صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 61
 

العرض المتطور

  1. #1

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي





    سبق أن أجبنا عن ذلك بقولنا إن مرد تعدد الكتب المنزلة إلى كونها جاءت بحرف و صوت مخلوقين ، أما الكلام الإلهي فواحد بوحدة الخبر ،و في ردود الإمام الرازي - رحمه الله - ما يدفع اعتراضك السابق إذ يقول :

    " اعلم أن الإنسان إذا أراد أن يقول : اسقني الماء ، فإنه قبل أن يتلفظ بهذا اللفظ يجد في نفسه طلبا و اقتضاء لذلك الفعل . و ماهية ذلك الطلب مغايرة لذلك اللفظ .
    و الذي يدل عليه وجوه :
    الأول : أن ماهية ذلك الطلب لا تتبدل باختلاف الأزمنة و الأمكنة . و الألفاظ الدالة على هذا المعنى تختلف باختلاف الأزمنة و الأمكنة .
    الثاني : أن جميع العقلاء يعلمون بالضرورة أن قول القائل " افعل " : دليل على ذلك الطلب القائم بالقلب . و لا شك أن الدليل مغاير للمدلول .
    الثالث : أن جميع العقلاء يعلمون بالضرورة أن قول القائل " افعل " : لا يكون طلبا و أمرا إلا عند اصطلاح الناس على هذا الموضوع . و أما كون ذلك المعنى القائم بالقلب طلبا ، فإنه أمر ذاتي حقيقي لا يحتاج فيه إلى الوضع و الاصطلاح .
    الرابع : و هو أنهم قالوا : إن قولنا : ضرب يضرب ، إخبار . و قولنا : اضرب ، لا تضرب ، أمر و نهي . و لو أن الواضعين قلبوا الأمر ، و قالوا : إن قولنا ضرب يضرب أمر و نهي ، و قولنا اضرب لا تضرب ، إخبار ، لكان ذلك ممكنا جائزا . أما لو قالوا : حقيقة الطلب يمكن أن تنقلب خبرا ، و حقيقة الخبر يمكن أن تنقلب طلبا ، لكان ذلك محالا .

    فهذه الوجوه الظاهرة دالة على أن حقيقة الطلب و حقيقة الخبر أمر مغاير لهذه الالفاظ و هذه العبارات ، بل هذه الألفاظ و هذه العبارات دالة عليها معرفة لها ."

    ينظر كتابه : خلق القرآن بين المعتزلة و السنة ، تحقيق أحمد حجازي السقا ، دار الجبل ، بيروت ، ص .52 ، 53 .


    فأنا أعتقد أن ما احتج به الإمام الرازي كاف في رد الشبهة التي ذكرتها عن تداخل الطلبي و الخبري في الكلام ، و أن جميع الأساليب إذا رددناها إلى حديث النفس هي بمنزلة الخبر ، و بالتالي فالخبر بوصفه معلومات واحد في ذات الله ، و عليه فالكلام واحد أزلي في الذات الإلهية . أما حروف المصحف فهي المخلوقة المحدثة ، مثلها مثل خلق السموات و الأرضين .

    و لا يمكن تصور مفارقة أصوات الله لذاته خارج ذاته ، إذ معنى ذلك تبعيض ذات الله و تركبها و افتقارها إلى بعضها البعض ، و هذا محال في حق الذات الإلهية ، فضلا عما يوحيه ذلك من حلولية لذات الله في المخاطب بالوحي ، فلا حلولية في الإسلام إذ يعدّ هذا كفرا اتفق حوله جميع أهل العلم .



    بإختصار أريد أن تخبرنا هل كلّمه الله في ذلك الوقت أم لا ؟؟ إن كان كلّمه في ذلك الوقت فالكلام حدث في ذلك الوقت و إن أنكرت ذلك فأنت تنكر صريح القرآن

    نحن لا نعترض على أن الله كلّم موسى عليه السلام ، لكن نعترض على الوجه الذي يدعو إلى التشبيه أي بحرف و صوت ، و نقول إنه كلّمه سبحانه بلا كيف ، لا على كيفية نجهلها ، فنحن ههنا لا نعطي معنى للفظ ، و إنما نكتفي بالتفويض ، لا التجهيل كما ورد في كلامك . و هو معتقد أهل السنة و الجماعة ، فالله لا تتبعض ذاته - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - .






  2. #2
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    أخي الكريم سأكتب لك رد سريع في عجالة نظراً لإصابتي بوعكة صحية هذه الأيام

    بدايةً أقول أن الحوار بهذه الطريقة العشوائية لا أحبذّه فمشاركتك السابقة تضمنت نقولات لا علاقة لها بالموضوع و حيدة عن الإجابة المباشرة و كل هذا لا يعد مشجعاً للسير في حوار علمي منهجي .

    على أي حال أبدأ التعليق سريعاً على مشاركتك السابقة محاولاً طرح الموضوع بطريقة أكثر تنظيماً أتمنى منك أن تساعدني في ضبطها في مشاركاتك القادمة لتعم الفائدة الجميع .

    قولي السابق ((
    بغض النظر عن مصطلحات أهل الكلام التي تستخدمها فأنت هنا تعترف أن صفة الكلام صفة مختلفة عن صفة العلم و هو المطلوب ، أما كونهما يندرجان تحت قسم الحكم العقلي و ينتميان إلى صفات المعاني فهذا خارج عن نطاق السؤال فأنا لم أسألك عن هذا أصلاً و إن كنت أتمنى أن توضح لنا ماذا تقصد بالحكم العقلي هنا ؟؟؟ ))

    تقول رداً عليه ((
    نعم هناك اختلاف ، فالله عز و جل يوصف بكونه عليما و بكونه متكلما باتفاق أهل العلم ، فصفة الكلام تتعلق بالنهي و الأمر و الخبر ، أما صفة العلم فتتعلق بجميع المعلومات ما كان منها واجبا و جائزا و مستحيلا ، فيعلمها الله على ما هي عليه من الحالات جليّها و خفيّها أو بعبارة أخرى إن علم الله يتعلق بالموجودات و المعدومات . و أما مجال الاشتراك بين الصفتين فكونهما يتعلقان بالمعلومات ، فالكلام الالهي يندرج ضمن الخبر سواء كان طلبيا أو خبريا غير أنه يتعلق بالموجود في حين يتعلق العلم بجميع الموجودات و المعدومات . أما كيف يندرجان ضمن الحكم العقلي ، فلكونهما يتعلقان بالمعلومات.))

