السلام عليكم

يقول الدمشقي الاشعري.

2- نسبة المرض إلى الله سبحانه و تعالى :

جاء في صحيح الإمام مسلم :
عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ، قال : يا رب كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين ، قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني ، قال : يا رب وكيف أطعمك ؟ وأنت رب العالمين ، قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان ، فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، يا ابن آدم استسقيتك ، فلم تسقني ، قال : يا رب كيف أسقيك ؟ وأنت رب العالمين ، قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه ، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي " *




و في هذا الحديث يعلمنا الله سبحانه و تعالى التأويل

بصرف كلمة " مرضت " ب " مرض عبدي "


ان كان الله تعالى يعلمنا التأويل الاشعري في الحديث فلماذا لم يؤول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة من بعدهم. لماذا بقينا قرونا عدة قبل ان نسمع ذلك المعنى المبتدع للتاويل من قبل المعتزلة ومن بعدهم الاشاعرة؟

ان علمنا الله التاويل كما يفهمه الاشاعرة لكان الصحابة اسبق اليه.

في الحديث اخي لا نحتاج الى التاويل الذي هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به

لأن الله قد فسر المراد من قوله بالمرض فالله لا يمرض حاشاه ذلك ولكنه استعمل تلك العبارة يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني من باب التمثيل والتشبيه لإظهار رعاية الله لعبده المؤمن ورحمته به وعظم ثواب المُطعم والمتصدق اذ الحديث يفسر نفسه بنفسه ولذلك نجد عبارة قال : يا رب وكيف أطعمك ؟ وأنت رب العالمين ، قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان ، فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي فلا نحتاج هنا الى تاويل الاشاعرة.

ثم لو كان الله يريد ان يعلمنا التاويل على طريقة الاشاعرة لما سأل السائلوانتظر الاجابة من الله تعالى فلماذا يسال وعنده منهج التاويل.

هذا الحديث عليكم وليس لكم.

السائل لم يؤول كما تفعلون بل سأل وأتاه الرد دليلا سمعيا أثرا نقلا.

ثم أيضا لو اراد الله تعالى ان يعلمنا التاويل الاشعري وهو من الاهمية بمكان عند الاشاعرة حتى اننا لا نكاد نجد لهم قاعدة اهم منه فلماذا لا يامرنا الله بذلك مباشرة. ولا تقل بانه لم يامرنا باجتناب التاويل لان الاصل في مثل هذه الامور التوقف واتباع ما قام به الرسول واصحابه من بعده.



كما لا بد من تأويل قوله تعالى " لوجدتني عنده " أي
لوجدت ثوابي و من اعتقد أن ذات الله تكون مع المريض
فهو كافر


اتقول ذات الله ؟ لقد وقعت في التشبيه. اليس لك ذات انت ايضا؟

تأويل الاشاعرة لا يحل مشاكلهم التي اوقعوا فيها انفسهم. لانه مشكل مفتعل وما كان مفتعلا غير صحيح ولا اساس له لن تجد له حلا وان فعلت ما فعلت.

عودوا الى قوله تعالى
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}



اما قولك فهو كافر فكما قلت لك من قبل ذلك امر لا اضرب فيه بسهم.
يتبع.

شرح مفهوم التاويل كما فهمه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله عليهم والتاويل على منهج الاشاعرة. قبل دحض شبهة القبلة.