ثم حاول هذا المدعي أن يثبت أن سيدنا إسماعيل كان ظالماً وفي هذا برز الحقد الدفين والغل الذي يملئ قلبه بل وذهب إلى أكثر من ذلك وهو إثبات أن إسماعيل عليه السلام لم يكن نبياً ..

فنراه يقول في بادئ الأمر "سلام على إبراهيم .... وبشرناه باسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ( الصافات 37: 109-113 ) .
تلك الآيات محورية وهامة جدا فالبركة على إبراهيم واسحق ولكل من إبراهيم واسحق ابنان أحدهما محسن والأخر ظالم لنفسه ، فإذا كان اسحق نبيا من الصالحين فترى من يكون إسماعيل ؟ ظالم . نعم ومن أول عهد الله مع إبراهيم قال
لا ينال عهدي الظالمين ( البقرة 2 : 124 ) .
هنا أصبح لا عهد مع إسماعيل وذريته ؛ أما اسحق فله البركة ولواحد من ابنيه البركة أيضا وهو يعقوب الصالح الذي تكرر ذكره في القرآن كثيرا أما عيسو فهو ظالم ولم يذكره القرآن . هل إتضحت الرؤيا الآن ؟ لكن سنستمر في البحث سويا والحقيقة وحدها مقصدنا ."


انتهى قوله ..

أولاً دعنا نبين لك جهلك التام بأن إسماعيل عليه السلام كان ظالماً وأنه لا بركة فيه فقد استندت على الآية 124 من سورة البقرة وفيها قول الله عز وجل (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)

هذه الآية فيها إعلام من الله لنبيه إبراهيم بأنه سيكون من ذريته من هو ظالم لا نال الإمامة ولا النبوة فهل يعني هذا أن إسماعيل عليه السلام ظالم ؟!! لا يا سيدي لا يعني هذا فالذرية ممتدة قد تكون للولد أو للحفيد أو لأكثر من ذلك بكثير وأستدل بقول الله تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) سورة مريم الآية 58


ذرية آدم من هم ؟ كلنا من ذرية آدم
ذرية إبراهيم من هم ؟ كل من كان جده إبراهيم

ثم أنني سوف أنسف لهذا المدعي قوله بما جاء في الكتاب المسمى بالمقدس ففي سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون (1وعاد ابراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة 2 فولدت له زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا.)

فعليه أن يختار أحد هؤلاء الأبناء الستة ليكون ظالماً إذا بخلاف إسماعيل وإسحاق عليهما السلام ...

وأرجع أيضاً لكتابك المقدس لأقول لك ما جاء في (التكوين)(Gn-21-16)(ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس.لانها قالت لا انظر موت الولد.فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت 17 فسمع الله صوت الغلام.ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر.لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو 18 قومي احملي الغلام وشدي يدك به.لاني ساجعله امة عظيمة.)

وبخصوص مباركة اسماعيل أيضاً (وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».) سفرالتكوين 22: 16-18

(الفانديك)(التكوين)(Gn-17-20)(واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه.ها انا اباركه وأثمره واكثره كثيرا جدا.اثني عشر رئيسا يلد واجعله امة كبيرة.)

أما مباركة اسحاق في كتابكم فكانت ( وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ، تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي) سفرالتكوين 26: 2-6.


قد يظن البعض أني أستشهد بكتابهم المقدس وهذا خطأ فما أوردت هذه النصوص إلا إفحاماً لذلك المدعي وتبياناً لجهله في كتابه .. فكيف يأتي ليخرج حقائق غيرها من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه...؟!! .. فلا يمكن لك يا دكتور هانز أن تتهم إسماعيل عليه السلام بأنه ظالم بعد كل ما تقدم وربما محاولتك لإثبات أن إسماعيل عليه السلام ليس بنبي هي محاولة فاشلة لكونك تريد إبطال قولنا كيف يكون نبياً ظالماً ؟