الا ترى معي اخي الدمشقي واخي القارئ بان الرازي رحمه الله يصف الادلة العقلية بالقطعية ويجعل الادلة النقلية مجرد ظواهر ثم هو يفترض التناقض بينها وبين الادلة العقلية
.

لا أرى ذلك إطلاقا
بل الإمام فخر الدين قد قيد الأدلة العقلية هنا بأنها قطعية و هناك بلا شك أدلة عقلية كثيرة جدا غير قطعية و هذا يعرفه كل إنسان مسلم و غير مسلم
و قد قال الإمام الفخر الرازي:
الفصـل الثالث
في
الطريق الذي يعرف به كون الآية محكمة أو متشابهة
اعلم : أن هذا موضع عظيم وذلك لأن كل واحد من أصحاب المذاهب يدعي أن الآيات الموافقة (لمذهبه : محكمة ، والآيات الموافقة) لمذهب الخصم : متشابهة . فالمعتزلي يقول : إن قوله : » فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ً« : محكم . وقوله : » وما تشاءون إلا أن يشاء الله ً« متشابه . والسني يقلب القضية في هذا الباب . والأمثلة كثيرة . فلا بد ههنا من قانون أصلي يرجع إليه في هذا الباب . فنقول . إذا كان لفظ الآية والخبر ظاهراً في معنى . فإنما يجوز لنا ترك هذا الظاهر بدليل منفصل ، وإلا لخرج الكلام عن أن يكون مفيداً ، ولخرج القرآن عن أن يكون حجة . ثم ذلك الدليل المنفصل إما أن يكون لفظياً أو عقلياً .
أما (القسم ) الأول. فنقول هذا إنما يتم إذا حصل من ذينك الدليلين اللفظيين : تعارض . وإذا وقع التعارض بينهما ، فليس ترك أحدهما لإبقاء الآخر ، أولى من العكس . اللهم إلا أن يقال : أحد الدليلين قاطع ، والآخر ظاهر . والقاطع راجح على الظاهر . أو يقال : كل واحد منهما ، وإن كان ظاهراً ، إلا أن أحدهما أقوى . إلا أنا نقول : أما الأول فباطل . لأن الدلائل اللفظية لا تكون قطعية ، لأنها موقوفة على نقل اللغات ، ونقل وجوه النحو والتصريف ، وعلى عدم الاشتراك ، والمجاز ، والتخصيص ، والإضمار ، وعلى عدم المعارض النقلي والعقلي . وكل واحدة من هذه المقدمات . مظنونة . والموقوف على المظنون . أولى أن يكون مظنوناً . فثبت : أن شيئاً من الدلائل اللفظية لا يمكن أن يكون قطعياً .

وأما الثاني : وهو أن يقال : أحد الظاهرين أقوى من الآخر ، إلا أن على هذا التقدير يصير ترك أحد الظاهرين لتقرير الظاهر الثاني : مقدمة ظنية . والظنون لا يجوز التعويل عليها في المسائل العقلية القطعية . فثبت بما ذكرنا : أن صرف اللفظ عن ظاهره إلى معناه المرجوح . لا يجوز إلا عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع . وإذا حصل هذا المعنى ، فعند ذلك يجب على المكلف أن يقطع بأن مراد الله تعالى من هذا اللفظ ، ليس ما أشعر به ظاهره . ثم عند هذا المقام : من جوز التأويل عدل إليه ، ومن لم يجوزه ، فوض علمه على الله تعالى (وبالله التوفيق ) .اهـ أساس التقديس
و أتمنى أن تفرق بين الدلائل النقلية و بين الدلائل اللفظية أو الظاهرية
فالأصل عند الإمام هو أن النص على ظاهره
فلا يجوز قص جزء من كلام الإمام و تقويله ما لم يقل بل تقويله عكس ما يقول ؟؟
فهل الإمام الرازي يجعل جميع الأدلة النقلية مجرد ظواهر لا تغني و لا تسمن من جوع ؟؟
سبحانك هذا بهتان عظيم
يقول الإمام الفخر الرازي :
وإذا لم يقم شيء من الدلائل على ذلك ، بل قامت القواطع العقلية والنقلية على امتناع كونه تعالى في الجهة ، لم يكن بنا إلى التزام هذا التخصيص : ضرورة . فسقط هذا الكلام.اهــ
فالحكم لك أخي القارئ هل الإمام الرازي يجعل جميع الأدلة النقلية ظواهر لا تفيد اليقين ؟؟

