السلام عليكم

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا

العاديات جمع العادية. اسم فاعل من العدو يطلق على الابل والخيل خاصة.

ويوصف به سير الانسان السريع ايضا كعدائي العرب الاربعة.

ولكن تانيث اسم الفاعل هنا يدل على انه صفة من صفات مالا يعقل. فهي للخيل او الابل.

وقبل الحديث عن الضبح وجب التنبيه الى امر وهو ان العلماء قد اختلفوا هل انها سورة مدنية او مكية. وبغض النظر عن ذلك فان قول ابن عباس وقول علي بن ابي طالب لا يحسم ذلك. مع انه اخبر بانها لا تتعلق بغزوة بدر.

الضبح لا يطلق على صوت الابل عند اهل اللغة.

وانما يقال الضبع. ضبعت الابل او يقال ضبحت الخيل وضبعت اذا اشتدت في العدو واصبحت تتنفس بسرعة وتصدر الصوت التالي(ااح اح اح)

ومنه فان الضبح لا يستعمل للابل. ولكن ذلك ليس بحكم مطلق. اذ يمكن ان نستعمل ذلك على سبيل الاستعارة والمجاز.

والعاديات ضبحا. العاديات هي الابل حسب علي بن ابي طالب.
الضبح يستعمل للخيل حسب اهل اللغة.

والضبح شدة السرعة في العدو والصوت الذي يخرج من الدابة في عدوها.

الخلاصة.

تم استعارة الضبح من الخيل للدلالة على شدة سعي الابل وسرعة عدوها. والاستعارة موجودة بكثرة في كلام العرب البليغ فكيف بالقران وهو قمة البيان وسنام الكلام. لانه كلام من خلق الكلام.

وقد قيل ضبحا اي بالنصب لان المراد منه هو الصوت الذي يتردد في جوف العاديات عند العدو فيصبح حالا من العاديات. وهو بذلك يبين نوع الصوت وشدته.

والقسم بالعاديات الابل هنا حسب قول علي قمة في الدقة لان ابل الحج معظمة عند المسلمين والمشركين على حد سواء.

وما يؤكد عدم التعارض ايضا ما ورد في الاية الثانية.

فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا

الموريات هي التي توري او توقد

القدح هو حك جسم باخر ليقدح نارا. كما يقال قدح فاورى. ونصبه هنا دليل على انه مفعول مطلق مؤكد لعامله.

وكل من سنابك الخيل ومناسم الابل تقدح اذا صكت بالصوان نارا تسمى نار الحباحب.

قال الشنفري يشبه نفسه في العدو ببعير:
إذا الأمغر الصوان لاقى مناسمي*تطاير منه قادح ومفلل

وذلك كناية عن الإمعان في العدو وشدة السرعة في السير.

ويجوز غير ذلك بالنسبة لكلمة قدحا(النار للطعام. والحرب. استخراج المرق من القدر في القداح لإطعام الجيش أو الركب، وهو مشتق من اسم القدح) ومع كل فهم يتغير اعراب قدحا. وساعرض ذلك في المشاركة القادمة باذن الله


فلا تعارض بين كلام سيدنا علي بن ابي طالب وبين سيدنا ابن عباس رضي الله عنهم وارضاهم. والله يؤتي علمه من يشاء.

ولكن