يقول (hopeless_refugee) أو (شرطي 21) معلِّقًا على نفي المسيح الصلاحَ عن نفسه:
لو ركزت سيدي الفاضل في نص الكلام ستجد أن السيد المسيح لم ينكر أنه صالح, بل سأل, وليس كل سؤال غرضه النفي, فللاستفهام أغراض متعددة: منها النفي أو التقرير أو التعجب أو التشويق أو التمني أو التوبيخ أو الحث أو التهويل وغيرها الكثير, والكثير مما علموه إيانا في حصص البلاغة!

إذن, فمن عدم التعقل حصر غرض الاستفهام فقط في النفي!
يقول (الداعي) معلِّقًا على ردِّه:
أشكرك_ أيها الزميل _على حديثك في أمور تخصُّ اللغة العربية. لنتأمَّل النَّص معًا: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».
بعد التدقيق في النص, ثبت أنَّ السؤال للاستنكار؛ ذلك أنه ينكر عليه أن يدعوه صالحًا, ثمَّ علل ذلك بقوله: (لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ!!) فهو ينفي الصلاح عن الجمع, ثم يستثني الله. فهذا نصٌّ يثبت عدم ألوهية المسيح, فسياق الكلام فيه فصل بين الله والمسيح, وهو_ كذلك _يثبت التناقض في الكتاب المقدس؛ لأنه يقول في موضع آخر: }أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ{, ويقول: }أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ{. والسؤال سابق الذكر لا يحمل غير معنى الإنكار بدلالة النص الذي جاء بعده لتعليل سبب أنه ليس صالحًا من حيث كون الصلاح محصورًا في واحد, ألا وهو الله. فأرجو أن لا تعطل عقلك أيها الزميل, وأن تنظر بقلب مفتوح للحقِّ.
يقول (hopeless_refugee) أو (شرطي 21) معلِّقًا على كلامي:
لا خطأ, هو سأل: لماذا تدعوني صالحا؛ (لأن مسلمات اليهودي أن الصلاح لله وحده), فهل تؤمن بي إلهاً؟!
يقول (الداعي) معلِّقًا عليه:
تمهيد بقنبلة انشطارية:
قبل الحديث على نصِّك, لا بدَّ من هذه النصوص في العهد القديم:
v وَأَمَرَهُمْ قَائِلاً: «...وَلِْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَ الصَّالِحِ». فلو كانت المسلمات عند اليهود أن الصلاح لله وحده لما دعوا دعاءهم؛ لأنه يكون هذيانا.
v حَتَّى تَسْلُكَ فِي طَرِيقِ الصَّالِحِينَ وَتَحْفَظَ سُبُلَ الصِّدِّيقِينَ. لولا وجود الصلاح في غير الله لما وجد طريق الصالحين.
v الصَّالِحُ يَنَالُ رِضًى مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. هل هنا يتحدث عن وهم لا أصل له؟!
v اَلصَّالِحُ يُورِثُ بَنِي الْبَنِينَ. هل هنا يتحدث عن وهم لا أصل له؟!
v اَلْمُرْتَدُّ فِي الْقَلْبِ يَشْبَعُ مِنْ طُرُقِهِ، وَالرَّجُلُ الصَّالِحُ مِمَّا عِنْدَهُ. سبحانك يا مقلب القلوب.
v فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَانِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ. سبحانك يا مقلب القلوب.
v لأَنَّهُ يُؤْتِي الإِنْسَانَ الصَّالِحَ قُدَّامَهُ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً وَفَرَحًا. يا مقلب القلوب, ثبتنا على طاعتك.
v الصَّالِحُ قُدَّامَ اللهِ يَنْجُو مِنْهَا. يا مقلب القلوب, ثبتنا على طاعتك.
v فان القديسين بني الصالحين. يا مقلب القلوب, ثبتنا على طاعتك.
v أَحْسِنْ يَا رَبُّ إِلَى الصَّالِحِينَ وَإِلَى الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ. يا مقلب القلوب, ثبتنا على طاعتك.
v فَقَالَ الْمَلِكُ: «هذَا رَجُلٌ صَالِحٌ وَيَأْتِي بِبِشَارَةٍ صَالِحَةٍ». يا مقلب القلوب, ثبتنا على طاعتك.
v وقال بركة لك يا بني انك ابن رجل صالح فاضل. سبحانك يا مقلب القلوب.
(hopeless_refugee),,
ü لقد قلت: (لأن مسلمات اليهودي أن الصلاح لله وحده), ما هذا أيُّها الغرُّ الجاهل؟! لماذا تُكذِّبُ العهدَ القديم؟! لماذا تفتري على اليهود الكذب؟! أتكذب حتى تجد ردًّا مزوَّرًا, أيُّها الحاقد؟!
