*


~ سَلامٌ عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ ~


/


~ وَ هل يَنفعُ الكَلامُ ؟ ~


" تَزاحمت بِاضطرابٍ تلكَ المَواجعُ ،

تمزَّقت في الحَشَا وَ انفجَرت بَواكِيرها بِالقتادِ وَ الشَّوكِ ،

تغلغلت جُذورُ الشُّرودِ عَميقاً في أشلائِها المُلقاةِ على فَوهةِ [ بَسمَة ] ،

فأرغَمتها على الخُمودِ و تصنُّعِ الصُّمودِ ،

وَ يا لَيتَها بعذَ ذلكَ فارقتني ،

فدَعت تَوازُنِي يتوازنُ وَ فيالِقَ الحَسراتِ تضعُ عنِّي أوزارَها "

/

تمهَّلي يا مَشاهدَ المَنايا قليلاً و لا تتسارعِي في حنايا الرُّوحِ ،

فإنَّ ما يراهُ قلبي و تسمعهُ أُذُنايَ ،

وَ ما يَعيهِ عقلِي و لا تلمسهُ يَدَايَ ،

أكبرُ من أن تستوعِبهُ الحَواسُّ أو أن تُدركهُ الأذهانُ المذهولَةُ ،

أيُعقلُ هذا ؟

أم أنَّ الأمرَ محضُ خُرافةٍ تلفزيونِيَّة ،

أيُّ منطقٍ ؟ وَ أيُّ قانونٍ ؟

يُبيحُ الإبادةَ الهَمجِيَّة ،

وَ يُجيزُ الضَّيمَ المُطلق ،

/

مجروحةٌ أنتِ يا غزَّة ،

وَ أبيَّةٌ أنتِ يا غزَّة ،

وَ صامدةٌ أنتِ يا غزَّة ،

ضربتِ لنا و للعالمِ أجمع ،

أروعَ وَ أبدعَ وَ أشجعَ الأمثلةِ في البسالةِ و البطولةِ و التَّضحيات ،

تحملينَ عنَّا أوزارَ تخاذلنا الفاضحِ ،

وَ تُدافعينَ عن كرامتنا عِوضاً عنَّا ،

و تحترقينَ بالقنابلِ بَدَلاً مِنَّا ،

وَ تصرخينَ في صمتٍ نِيابةً عنَّا ،

وَ تُصبحينَ في لحظاتٍ أرملةً و ثكلى بكلِّ فخرٍ و اعتِزاز ،

فماذا بَقِيَ بعدَ أن دَفعتِ فديةً باهِضةً من قوافلِ الشُّهداءِ المُرابطِينَ ؟

وَ أرواحِ الأطفالِ المُسالمينَ ؟

وَ منازلِ الأبرياءِ الآمنِينَ ؟

لا لومَ عليكِ يا غزَّةَ المَفاخرِ و لا تَوبيخَ بعدَ كلِّ غالٍ قدَّمتهِ رَخيصاً من أجلِ عِزَّتكِ ،

و لكنَّ التَّأنيبَ يقعُ علينا ،

وَ النَّظرةُ الشَّزراءُ توجَّهُ إلينا بعدَ أن كانَ مِنَّا ما كان ،

/

لا حولَ و لا قوَّةَ إلاَّ باللهِ العلِيِّ العَظيمِ ،

وَ حسبُنا الله و نِعمَ الوَكيلْ ،

فهل بعدَ ما قد يُقالُ أو قِيلْ ؟

ينفعُ الكَلامُ أو يتوقَّفُ التَّنكيلْ ؟؟؟

/


سَطيف ، الثلاثاء / 06 / 01 / 2009



,QiQgX dQkXtQuE hg;QghQlE