3-الشخصيات المرشحة لتكون ذى القرنين وأسباب الأستبعاد

للأسف هذا الجزء من الموضوع سيتم الرد فيه على أبحاث أسلامية وألحادية على حد سواء وذلك لأن الأساس الباطل مشترك بينهما ألا وهو أتباع الأهواء والظنون وليس البحث العميق فى النصوص والأثار وصحيح المنقول
أولا شبهة أن الاسكندر هو ذى القرنين
يقول الملحد الساذج المسكين
كما لاحظنا عرف علماء المسلمين الأوائل ذا القرنين القرآني بالاسكندر الأكبر عموما. وفي القرون التالية لطالما اعتبر ذو القرنين من قبل المسلمين كنبي للإسلام. وقد كونت الحضارة الإسلامية المبكرة أساطيرها الخاصة عن الاسكندر الأكبر خصوصا في بلاد فارس.
مع الفتح العربي الإسلامي لبلاد فارس وجدت سيرة الاسكندر مكانا رفيعا لها في الأدب الفارسي – وهذا يعتبر من سخرية الأقدار إذا أخذنا بنظر الاعتبار عدوانية بلاد فارس القديمة إلى عدوها القومي الذي لم يدمر فقط الإمبراطورية الاخمينية العظيمة ولكته كان سببا أساسيا لقرون من سيطرة حكام هلنسيين أجانب. المصادر الفارسية الإسلامية لأسطورة الاسكندر المعروفة بالأسكندرنامه ضمّت موادا من سودو كالليسثينيس - مؤلف تاريخي مزعوم منسوب كذبا للمؤرخ كالّيسثينيسPseudo-Callisthenes (مؤرخ معاصر للاسكندر) -بعض هذه المواد مذكورة في القرآن , مع أفكار فارسية ساسانية عن الاسكندر الأكبر . المصادر الفارسية عن أسطورة الاسكندر اخترعت نسبا أسطورية له جاعلا من أمه جارية لدارا الثاني وهكذا جاعلا إياه أخا غير شقيق لآخر الملوك الاخمينيين, دارا الثالث . وذلك كوسيلة للاستحواذ على الاسكندر . وبحلول القرن الثاني عشر جعله بعض الشعراء ككنجوي نظمي موضوعا لقصائدهم الملحميّة , مصورين إياه كنموذج للسياسي المثالي أو الملك الفيلسوف, اقتبست هذه الفكرة من اليونانيين وطورت من قبل الفلاسفة المسلمون مثل الفارابي . طوّرت التقاليد الاسلامية كذلك الأسطورة القائلة أن الاسكندر الأكبر كان مرافقا لارسطو وتلميذا لافلاطون .

الجدل الديني حول الموضوع

مع أن كثيرا من العلماء المسلمين عرفوا ذا القرنين بأنه الاسكندر الأكبر ..إلا أن هذا التعريف أصبح اليوم موضع نقد بين علماء المسلمين. معظم التفاصيل للحوادث المذكورة في سيرة الاسكندر مثل تلك التفاصيل المذكورة في القران لا أساس تاريخي لها؛ فان كان ذو القرنين هو الاسكندر فان هذا الخلط بين الحقيقة والأسطورة سيكون مصدر إحراج إلى بعض علماء المسلمين إن لم يكن كلّهم.

تبنت التقاليد الأسطورية ليهودية والمسيحية الشخصية التاريخية للاسكندر الأكبر واختارت أن تصفه ب"الملك المؤمن" –موحد مخلص. وفي هذا المضمون اليهودي المسيحي وصلت الأسطورة إلى الجزيرة العربية . ولهذا ليس من الصعب أن نتفهم كيف انتهى الأمر بالاسكندر الوثني لان يكون في مصاف أنبياء القرآن المسلمين

يعتقد البعض أن تضمن القران لتقاليد شفوية دينية متجذرة في الأخطاء العلمية والتاريخية ومشتقة من تقاليد دينية وثنية يسبب تحدي للتعاليم الأساسية للدين للعقيدة الإسلامية . لم يكن العلماء المسلمون الأوائل منتهين إلى هذه المتناقضات العقائدية, ولكن حتى في عصرنا الحديث , فان بعض المسلمين المؤثرين في التيار الديني الرئيسي (مثل يوسف علي) قد احتضنوا النظرة الإسلامية التقليدية التي تربط بين الاسكندر الأكبر وذي القرنين, حاكما على المشاكل العقائدية التي من الممكن أن تنشا جراء ذلك بأنه من الممكن التغلب عليها . معظم الباحثين العلمانيين الذين درسوا الإسلام قد اتفقوا في نظرتهم أن هنالك دليل يثبت الاستنتاج الذي يقول أن ذا القرنين ليس أحدا غير الاسكندر الأكبر. ومع ذلك فالإيمان بتنزيه القران عن الخطأ جعل من هذا الموقف غير مقبول بنظر الباحثين المسلمين المعاصرين. بعض المسلمين يأخذ الجانب الذي يقول انه لا شيء حول شخصية ذي القرنين معروف غير انه مذكور في القران( بمعنى, أنهم يؤكدون انه لا يوجد هالك دليل يربط شخصية ذي القرنين بالشخصية التاريخية) . علماء مسلمين آخرين مثل المودودي ومولانا أبو الكلام آزاد اقترحوا ان ذا القرنين كان قورش الكبير وليس الاسكندر الأكبر, إلا أن هذه النظرية لم تطرح الا حديثا و هي غير معتبرة من قبل الباحثين من غير المسلمين, غالبا بسبب الحقيقة التي تقول أن أي نبيل فارسي معاصر للاسكندر الأكبر وخصوصا قورش-كذا- كان ليمارس الديانة الزروانية( نوع بدائي من الزرادشتية) وهذا لا يجعل منه" ملكا مؤمنا" موحدا. مسلمون آخرون اقترحوا أن ذا القرنين هو تبّع ملك اليمن الشخصية الغامضة أو الفرعون نارمر (احد أوائل الفراعنة و موحد القطرين). إلا انه من المعروف في كلا الحالتين أن البدائل المتوفرة تبقى حاملة للصفة التي لا يمكن معالجتها: تعدد الآلهة