السلام عليكم.

بورك فيك على الرد. لقد اصلت الموضوع وانا أؤيد كلامك بما قال الطبري نفسه. في مقدمة كتابه.

وليعلم الناظر في كتابنا هذا أنّ اعتمادي في كلّ ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه، إنما هو على ما رويتُ من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه، والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه، دون ما أدرك بحجج العقول، واستنبط بفكر النفوس، إلا اليسير القليل منه، إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين وما هو كائن من أبناء الحادثين، غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم، إلا بإخبار المخبرين، ونقل الناقلين، دون الاستخراج بالعقول، والاستنباط بفكر النفوس. فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا.

الطبري في كتابه عن التاريخ هذا يروي كل ما يصل اليه دون تحقيق. لانه ترك ذلك للذين ياتون بعده. فعمله فيه النقل فقط. فهو لم يحقق اسانيد الروايات. كما يفعل مع الحديث الشريف. وقد اعترف الرجل وتبرأ من كل من يقول بان سبب الخطإ هو رواية الطبري. لذلك نجده احيانا ينقل اكثر من رواية حول حادثة واحدة. وكل منهما تخالف الاخرى.

لذلك فمن يريد الاحتجاج بالطبري عليه ان يلمّ بكل الروايات التي وضعها الطبري ويدرس حال الرجال الذين نقل عنهم الطبري. والا فانه يثبت عجزه وقصوره وقلة اطلاعه.

وارى بان هذا الناعق الذي يتطاول على حبيبنا صلى الله عليه وسلم اعجز من يقرأ كتابا كبيرا مثل تاريخ الطبري بل ينقل ما علمه اياه قساوسته الخنازير.