه في كتابنا الخاص بالبدعة , نسأل الله تعالى أن ييسر

لنا إتمامه بمنه و فضله .


72 " أحب للناس ما تحب لنفسك " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 112 :



رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 4 / 317 / 3155 ) و عبد بن حميد

في " المنتخب من المسند " ( 53 / 2 ) و ابن سعد ( 7 / 428 ) و القطيعي في

" الجزء المعروف بالألف دينار " ( 29 / 2 )‏عن سيار عن # خالد بن عبد الله

القسري عن أبيه # :



" أن النبي صلى الله عليه وسلم , قال لجده يزيد بن أسيد .... " فذكره .



و رواه عن روح بن عطاء بن أبي ميمونة , قال , حدثنا سيار به إلا أنه قال :

حدثني أبي عن جدي قال : " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أتحب الجنة ? و قال فأحب .. " الحديث .



رواه بن عساكر ( 5 / 242 ) عن القطيعي من الوجه الثاني و الحاكم ( 4 / 168 )

و قال : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي .



قلت : و خالد بن عبد الله القسري هو الدمشقي الأمير قال الذهبي في " الميزان "

" صدوق , لكنه ناصبي بغيض ظلوم , قال بن معين : رجل سوء يقع في علي رضى الله

عنه " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 72 ) .

و أبوه عبد الله بن يزيد أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 197 ) و لم يذكر فيه

جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 123 ) .

و الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 186 ) !

" رواه عبد الله و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بنحوه و رجاله ثقات " .



و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ :

" و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا " . الحديث .

أخرجه الترمذي ( 2 / 50 ) و أحمد ( 2 / 310 ) .



و قال الترمذي : " حديث غريب , و الحسن لم يسمع من أبي هريرة " .



قلت : و راويه عن الحسن - و هو البصري - أبو طارق و هو مجهول كما في " التقريب

"

و مما يشهد له أيضا :

" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( من الخير ) " .


73 " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( من الخير ) " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 113 :



أخرجه البخاري ( 1 / 11 ) , و مسلم ( 1 / 49 ) , و أبو عوانة في " صحيحه "

( 1 / 33 ) , و النسائي ( 2 / 271 , 274 ) , و الترمذي ( 2 / 84 ) , و الدارمي

( 2 / 307 ) , و ابن ماجه ( رقم 66 ) , و الطيالسي ( رقم 2004 ) , و أحمد

( 3 / 177 , 207 , 275 , 278 ) من حديث # أنس بن مالك # مرفوعا .



و قال الترمذي : " حديث صحيح " .

و الزيادة لأبي عوانة و النسائي و أحمد في رواية لهم و إسنادها صحيح .



و للحديث شاهد من حديث علي مرفوعا بلفظ :

" للمسلم على المسلم ست .... و يحب له ما يحب لنفسه , و ينصح له بالغيب " .

أخرجه الدارمي ( 2 / 275 - 276 ) , و ابن ماجه ( 1433 ) , و أحمد ( 1 / 89 )

بسند ضعيف .



و اعلم أن هذه الزيادة " من الخير " زيادة هامة تحدد المعنى المراد من الحديث

بدقة , إذ أن كلمة ( الخير ) كلمة جامعة تعم الطاعات و المباحات الدنيوية

و الأخروية و تخرج المنهيات , لأن اسم الخير لا يتناولها , كما هو واضح . فمن

كمال خلق المسلم أن يحب لأخيه المسلم من الخير مثلما يحب لنفسه . و كذلك أن

يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر , و هذا و إن لم يذكره في الحديث , فهو من

مضمونه , لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه , فترك التنصيص عليه اكتفاء كما قال

الكرماني و نقله الحافظ في " فتح الباري " ( 1 / 54 ) و أقره .


74 " ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه و لم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة

فإن شاء عذبهم و إن شاء غفر لهم " .




قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 114 :



أخرجه الترمذي ( 2 / 242 ) , و الحاكم ( 1 / 496 ) , و إسماعيل القاضي في

" فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ( رقم 54 طبع المكتب الإسلامي ) ,

و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 443 ) , و أحمد ( 2 / 446 , 453 ,

481 , 484 , 495 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 130 ) عن سفيان الثوري عن

صالح مولى التوأمة عن # أبي هريرة # مرفوعا .



و قال الترمذي :

" حديث حسن صحيح , و قد روي من غير وجه عن أبي هريرة مرفوعا " .



ثم رواه من طريق أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة و أبي سعيد معا

مرفوعا قال : " مثله " , و لم يسق لفظه .



كذا قال : " مثله " , و عندي وقفة في كون حديث الأغر مثله , فقد أخرجه مسلم

( 8 / 72 ) و ابن ماجه ( 2 / 418 ) بلفظ :

" ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله فيه , إلا حفتهم الملائكة , و تغشتهم الرحمة ,

و نزلت عليهم السكينة , و ذكرهم الله فيمن عنده " .


75 " ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة و تغشتهم الرحمة و نزلت

عليهم السكينة و ذكرهم الله فيمن عنده " .




قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 115 :



و السياق لابن ماجه , و رواه الترمذي قبل حديث الباب بحديثين و قال :

" حسن صحيح " . , و قوله : " مثله " . فالله أعلم .



فإني في شك من ثبوت ذلك عن الترمذي و إن كان ورد ذلك في بعض نسخ كتابه .

فقد أورد السيوطي في " الجامع الصغير " هذا الحديث من رواية الترمذي ,

و ابن ماجه عن # أبي هريرة و أبي سعيد # معا .



و في عزوه لابن ماجه نظر أيضا , فإني لم أجد عنده إلا اللفظ الثاني الذي رواه

مسلم . و العلم عند الله تعالى .

و لم يقع في نسخة " السنن " التي عليها شرح " تحفة الأحوذي " سوق هذا الإسناد

الثاني عقب حديث الباب .



و لهذا اللفظ عنده طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :

" .... و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله , و يتدارسونه

بينهم , إلا نزلت عليهم السكينة ...‎" و الباقي مثله .



و صالح مولى التوأمة الذي في اللفظ الأول ضعيف لاختلاطه , و لكنه لم يتفرد به

بل تابعه جماعة منهم : أبو صالح السمان ذكوان بلفظ :

" ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا فيه الله عز و جل , و يصلوا على النبي صلى الله

عليه وسلم , إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة , و إن دخلوا الجنة للثواب " .