    جيد أنك اعترفت بأن صفة الكلام غير صفة العلم و عليه على أي أساس كنت تقول أن صفة الكلام من صفة العلم فترد الكلام إلى العلم ؟؟؟ بينما هنا نراك تقر أن كلا الصفتين تشتركان في التعلق أي تتعلقان بالواجب و الممكن و المستحيل .

    في نهاية مشاركتي السابقة سألتك سؤال حول مسألة التعلق هذه و لكنك لغاية اللحظة لا تجيب و بالتالي أكرره لك مجدداً ليفهم المتابع المصطلحات الكلامية التي تستخدمها في توضيح فكرتك .

    ((
    لم تخبرنا ما معنى التعلق الذي تقصده ؟؟ ))

    تقول عند تعليقك على تعريفي لصفة الكلام ((
    عندما نعرّف حد الشيء لا بد أن نخصصه بمعنى حتى لا يشكل علينا فيتداخل مع مفاهيم أخرى ، و هذا ما كنت أقصده ، أما كونه صفة لذات الله فلا يختلف حولها أحد من المسلمين . ))

    أولاً : تعريفي كان شاملاً و ليست مشكلتي أنك تريد تعريف معين لصفة الكلام .

    ثانياً : يبدو أنك نسيت المعتزلة و الجهمية الذين كانوا يقولون أن القرآن مخلوق و ينكرون الكلام صفة لذات الله .

    تقول عند تعليقك على مسألة الحرف و الصوت ((
    لا خلاف في إثبات لفظ الكلام لله سبحانه ، أما معنى ذلك على وجه الحقيقة فهنا مدار الخلاف ، فلم يرد في القرآن و لا في الحديث النبوي بصريح العبارة أن الله يتكلم بصوت و حرف ، و كل ما هنالك ورود لفظ التكلم و لفظ القول و ما يمكن أن يترادف مع ذلك . أما حين نحملها على معنى المشافهة ، أي أن الله يتكلم بصوت و حرف ، فذلك تأويل لمتشابه لا يليق بذات الله ، لأنك ههنا تثبت معنى مشتركا بين الله و البشر ، و الله تعالى يقول :" ليس كمثله شيء " ، و يقول أيضا :" و لم يكن له كفؤا أحد " . فوجه الشبه ههنا في لفظ الكلام هو الصوت و الحرف ، فهل يعقل - يا أخي أبا جاسم - أن نثبت لله صفة للمخلوق أو أن نثبت للمخلوق صفة للخالق ، هذا مستحيل))

    الزعم بأن كلام الله بحرف و صوت يستلزم التشبيه و اثبات معنى مشتركاً بين الله البشر و أن هذا اثبات يستلزم اثبات صفة الخالق للمخلوق زعم ٌباطل متهافت فهناك قاعدة جليلة تقول

    (( الاشتراك في الأسماء و الصفات لا يلزم منه تماثل المسميات و الموصوفات )) و قد دل على هذه القاعدة الشرع و العقل فأنت يا أخي الشهاب سميع بصير و الله سبحانه سميع بصير فهل ننفي السمع و البصر عنه سبحانه لأننا اشتركنا معه في مسمّى السمع و البصر ؟؟؟ هل يقول بهذا عاقل ؟؟؟

    أنت لديك قدرة و الله سبحانه لدية قدرة فهل مجرد الاشتراك في مسمّى القدرة يستلزم التماثل لتنفي الصفة الثابتة له سبحانه بالأدلة الصريحة ؟؟؟؟

    أخي الكريم يجب أن تعلم أن لكل شئ عند الوصف ما يخصه فالله سبحانه نثبت له الصفات على الوجه اللائق بجلاله فصفاته تخصه و نثبت للإنسان صفاته على الوجه الذي يخصه و يليق به فمثلاً صفة الحياة للإنسان يسبقها العدم و يلحقها الفناء بينما حياة الله ليست كحياة المخلوقين و لا وجه للمقارنة هنا فحياته سبحانه لا يسبقها عدم و لا يلحقها فناء مع أن الله و البشر اشتركا في مسمى الحياة .

    الخلاصة أن الاشتراك في مسمى الحرف و الصوت لا يستلزم التماثل الذي يذهب بنا إلى نفيهما .
    أكمل لاحقاً إن شاء الله





    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  3. #3

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    أخي أبا جاسم : السلام عليكم
    طهور إن شاء الله . و في انتظار استكمال إجابتك ، أسأل الله أن يرزقك الشفاء العاجل ، هو الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤه .





  4. #4
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهاب مشاهدة المشاركة
    أخي أبا جاسم : السلام عليكم
    طهور إن شاء الله . و في انتظار استكمال إجابتك ، أسأل الله أن يرزقك الشفاء العاجل ، هو الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤه .

    بارك الله فيك أخي و شكراً على الدعاء

    إن تيسر لي الوقت الكافي في عطلة عيد الأضحى المبارك سأكمل بقية الرد

    تقبل الله منا و منكم الطاعات




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  5. #5
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    نكمل على بركة الله و بما يتيسر من وقت

    في مشاركة السابقة لي سألتك ((
    هل القرآن الذي تقرأه و تتقرب إلى الله بقراءته كلام الله أم لا ؟؟؟ لا بد لك أن تقول أنه كلام الله و عليه أسألك هل هذا الكلام من حروف أم لا ؟؟ إن قلت من حروف فلم أنكرت الحرف مسبقاً ؟؟ و إن قلت أنه كلام من غير حروف فهذه مكابرة تخالف الشرع و العقل و بطلانها واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، فإنه من المعلوم أن القرآن الذي نقرأه و الذي هو كلام الله مكون من حروف بل قد دل على ذلك الحديث (( لا أقول ألم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف ))

