السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لتدرك ما استشكل علي اقول.

فهمت ان التدليس لا يعني ان يخترع المحدث حديثا من عنده بل انه يعمد الى اسقاط احد من سمع عنه تصبح درجة اسناده مرتفعة. وان فعل ذلك يجب عليه ان يعنعن فيكون مدلسا ولا يكون كاذبا ولكنه اذا عنعن لم ناخذ بروايته لاننا لا نعرف الحلقة المفقودة.

اما هشام بن عروة فانه اذا عنعن فاننا نعرف ذلك الشخص الذي لم يذكره وهو الزهري.

ولكن ان اثبتنا هذا بالنسبة لهشام بن عروة فكيف نثبت ان غيره في سند الحديث لم يدلس وقد عنعن مالك كما في السند عن هشام بن عروة كما عنعن ابو هشام بن عروة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

اذا حتى نقول بان الحديث صحيح يجب ان نثبت ان. مالك غير مدلس وان والد هشام بن عروة غير مدلس.

هذا ما دار بخاطري بعد ان فهمت التدليس. فما قولك في هذا اخي؟
ليس كل الرواة مدلسين , كلا أخي فهناك من كان يحرم التدليس ويتشدد في ذلك , مثل شعبة بن الحجاج أبو بسطام كان يقول لإن أزني ثلاثين زنية أحب إلى من أن أدلس ,فطالما أن الراوي ثقة تكون عنعنته مثل تصريحه بالسماع تماما إلا إذا صرح أحد علماء الرجال بأنه مدلس فعندها لا نقبل الحديث الذي عنعنه ,

ثم إن المدلسين على مراتب وليسوا سواء فمنهم من لا يصح إعلال الحديث بعنعته إلا إذا جاءت علة أخرى أقوى في الحديث فنذكرها أولا ثم نذكر عنعة هذا الراوي ومن هذا الضرب الأعمش والزهري وغيرهما من الأكابر , فلا يصح إعلال الحديث بعنعنتهم ,

لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لأنهم نادرا ما يدلسون ونحن نحطاط في الحكم على الحديث ولكن لا نأخذ بالنادر .

فهؤلاء من بين مئات بل ألوف الأحاديث التي يرونها قد يكونوا دلسوا في عشرة أحاديث منها , فلا يصح أن نسقط هذه الألوف بسبب هذا العدد القليل الذي دلسوا فيه وإلا ضاع الكثير من السنة , ولكن هذه الأحاديث التي دلسوا فيها قد بينها الحفاظ الجهابذة والنقاد الصيارفة الذين سخرهم الله للدفاع عن سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام , فتجد أحدهم يستطيع التميز بين ما دلس فيه هذا الراوي وبين ما لم يدلس فيه وذلك لسعة حفظه ونقاء ذهنه , فرحمة الله عليهم أجمعين .


هذا والله أعلم ,

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .