مناقب نسبه صلى الله عليه وسلم :

مناقب ومكارم هذا النسب الذكي وطيب أصله هو شهادة أعداء الرسول بذلك قبل أصحابه .
فها هو أبي سفيان قبل أن يسلم ، وكان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين [1]في حديثه مع هرقل عظيم الروم :
فسأله هرقل : كيف نسبه فيكم .
فقال : هو فينا ذو نسب .[2]

قال السيوطي في قوله ذو نسب : التنكير فيه للتعظيم ، وفي رواية ابن اسحاق : " قلت : في الذروة " ، وهي بكسر المعجمة وسكون الراء : أعلى ما في البعير من السنام ، فكأنه قال : هو من أعلانا نسباً . [3]

وها هو الصحابي الجليل جعفر بن ابي طالب يقول للنجاشي :
كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار يأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ... "[4]

وقال بن عباس : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوسط النسب في قريش ليس بطن من بطونهم إلا وقد ولده . [5]

فكان نسبه صلى الله عليه وسلم أشهر من نار على علم ، من أشرف أشراف العرب ، فأشرف القوم قومه ، وأشرف القبائل قبيلته ، وأشرف الأفخاذ فخذه صلى الله عليه وسلم ، بشهادة أعداؤه قبل أصحابه .

ولم يُشكك أو يعترض على هذا الأمر أحداً ، فهو راسي وثابت ثبوت الجبال الشوامخ .
كان صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين :
أنا النبي لا كذب ، أنا بن عبد المطلب .[6]

وقال صلى الله عليه وسلم :
خرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي و أمي لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء . [7]

وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله اصطفي كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم .[8]

وقال أيضاً :
بُعثتُ من خير قرون بني آدم قرناً ، فقرناً ، حتى بُعثتُ من القرن الذي كنت فيه .[9]

صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم .

هذا وما كان من توفيق فمن الله تعالى وحده ، وما كان من خطأ أو تقصير أو سهوٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان .

والله تعالى أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه عز وجل دون أي غرض للشهرة أو الرياء .
حق النقل والإقتباس متاح لكل مسلم ، ولا يهم ذكر المصدر ، فقط نسألكم دعوة صالحة .

وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين في البدء والختام .

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ( 180 ) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ( 181 ) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 182 ) الصافات


__________________________________________

[1] أنظر ترجمته رضي الله عنه في أسد الغابة ج 3 ص 9 .

[2]أخرجه البخاري 1 : ك : بدء الوحي ب : 6 ح : 6 ب ح 7 - ج 1 ص 7.
ومسلم في 32 : ك : الجهاد والسير 26 : ب : كتاب النبي إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام ح 1773 ج 6 ص 117 بشرح القاضي عياض .
وأحمد في مسنده ج 1 ص 261 ح 2307 .

[3] التوشيح ج 1 ص 154 .

[4] مسند أحمد ج 5 ص 209 ح 22551 ، وقال الأرنوؤط إسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق .

[5] الطبقات الكبرى ج 1 ص 8 . دلائل البيهقي ج 1 ص 185 .

[6]البخاري 64 : ك : المغازي ب : 54 ح 4315 ج 3 ص 137 .
ومسلم 32 : ك : الجهاد والسير 28 : ب : غزوة حنين ح 1776 ج 6 ص 130 بشرح القاضي عياض .
والبغوي في شرح السنة ج 14 ص 32 ، وقال هذا حديث صحيح .
والترمذي 24 : ك : الجهاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 15 : ب : ما جاء في الثياب عند القتال ح 1688 ج 4 ص 199 ، وصححه الألباني .
والنسائي 78 : ك : السير 43 : ب : الحمل على العدو ح 8638 ج 5 ص 191 .
وأحمد في مسنده ج 4 ص 304 ح 18728 ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين .
وأنظر كلام القاضي عياض في إكمال المعلم حول قوله صلى الله عليه وسلم ج 6 ص 130 .

[7] الجامع الصغير 5534 – حسن ، صحيح الجامع 3223 .

[8]مسلم 43 : ك : الفضائل 1 : ب : فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، وتسليم الحجر عليه قبل النبوة ح 2276 ج 7 ص 236 بشرح القاضي عياض .
والترمذي 50 : ك : المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1 : ب : في فضل النبي صلى الله عليه وسلم ح 3606 ج 5 ص 583 ، وصححه الألباني .
والبغوي في شرح السنة ج 13 ص 193 .

[9] صحيح البخاري 61 : ك : المناقب 23 : ب : صفة النبي صلى الله عليه وسلم ح 3557 ج 2 ص 395 .
الطبقات الكبرى ج 1 ص 9 .