تعالوا قبل أن نبدأ نقرأ معا هذه السطور من موقع تبشيري :

وكلنا نعرف الحقيقة المتداولة "النفس أمارة بالسوء" مع أن الله لم يخلقها هكذا ولكنها فسدت بالسقوط وهذا أمر طبيعي فالحية لا تلد إلا حية، والخنـزيرة لا يمكن أن تلد حملاً، وكذلك لا يجنون من الشوك عنباً ولا من الحسك تيناً، ولا تقدر شجرة رديئة أن تصنع أثمارا جيدة: (متى 7: 16- 18).
فالناس خطاة لسببين:
أولاً: لأنهم مولودون بطبيعة فاسدة.
ثانياً: لأنهم يخطئون بإرادتهم نتيجة لتلبية رغبات طبيعتهم الفاسدة. كما يقول الرسول "الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً (أي أنتنوا ولم يعد لهم نفع). لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رومية 3: 12).


نتيجة لما سبق ....
انظروا كم فخ أوقع ذلك الموقع التبشيري نفسه فيه .....
يعترف الموقع أن الله بالأصل لم يخلق الانسان بطبيعة فاسدة ....
والى هنا جيد ....
لكن الموقع يتوغل أكثر ليبرر ما حدث للانسان حتى احتاج المخلص !
فأوعز الأمر لسببين :
1 - اختياره الخطيئة .
2 - مولود من نفس خاطئة .

وهنا الفخ الذي نتج عن حبل الباطل القصير ....

نسأل النصارى ....
رجل اختار البر في موقف ما ....
ورجل اختار الخطيئة في موقف ما ....
أليس لهما رب عادل ليفرز صاحب البر عن صاحب الخطيئة ؟
أم أنه رب يتصيد الخطيئة فقط ؟
وسؤال آخر ....
عمل الله هو الخلق .... وخلق الله ثابت حين قرر خلق انسان بلا خطيئة ....
وعمل الانسان هو القرار .... وقرار الانسان مترنح متغير بين البر والخطيئة ....
فهل يعقل يا اهل العقل ....
أن يغير عمل الانسان من خلق الله ؟!!!
اتقوا الله يا بشر !
واني أؤكد دائما وأؤكد مجددا ....
أن مقولة أن الخطيئة دخلت في الانسان ... مقولة خاطئة 100 %
وعندي الدليل القوى أن الخطيئة خرجت من الانسان .... وليس دخلت فيه ....
ودليلي .... يستند على مقولة :
ولا تقدر شجرة رديئة أن تصنع أثمارا جيدة .

واليكم المثال :

لو كان آدم قد أصبح بعد الخطيئة الاولى شجرة رديئة على سبيل المثال ....
فانه لا يمكن وصف يوحنا المعمدان ومريم العذراء وايليا وأيوب أنهم ثماره الرديئة .... أليس كذلك ؟

فلو كانت الخطيئة قد دخلت في الانسان حين عمل عملا خاطئا ....
فان العدل يقتضي أن يوحنا المعمدان مثلا بمعيشته البارة قد أدخل البر فيه ....
هذا العدل .....
كما تدخل الخطيئة .... يدخل البر ....
أم ان الخطيئة تدخل والبر لا يؤثر بالبشر !!!!!
ومن ناحية أخرى ....
اذا كان عمل الانسان هو ما يغير في الانسان ....
فانه كما عمل الخطيئة فتغير .... فحرى أن يتغير بعمله البر ....
لطالما ان عمل الانسان هو الذي يغير الانسان .....
المشكلة أن النصارى لا يمكن ان يتعاملوا مع هذا المنطق العادل ....
لأن الثمن سيكون كشف بطلان فكرة الصلب والفداء ....

لكني أؤكد أن الأسلم والأدق هو القول أن الخطيئة خرجت من الانسان ....
فلأن الانسان يملك بداخله حرية الاختيار بين البر والخطيئة ....
فحري بنا القول أن المصنع معد بداخله ....
لانتاج الخطيئة أو البر .... والفارق فقط هو بداية الاختيار ....
وهذا ما نفسره ان الانسان مخلوق بالاساس انسان غير معصوم عن الخطأ ....
لذا بداخله تتم الأمور ....
وهذا ما كان يصدر من داخل يوحنا المعمدان مثلا ....
فكان موصوفا بين الناس أنه رجل بار ....
ففعله قد أضفى عليه صفة البر ....
بينما رجلا آخر اذا ما اشتهر بين الناس أنه رجل فاسد ....
فان أفعاله التي خرجت منه ألصقت به هذه الصفة ....
لا أدري كيف يفكر النصارى ؟!!!
هل كانت العذراء طبيعتها فاسدة ؟
هل كان يوحنا المعمدان طبيعته فاسدة ؟
من هو الانسان حتى يغير بعمله عمل الله الذي خلقه عليه بالبدء ؟!!!!
يا جماعة ... يا نصارى ....
أرجوكم أفيقوا ....
كل الشواهد تدل على بطلان تفاسيركم لمبررات الصلب والفداء ....
يا جماعة ....
فعل الانسان هو اختيار ....
ولطالما الاختيار يتأرجح بين بر وخطيئة ....
فلا يمكن الحكم على تلك الطبيعة أنها فاسدة ....
فثبات أيوب في محنته وتمسكه في الله لا يمكن أن ينتج عن طبيعة فاسدة ....
فكروا يا عالم ....
فلو كان أيوب صاحب طبيعة فاسدة ....
لماذا يتباهى الرب به .... ويقبل تجربة الشيطان له ....
فالله الأعلم بذات مخلوقاته ...

كما أن يسوع كما هو مثبت من كتبكم أيها النصارى قال ....
أنه ما جاء ليدعو أبرار بل خطاة الى التوبة ....
والتوبة هي رجوع عن معصية ....
وهذا دليل على وجود أبرار محسوبين لدى يسوع ( الذي تظنوه الله والعياذ بالله ) أنهم أبرار ....
فلا يمكن أن نقول على سبيل المثال أن يسوع اتى ليدعو يوحنا المعمدان الى التوبة ....
هل تجرؤ أيها النصراني أن تقول أن يسوع اتى من أجل يوحنا المعمدان ليتوب !

لا اعتقد ....

لذا فكروا .... فان الأبدية تستحق ...

بانتظار تعليق النصارى الأفاضل ....



أطيب الأمنيات للجميع من طارق ( نجم ثاقب ) .

l,ru jfadvd H,ru ktsi td to tshu],i Hdih hgkwhvn hgHthqg