السلام عليكم

آثار مدرسة الكذابين في التاريخ. آثار سيئة.

1/ إفساد جانب كبير من كتبنا التراثية.
لأن روايات الكذابين قد تسرّبت إلى مصنفاتنا التاريخية و الأدبية ،و الشرعية و الكلامية ، و أفسدت منها جانبا كبرا ، فأصبحت تلك المصنفات تضم في طياتها كثيرا من الأباطيل و المتناقضات و الخرافات ، التي هي ثمرة مرة خبيثة لأكاذيب رجال مدرسة الكذابين. ومن بين الكتب التي وردت بها روايات مكذوبة. تاريخ الطبري(ترك مهمة التمحيص للذي ياتي بعده) الاغاني ... وغيرها كثير

2/استغلال الفرق الاسلامية الضالة للكذابن في التاريخ

آثار مدرسة الكذابين أيضا ، أن الفرق الإسلامية الضالة أنشأت مذاهبها على روايات رجالها أي رجال المدرسة - ،و استبعدت القرآن الكريم كلية ، و إن رجعت إليه فستأخذ منه ما يتفق مع هواها و ضلالها ، فتأخذ متشابهه و تترك محكمه و هو أم الكتاب - ، و تنتقي منه بعض آياته تأوّلها حسب هواها و مذهبها . و إلا فإن كل الفرق الإسلامية لو تخلّت عن أقوال شيوخها ، و أبعدت مروياتها جانبا ، ثم أقبلت على القرآن الكريم بصدق و علم و تجرّد ، فإنها لا محالة بإذن الله تعالى ستتفق و تتوحد و تصبح أمة واحدة موحدة ، لكنني لا أظن أنها تفعل ذلك، لأنها متعصبة و متشبثة برواياتها المكذزبة و بأقاويل شيوخها الباطلة .



3 ترويج احاديث مكذوبة



و ثالثا أن من آثارها أيضا ، أنها روّجت لكثير من الأحاديث المكذوبة ، و نشرتها بين كثير من الناس ، كحديث : (( أنا مدينة العلم و علي بابها )) ،و (( و اطلبوا العلم و لو بالصين ))، و (( أصحابي كالنجوم ، أيهم اقتديتم اهتديتم )) .



4 تحول بعض الروايات الكمذوبة الى حقائق لا تقبل الطعن

تحوّلت بعض الروايات المكذوبة إلى حقائق يؤمن بها كثير من الناس ، و يقدسونها و يزورونها و ينذرون لها ،و يستغيثون بها و قد يموتون من أجلها ، من ذلك : الزعم بأن قبر الحسين بن علي
رضي الله عنهما بالقاهرة ، و أن قبر علي بن أبي طالب بمدينة النجف بالعراق ، و أن قبر الصحابي أَبي بن كعب رضي الله عنه بدمشق ، لكن الحقيقة أن قبر الحسين لا يوجد بالقاهرة ، فقد دفن جسده بكربلاء ،و أخذ رأسه إلى الكوفة حيث أميرها عبد الله بن زياد (ت67ه) ، ثم أخذ الرأس على الأرجح- إلى المدينة.و قبر علي لا يوجد بالنجف ، فإنه دَفن بقصر الإمارة بالكوفة ، و عَمي قبره لكي لا تنبشه الخوارج ، ثم بعد أكثر من 300 سنة قيل أن قبره بالنجف. و قبر الصحابي أَبي بن كعب لا يوجد في دمشق ، لأنه لم يقدم إليها ، فكيف إذن يقال أنه مدفون بها ؟ !! .

5 تشويه التاريخ الاسلامي


شوّهت الروايات المكذوبة التاريخ الإسلامي ،و شوّشت نظرة الناس إليه ،و ملأته بالأكاذيب ، و ساهمت بقوة في تفريق المسلمين ،و تكريس خلافاتهم المذهبية ،و دفعهم إلى التناحر و المواجهات الدامية. و هي من جهة أخرى تَعتبر سلاحا فتاكا بيد المغرضين و الضالين ، يستخدمونها للطعن في الدين ، و نصرة الفرق الضالة ، و التشكيك في حقائق و متواترات التاريخ الإسلامي .