الحمدلله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى وعلى آله ونصحبه المستكملين الشرفا .. أما بعد
فنتكلم في هذا الدرس عن موضوع هام , ألا وهو التعليقات في الصحيحين :
والحديث المعلق هو : ما حذف من مبدأ إسناه راوٍ أو أكثر على التوالي .
وأين مبدأ السند ؟؟
لو أن البخاري قال " حدثنا الحميدي عن سفيان عن يحيى الأنصاري عن محمد التيمي عن علقمة الليثي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم "
فيكون مبدأ السند هو " الحميدي " شيخ البخاري فإذا قال البخاري " روي عن يحيى الأنصاري عن محمد التيمي ....ألخ " فبذلك يكون البخاري قد علق الإسناد .
وهنا لطيفة : فالحديث المرسل : هو ما سقط من آخر إسناده راو أو أكثر على التوالي .
فآخر الإسناد في المثال السابق هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فلو قال "علقمة الليثي ": عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا .
كان الحديث مرسلا لأن علقمة تابعي لم يدرك الرسول صلى الله عليه وسلم .
والمعلقات والمراسيل من أقسام الحديث الضعيف لأنها فيها رواة لا نعرف أحوالهم .
والمعلقات في البخاري كثيرة , أما في مسلم فهي قليلة جدا , قيل إنها أربعة عشر موضعا .
ما حكم المعلقات في البخاري ومسلم ؟
قبل أن نخوض في ذلك أريدك أن تعرف أنه ليس من المعلقات في الصحيحين شئ في أصل الكتاب , إنما كلها في تراجم الأبواب .
فائدة : إذا كنت تخرج كتابا ووجدت حديثا قد خرجه البخاري تعليقا فلا يصح أن تقول أخرجه البخاري وتسكت , لأنه ليس على شرط البخاري , فلقد سمى البخاري كتابه "الجامع المسند الصحيح المختصر في أمور رسول الله :salla: وسننه وأيامه " والمعلق ليس مسندا . وإنما الصواب أن تقول أخرجه البخاري تعليقا , كذلك ما أخرجه مسلم في مقدمة كتابه من أحاديث , فهذا ليس على شرطه إنما الصواب أن تقول فيه أخرجه مسلم في مقدمة كتابه الصحيح .
ومعلقات الصحيحين على نوعين :
الأول : ما روياه بصيغة الجزم كأن يقولوا " قال فلان " " ذكر " " حكى " , فهو محكوم بصحته إلى المضاف إليه , أي أن صاحب الكتاب ضمن لنا صحة السند إلى من أضاف إليه الكلام .
الثاني : ما روي بصيغة التمريض كـ " قيل " " ذكر " " روي " " حكي " , فليس فيه حكم بصحته إلى المضاف إليه , بل يكون فيه الصحيح والحسن والضعيف , لكن ليس فيها حديث واه .
ولقد وصل الحافظ ابن حجر ما علقه البخاري من أحاديث في كتاب له سماه " تغليق التعليق " ولخصه في مقدمة فتح الباري , أما معلقات مسلم فقد سردها الحافظ العراقي في شرحه لكتاب ابن الصلاح .
وشاهده من الألفية :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
154-مَا أَوَّلُ الإِسْنَادِ مِنْهُ يُطْلَقُـ = وَلَوْ إِلَى آخِرِهِ مُعَلَّقُ
155-وَفِي الصَّحِيحِ ذَا كَثِيرٌ ، فَالَّذِي= أُتِيْ بِهِ بِصِيغَةِ الْجَزْمِ خُذِ
156-صِحَّتَهُ عَنِ الْمُضَافِ عَنْهُ =وَغَيْرَهُ ضَعِّفْ وَلا تُوهِنْهُ
157-وَمَا عَزَى لِشَيْخِهِ بِقَالا =فَفِي الأَصَحِّ احْكُمْ لَهُ اتِّصَالا
158-وَمَا لَهَا لَدَى سِوَاهُ ضَابِطُ= فَتَارَةً وَصْلٌ وَأُخْرَى سَاقِطُ[/poem]
والسؤال :
استخرج من صحيح البخاري حديثا معلقا مع بيان كلام الحافظ ابن حجر عليه ؟
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .
المفضلات