    و الأن أنت مطالب بإخبارنا بناءً على ماذا أنكرت الحرف هنا ؟؟؟
    ))

    فكان ردك عليه ((
    القرآن الذي أقرأه و أتعبد به هو كلام الله ، أما الحروف و تصويتي بها و المداد و الورق مما يتكون منه المصحف ، فهي محدثة ، مخلوقة . أما كلام الله الذاتي ، فهو بدون حرف و لا صوت ، و هو الموصوف بالأزلي و القديم ، أما وحدة هذا الكلام فمردها إلى وحدة الخبر في ذاته تعالى .
    و في هذا الشأن اتفق أهل السنة على "وحدة كلام الله تعالى ))

    لا شك أن جوابك هذا حيدة واضحة عن جواب السؤال و جواب لسؤال أنا لم أسأله فسؤالي لم يكن يتعلق بالحروف التي تصوّت بها و لا يتعلق بالورق الذي يتكون منه المصحف لتقول أنه محدث مخلوق فسؤالي عن القرآن هل هو كلام الله أم لا ؟؟؟ أنت أجبت نعم

    طيب سألتك بعدها هل كلام الله هذا من حروف أم لا ؟؟ فأجبت جواب لا علاقة له بالسؤال و أخذت تتكلم عن صوتك و الورق و المداد . مع أنني قد بينت أن القرآن الذي نقرأه و نتعبد به إلى الله من حروف و قد مثلت لذلك بالحديث الشريف الذي يقول (( لا أقول ألم حرف بل ألف حرف و لام حرف و ميم حرف )) فما كان منك إلا أن قلت ((
    و الحديث الشريف الذي أوردته لا يراد به أن هذه الحروف صفة لله ، و إنما الثواب المترتب عن قراءتها . و معلوم أن نطقي لهذه الحروف و الأصوات هو المحدث و المخلوق)) و طبعاً هذا جواب عن أمر أخر أيضاً فأنا لم أسألك عن نطقك لهذه الحروف و الأصوات لتقول لي أنها مخلوقة فهذا خارج محل النزاع ، و أما قولك أن الحديث يتعلق بالثواب الذي يترتب على قراءة هذه الحروف المخلوقة فعبارة عن حجة متهافتة فكلنا يعلم أن هذا المقروء هو القرآن و القرآن كما أجمع السلف غير مخلوق فقوله تعالى (( ألم )) من القرآن و القرآن غير مخلوق و لكن هذا الجواب يوضح حقيقة مذهبك الذي يؤول إلى القول بخلق القرآن و الأسئلة القادمة ستؤكد هذا أكثر و أكثر .

    و الآن دعنا نسألك الأسئلة التالية التي تبين حقيقة معتقد كل من ينكر الحرف و الصوت

    لما كلم الله تعالى موسى عليه السلام قال (( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ))

    هل هذه الآيات الكريمة كلام الله الذي هو صفة من صفاته أم لا ؟؟ إن قلت نعم فأنت هنا تقر بالحرف فهذه الكلمات من حروف و إن قلت لا فقد تبين للجميع حقيقة مذهبك الذي تنكر فيه الحرف و الصوت و بالتالي تنكر أن القرآن كلام الله الذي هو صفة من صفاته .

    هل هذه الألفاظ غير مخلوقة و من كلام الله الذي هو صفة من صفاته أم أنها عبارة أو حكاية عنه و مخلوقة ؟؟؟ إن قلت أنها غير مخلوقة فقد اعترفت بالحرف الذي تنكره فهذه الألفاظ مكونة من حروف و إن قلت أنها مخلوقة فأنت موافق للمعتزلة بالقول أن ألفاظ القرآن هذه مخلوقة .

    هل كلّم الله موسى عليه السلام في ذلك الوقت أم لا ؟؟؟ إن كان كلّمه في ذلك الوقت فأنت تعترف بأن آحاد الكلام حادثة و إن قلت لا لم يكلمه فأنت تنكر صريح القرآن الذي دل أن الله كلّمه في ذلك الوقت .

    قوله تعالى (( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )) هل سمعه موسى عليه السلام أم لا ؟؟ إن قلت سمعه فأنت تعترف بالصوت إذ لا يعقل سماع بلا صوت و إن قلت لا لم يسمعه فأنت تنكر صريح القرآن .

    قولك ((
    أما كلام الله الذاتي ، فهو بدون حرف و لا صوت ، و هو الموصوف بالأزلي و القديم))

    طبعاً هذا كلام بلا دليل و مبني على مقدمات أهل الكلام الفاسدة التي ينفون من خلالها أفعال الله الإختيارية المتعلقة بالقدرة و المشيئة فعندهم كل ما تعلق بالقدرة و المشيئة مخلوق . فالكلام معلوم عند العقلاء أنه حرف و صوت و لكنه عند الكلاّبية و الأشاعرة بلا حرف و لا صوت و معنى ً واحد قائم بالنفس فقط بينما هو عند العقلاء و أهل السنة أتباع السلف لفظ و معنى قائم بالنفس متعلق بالقدرة و المشيئة يتكلم به متى شاء .

    تقول ((
    و في هذا الشأن اتفق أهل السنة على "وحدة كلام الله تعالى" ))

    نعم اتفق الكلاّبية و الأشاعرة و الماتريدية بينما أهل السنة أتباع السلف الصالح لم يتفقوا معهم على هذا و قد ألزمهم أهل السنة إلزاماً لا محيد لهم عنه بأن هذا القول يترتب عليه أن الأمر نفس النهي نفس الوعد نفس الوعيد و أن القرآن نفس التوراة نفس الإنجيل و هذا ما يعلم ببداهة العقول بطلانه و فساده . إلا أنك قلت تعقيباً على هذا الالزام و مبرراً الكلام عن القرآن و التوراة و الإنجيل ((
    سبق أن أجبنا عن ذلك بقولنا إن مرد تعدد الكتب المنزلة إلى كونها جاءت بحرف و صوت مخلوقين ، أما الكلام الإلهي فواحد بوحدة الخبر و في ردود الإمام الرازي - رحمه الله - ما يدفع اعتراضك السابق إذ يقول )) و عليه فأنت تعترف أن الكتب المنزلة قد جاءت بحرف و صوت و أنها مخلوقة و يا له من اعتراف ، و كلام الرازي سيأتي التعقيب عليه لاحقاً بعون الله





    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  6. #6

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم أخي أبا جاسم

    أتمنى أن تكون الآن بصحة جيدة ، و بالمناسبة أهنئك و أهنئ أعضاء هذا المنتدى الكرام بعيد الأضحى المبارك ،راجيا أن يعيده الله علينا و على الأمة الإسلامية قاطبة بالخير و البركات .

