الفصل الرابع


يعنون صاحب الكتاب هذا الفصل بعنوان النبي والجن كعنوان رئيسي وتحتها ينصب كم من المعلومات التي تؤكد تماماً عدم فهم الباحث - إن كان باحثاً - لما يكتب حوله وعلى ما يبدوا أنه لم يكلف نفسه عناء البحث بل والإستدلال الخاطيء الذي يحاول من خلاله تضليل القاريء عن الحكم بإنصاف على ما بين يديه من معلومات ..

فلكي نختصر المسافة على القاريء في هذا الباب سوف نقوم أولاً بوضع بعض التعريفات لبعض المصطلحات الهامة معرفتها، والتي كان من الأوجب أن يعرفها لنا الكاتب هانز قبل تعرضه لما كتب، ولكن هذا إن دل فإنما يدل على عدم فقهه بأبسط قواعد البحوث العلمي..ففي أولى إستفساراته يقول " لكن ما الفارق بين الجن ، إبليس ، الشيطان والعفاريت ؟"

نبدأ التعريف بالجن : وهو جنس مكلفون خلقهم الله لعبادته فكما خلق الله الإنس خلق الجان وكلهما مُكلف بالعبادة وكلمة جان هي عموم ولفظ شامل يفيد جنس من الخلق صفتهم التخفي وعدم الظهور ويندرج تحت هذا العموم خصوص وهم ( الشياطين ، والمردة ، والعفاريت ،والجن المسلم ))

والشيطان : لغة مصدرها الإستشاطة من الغضب كأن نقول .. إستشاط فلان أي تحرق من شدة الغضب
فالشياطين: جمع شَيطانُ، وهو كل عاتٍ متمرد سواء من الإنس أو الجن أو الدواب، وعليه فالشياطين ليسوا سوى عتاة الجن ومردتهم . ونستدل بقول الله تعالى ((وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) سورة البقرة الآية 102

وقوله تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)) سورة الأعراف الآية 27

أما الإستدال على وجود شياطين الإنس فهو قول الله تعالى (( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)) سورة الناس. و قال بعض أهل العلم: بأن الشيطان الإنسي أخطر من الشيطان الجني، وأكثر ضرراً، وأشد فتكاً.


والمارِد : نوع من الشياطين التي هي نوع من الجن ، وهو من عُتاة الشياطين ، كما في قوله تعالى (( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ [الصافات الآية 6، 7 ]. أي هو خصوص من الشياطين التي هي خصوص من الجن
قال الإمام السمعاني في تفسير الآية : أي مُتَمَرِّد ، والشيطان كل مُتمرد عاتٍ من إنس أو جن . وقال ابن كثير في تفسير الآية : يعني المتمَرِّد العاتي .
و يقول ابن منظور في تفسير كلمة مارد هو العاتي الشديد.

أما إبليس فهو من الجن إستناداً لقول الحق (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً )) (الكهف:50)


يتبع إن شاء الله