كان أهل الأندلس من النصارى واليهود عند الفتح الاسلامي لقمة سائغة لللمسلمين الفاتحين فكان من السهولة بمكان إجبار اهل الكتاب والطوائف الاسبانية على ترك دينها والدخول قسرا في الإسلام ولكن ذلك لم يحدث وانما ترك للجميع حرية اختيار الدين عملا بقول الله تعلى (لا إكراه في الدين)
ومرت السنون منذ الفتح الإسلامي للأندلس وازدهرت الدولة في عهد الأمويين وانسجم جل الأعراق مع المسلمين وتثاقفوا معهم فأدى ذلك إلى إسلام معظم أهل البلاد اختيارا وحبا في الدين الجديد لما وجدوا فيه من عدل وإنصاف وحقّ. ونتج عن ذلك أن أصبح النصارى واليهود الذين حافظوا على دينهم أقلية داخل مجتمع مسلم.

وكانوا ينعمون بمعاملة جيدة ويتمتعون بحقوق أهل الكتاب التي نصّ عليها الإسلام حتى أن الواحد منهم كان يدفع الجزية للدولة المسلمة ومقدارها قد يصل إلى عشر ما كان يدفعه كضرائب لدولة القوط الغربيين التي كانت تسيطر على إسبانيا قبل تكريم الله لها بالمسلمين. وقد كانت تلك الاقليات تسكن أهم المدن والمراكز كقرطبة واشبيلية وسرقسطة وغيرها وكان بعض النبهاء من اليهود والنصارى يتمتع بتقدير الخلفاء وثقتهم فكانوا يولّونهم بعض المناصب الهامة في الدولة.

وعندما اضمحلت دولة الأمويين بالأندلس وقامت مكانها دويلات الطوائف وكان ملوك الطوائف غفر الله لهم تفريطهم في الأرض والعرض يتنافسون في إرضاء الأقليات النصرانية لكسب ودّهم حيث كانت الأفليات تمثل خطرا على المسلمين خاصة مع التقدم.....


يتبع عندما يكف راس الهزبر عن الصداع:36_1_42:

kwhvn hgHk]gs