    تقول :
    بدايةً أقول أن الحوار بهذه الطريقة العشوائية لا أحبذّه فمشاركتك السابقة تضمنت نقولات لا علاقة لها بالموضوع و حيدة عن الإجابة المباشرة و كل هذا لا يعد مشجعاً للسير في حوار علمي منهجي .
    أين النقولات التي لا علاقة لها بالموضوع ؟ أين رأيتني حدت عن موضوع النقاش ؟ فأنا أيضا لا أحبّذ إطلاق الأحكام جزافا على المحاور بأن أتهمه باللامنهجية و العشوائية إذ من السهل الاجتراء على فعل ذلك ، و أنا أربأ بنفسي و بك أن نسقط في مثل هذه المطبات .

    قولك :
    (( بغض النظر عن مصطلحات أهل الكلام التي تستخدمها فأنت هنا تعترف أن صفة الكلام صفة مختلفة عن صفة العلم و هو المطلوب ، أما كونهما يندرجان تحت قسم الحكم العقلي و ينتميان إلى صفات المعاني فهذا خارج عن نطاق السؤال فأنا لم أسألك عن هذا أصلاً و إن كنت أتمنى أن توضح لنا ماذا تقصد بالحكم العقلي هنا ؟؟؟))
    أنت لم تسألني عن تأصيل هذه المسألة عند العلماء ، هذا صحيح ، لكني أوردت ذلك لتعرف أن وضع "الكلام و العلم " ضمن قسم واحد عند العلماء راجع إلى تعلق الكلام بصفة العلم ، سبق أن بينتها لك في مشاركتي السابقة ، و سأزيدها توضيحا إن شاء الله حين يأتي أوانها لأني رأيتك أسأت فهم إجابتي فيما يتعلق بالفرق و الاشتراك بينهما.
    قولك :
    جيد أنك اعترفت بأن صفة الكلام غير صفة العلم و عليه على أي أساس كنت تقول أن صفة الكلام من صفة العلم فترد الكلام إلى العلم ؟؟؟ بينما هنا نراك تقر أن كلا الصفتين تشتركان في التعلق أي تتعلقان بالواجب و الممكن و المستحيل .

    أنا لم أقل إطلاقا إن صفة الكلام هي صفة العلم ، و إنما قلت هي من العلم ، (و "من" من معانيها التبعيض ) لتعلق صفة الكلام بصفة العلم ، و قد فصلت لك القول فيما يفترقان ، و فيما يشتركان ، و لم أزعم أن صفة الكلام تتعلق بالجائز و الواجب و المستحيل ، و إنما قلت لك بالحرف الواحد : " فصفة الكلام تتعلق بالنهي و الأمر و الخبر ، أما صفة العلم فتتعلق بجميع المعلومات ما كان منها واجبا و جائزا و مستحيلا ، فيعلمها الله على ما هي عليه من الحالات جليّها و خفيّها أو بعبارة أخرى إن علم الله يتعلق بالموجودات و المعدومات" ، فتأمل . أما تعلق صفة الكلام فهي الدلالة على ما هو معلوم لله تعالى ، و لذلك قلت لك إنهما يشتركان في المعلومات ، فيما هو معلوم لله تعالى . و نحن لا ندرك حقيقة صفة الكلام الإلهي، و إنما ندرك لوازمها و أحكامها .

    قولك :
    في نهاية مشاركتي السابقة سألتك سؤال حول مسألة التعلق هذه و لكنك لغاية اللحظة لا تجيب و بالتالي أكرره لك مجدداً ليفهم المتابع المصطلحات الكلامية التي تستخدمها في توضيح فكرتك .

    يبدو أنك - أخي أبا جاسم - لم تقرأ إجابتي على سؤالك هذا بالضبط في مشاركتي السابقة ، و عجبت كيف فاتتك ، و لا بأس أن أعيدها مرة أخرى :
    "و أنا أوظف التعلق هنا بمعناه الاصطلاحي عند علماء الكلام ، أي بمعنى الاقتضاء ، كاقتضاء العلم معلوما ينكشف به ، و اقتضاء الكلام معنى ينكشف به ."


    قولك :
    أولاً : تعريفي كان شاملاً و ليست مشكلتي أنك تريد تعريف معين لصفة الكلام .


    لا علينا ، سنتجاوز هذا ، لأن الكلام في نظرك كما تدل إجاباتك ، هو ما تعلق بالصوت و الحرف بوصفهما لازمين للكلام .

    قولك :
    ثانياً : يبدو أنك نسيت المعتزلة و الجهمية الذين كانوا يقولون أن القرآن مخلوق و ينكرون الكلام صفة لذات الله .
    أنا لست من هؤلاء ، فلا تحمّل كلامي ما لا يحتمل .

    قولك :
    (( الاشتراك في الأسماء و الصفات لا يلزم منه تماثل المسميات و الموصوفات )) و قد دل على هذه القاعدة الشرع و العقل فأنت يا أخي الشهاب سميع بصير و الله سبحانه سميع بصير فهل ننفي السمع و البصر عنه سبحانه لأننا اشتركنا معه في مسمّى السمع و البصر ؟؟؟ هل يقول بهذا عاقل ؟؟؟
    بل يلزم في الصفات ، لأن الله عز و جل يقول " ليس كمثله شيء " و هي القاعدة المحكمة التي يردّ إليها كل ما تعلق بصفات الله ، و هي الإطار الذي ينبغي أن يحكمنا في إدراك معنى السمع و البصر ، فالسمع و البصر ههنا هما صفتا انكشاف ، لما هو معلوم لله ، و لا ينبغي تكييفهما و لا القول بمشابهتهما ، على نحو لا نعلمه، و لا بناء إدراكنا لهما على التوهم و التخيل ، فالله - تعالى - يقول : " فلا تضربوا لله الأمثال ".