فالأصل في النصوص أن تبقى على ظاهرها إلا إذا كانت هناك قرينة تصرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معنى آخر مرجوح و هذا يعمل به أغلب المسلمين إن لم يكونوا جميعهم و شيوخكم أيضا و لكن لا تسمونه تأويل و كأن الخلاف هو على اللفظ تأويل أم ليس بتأويل ؟!
و قد علمنا الله سبحانه و تعالى ذلك كما في الحديث الصحيح
فهل المعنى الراجح ل " مرضت " هي " مرض عبدي " أم هو معنى مرجوح ؟؟؟!!!

لان الاشاعرة يفهمون النصوص النقلية بمقتضى علم الكلام. فهم يعرضون النص على العقل فان وافق قواعدهم اخذوا به وان لم يوافق قالوا هو من المتشابه وقالوا بانه ظني الدلالة هذا ان سلم من تهمة ظني الثبوت
.


أهل السنة و منهم الأشاعرة يفهمون النصوص وفق المصطلحات و التراكيب و وفق لغة العرب
و الإسلام دين العقل و لا يعارض العقل السليم أبدا و الله أنزل هذا الدين لأولي الألباب فكيف بعد ذلك سيخالف ما قطعت به العقول ؟؟؟
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً . صحيح مسلم
أما قولك تهمة ظني الثبوت فلا أدري ما تقصده هل تقول أن جميع الأحاديث هي قطعية الثبوت
سأثبت لك أن كثير من الآثار و الأحاديث التي تستشهدون بها و التي أوردت أنت بعضها هي ظنية الثبوت


ها قد سلمت بذلك من اجل الحوار فهل لك ان تقول لي ماهي النصوص النقلية القطعية عند الرازي(ملاحظة انا لا انتقد الا قول الرازي ومن يقول بقوله فان كنت لا تقول قوله في هذه النقطة اعلمني بارك الله فيك نتجاوزها
)


كثير من نصوص القرآن الكريم و السنة الشريفة
" قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوا أحد "
{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (163) سورة البقرة
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (164) سورة البقرة
{فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} (104) سورة المائدة
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (113) سورة التوبة
{قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً } (42) سورة الإسراء
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء
{قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً} (95) سورة الإسراء
{قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (109) سورة الكهف
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22) سورة الأنبياء
{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (22) سورة المجادلة
{لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (181) سورة آل عمران
{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (103) سورة الأنعام
و من السنة النبوية :
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ .
البخاري
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ
البخاري
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ .
البخاري
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ }
الْآيَةَ ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ .
البخاري
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ .... البخاري
وأحاديث المعراج و الإسراء و الأحكام و كيفية الصلاة و الصراط و الميزان و عذاب القبر و وصف الجنة و النار و أهوال يوم القيامة و ...........الخ

فهو يجعل العقل اصلا للنقل. ولو كان ذلك صحيحا فما حاجتنا الى الوحي ان كان العقل اصل النقل وما حاجتنا الى اليقين في ما ورد في القران والسنة ان كان العقل اصل النقل يمكن ان نستدعي اي شخص ممن عرفوا بالعقل ونقول لهم هيا افيضوا علينا مما افاض عليكم عقلكم
.

لماذا تنسى أو تتناسى أن النقل و هو القرآن الكريم و السنة النبوية قد عرفنا صحتها و صدقها و أنها وحي من الله تعالى عن طريق العقل و من المستحيل أن نثبت صحة النقل عن طريق النقل نفسه و لذلك فإن غير العاقل غير مكلف في الإسلام و القلم عنه مرفوع لأن العقل هو مناط التكليف
يقول الإمام الرازي :
لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية . إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية : إثبات الصانع ، وصفاته ، وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول وظهور المعجزات على يد محمد ولو صار القدح في الدلائل العقلية القطعية ، صار العقل متهماً ، غير مقبول القول ، ولو كان كذلك لخرج عن أن يكون مقبول القول في هذه الأصول . وإذا لم تثبت هذه الأصول ، خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة . فثبت : أن القدح في العقل لتصحيح النقل ، يفضي إلى القدح في العقل والنقل معاً .اهـ

1 التعارض(بغض النظر عن حقيقته) قد يبدو لنا بين دليلين سمعين او دليلين عقليين وليس بين النقل والعقل فقط.

