ولبنى بغاية الروعة

أعجبتني جدا قصة قيس ولبنى الكعبيه ...فنقلتها لكم علها تحوز اعجابكم...لما فيها من عبر وقيم كثيرة

ولبنى بغاية الروعة

نستشفها من هذا الحب...اولها طهر الحب ...وثانيها مكانة الاب والام لدى العرب قديما
وكيف كانت كلمتهم مسموعه...وثالثها عدم نكران شرع الله وذلك بالزواج من الاخرى ..
كما يحدث من إنكار عجيب من المسلمين


هو قيس بن ذريح بن الحباب الكناني شاعر أموي .


كان رضيعا مع الحسين بن علي بن أبي طالب اشتهر بحب لبنى بنت معمر بن الحباب
من قبيلة كعب بن خزاعه..وهام بها وعشقها لدرجة أنه توسل
لأبيه ان يزوجه بها ، فأبى عليه والده وعرض عليه إحدى بنات عمه، ولكن قيسا أصر على الزواج من لبنى
وإلا سيكون الهلاك مصيره .. واستعان بأمه على أبيه ولكنها لم تجد لديه إجابه ..
فقرر أن يستعين يأخيه من الرضاعه (الحسين بن علي) كرم الله وجهه ورفيقه إبن أبي عتيق(حفيد أبي بكر الصديق) رضي الله عنه

ولبنى بغاية الروعة

فاستطاعا ان يقنعا أباه فزوجه لبنى ... ولكن الله لم يقدر لهما الإنجاب .. وظلا على هذه الحال
إلى أن طلب أبوقيس وأمه أن يطلقها ويتزوج بغيرها .. فرفض قيس هذا الأمر وأصرا والداه عليه
الى أن إستجاب لهما .. وقام بتطليقها .. ولم يكد يطلقها حتى طار عقله .. ولحقه شئ من الجنون .. وأصبح
طلاقه لها بمثابة الشرارة التي زادت حبه لها إشتعالاً في قلبه وأخذ يبكي وينشد قائلا:

ولبنى بغاية الروعة

بت والهم يالبيني ضجيعي
وجرت مذ نأيت عني دموعي
وتنفست إذ ذكرتك حتى
زالت اليوم عن فؤادي ضلوعي
يالبينى فدتك نفسي وأهلي
هل لدهر مضى لنا من رجوع



وأصبح قلبه يهيم بها أكثر من ذي قبل .. وأصبح يتشوق لها ويندم على طلاقه لها وكان كل صباح ومساء يبكي ويقول :

ولبنى بغاية الروعة

أحبك يالبنى أصنافا من الحب لم أجد
لها مثيلا في سائر الناس يوصف
فمنهن حب للحبيب ورحمــــــــــة
بمعرفتي منه بما يتــكـــــــــلف
ومنهن ان لايعرض الدهر ذكرها
على القلب الا كادت النفس تتلف
وحب بدا بالجسم واللون ظاهر
وحب لدى نفسي من الروح الطف



ووصل الامر بقيس الى حد المرض حتى كاد ان يلقى حتفه من شدة مرضه .. فأشار قومه على أبيه أن يزوجه من إمرأه جميله .. فلعله يسلو بها لبنى وتطببه في مرضه .. وكلمه أبوه في الامر فوافق
على مضض .. فحمله أبوه على دابة .. وذهب به الى قبيلة فزاره عل يعجبه واحدة من فتياتها
وأقبل على واحدة منهن وأعجبه حسنها .. وسألها ما إسمك ياجاريه ... قالت له (لبنى) فسقط مغشيا عليه
فنضحت في وجهه ماء وبعد ان فاق سألته من أنت ... فقال .: أنا قيس بن ذريح مجنون لبنى الكعبيه
فعرفته حيث كانت قصته قد بلغتهم وأسرع قيس بالزواج بها ..

ولبنى بغاية الروعة

ولما وصل هذا الخبر إلى لبنى غمها وأصابها بالحسرة لأن حبها له مازال يتوهج بقلبها .. وقالت إنه لغدار ولقد كنت أمتنع من إجابة قومي الى تزويجي فأنا الآن أجيبهم مادام قد نكث الوعد ونقض العهد.
وبالفعل تزوجت لبنى من رجل من أهل المدينه.... ولما وصل هذا الخبر لقيس حزن حزنا شديداً

ولبنى بغاية الروعة

وأصر كل الإصرار على أن يعود إلى لبنى وتعود إليه .. وسعى من أجل ذلك سعياً دؤوبا وتوسل الى كل معارفه وأصحابه أن يطلبوامن زوج لبنى أن يطلقها ليردها قيس فلما عرف زوج لبنى ما يكنه لها قيس من حب عميق كما وأن حبها له لم ينطفئ من قلبها قرر أن لا يبقيها عنده وطلقها
وردها قيس إلى عصمته .. وما أن علم أهل زوجته الثانيه بزواجه من حبيبته .. لبنى طلبوا منه أن يطلق إبنتهم ففعل ... وعاش قيس مع لبنى الكعبيه ولكنها سرعان ما ماتت وتبعها إلى مثواها الاخير وهو يبكيها ويندبها ويقول:

ولبنى بغاية الروعة

ماتت لبنى فموتها موتي
هل تنفعن حسرتي على الفوت
وسوف أبكي بكاء مكتئب
قضى حياة وجــدا على ميــــت



ثم إنحنى على قبرها يبكي حتى أغمى عليه فرفعه أهله إلى منزله وهو لايعقل..
وظل على هذه الحال لايفيق ولا يجيب مكلما طوال ثلاثة أيام ولما أرادوا أهله
أن يحملوه إلى بيته وجدوه ميتا فدفن بجوار حبيبته لبنى الكعبيه....

ولبنى بغاية الروعة

رَمَتْني لُبينَى في الفؤاد بسهمها
وسهم لبينى للفؤادِ صَيودُ
سلا كُلُّ ذي شَجْوٍ علمتُ مكانَهُ
وقلبي للبنى ما حييت وَدودُ
وقائلةٍ قد مات أو هو مَيِّتٌ
وللنفس منِّي أن تفيض رصيدُ
أعالجُ من نفسي بقايا حشاشةٍ
على رمقٍ والعائدات تعودُ
فإن ذكرت لبنى هَشِشْتُ لذكرها
كما هشَّ للثدي الدَّرور وَليدُ
أجيب بلُبنى من دعاني تَجَلُّداً
وبي زفراتٌ تنجلي وتعودُ
تعيدُ إلى روحي الحياة وإنَّني
بنفسي لوعاينتني لأجودُ


أتمنى تنال أعجابكم قصة بغاية الروعة

هل يوجد حب وإخلاص ووفاء بهذا الشكل في عصرنا هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟



rds >> ,gfkn >> rwm fyhdm hgv,um