    أنت لديك قدرة و الله سبحانه لدية قدرة فهل مجرد الاشتراك في مسمّى القدرة يستلزم التماثل لتنفي الصفة الثابتة له سبحانه بالأدلة الصريحة ؟؟؟؟
    هذه من الصفات المعنوية التجريدية ، التي لا يلزم منها تصوير الله أنه " جسم " - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -

    قولك :
    أخي الكريم يجب أن تعلم أن لكل شئ عند الوصف ما يخصه فالله سبحانه نثبت له الصفات على الوجه اللائق بجلاله فصفاته تخصه و نثبت للإنسان صفاته على الوجه الذي يخصه و يليق به فمثلاً صفة الحياة للإنسان يسبقها العدم و يلحقها الفناء بينما حياة الله ليست كحياة المخلوقين و لا وجه للمقارنة هنا فحياته سبحانه لا يسبقها عدم و لا يلحقها فناء مع أن الله و البشر اشتركا في مسمى الحياة .
    هل يمكن أن تشرح لي معنى قولك :"على الوجه اللائق بجلاله " ، دون أن تقع في التشبيه و التجسيم بالنسبة إلى السمع و البصر و اليد و العين و ما إلى ذلك من الصفات الجسمية ؟

    قولك :
    الخلاصة أن الاشتراك في مسمى الحرف و الصوت لا يستلزم التماثل الذي يذهب بنا إلى نفيهما .
    بل يلزم ، و لا يعني نفي جسمية الصوت و الحرف ، و آلتهما السمعية و البصرية نفي صفة الكلام لله تعالى بوصفه مدلولات معلومة لله .

    قولك :
    و الأن أنت مطالب بإخبارنا بناءً على ماذا أنكرت الحرف هنا ؟؟؟
    بكل بساطة ، لأنه ينتج عنه تجسيم الله ، و الله منزه عن ذلك ، فضلا عما يتفرع عن القول بالصوت و الحرف من وجود أبعاد زمانية و مكانية و حلولية ذكرناها من قبل ، فالصوت له بعد زمني لاستغراقه وقتا ، و مكاني من خلال كونه ذبذبات تشغل حيزا ، و له بعد حلولي لكونه يستلزم انتقال جزء من ذات الله خارج ذاته لتحل في السامع .

    يتبع إن شاء الله .








  7. #7
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه ، ثم أما بعد :

    بالرغم من انشغالي في فترة أخر السنة الميلادية بإعداد تقارير سنوية في العمل و لكن سأسعى للتعقيب على كلامك تباعاً و بما يتسير من وقت


    بدايةً و قبل كل شئ أحب أن أذكرك أن مشاركتي رقم 38 و المقتبسة أدناه لم يتم الرد عليها من قبلك



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جاسم مشاهدة المشاركة
    نكمل على بركة الله و بما يتيسر من وقت
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جاسم مشاهدة المشاركة

    في مشاركة السابقة لي سألتك ((
    هل القرآن الذي تقرأه و تتقرب إلى الله بقراءته كلام الله أم لا ؟؟؟ لا بد لك أن تقول أنه كلام الله و عليه أسألك هل هذا الكلام من حروف أم لا ؟؟ إن قلت من حروف فلم أنكرت الحرف مسبقاً ؟؟ و إن قلت أنه كلام من غير حروف فهذه مكابرة تخالف الشرع و العقل و بطلانها واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، فإنه من المعلوم أن القرآن الذي نقرأه و الذي هو كلام الله مكون من حروف بل قد دل على ذلك الحديث (( لا أقول ألم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف ))

    و الأن أنت مطالب بإخبارنا بناءً على ماذا أنكرت الحرف هنا ؟؟؟
    ))

    فكان ردك عليه ((
    القرآن الذي أقرأه و أتعبد به هو كلام الله ، أما الحروف و تصويتي بها و المداد و الورق مما يتكون منه المصحف ، فهي محدثة ، مخلوقة . أما كلام الله الذاتي ، فهو بدون حرف و لا صوت ، و هو الموصوف بالأزلي و القديم ، أما وحدة هذا الكلام فمردها إلى وحدة الخبر في ذاته تعالى .
    و في هذا الشأن اتفق أهل السنة على "وحدة كلام الله تعالى ))

    لا شك أن جوابك هذا حيدة واضحة عن جواب السؤال و جواب لسؤال أنا لم أسأله فسؤالي لم يكن يتعلق بالحروف التي تصوّت بها و لا يتعلق بالورق الذي يتكون منه المصحف لتقول أنه محدث مخلوق فسؤالي عن القرآن هل هو كلام الله أم لا ؟؟؟ أنت أجبت نعم

    طيب سألتك بعدها هل كلام الله هذا من حروف أم لا ؟؟ فأجبت جواب لا علاقة له بالسؤال و أخذت تتكلم عن صوتك و الورق و المداد . مع أنني قد بينت أن القرآن الذي نقرأه و نتعبد به إلى الله من حروف و قد مثلت لذلك بالحديث الشريف الذي يقول (( لا أقول ألم حرف بل ألف حرف و لام حرف و ميم حرف )) فما كان منك إلا أن قلت ((
    و الحديث الشريف الذي أوردته لا يراد به أن هذه الحروف صفة لله ، و إنما الثواب المترتب عن قراءتها . و معلوم أن نطقي لهذه الحروف و الأصوات هو المحدث و المخلوق)) و طبعاً هذا جواب عن أمر أخر أيضاً فأنا لم أسألك عن نطقك لهذه الحروف و الأصوات لتقول لي أنها مخلوقة فهذا خارج محل النزاع ، و أما قولك أن الحديث يتعلق بالثواب الذي يترتب على قراءة هذه الحروف المخلوقة فعبارة عن حجة متهافتة فكلنا يعلم أن هذا المقروء هو القرآن و القرآن كما أجمع السلف غير مخلوق فقوله تعالى (( ألم )) من القرآن و القرآن غير مخلوق و لكن هذا الجواب يوضح حقيقة مذهبك الذي يؤول إلى القول بخلق القرآن و الأسئلة القادمة ستؤكد هذا أكثر و أكثر .

    و الآن دعنا نسألك الأسئلة التالية التي تبين حقيقة معتقد كل من ينكر الحرف و الصوت

    لما كلم الله تعالى موسى عليه السلام قال (( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ))

    هل هذه الآيات الكريمة كلام الله الذي هو صفة من صفاته أم لا ؟؟ إن قلت نعم فأنت هنا تقر بالحرف فهذه الكلمات من حروف و إن قلت لا فقد تبين للجميع حقيقة مذهبك الذي تنكر فيه الحرف و الصوت و بالتالي تنكر أن القرآن كلام الله الذي هو صفة من صفاته .

    هل هذه الألفاظ غير مخلوقة و من كلام الله الذي هو صفة من صفاته أم أنها عبارة أو حكاية عنه و مخلوقة ؟؟؟ إن قلت أنها غير مخلوقة فقد اعترفت بالحرف الذي تنكره فهذه الألفاظ مكونة من حروف و إن قلت أنها مخلوقة فأنت موافق للمعتزلة بالقول أن ألفاظ القرآن هذه مخلوقة .

    هل كلّم الله موسى عليه السلام في ذلك الوقت أم لا ؟؟؟ إن كان كلّمه في ذلك الوقت فأنت تعترف بأن آحاد الكلام حادثة و إن قلت لا لم يكلمه فأنت تنكر صريح القرآن الذي دل أن الله كلّمه في ذلك الوقت .

    قوله تعالى (( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )) هل سمعه موسى عليه السلام أم لا ؟؟ إن قلت سمعه فأنت تعترف بالصوت إذ لا يعقل سماع بلا صوت و إن قلت لا لم يسمعه فأنت تنكر صريح القرآن .

    قولك ((
    أما كلام الله الذاتي ، فهو بدون حرف و لا صوت ، و هو الموصوف بالأزلي و القديم))

    طبعاً هذا كلام بلا دليل و مبني على مقدمات أهل الكلام الفاسدة التي ينفون من خلالها أفعال الله الإختيارية المتعلقة بالقدرة و المشيئة فعندهم كل ما تعلق بالقدرة و المشيئة مخلوق . فالكلام معلوم عند العقلاء أنه حرف و صوت و لكنه عند الكلاّبية و الأشاعرة بلا حرف و لا صوت و معنى ً واحد قائم بالنفس فقط بينما هو عند العقلاء و أهل السنة أتباع السلف لفظ و معنى قائم بالنفس متعلق بالقدرة و المشيئة يتكلم به متى شاء .

    تقول ((
    و في هذا الشأن اتفق أهل السنة على "وحدة كلام الله تعالى" ))

    نعم اتفق الكلاّبية و الأشاعرة و الماتريدية بينما أهل السنة أتباع السلف الصالح لم يتفقوا معهم على هذا و قد ألزمهم أهل السنة إلزاماً لا محيد لهم عنه بأن هذا القول يترتب عليه أن الأمر نفس النهي نفس الوعد نفس الوعيد و أن القرآن نفس التوراة نفس الإنجيل و هذا ما يعلم ببداهة العقول بطلانه و فساده . إلا أنك قلت تعقيباً على هذا الالزام و مبرراً الكلام عن القرآن و التوراة و الإنجيل ((
    سبق أن أجبنا عن ذلك بقولنا إن مرد تعدد الكتب المنزلة إلى كونها جاءت بحرف و صوت مخلوقين ، أما الكلام الإلهي فواحد بوحدة الخبر و في ردود الإمام الرازي - رحمه الله - ما يدفع اعتراضك السابق إذ يقول )) و عليه فأنت تعترف أن الكتب المنزلة قد جاءت بحرف و صوت و أنها مخلوقة و يا له من اعتراف ، و كلام الرازي سيأتي التعقيب عليه لاحقاً بعون الله



    على أي حال هذه المشاركة كان الهدف منها بيان حقيقة معتقدك كأشعري في القرآن ، فأنتم كأشاعرة أظهرتم أنفسكم كأنكم حماة للسنة و خصوم للمعتزلة فأحسن الناس بكم الظن و لكن من تيسر له الاطلاع على حقيقة مقالتكم في القرآن خصوصاً و مسألة الكلام عموماً علم تمام العلم أن الأشاعرة لم يكسروا المعتزلة و لم ينصروا السنة فحقيقة قول الأشاعرة في القرآن تؤول إلى أنه مخلوق و إن لم يصرحوا بهذا أمام العامة .

    الأخ الشهاب لو كان رد على الأسئلة الواردة في هذه المشاركة بصورة صحيحة واضحة لتبين للجميع أن الأشاعرة يقولون بخلق القرآن و إن زعموا أمام عوام الناس بخلاف ذلك . و قد يتعجب بعض الإخوة من هذا القول و لكن لا غرابة لمن أدرك مقالتهم فمن كلام الأخ الشهاب نفسه أنقل ما يؤيد هذا

    في المشاركة رقم 54 قال تعقيباً على قولي له أنه لا يميز بين القراءة و المقروء ((المقروء ،أليس هو اللفظ المنزّل المخلوق ؟ و هو مقروء جبريل من اللوح المحفوظ ، لا مقروء الله .
    أما قراءتي فهي لفظي بأصوات القرآن و حروفه ، و لفظي هذا مخلوق أيضاً ))

    إذن هذا النص يبين أن الأخ يقر أن القرآن المقروء الذي نقرؤه مخلوق فالألفاظ المنزلة هذه مخلوقة ، مع أنه قال في مشاركة سابقة أن القرآن الذي نقرؤه كلام الله و ذلك في جواب على سؤال سألته إياه .

