موضوع رائع ومميز :p01sdsed22:

جزاك الله خيرا عظيما اخي الفاضل ابو البراء واجزل لك الاجر والثواب والعطاء


يتبع نماذج من حب البشر إن شاء الله
ابو بكر الصديق ومحبته الشديدة لرسول صلى الله عليه وسلم


تقول امنا الحبيبة الطاهرة عائشة رضي الله عنها : لما اجتمع أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الظهور، فقال: ( يا أبا بكر إنا قليل.).
فلم يزل أبو بكر يُلح حتى ظهر رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد، كل رجل في عشيرته ، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله ، وإلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوا في نواحي المسجد ضربًا شديدًا ، ووطئ أبو بكر ، وضُرب ضربًا شديدًا ، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفها لوجهه، ونزَّ (أي وثب) على بطن أبي بكر، حتى ما يُعرف وجهه من أنفه ، وجاء بنو تميم ( قوم أبي بكر) يتعادون ، فأجلت قريشًا عن أبي بكر ، وحملت بنو تميم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تميم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تميم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، ثم قاموا، وقالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئـًا أو تسقيه إياه.
فلما خلت به ألحت عليه ، وجعل يقول: ما فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم؟
فقالت: والله ما لي علم بصاحبك ، فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ، فقالت: ما أعرف أبا بكر، ولا محمد بن عبد الله ، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك ذهبت، قالت: نعــم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا دنفـًا ، فدنت أم جميل وأعلنت الصياح ، وقالت: والله إن قومًا نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم.
قال: فما فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هذه أمك تسمع ، قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سالم صالح . قال: أين هو؟ قالت: في دار ابن الأرقم.
قال: فإن لله عليّ ألا أذوق طعامًا، ولا أشرب شرابـًا حتى آتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم. فأمهلتاه حتى إذا هدأت الرِجل ، وسكن الناس خرجتا به يتكئ عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم – فأكب عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقبَّله، وأكب عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رقة شديدة، فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله ، ليس بي بأس! إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها ، وأنت مبارك فادعها إلى الله ، وادع لها عسى أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ودعاها إلى الله فأسلمت(1)(1)

البداية والنهاية 3/29ـ 30 بسند رجاله ثقات