الحمد لله معز الإسلام بنصره و مذل الكفر يقهره و الصلاة و السلام على من أعلى منار الإسلام بشرعه و بعد :

كنت قد سألت الزميل المحترم عزت في مشاركتي السابقة السؤالين التاليين :

السؤال الأول : ما هي آلية وصول الكتاب المقدس إليك ؟؟؟

السؤال الثاني : ما هي الضمانة الأكيدة لوثاقة نقل نصوص الكتاب الذي تقدسه ؟؟؟

رد الزميل عزت لا يخفى على كل قارئ عبارة عن نسخ و لصق و كنت أتمنى منه أن يرد على السؤالين بطريقته و لا مانع عندي أن ينقل ما يراه مناسباً .

على أي حال جواب الزميل عزت على السؤالين كان كالتالي وفقاً للجواب الذي وضعه لنا

جواب السؤال الأول : آلية وصول الكتاب المقدس عن طريق المخطوطات

جواب السؤال الثاني : الضمانة الأكيدة لوثاقة نقل نصوص الكتاب المقدس هي الأعداد الهائلة من مخطوطاته و هذا كلام الزميل في أخر مشاركته بحرفه ((
طبعآ وجود كل الكم الهائل هذا من المخطوطات الى يومنا هذا هو اكبر ضمانه على سلامه الكتاب المقدس ))

أجوبة الزميل هذه في واقع الأمر لم تتضمن أي رد علمي يستحق النظر و بيان ذلك ما يلي :

* هذه المخطوطات التي تتفاخرون بكثرتها لا يعلم أحد من كاتبها و عن أي نُسخ نقلها ؟؟؟ و ما هي أهليته لمثل هذا العمل ؟؟ و ما هي درجة عدالته ؟؟؟ فهل تستطيع يا زميل أن تذكر لنا اسم واحد من كتبة هذه المخطوطات ؟؟؟؟ هل تستطيع أن تذكر لنا حاله من حيث الضبط و الأمانة ؟؟؟

* هذه المخطوطات ليست النسخ الأصلية المكتوبة بخط الكاتب الأول( 1 ) بل هي عبارة عن نسخ من نسخ من نسخ فهناك فارق زمني على أقل تقدير يصل إلى 150 عام بين أقدم هذه المخطوطات و بين تاريخ تدوين النسخ الأصلية المفقودة و لا يعلم أحد حجم التغييرات التي حصلت لنص الكتاب في تلك الفترة الزمنية مع التأكيد على حصول تغييرات و اختلافات فاحشة على النص أيضاً بعد هذه الفترة .

يقول علّامة المخطوطات الكتابية الدكتور بارت إيرمان

((
بل إن الأمر لا يقتصر على فقدان الأصول، بل نحن لا نملك أيضًا النسخ الأولى من الأصول. بل نحن لا نملك أي نسخٍ حتى الجيل الثالث منها .ما نملكه هو نسخ كتبت في وقت متأخرـــ متأخر للغاية.على أحسن تقدير،كانت نسخًا كتبت بعد ذلك بقرون كثيرة . وهذه النسخ تختلف جميعها من واحدة لأخرى،في مواضع كثيرة تُعَدُّ بالآلاف. وهذه النسخ ، كما سنرى فيما بعد في هذا الكتاب، تختلف بعضها عن بعض في مواضع كثيرة للغاية إلى درجة أننا حتى لا نعرف عدد الاختلافات الموجودة )) (2)

و يقول الشماس الدكتور إميل ماهر اسحق

((
ليس بين أيدينا الآن المخطوطة الأصلية, أي: النُّسْخَة التي بِخَطّ كاتب أي سفر من أسفار العهد الجديد أو العهد القديم. فهذه المخطوطات ربما تكون قد اسْتُهْلِكَت من كثرة الاستعمال, أو رُبَّما يكون بعضها قد تَعَرَّض للإتلاف أو الإخفاء في أزْمِنَة الاضطهاد, خُصُوصاً وأن بعضها كان مكتُوباً على ورق البردي, وهو سريع التَّلَف. ولكن قبل أن تختفي هذه المخطوطات الأصلية نُقِلَت عنها نُسَخ كثيرة )) ( 3 )

قول الشماس في أخر الاقتباس أنه نقلت عن المخطوطات الأصلية نسخ كثيرة لا يدعم وثاقة نقل النص بشئ فهو و لا غيره يستطيع أن يثبت لنا أن هذه النسخ التي نقلت عن الأصول متاحة الآن لنا ضمن المخطوطات المتوفرة و اثبات عكس ذلك أشد من خرط القتاد .

