حديث البراء بن عازب :
عن البراء بن عازب رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أي عرى الإسلام أوثق ؟ قالوا : الصلاة ، قال : حسنة ، وما هي بها ؟ قالوا : الزكاة ، قال : حسنة ، وما هي بها ؟ قالوا : صيام رمضان ، قال : " حسن ، وما هو به ؟ " ، قالوا : الحج ، قال : " حسن ، وما هو به ؟ " ، قالوا : الجهاد ، قال : " حسن ، وما هو به ؟ " ، قال : " إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله ، وتبغض في الله " . لفظ أحمد .

ومداره على الليث بن أبي سليم ، وقد رواه عنه كلا من :
1- جرير بن عبد الحميد : أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (783) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (393) ، والروياني في "مسنده" (399) ، والبيهقي في "شعب الايمان" (14) و (9066) .

2- إسماعيل بن زكريا : أخرجه أحمد بن حنبل في "مسنده" (4/286) ، وابن أبي الدنيا في "الاخوان" (1) ، وأبي بكر الأنباري في "منتقى من حديثه" (رقم 90 – مخطوط) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/431) .

كلاهما (جرير بن عبد الحميد و إسماعيل بن زكريا) من طريق ليث بن أبي سليم ، عن عمرو بن مرة ، عن معاوية بن سويد بن مقرن ، عن البراء بن عازب به أو بنحوه .

وخالفهما كلا من :1- محمد بن كثير الكوفي (ضعيف منكر الحديث) : أخرجه أبي بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1094) ومن طريقه الخطيب البغدادي في "تاريخه" (11/354) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (2057) .

2-
محمد بن فضيل (صدوق حسن الحديث) : وابن أبي شيبة في "المصنف" (6/170) و (7/80) ، وفي "الايمان" (110) .

فأسقطا الواسطة بين عمرو بن مرة والبراء بن عازب ، وهو معاوية بن سويد بن مقرن .

3- وخالفهم أيضا
موسى بن أعين، أخرجه البيهقي في "شعب الايمان" (13) : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله البيهقي السديوري فيما قرأت عليه من أصله بخسروجرد ، وقال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين البيهقي ، حدثنا داود بن الحسين البيهقي ، حدثنا حميد بن زنجويه النسائي ، حدثنا أبو شيخ الحراني ، حدثنا موسى بن أعين، عن ليث ، عن عمرو بن مرة ، عن معاوية بن سويد قال : أراه قال: عن أبيه - الشك من أبي شيخ - قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما نتحدث ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتدرون أي عرى الإيمان أوثق ؟ " فقالوا: الصلاة ، فقال: " إن الصلاة لحسنة ، وما هي بها ". فقالوا : الجهاد فقال: " إن الجهاد لحسن، وما هو به ". فقالوا: الحج. فقال: " حسن، وليس به ". فقالوا: الصيام، فقال: " الصيام لحسن، وليس به ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوثق عرى الإيمان أن تحب لله، وتبغض له " .

قلت : وأما شيخ أبو بكر البيهقي فلا يُعرف ، فلا يُلتفت الى هذا الاسناد ولا كرامة .

قلت : وهذا اسناد ضعيف لأجل الليث بن أبي سليم وهو ضعيف الحديث .


مخالفة أبو اليسع المكفوف لابن أبي سليم :
أخرجه وكيع بن الجراح في "الزهد" (329) : حدثنا أبو اليسع المكفوف ، عن عمرو بن مرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوثق عرى الإيمان الحب في الله ، والبغض فيه " .

، وقال البخاري في "الكني" (ص 82/ رقم 802) : " أبو اليسع المكفوف عن علقمة بن مرثد : قال أبو أسامة ، نا أبو اليسع ، قال : حدثني عمرو بن مرة ، عن عطاء أبي حمزة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن أوثق عرى الاسلام الحب في الله والبغض في الله " .

وقال الدارقطني في "الغرائب والأطراف" كما في أطرافه (1/173 و 174) لابن القيسراني : " حديث: أي عرى الإيمان أوثق. . الحديث ، تفرد به أبو اليسع المكفوف واسمه يحيى بن شعيب ، عن علقمة بن مرة عن أبي عبد الرحمن ".

وأبو اليسع المكفوف :
اسمه : سئل أبو زرعة عن اسمه فقال : " لا أعرف اسمه " [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/458)]
وقال الدارقطني: " ..أبو اليسع المكفوف واسمه يحيى بن شعيب ..." .
روى عن : طلحة بن مصرف – عمرو بن مرة – الحكم .
روى عنه : أبو أسامة – وكيع بن الجراح – محمد بن عبيد الطنافس .قال أبو حاتم الرازي : "يكتب حديثه" ، وسئل أبو زرعة عن اسمه فقال : " لا اعرف اسمه " [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/458)] ، وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/668)] ،

تمييز : هناك راو آخر كنيته ولقبه أبو اليسع المكفوف واسمه أيوب بن سليمان ، وهو متأخر عن الأول . ترجمه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/287) ، ونقل عن الأزدي قوله : "غير حجة" .
وزاد ابن حجر في "لسان الميزان" (2/243) : "روى عن يحيى بن سعيد المُنادي ، وعنه أحمد بن عبد الله بن زياد الديباجي ، قال ابن القطان : لا يعرف " .

قلت : وهذا الطريق يحتاج الى تحرير ومراجعة المخطوط ، لأن المطبوع و المحقق (!) ملتبس ، ولن يؤثر ذلك في الحكم على الحديث ان شاء الله تعالى ، والله المستعان .