2 ان حدث هذا التعارض فان الدليلين اما ان يكونا قطعيين أو ظنيين او ان احدهما قطعي والاخر ظني
.


كلام جميل و هذا ما قلته لك :
أدلة نقلية " سمعية " قطعية الثبوت " متواترة " قطعية الدلالة و من المستحيل التعارض بينها و بين الأدلة العقلية " القطعية "
كما أنه من المستحيل تقديم الدليل العقلي الظني على الدليل النقلي القطعي
فلا تعارض بين القطعيات و التعارض قد يحدث بين الظنيات أو بين الظنيات و القطعيات
و ليس جميع الدلائل العقلية قطعية و تفيد اليقين
ما رأيك في هذه الأدلة النقلية هل كلها قطعية الدلالة و هي على معناها الظاهري :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (4) سورة الحديد
{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16) سورة الملك
{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} (84) سورة الزخرف
{وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} (3) سورة الأنعام
إِنَّ اللَّهَ قِبَلَ أَحَدِكُمْ فَإِذَا كَانَ فِي صَلَاتِهِ فَلَا يَبْزُقَنَّ... صحيح البخاري
« إِنَّ اللَّهَ قِبَلَ أَحَدِكُمْ إِذَا كَانَ في صَلاَتِهِ ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ أَوْ قَالَ لاَ يَتَنَخَّمَنَّ » سنن الدارمي
فهل الله على العرش
أم في السماء
أم في السماء و الأرض و في كل مكان
أم معنا أينما كنا
أم أقرب إلينا من حبل الوريد
أم في جهة القبلة ؟؟
و هل يمكن لأي إنسان عاقل أن يجعل هذه النقول كلها مجتمعة على معناها الظاهري ؟؟
إن الذي يقول إن الله في كل مكان يجعل من بعض الآيات المتشابهة محكمة و يؤول الأخرى
فهو يجعل من " و هو معكم أينما كنتم " و {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} (3) سورة الأنعام و غيرها من المحكم و يؤول بقية المتشابه كـ قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى "
و هكذا ....
لأنه لا يمكن أخذ كل المتشابه على ظاهره لأن ظاهره متناقض فيعمل إلى بعض النصوص فتأول و يعمل إلى الأخرى فيأخذها على ظاهرها و يجعلها محكمة طبعا بعد تعطيل المحكم النقلي و العقلي كقوله تعالى :
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَد ُلَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } سورة الإخلاص
و تذكر قول الحافظ ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث :
وَفِيهِ الرَّدّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَلَى الْعَرْش بِذَاتِهِ وَمَهْمَا تُؤُوِّلَ بِهِ هَذَا جَازَ أَنْ يُتَأَوَّلَ بِهِ ذَاكَ . اهـ
أم إن تأويل هذا الحديث تنزيه و إيمان و تأويل تلك الآيات تعطيل و إلحاد ؟!
أما قولك :

وان الله قد تكفل بحفظ الدين فان وجدنا دليلا نقليا صحيحا انتفى معارضه العقلي وان اتى احدهم بدليل عقلي يعارضه اتهمنا عقله بالتناقض والقصور


فما قصدك من : دليلا نقليا صحيحا انتفى معارضه العقلي !!!
ماذا لو لم ينتفي هذا المعارض العقلي ؟؟

4 ان كان الدليل النقلي قطعيا. لا يعبأ عندها بالدليل العقلي ان عارضه
.


كلامك صحيح و يستفاد منه أن ليس كل الأدلة النقلية قطعية و أنه إن عارضه دليل عقلي ظني فلا يعبأ به و لا يمكن أبدا أن يعارضه دليل قطعي عقلي أو نقلي

يتبع إن شاء الله ...