و يقول المهندس رياض يوسف

((
نحن لا نملك نُصُوص الأناجيل الأصليَّة، فهذه النُّصُوص نُسِخَت وحصلت أخطاء فيها أثناء النَّسْخ, وغالباً ما نقع على قراءات مُتَعَدِّدَة للآية الواحدة عبر مُختلف المخطوطات التي وصلت إلينا )) ( 4 )

* هذه المخطوطات مليئة بالاختلافات فيما بينها و ليست متطابقة و هذه الاختلافات بالآلاف المؤلفة فلا يوجد أي ضمانة لعدم خطأ النسّاخ أثناء النقل سواءً كان هذا الخطأ صادراً بطريقة عفوية أو كان بطريقة متعمدة من قبل الناسخ الذي أراد يحرر النص بطريقته لغاية في نفسه

يقول الدكتور بارت إيرمان

((
نستطيع أن نتحدث إلى ما لا نهاية عن أماكن بعينها تغيرت نصوص العهد الجديد فيها ، سواء كان ذلك بطريقة عفوية أو متعمدة و كما أشرت فالأمثلة ليست بالمئات بل بالآلاف )) ( 5 )

و يقول أيضاً

((
هناك إختلافات بين مخطوطاتنا أكثر من كلمات العهد الجديد )) ( 6 )

و يقول المهندس رياض يوسف

((
في هذه المخطوطات طائفة من الفوارق والاختلافات لا يتناول بعضها سوى قواعد الصَّرف والنَّحو, أو الألفاظ, أو ترتيب الكلام, لكن هُناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برُمَّتها. وهُناك قراءات مُتعدِّدة للآيات. ففي بعض مخطوطات «أعمال الرُّسُل» قراءات يختلف بعضها عن بعض كثيراً, فمنها مَنْ يُطيل النَّص مُضيفاً إليه جُملاً عديدة تأتي في كل سطر منه بتفاصيل جديدة ومُهمَّة. )) ( 7 )

و يقول أيضاً

((
كان الكِتاب يُنْسَخ نَسْخ اليَد في بداية العَصْر المسيحي, وكانوا يَنْسَخُون بأدوات كِتابيَّة بِدائيَّة, عن نُسَخ مَنْسُوخة, ولقدأدْخَل النُّسّاخ الكثِير من التَّبْدِيل والتَّعْدِيل على النُّصُوص وتَراكَمَ بَعْضُهُ على بَعْضِهِ الآخر, فكان النُّص الذي وَصَلَ آخر الأمر مُثْقَلاً بألوان التَّبْدِيل التي ظَهَرَت في عَدَدٍ كبيرٍ من القِراءات؛ فما إن يُصْدَر كتابٌ جديدٌ حتى تُنْشَر له نُسْخاتٌ مَشْحُونَةٌ بالأغلاط )) ( 8 )


و يقول الشماس الدكتور ماهر إميل اسحق

((
و قد أظهر باك في دراسته عن طريقة أوريجانوس في مُقارنة النُّصُوص الكتابية أنَّ أوريجانوس يُرجع الفروق في القراءات إلى أسباب أربعة هي: 1- أخطاء أثناء عملية النَّقل بالنَّساخة نتيجة انخفاض درجة التَّركيز عند النَّاسِخ في بعض الأحيان.
2- النُّسَخ التي يتلفها الهراطقة عمداً ببثّ أفكارهم فيها أثناء النَّساخة.
3- التَّعديلات التي يُجريها بعض النُّسّاخ عن وعي وبشيء من الاندفاع بهدف تصحيح ما يرون أنَّه أخطاء وقعت من نُسّاخ سابقين أو اختلاف عن القراءة التي اعتادوا سماعها.
4- تعديلات بهدف توضيح المعنى المقصود في العبارة
)) ( 9 )

إذن يا زميل عزت هذه المخطوطات التي تتفاخرون بكثرتها مختلفة بآلاف المواضع فيما بينها و لا يوجد أي دليل على نقلها من النسخ الأصلية بخط الكاتب الأول فهي عبارة عن نسخ من نسخ مثقلة بالتعديلات و التبديلات و الأخطاء الصادرة عن النساخ الذين لا نعرف أهليتهم للقيام بمثل هذا العمل فهم مجهولو العين و الحال لنا فكيف نثق بنقولاتهم و بناءً على أي أساس نقبلها ؟؟؟؟

أتمنى منك وضع دليل علمي يثبت لنا ضمانة نقل هذه النصوص عبر الأجيال المتعاقبة فما قدمته لك في مشاركتي هذه يثبت لنا العكس و ما نقلته لنا لم يتضمن أي اثبات على سلامة و وثاقة نقل هذه النصوص .

كان بإمكاني وضع المزيد و المزيد من الاقتباسات و لكن أردت ايصال الفكرة و حسب

انتهى الرد

________________________________________________

( 1 ) النسخ الأصلية المكتوبة بخط المؤلف الأول حتى لو كانت موجودة فهي لا تمثل أي اثبات أيضاً حتى يتم اثبات صحة نسبتها إلى من تنسب إليهم من أنبياء و رسل و صحة الترجمة عنهم .

( 2 ) سوء اقتباس يسوع mesquoting jesus صفحة 10 - الدكتور بارت ايرمان

( 3 ) مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية صفحة 19 - الشمّاس الدكتور ماهر إميل اسحق

( 4 ) المدخل إلى النقد الكتابي صفحة 26 و 27 - المهندس رياض يوسف داود

( 5 ) سوء اقتباس يسوع mesquoting jesus صفحة 98 - الدكتور بارت ايرمان

( 6 ) المصدر نفسه صفحة 90

( 7 ) المدخل إلى النقد الكتابي صفحة 25 - المهندس رياض يوسف داود

( 8 ) المصدر نفسه صفحة 23

( 9 ) مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية صفحة 20 - الشمّاس الدكتور ماهر إميل اسحق