ملحظ: كأنَّي بك, كأنَّك تقول لي: إن كان صدق الله يزداد بكذبي على اليهود لمجده, فلماذا تدينني بعد بوصفي خاطئًا أيُّها الداعي؟!
ü وعليه, ثبت أنَّك غرٌّ جاهل تفتري على اليهود؛ ذلك أنه ليس من مسلماتهم أن الصلاح لله وحده, ودليل ذلك ما سبق من نصوصٍ آنفا. فتأمَّل.
ü إذن, لم يستنكر المسيح أن يُنْعَتَ صالحًا من دون الإقرار بألوهيته, بل لو كان ذلك كذلك, لقال له عندما قال له: (أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ), لقال المسيح: (لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ أتقرُّ بِأُلُوهِيَّتِيْ حَتَّىْ تَدْعُنِيْ بِذَلِكَ؟!), ولكنَّه لم يقل, بل قال معلِّلاً: (لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ). فالمسيح ينفي ألوهيته صراحةً!! ويثبت التناقض في كتابكم, والقاعدة الذهبية التي نصبها ربُّ السماء, وأقرها العقلاء, وارتضاها الفضلاء, وتشاطرها الشرفاء, تكمن في معجزة خير الأنبياء, ألا وهي: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾.
طائرة استكشاف قبل إلقاء (القنبلة النووية):
لقد سبقت الإيماءة إلى نصٍّ يثبت أن الصلاح لله وحده حسب إيمان المسيحيين, والنص هو: }لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ{. ولكنَّنا ألفينا نصوصًا في العهد الجديد تنطق بغير ذلك؛ يقول يسوع: }اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ{, (إنجيل لوقا, ح: 6, ع: 45). فها هو يجعل من الناس صالحين, ولا يحصر الأمر في الله. ويقول يسوع: }فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ{, (إنجيل متى, ح: 5, ع: 45). وهذا نصُّ يثبت أن الصلاح ليس محصورًا في الله وحده. لقد وصف مؤلف أعمال الرسل برنابا قائلا: }لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً صَالِحًا وَمُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالإِيمَانِ{, (سفر أعمال الرسل, ح: 11, ع: 24). فهل هذا المؤلف لا يؤمن بقول يسوع: }لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ{؟!
أيها النزيهون, إنَّما أعظكم بواحدة: أن تتدبروا وتتأمَّلوا ما كُتِبَ, ثمَّ تتفكروا: أليس الحقَّ أقول لكم, وما أنا بمفترٍ عليكم, ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾.
إلقاء القنبلة النووية:
لمَّا قال اليهودي ليسوع: (أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ), قال له: (لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ). إذن, يسوع يحصر الصلاح في الله وحده. وعليه, إن وصف يسوع أحدًا بالصلاح نعلم أنَّه الله, وهذا ما يثبته النص السابق.
والآن, هيَّا لنتعرف على الإله (الحقيقي) ليسوع:
ثمَّة نصيحةٌ جميلةٌ, ألا وهي: }فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي{, (إنجيل يوحنا, ح: 6, ع: 39). وأنا تمثَّلت هذه النصيحة, وفتشت الكتب, وعلمت من هو رب يسوع بناءً على حصره الصلاح في الله وحده.
ü وتأمَّلوا:}فَقَالَ:«إِنْسَانٌ شَرِيفُ الْجِنْسِ ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ مُلْكًا وَيَرْجعَ. 13فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ، وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ. 14وَأَمَّا أَهْلُ مَدِينَتِهِ فَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ، فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ سَفَارَةً قَائِلِينَ: لاَ نُرِيدُ أَنَّ هذَا يَمْلِكُ عَلَيْنَا. 15وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَمَا أَخَذَ الْمُلْكَ، أَمَرَ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ أُولئِكَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الْفِضَّةَ، لِيَعْرِفَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ وَاحِدٍ. 16فَجَاءَ الأَوَّلُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ رَبحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ. 17فَقَالَ لَهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ!{.
ü يقول (بنيامين بنكرتن) في تفسيره: أولاً- إن المسيح نفسهُ هو هذا الإنسان الشريف.
ü يقول الإنسان الشريف (المسيح): }نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ!{.
ü إذن, هذا العبد هو ربُّ المسيح؛ لأن المسيح حصر الصلاح في الله, ووصف هذا العبد بالصلاح!!
ü هناك عرض آخر: ما رأيكم أن نجعل هذا النص مناقضا لذلك النص؟! (لعلَّ الخسائر تكون أقل).
(hopeless_refugee),,
لقد قذفتني بالجهل أنا وذا الفقار_ ولا أدري ما ذنب ذي الفقار!! _؛ لأنَّه حصل منِّي خطأ في التوثيق, أي لا يضر في صحة المعلومة من حيث هي, أمَّا أنت:
فالحال تغني عن المقال!!