والأن دعوني استعرض بعض ما قال في تساؤلاته في هذه النقطة وللقارئ أن يحكم إن كان هذا الكاتب على بينة من أمره أم أنه يتبع هواه وإن كان بالفعل باحثاً عن الحقيقة أم يهاجم الإسلام بفكر إستشراقي حاقد..

يقول الدكتور هانز " الذين يتبعون النبي الأمي ( الجاهل ) الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .... قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا .... فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلمته ( ! )( الأعراف 7 : 157-158 )"

يفسر هذا العالم القدير كلمة أمي بأنها جاهل كما ترون .. فهل ترادف كلمة أمي كلمة جاهل؟!! طبعا هنا يتضح الحقد وليس البحث عن الحقيقة ..

وقد وضع المفسرون ثلاثة معاني لهذه الصفة، هي:
1- الأمي: الذي لا يقرأ ولا يكتب.
2- الأمي: نسبة إلى أم القرى، فكل من كان من أم القرى فهو أمي، وأما الذين من غير أم القرى فهم ليسوا أميين.
3- الأمي: مفرد أميين، وهم الذين لم ينـزل عليهم كتاب أو الذين لا يعلمونه.

فلا أرى في التفسيرات لا لغة ولا اصطلاحاً تفسيرها بالجاهل يا أيها الجاهل

نقطة أخرى " المتأمل في كل تلك الآيات المكية يجد أن القرآن حصر أن محمدا فقط نذير وليس له كما للأنبياء "

وليته يجيبني ما هو لأنبياء ولم يكن لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟!! وقد وضحنا انهم كلهم مبشرين ومنذرين


ويتابع مسترسلاً قوله "حتى أنه تارة لا يعرف إذا كان يسير في الضلالة أم في الهدى فيقول إن ضللت فعلى نفسي وإن إهتديت فبما يوحي إلى ربي "
وهذا اجتهاد من الجاهل في تفسير الآية 50 من سورة سبأ (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)

يكاد الجهل يقفز من أذنيه وهو يأتي بهذا التفسير ويدعي أنه متعلم .. فمن تفسير القرطبي "قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي" وذلك أن الكفار قالوا تركت دين آبائك فضللت. فقال له: قل يا محمد إن ضللت كما تزعمون فإنما أضل على نفسي "وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي" من الحكمة والبيان "إنه سميع قريب" أي سميع ممن دعاه قريب الإجابة. وقيل وجه النظم: قل إن ربي يقذف بالحق ويبين الحجة، وضلال من ضل لا يبطل الحجة، ولو ضللت لأضررت بنفسي، لا أنه يبطل حجة الله، وإذا اهتديت فذلك فضل الله إذ ثبتني على الحجة إنه سميع قريب.

ويقول الكاتب المدلس في نقطة أخري "وتارة يتحلل من صنع المعجزات التي تؤيد الأنبياء لا لشئ إلا لأنه فقط نذير"

لقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف معجزة وأما الآية التي يستدل بها الكاتب فهي لآية 50 من سورة العنكبوت ( وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ)

وهل هذا الأمر ينافي كونه رسول ؟!!

تابع معي عزيزي القارئ قول الله تعالى في سورة الإسراء وهي مكية (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ ) فبماذا يكون رد الرسول ؟ ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا)


يطلبون المعجزات من محمد صلى الله عليه وسلم تحدياً فيكون جوابه بليغ بأنه ليس من يأتي بهذه المعجزات فما هو إلا بشر رسولاً.. حيث يكون هذا الأمر لله وليس للبشر.
فلماذا لم يأتي الله بهذه المعجزات التي طلبوها ؟!! نذكر قول الله تعالى (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) سورة الإسراء الآية 59

وما بعد المعجزات إلا الوعد وهذا ما تدل عليه الآيات وقد جاء الله بالرد عليهم بالتذكير بناقة صالح كمثال

ويقول أيضاً "وتارة لا يعلم الغيب مثل الأنبياء "

وهل يعلم الأنبياء الغيب إلا ما شاء الله ؟!!!!

إن كانت هذه حجته فلما لم يعلم ربهم المدعوا يسوع الغيب من قبل ؟!! وليست قصة شجرة التين عنا ببعيد (انجيل مرقص)(Mk-11-13)(فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين * فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون)

أليس من الأوجب أن يعلم الرب الغيب أولاً ؟!! ولن أتشعب في هذا لأذكر الكثير والكثير من خرافات الكتاب المسمى بالمقدس ولكن أكتفي بأن أخرج أذنيك من تحت القبعة لتنهق بحرية وأقول لك .. لا يعلم الغيب إلا الله وحده ....

ويقول أيضاً " ولا يملك دفع السوء عن نفسه "

ومن يملك دفع السوء عن نفسه ؟!! فعجباً يقول هذا الجاهل
لماذا لم يدفع السوء اليسوع عن فسه وهو يهان ويُركل ويُضرب ويُبصق في وجهه ؟!!

ويقول أيضاً "وقد جزم كل شراح القرآن والمفسرين أنهما مدنيتين ووضعتا في السورة المكية وذلك من فعل الذين وضعوا القرآن ورتبوه بعد موت محمد . "
عزيزي القارئ :
إن أبسط باحث يستغرق في بحثه ايام يمكن أن يعرف ان القرأن لم يتم ترتيبه بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو على ما رتبه الرسول بوحي من الله وكما عرضه عليه جبريل عليه السلام كما أشرنا سابقاً ... وهكذا بينا كذب هذا الباحث في إدعاءه أنه أمضي السنون في البحث ...


يتبع ..