ففى الحديث الأول:

الذى رواه مسلم عن عائشة قالت
"إستأذَنت هاله بنت خويلد أخت خديجة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فَعرف إستأذان خديجة فارتاح لذلك . فقال : اللهم هاله بنت خويلد فغِرتُ فقلت وما تَذكُر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر ، فأبدلك الله خيرا منها.. و فى رواية أحمد و الطبرانى قالت: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا ما رأيته غضب مثله قط وقال: " ما أبدلني الله خيرا منها آمنت بي إذ كفر بي الناس و إن الله رزقها مني ما لم يرزق أحدا منكن" قلت: يا رسول الله أعف عني عفا الله عنك والله لا تسمعني أذكر خديجة بعد هذا اليوم بشيء تكرهه"

فهذا الحديث الذى روته عائشة يظهر مناقب أم الؤمنين خديجة و درجة حب رسول الله و وفاءه لها حتى بعد موتها …. و كيف كانت حميته عليها إذ عنف السيدة العائشة حين تكلمت فى حقها … فأنابت و قالت "يا رسول الله أعف عني عفا الله عنك والله لا تسمعني أذكر خديجة بعد هذا اليوم بشيء تكره"

و لولا نقل السيدة عائشة الصديقة لهذا الخبر لما علمنا كل ما سبق….
و لننظر أيضاً فيما نقلته السيدة عائشة من مناقب أم المؤمنين خديجة

عن هشام عن أبيه أن عائشة قالت : "ما غرت على امرأة قط ما غرت على خديجة ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها خلائلها " البخاري 2435

حدثنا ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبدة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏بشر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خديجة بنت خويلد ‏ ‏ببيت في الجنة
صحيح مسلم – كتاب فضائل الصحابة- باب فضل خديجة أم المؤمنين رضى الله عنها 4462

‏حدثنا ‏ ‏عبد بن حميد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏لم يتزوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على ‏ ‏خديجة ‏ ‏حتى ماتت رواه مسلم

و قالت ام المؤمنين عائشة فى بيان مناقب زينب بنت جحش :
(‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قالت فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت فكانت أطولنا يدا ‏ ‏زينب ‏ ‏لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق)رواه مسلم 4490

و قال ابن عبد البر: روينا من وجوه عن عائشة قالت: كانت زينب بنت جحش تسامينى فى المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وما رأيت امرأة قط خير فى الدين من زينب و أتقى لله و أصدق حديثاً و اوصل للرحم و أعظم صدقة رضى الله عنهاط
الاستيعاب 4/316

و قالن السيدة عائشة فى فضل السيدة سودة
(ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من ‏ ‏سودة بنت زمعة) مسلم 2657

و قالت فى مديح أم سلمة:

( لما تزوج رسول الله أم سلمة حزنت حزناً شديداً لما ذكر لنا من جمالها، فتلطفت حتى رأيتها فرأيت والله أضعاف ما وصفت).الإصابة 4: 459، الطبقات لابن سعد 8/75 .


اما الحديث الثانى:

عن أُمّ محمّد في قصة مخاصمة عائشة مع زينب و سبابها لها حتّى قال رسول الله لعائشة: «سبيّها، فسبت عائشة زينب، وان زينب ذهبت إلى فاطمة وقالت لها: انّ عائشة وقعت بكم وفعلت، فجاءت فاطمة وجاء علي إلى اخر الحديث … . سنن أبي داود 4: 276 كتاب الادب.

فنقول:

(1) إن هذا الحديث ضعيف ، قال الألبانى رحمه الله: هذا الحديث فيه علي بن زيد بن جدعان لا يحتج به يأتي في رواياته بالمنكرات غالبا وهذا فيه نكارة وأم محمد مجهولة …انتهى

(2) مع افتراض صحة هذه الواقعة فهى مما يقع مثلها بين الضرائر … و قد سكتت السيدة عائشة و لم ترد على السيدة زينب رضى الله عنها حتى أذن لها رسول الله لقوله تعالى لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً

اما الحديث الثالث :

و هو الحديث الذى رواه الترمذى و فيه عن السيدة عائشة "إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزج بها ماء البحر لمزج".
فعلمنا من هذا الحديث حفظ رسول الله للسيدة صفية فى غيابها و رده على السيدة عائشة ، و علمنا كذلك مدى عظمة الغيبة و إن كانت بالتمثيل دون اللسان…
و كل هذا العلم نُقل إلينا بواسطة السيدة عائشة رضى الله عنها

أما الحديث الرابع:

, و هو قول السيدة عائشة (( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك )) حين وهبت السيدة خولة نفسها للنبى عليه السلام
فالتوجيه :
هذا حديث عائشة الوارد في صحيح البخاري وقد قال النووي في معنى يسارع في هواك : أي يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ولهذا خيرك ، وقال القرطبي : هذا قول أبرزه الدلال والغيرة , وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله , وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى , ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك . ‏
ومما يوضح لنا أن قول عائشه كان من باب الدلال والغيرة ليس إلا ، هو ما جاء عنها في صحيح مسلم : عن عائشة : كنت اغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم . صحيح مسلم 10: 49. (منقول)