    و قال في نفس المشاركة أيضاً (( ويكفي أهل السنة دليلأ على أن الله تعالى لا يتكلم بالحرف والصوت ما أنزله الله في القرآن وهو
    قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (سورة التكوير/19)، يعني أن القرءان الذي هو اللفظ المنزل


    مقروء جبريل ليس مقروء الله))

    الخلاصة أن الأخ يقر كغيره من الأشعرية أن القرآن الذي هو كلام الله يستحيل أن يقرأ فهو ليس حرف و لا صوت بل معنى واحد قائم بالذات و ليس بسور و لا آيات فهذا القرآن الذي نقرأه بهذه الألفاظ ليس كلام الله إنما هو عبارة عنه أو حكاية عنه و هو مخلوق .

    و الآن إليكم بعض النقولات عن علماء الأشاعرة التي تبين حقيقة مذهب القوم في القرآن


    جاء في حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد صفحة 160 (( و مذهب أهل السنة - يقصد الأشاعرة - أن القرآن بمعنى الكلام النفسي غير مخلوق و أما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلوق ، لكن يمتنع أن يُقال القرآن مخلوق و يُراد به اللفظ الذي نقرؤه إلا في مقام التعليم لأنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كلامه تعالى مخلوق ، و لذلك امتنعت الأئمة من القول بخلق القرآن ))

    و قال الإيجي في كتابه المواقف في علم الكلام صفحة 293
    (( و قالت المعتزلة : أصوات و حروف يخلقها الله في غيره ، كاللوح المحفوظ أو جبريل أو النبي و هو حادث ، و هذا لا ننكره لكنّا نثبت أمراً وراء ذلك و هو المعنى القائم بالنفس و نزعم أنه غير العبارات ))
    و قال الرازي مثله تقريباً في الكتاب الذي نقلت لنا منه مسبقاً - أعني كتاب خلق القرآن بين أهل السنة و المعتزلة . صفحة 59

    (( فثبت بما ذكرنا : أن كونه تعالى متكلماً بالمعنى الذي يقوله المعتزلة مما نقول به و نعترف به و لا ننكره بوجه من الوجوه . إنما الخلاف بيننا و بينهم في أن نثبت أمراً أخر وراء ذلك و هم ينكرونه و سنذكر أن ذلك الشئ ما هو ؟ ))

    الخلاصة أن الأشاعرة اتفقوا مع المعتزلة في أن القرآن الذي نقرؤه مخلوق فالقرآن الذي هو اللفظ المقروء عبارة أو حكاية عن كلام الله و ليس كلامه على وجه الحقيقة و هو مخلوق أما كلام الله حقيقةً عندهم فهو المعنى الواحد القائم بالذات و هو الأمر الزائد الذي أثبتوه خلافاً للمعتزلة .

    يعني القرآن عند الأشاعرة مخلوق كما هو عند المعتزلة و لكن المعتزلة تقول أن هذا القرآن المخلوق و يسمى كلام الله حقيقةً و الأشاعرة يقولون هو عبارة أو حكاية عن كلام الله و قد أقر الأخ الشهاب بهذا جلياً عندما قال مستدلاً بالآية ((
    وهو
    قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) ، يعني أن القرءان الذي هو اللفظ المنزل

    مقروء جبريل ليس مقروء الله)) فالقرآن المقروء و الذي نقرؤه و نتقرب إلى الله بقراءته عند الأخ الشهاب عبارة عن كلام الله و هو مخلوق لا كلام الله حقيقةً لأن جبريل هو الذي عبّر عنه فهو الذي أحدث نظمه بألفاظه التي نقرأها .و ياله من اعتراف كما قلنا في مشاركة سابقة و هذا الاعتراف يكفي لبيان شناعة هذا الذي ذهب إليه الأشاعرة و يبين حقيقة تلبيسهم على العوام و ما أجمل ما قال أبو الوفا بن عقيل فيهم كما نقله عنه ابن القيم في الصواعق
    ((
    يزخرفون للعوام عبارة يتوقون بها إنكارهم ويدفنون فيها معنى لو فهمه الناس لعجلوا بوارهم ، ويقولون : تلاوة ومتلو وقراءة ومقروء ، وكتابة ومكتوب ، هذه الكتابة معلومة فأين المكتوب ؟ وهذه التلاوة مسموعة فأين المتلو ؟ يقولون : القرآن عندنا قديم قائم بذاته سبحانه ، وإنما هي زخارف لبسوا بها ضلالتهم ، وإلا فالقرآن مخلوق عندهم لا محالة ، فقد انكشف للعلماء منهم هذه المقالة يقدمون رجلا نحو الاعتزال فلا يتجاسرون ، ويؤخرون أخرى نحو أصحاب الحديث ليستتروا فلا يتظاهرون ، إن قلنا لهم ما مذهبكم في القرآن ؟ قالوا : قديم غير مخلوق ، وإن قلنا فما القرآن أليس هو السور المسورة والآيات المسطرة في الصحف المطهرة ، أليس هو المحفوظ في صدور الحافظين ، أليس هو المسموع من ألسنة التالين ؟ قالوا : إنما هو حكايته وما أشرتم إليه عبارته ، وأما القرآن فهو قائم في نفس الحق غير ظاهر في إحساس الخلق فانظروا معاشر المسلمين إلى مقالة المعتزلة كيف جاءوا بها في صورة أخرى ))

    يتبع إن شاء الله





    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  8. #8

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ أبا جاسم ، السلام عليكم

    خذ راحتك ، فأنا أقدر ظروفك ، إلى حين استكمال إجابتك ، و الله المستعان .





