ومع ذلك فالإيمان بتنزيه القران عن الخطأ جعل من هذا الموقف غير مقبول بنظر الباحثين المسلمين المعاصرين. بعض المسلمين يأخذ الجانب الذي يقول انه لا شيء حول شخصية ذي القرنين معروف غير انه مذكور في القران( بمعنى, أنهم يؤكدون انه لا يوجد هالك دليل يربط شخصية ذي القرنين بالشخصية التاريخية) .
طبعا يتضح لنا النظرة المادية الضيقة التى تميز العلمانيين فى كلامك.ليس كل تاريخ العالم معلوم لنا فحدود علمنا هى ما وصل اليه علماء التنقيب والأثار والمخطوطات عن تاريخ العالم فقط وماذكره القرأن الكريم عن ذى القرنين والسد هو من الغيب.ولا نقيس صحة القرأن على الغيب أبدا ولكن القرأن الكريم نفسه تحدث عن قوم عاد مثلاوأثبتت علوم الأثار الحديثة صدق القرأن الكريم فى الأخبار بالغيب وأنه كانت مدينة أرم مفقودة تاريخياوهناك الكثير من نماذج الأعجاز التاريخى فى كتاب الله جل وعلى تحتاج الى مجلدات فما قولك؟
علماء مسلمين آخرين مثل المودودي ومولانا أبو الكلام آزاد اقترحوا ان ذا القرنين كان قورش الكبير وليس الاسكندر الأكبر, إلا أن هذه النظرية لم تطرح الا حديثا و هي غير معتبرة من قبل الباحثين من غير المسلمين, غالبا بسبب الحقيقة التي تقول أن أي نبيل فارسي معاصر للاسكندر الأكبر وخصوصا قورش-كذا- كان ليمارس الديانة الزروانية( نوع بدائي من الزرادشتية) وهذا لا يجعل منه" ملكا مؤمنا" موحدا.
لا لا ليس كل ملوك الفرس كذلك
عقيدة الأخمينيين كانت التوحيد وكانت الدولة الأخمينية تشبه –فيما أوردته الأساطير والروايات المرسلة-الدولة الأسلامية فى بدايتها ولكن كلامك الاخير ليس خاطئا بالفعل لأن التوحيد لا يكفى شخص ما ليذكره القرأن العظيم
مسلمون آخرون اقترحوا أن ذا القرنين هو تبّع ملك اليمن الشخصية الغامضة أو الفرعون نارمر (احد أوائل الفراعنة و موحد القطرين). إلا انه من المعروف في كلا الحالتين أن البدائل المتوفرة تبقى حاملة للصفة التي لا يمكن معالجتها: تعدد الآلهة
الاجتهاد بلا منهج فى البحث عن الحق أقل ضررا من الأجتهاد بلا منهج فى البحث عن الباطل كما تفعل أنت.
وطبعا نختم هذه النقطة بالتأكيد على أستحالة كون الأسكندر المقدونى هو ذى القرنين لأن الأول كان وثنيا وربما ملحدا وسلوكياته فى نشر الشرك والأعمال الكفرية تؤكد ذلك ورغم أن بعض المتفلسفين والمثقفين المنتسبين للأسلام يستخدمون نفس أسلوب هذا الزنديق ويقتطعون بعض العبارات المنسوبة الى الأسكندر للتدليل على أنه هو ذى القرنين الرجل الصالح المؤمن برب العالمين جل فى علاه فطبعا هذا باطل لأنه حتى لو فرضنا جدلا بأن الأسكندر المقدونى كان على الأسلام وهذا من الخيال العلمى فتتبقى نقطة هامة سنؤجلها للنهاية ألا وهى فهم الصحابة والتابعين لشخصية ذى القرنين وجنسيته وأصله تحسم القضية بأذن الله جل وعلى.