  9. #9
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    أخي الشهاب لا أرى من حسن الخطاب أن تضع ردك قبل أن أتم ردي على مشاركتك السابقة هذا أولاً
    أما ثانياً فقد بينت بمثال بسيط كيف حدت عن سؤال جواب واضح و يبدو أنك تقرأ ما تريد و ترد على ما تريد أخبرني بالله عليك هل سألتك أنا عن المداد و الورق أو عن صوتك الذي تقرأ به القرآن لتقول لي بعدها أنها مخلوقة ؟؟؟؟ هل نقلك عن الإمام أحمد بأن ألفاظنا نحن بالقرآن مخلوقة له علاقة بالموضوع حتى تستنكر علي وصفك بنقل أمور خارجة عن الموضوع ؟؟؟ ألا تسمى هذه عشوائية و خروج عن المنهجية ؟؟؟؟

    لا تضع أي مشاركة إلا لما أنتهي من ردي عليك فإن لم تحترم هذا فأنا في غنى عن مناقشة بهذه الطريقة




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  10. #10
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    تكملة الرد على مشاركة سابقة لك

    تقول نقلاً ((
    قال الشيخ الإمام أبو علي الحسن بن عطاء في أثناء جواب عن سؤال وجه إليه سنة إحدى وثمانين وأربعمائة: الحروف مسبوق بعضها ببعض، والمسبوق لا يتقرر في العقول أنه قديم فإن القديم لا ابتداء لوجوده، وما من حرف وصوت إلا وله ابتداء، وصفات البارىء جل جلاله قديمة لا ابتداء لوجودها، ومن تكلم بالحروف يترتب كلامه، ومن ترتب كلامه يشغله كلام عن كلام، والله تبارك وتعالى لا يشغله كلام عن كلام، وهو سبحانه يحاسب الخلق يوم القيامة في ساعة واحدة، فدفعة واحدة يسمع كل واحد من كلامه خطابه إياه، ولو كان كلامه بحرف ما لم يتفرغ عن يا إبراهيم ولا يقدر أن يقول يا محمد فيكون الخلق محبوسين ينتظرون فراغه من واحد إلى واحد وهذا محالٌ ."
    و الحديث الشريف الذي أوردته لا يراد به أن هذه الحروف صفة لله ، و إنما الثواب المترتب عن قراءتها . و معلوم أن نطقي لهذه الحروف و الأصوات هو المحدث و المخلوق . ))

    و الجواب على هذا ما ذكره الإمام السجزي في رسالته لأهل زبيد و المعروفة بالرد على من أنكر الحرف و الصوت

    قال رحمه الله تعالى ((
    اعلموا ـ أرشدنا الله وإياكم ـ أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والصالحي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالاً منهم في الباطن في أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً ذا تأليف واتساق وإن اختلفت به اللغات .
    وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات وقالوا : الكلام حروف متسقة وأصوات مقطعة .
    وقالت العرب : الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى فالاسم مثل : زيد وعمرو وحامد والفعل مثل : جاء وذهب وقام وقعد والحرف الذي يجئ لمعنى مثل : هل وبل وما شاكل ذلك .
    فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفاً وصوتاً فلما نبغ ابن كلاب وأضرابه وحاولوا الرد على المعتزلة من طريق مجرد العقل وهم لا يخبرون أصول السنة ولا ما كان السلف عليه ، ولا يحتجون بالأخبار الوارد في ذلك زعماً منهم أنها أخبار آحاد وهي لا توجب علما وألزمتهم المعتزلة أن الاتفاق حاصل على أن الكلام حرف وصوت ويدخله التعاقب والتأليف وذلك لا يوجد في الشاهد إلا بحركة وسكون ولا بد له من أن يكون ذا أجزاء وأبعاض وما كان بهذه المثابة لا يجوز أن يكون من صفات ذات الله لأن ذات الله سبحانه لا توصف بالاجتماع والافتراق والكل والبعض والحركة والسكون وحكمة الصفة الذاتية حكم الذات .
    قالوا : فعلم بهذه الجملة أن الكلام المضاف إلى الله سبحانه خلق له أحدثه وأضافه إلى نفسه كما تقول :عبد الله ، وخلق الله وفعل الله .
    فضاق بابن كلاب وأضرابه النفس عند هذا الإلزام لقلة معرفتهم بالسنن وتركهم قبولها وتسليمهم العنان إلى مجرد العقل فالتزموا ما قالته المعتزلة وركبوا مكابرة العيان وخرقوا الإجماع المنعقد بين الكافة المسلم والكافر وقالوا للمعتزلة : الذي ذكرتموه ليس بحقيقة الكلام وإنما يسمى ذلك كلاماً على المجاز لكونه حكاية أوعبارة عنه وحقيقة الكلام : معنى قائم بذات المتكلم .
    فمنهم من اقتصر على هذا القدر ، ومنهم من احترز عما علم دخوله على هذا الحد فزاد فيه ما ينافي السكوت والخرس والآفات المانعة من الكلام ثم خرجوا من هذا إلى أن إثبات الحرف والصوت في كلام الله سبحانه تجسيم وإثبات اللغة فيه تشبيه .
    وتعلقوا بشبه منها قول الأخطل :
    إن البيان من الفؤاد وإنما ,,, جعل اللسان على الفؤاد دليلا
    فغيروه وقالوا :إن الكلام من الفؤاد وإنما ،،، جعل اللسان على الكلام دليلا
    وزعموا أن لهم حجة على مقالتهم في قول الله سبحانه وتعالى {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول } وفي قوله عز وجل { فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال : أنتم شر مكانا } .
    واحتجوا بقول العرب : " أرى في نفسك كلاما ، وفي وجهك كلاما " فألجأهم الضيق مما يدخل عليهم في مقالتهم إلى أن قالوا : الأخرس متكلم وكذلك الساكت والنائم ولهم في حال الخرس والسكوت والنوم كلام هم متكلمون به ثم أفصحوا بأن الخرس والسكوت والآفات المانعة من النطق ليس بأضداد الكلام وهذه مقالة تبين فضيحة قائلها في ظاهرها من غير رد عليه
    ))

    أما ما نقلته عن الإمام أبي حنيفة النعمان فأنت مطالب باثبات سند الرواية له ثم صحة الفهم الذي فهمته من النقل قبل أن تزعم أنه مؤيد لكلامك . هذا بالنسبة للنقل الأول أما النقل الثاني عنه رحمه الله إن صحت نسبته إليه فلا أرى به بأس .





    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




 

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مقامات القرآن الكريم بصوت ملائكي مسابقه القرآن بتركيا
    بواسطة قلب ينبض بحب الله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2011-05-01, 05:21 PM
  2. القول بأن القرآن " أصبح يتناقض مع العلم " لغو لا أصل له .
    بواسطة لبيّك إسلامي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-06-12, 12:40 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML