المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلب صغير من المتخصصين في الإسناد



الصفحات : 1 2 3 [4] 5 6 7 8

السيف الدمشقي
2010-06-07, 01:03 AM
بالنسبة لوصية الإمام فخر الدين الرازي :




خواطر حول


وصية الإمام فخر الدين الرازي


رحمه الله تعالى





بقلم


الأستاذ العلامة سعيد فودة


حفظه الله تعالى











بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد ،،

قال صاحب طبقات الشافعية الكبرى الإمام المحقق ابن السبكي: (8/90)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، إذناً خاصاً، أخبرنا الكمال عمر بن إلياس بن يونس المَرَاغي، أخبرنا التقي يوسف أبي بكر النسائي بمصر، أخبرنا الكمال محمود بن عمر الرازي، قال: سمعت الإمام فخر الدين يوصي بهذه الوصية لما احتُضِر لتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الأصبهاني.
يقول العبد الراجي رحمة ربِّه، الواثق بكرم مولاه، محمد بن عمر بن الحسن الرازي، وهو أول عهده بالآخرة وآخر عهده بالدنيا، وهو الوقت الذي يلين فيه كل قاسٍ، ويتوجه إلى مولاه كل آبق.
أحمد الله بالمحامد التي ذكرها أعظم ملائكته في أشرف أوقات معارجهم ونطق بها أعظم أنبيائه في أكمل أوقات شهاداتهم، وأحمده بالمحامد التي يستحقها، عَرَفتها أو لم أعرفها، لأنه لا مناسبة للتراب مع ربِّ الأرباب.
وصلواته على ملائكته المقربين، والأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين،
اعلموا أخلاّئي في الدين، وإخواني في طلب اليقين أن الناس يقولون: إن الإنسان إذا مات انقطع عمله وتعلقه عن الخلق، وهذا مخصص من وجهين الأول أنه إن بقي سنة عمل صالحٌ صار ذلك سبباً للدعاء والدعاء له عند الله تعالى أثر، الثاني ما يتعلق بالأولاد وأداء الجنايات.
أما الأول فاعلموا أني كنت رجلاً محباً للعلم، فكنت أكتب من كلِّ شيء شيئاً لأقف على كميته وكيفيته، سواءً كان حقاً أو باطلاً، إلا أن الذي نطق به في الكتب المعبتر، أن العالم المخصوص تحت تدبير مُدَبِّره المنـزه عن مماثلة التمحيزات، موصوف بكمال القدرة والعلم والرحمة، ولقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتُ فيها فائدةً تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن، لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلال لله، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات. وما ذاك إلا للعلم بأن العقول البشرية تتلاشى في تلك المضايق العميقة، والمناهج الخفيّة، فلهذا أقول:
كل ما ثبت بالدلائل الظاهرة مِنْ وجوب وجوده ووحدته، وبراءته عن الشركاء كما في القدم والأزلية والتدبير والفعالية، فذلك هو الذي أقول به، وألقى الله به، وأما ما ينتهي الأمر فيه إلى الدقة والغموض، وكل ما ورد في القرآن والصحاح المتعين للمعنى الواحد فهو كما قال، والذي لم يكن كذلك أقول:
يا إله العالمين، إني أرى الخلق مطبقين على أنك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين فكل ما مدَّه قلمي أو خطر ببالي: فأستشهد وأقول: إن علمتَ مني أني أردتُ به تحقيق باطل أو إبطال حق، فافعل بي ما أنا أهله، وإن علمت مني أني ما سعيتُ إلا في تقديسٍ اعتقدت أنه الحق، وتصورت أنه الصدق. فلتكن رحمتك مع قصدي لا مع حاصلي، فذلك جُهْدُ المِقلِّ، وأنت أكرم من أن تضايق الضعيف الواقع في ذلة، فأغثني وارحمني واستر زلتي واهج حَوْبتين يا مَنْ لا يزيد ملكه عرفانُ العارفين، ولا ينقص ملكه بخطا المجرمين، وأقول:
ديني متابعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليها، اللهم يا سامع الأصوات، ويا مجيب الدعوات ويا مقيل العثرات أنا كنت حسن الظن بك، عظيم الرجاء في رحمتك وأنت قلت: أنا عند ظن عبدي بي. وأنت قلت "أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه" فهب أني ما جئت بشيء فأنت الغني الكريم، فلا تخيِّب رجائي، ولا تردَّ دعائي، واجعلني آمناً من عذابك قبل الموت وبعد الموت وعند الموت، وسهَّل عليَّ سكرات الموت، فإنك أرحم الراحمين.
وأما الكتب التي صنفتُها، واستكثرتُ فيها من إيراد السؤالات فليذكرني مَنْ نظر فيها بصالح دعائه، على سبيل التفضل والإنعام، وإلا فيحذف القول السيء، فإني ما أردت إلا تكثير البحث، وشحذ الخاطر، والاعتماد في الكل على الله.
الثاني: وهو إصلاح أمر الأطفال، فالاعتماد فيه على الله.
ثم إنه سرد وصيته في ذلك إلى أن قال:
وأمرت تلامذتي، ومَنْ لي عليه حق إذا أنا مِتُّ، يبالغون في إخفاء موتي، ويدفنوني على شرط الشرع، فإذا دفنوني قرأوا علي ما قدروا عليه من القرآن، ثم يقولون: يا كريم، جاءك الفقير المحتاج، فأحسن إليه هذا آخر الوصية. انتهى كلام ابن السبكي.
أقول:
فانظر رحمك الله إلى هذه الوصية ما أدق معانيها، وأحلى مبانيها، وهي تدل على عمق علم الرازي، وحسن توكله على الله تعالى، وإخلاصه له في عمره كله إلى أن مات.
والإمام الرازي معلومٌ مَنْ هو، ولا يحط مِنْ قدره إلا مَنْ على قلوبهم غبَشٌ وانحراف، ولا يعرف حقيقة فضله إلا مَنْ طالع كتبه مريداً الاستفادة.
والإمام ابن الخطيب معلومٌ لدى الكافة أنه على طريقة الأشعري في الاعتقاد، بل هو الذي أسس من المتأخرين قواعد الطريقة وحقق مسائلها وردّ على مخالفيها، نشرهافي البلاد حتى اعتمدت كتبُه في معظم الأقطار ونسي الناس كتب المتقدمين، وعكفوا على كتبه، لجودتها ودقتها وحسن ترتيبها، وهذا كله معلوم.
ولكن، بعض الناس ممن لا تحصيل عندهم في علم أصول الدين، والذين لم تتشذب نفوسهم بمطالعة كتب القوم، وهؤلاء يتميزون بجلاقة في الطباع، وركاكة في الدماغ، وتعصب ظاهر - يدعون أنهم مجتهدون، وحقيقة حالهم التقليد الأعمى، وهؤلاء يغلب عليها التجسيم والتشبيه إما بلسان الحال أو المقال. هؤلاء الناس أجزم أنهم لا يتذوقون كلمات الإمام، ولا يعرفون من حاله إلا ما يسمعون ممن هو مثلهم في الصفات، وهم في هذا كاذبون.
وهؤلاء الناس، لم يظهروا في هذه الأوقات فقط، بل كانوا يظهرون ما بين زمان وزمان، عندما يجدون شوكةً تدافع عنهم وتحمي أغلوطاتهم مِن شوكات الحكام، ينبزون في مختلف الأعصار يدعون أنهم يسيرون على طريق السلف الصالح، وأنهم على عقيدة الإمام أحمد، وهم منهم براءٌ. وحالهم حقيقة ما وصفناه، بعيدون عن تذوق الحقائق، والشعور بالرقائق، قساة أجلاف.
وإحفاد هؤلاء، برزوا في هذا الزمان، تدعمهم بعض الدول، لمصالح سياسية لا تخفى على نبيه، وسبق أن نبهنا إليها، يستغلهم بعض الحكام وهؤلاء يسيرون خلفهم كالبله والعميان، ويوهمون الناس أنهم على شيء وليسوا هم على شيء.
ولا نريد أن نسترسل في وصف أحوالهم، فنحيد عن المقصود، فنقول وبالله التوفيق:
كثيراً ما سمعت منذ بداية مطالعاتي، منذ سنين عديدة، وكذا قرأتُ من كتب لبعض الناس مثل ابن تيمية وابن القيم، وغيرهم ممن سار على نهجهم أن الرازي كان على عقيدة، ثم غيرها في آخر حياته وتراجع عنها وكتب هذا في وصيته لطلبته !!
وأنا كنتُ في بداية الطلب أستغرب هذا، فالرازي الذي له هذا التفسير الذي يدل على علم واسع وعقل نبيه، وله كتب عديدة تدل على فضله ودقة تفكيره، هل كان في كل هذه الكتب على خطأ لم يتنبه إليه إلا عند الممات هذا غريب!!
أنا لا أنكر أنه ممكن، ولكنه يبقى غريباً، ولغرابته فالأصل في الإنسان الذي يسير على قواعد مطَّردة في النظر والتدبر أن لا يصدقه لأول نظرة، وإن كان الراوي ابن تيمية، هذا ما كنت أقوله في أيام صباي، وزاد هذا المعنى ثباتاً في نفسي ما صرتُ أعلمه وأتبينه على مر الأيام من أن ابن تيمية وغيره ممن يتبعه يخالف منهج الإمام الرازي في العقائد، بل هو تقريباً ضدٌّ له، ولما اتضح لي هذا المعنى، صرتُ لا أستبعد أن ابن تيمية يروج هذا القول وغيره في كتبه، لا لأن الرازي فعلاً تراجع عما كان يعتقد، بل ليستطيع ابن تيمية أن يتخذ من هذه الحادثة إن صحت -وهي لا تصح كما سنرى- مِعوَلاً يهدم به مذهب الرازي، ليتهيأ له أن يبني ما يريد بعد ذلك.
وبدا لي هذا التفسير في تلك الأيام منطقياً معقولاً، لا سيما وأنني كنت أقرأ لابن تيمية كثيراً، وكذلك للرازي، وكنتُ أرى الكثير من المسائل التي ينتقد فيها ابن تيمية الإمام الرازي غير محق فيها، وكان في بعض الأحيان يصور مراد الرازي على غير حقيقته، وأحياناً يبالغ في الرد عليه.
هذا كله وغيره كثير كان يخطر في خاطري في تلك الأيام، ولكن لم أكن مستطيعاً لإثبات التراجع أو ضده بشكل قطعي ولكن ترجيحاً، وسبب هذا أنني لم أطلع على وصية الإمام، حتى حصلت على قِطَعٍ منها في بعض الكتب، وكان يترجح لي من هذه القطع أن الرازي لم يتراجع، وما نسبه التراجع إليه إلا تلبيس كما مضى، ولكن لم أستطع الجزم بعد التراجع، لأني لم استطع الحصول على النص الكامل للوصية.
وكنت عند هذا مطمئناً إلى ما وصلت إليه من الحكم، ولكن كنت أتمنى أن أحصل على النص الكامل ليزداد هذا الاطمئان.
وبقيت هكذا فترة، حتى يسر الله تعالى لي الحصول على قطعة كافية من الوصية، في كتاب الطبقات الكبرى لابن السبكي رحمه الله تعالى، وعندما ألقيتُ عليها نظرة أطمأن قلبي وجزمتُ بما كنت قد توصلت إليه بالنظر، واكتفيت بهذا.
ولكن قلت بعد مدَّةٍ، لا بد أن أوثق هذا الكلام كله لكي يكون حجة على كل من يخوض في هذا الأمر، فكتبت هذه الكلمات.
أقول –وبالله التوفيق-:
لقد بالغ هؤلاء "المتمسلفون" في ادعاءاتهم وشذوذهم، وبالغوا في المماداة في أغلاطهم، حتى تعدّوا على أئمة الإسلام واتهموهم زوراً وبغير وجه حق.
وقد رأينا تهافت ما ادعوا في حق الإمام الجويني، وما كذبوا به على الإمام السنوسي، وعندي الكثير من هذه المفتريات على العديد من الأئمة أدعوا الله تعالى أن يوفقني إلى تلخيصها لتكون شاهدة على افترائهم، وسنبين الآن ما يتعلق بالإمام الرازي رحمه الله تعالى.
يدَّعون أن الإمام الرازي تراجع عن مذهب الأشاعرة في مسألة الصفات والنصوص المعلومة التي يجري فيها الخلاف.
هذا هو مدعاهم، ويجب علينا نحن قبل أن نقول كلمتنا أن نوضح مدعاهم هذا ثم بعد اتضاحه فأنا أجزم أن تهافته سيظهر لكل من له عقلٌ سليم.
أولاً: يجب أن نُعَرِّف بمذهب الأشاعرة في هذه المسألة. فنقول:
مذهب أهل السنة والجماعة كلهم ومنهم الأشاعرة أن الله تعالى لا يشابه أحداً من خلقه، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. وإن كل ما خطر على قلب بشر من صورة أو كيفية فيجب نفيه عنه تعالى، لأن الصورة والكيف منتفيان في الأصل عنه تعالى.
وهم يقولون بتنـزيه الله تعالى عن صفات البشر والحوادث والأجسام وكل ما يلزم عن كون الشيء جسماً وهي لوازم الأجسام مثل: الكون في الأمكنة والحركة والحجم والكيف والتركيب وغير ذلك.
وبناءً على هذا فالنصوص التي نقرأها في الكتاب والسنة، فيتوهم منها بعض الناس معنى لا يليق بالله تعالى مما مضى وغيره، ويقولون إن هذا هو الظاهر من هذه النصوص، فنقول: ليس هذا هو الظاهر، بل هذا هو ما تتخيله أنت ظاهراً، ولا ظاهرٌ إلا الحق، فتعالى الله تعالى أن يجعل كلامه ظاهراً في أمرٍ باطلٍ، وإنما الباطل هنا هو التوهم الذي ظهر في نفسك، وما هذا إلا لأنك ردئ فكرٍ وغير مدرك لأقلِّ ما يجب إثباته لله تعالى، فالظاهر إنما هو وهمٌ قام في فكر إنسانٍ جلف الطباع، تصور لطباعه هذه إن هذا المعنى هو الظاهر من النص.
فلما ظهرت هذه المشكلة عند فساد تذوق الناس للغة العربية وضعف عقائدهم في الله تعالى وغلبة الأمور الحسية والتوهمات النفسية، احتاج العلماء إلى أسلوب يعالجون به هذه المشكلة، ويكون هذا الأسلوب واضحاً متميزاً مدرَكاً مضبوطاً بقواعد تنسجم مع اللغة والأمور الصحيحة المعلومة من الدين بالضرورة، ويكون سهلاً ودقيقاً في نفس الوقت، متلائماً مع ما كان عليه السلف الصالح المشهود لهم بالخيرية، ملائماً لطباع عامة الناس قدر الاستطاعة.
فتوصل علماء الأمة من الأشاعرة إلى توضيح مذهب محقق لكل هذه الشروط متكون من مرتبتين: الأولى وهي الأصل سموها التفويض، والثانية وهذه لا يلجأ إليها إلا عند الحاجة سموها التأويل، كلا هاتين المرتبتين حقٌّ ولا تعارض بين الواحدة والأخرى.
ومعنى التفويض: هو تفويض هذه النصوص إلى الله تعالى وعدم الخوض فيها والإيمان بها على سبيل الإجمال، أي الإيمان بما علم الله أنه الحق، وإمرارها كما جاءت بلا كيف ولا معنى، مع تنـزيه الله تعالى عن الاتِّصاف بشيء من سمات نقص كما مر، وهذا هو الذي كان عليه جمهور السلف، كانوا لا يخوضون في هذه الأمور ولا يتكلمون فيها، بل ينهون عامة الناس عن الكلام فيها، ويأمرونهم بتنـزيه الله تعالى عن سمات النقص.
والمرتبة الثانية وهي التأويل ومعناها: هي أن اللفظ الذي توهم بعض الناس أن ظاهره هو التجسيم والتشبيه وإثبات الجوارح والأدوات والحركات وغير ذلك من معاني باطلة، وقد بيّنا نحن كيف توهم هؤلاء الناس هذا الوهم، ولما كان بعض الناس لا يكتفون بالطريق الإجمالي في تنـزيه الله كما مر في مرتبة التفويض، إمّا لفساد معتقدهم كالحشوية، أو لأنهم مفسدون في الدين ويستغلون هذه النصوص في التشكيك في أصول التوحيد ليسهل عليهم بعد ذلك نشر مذاهبهم الباطلة، أقول لما كانت هذه الأصناف موجودة في الناس ولا يخلو زمان منها، احتج إلى أسلوب تفصيلي لصدِّ مَنْ كانت هذه حالة. يتم بهذا الأسلوب تفهيمه أن اللفظ ليس ظاهره ما فهمته ولا هو ما تبادر إلى ذهنك أو توهمته، مما هو تشبيه محض مضاد للتوحيد، بل الظاهر هو معنى يليق بالله تعالى، ويتم بيان هذا الأمر لهؤلاء الناس بواسطة أسلوب التأويل الذي حاصله: أنه صرف اللفظ عن ظاهره المتوهم لمدى الأنفس الخبيثة أو الجلفة إلى معنى صحيح لقرينةٍ، وهذه القرينة إما أن تكون لفظية أو حالية.
وتفصيل هذا الأسلوب موضح في المطوَّلات، وقد لجأ بعض السلف إلى هذا الأسلوب لما واجهوا الحالات التي ذكرناها.
ومما مضى تبين أن كلا من الأسلوبين أو المرتبتين حق صريح ووارد عن السلف الصالح ولا تناقض بينهما؛ لأنهما في الحقيقة تكملان بعضهما البعض.
ويلاحظ من شرحنا لهذين الأسلوبين أنَّ الأصل هو التفويض، ولا يلجأ إلى الثاني إلا لأسباب إما تفهيم قاصرٍ عن إدراك الحق أو ردّ شبهة لمشكك خبيث الطبع والقصد؛ لغاية إعزاز الدين وإظهار أنه الحق الذي لا عوج فيه.
ما دام المذهب قد اتضح، وتجلى أنه بالحق صرح، نعود إلى الكلام عن الإمام فخر الدين الرازي، فنقول: هذا هو الذي كان عليه فخر الدين الرازي، وهذا هو الذي مات عليه الإمام، لم يحدث أنَّه تراجع عن هذا كله، ولا عن بعض منه. وبيان هذا كما يلي:
كان الإمام فخر الدين في بداية حياته ولدى اشتهاره وقبل حيون وفاته كثير المناظرات مع المبتدعة من الحشوية وغيرهم ممن ضل عن فهم المعنى الحق، وكان يجول في البلدان يتحدى من خالف مذهب الإسلام فيناظره ويبين له سقم كلامه وضعف حجته وبيانه.
ومعظم كتبه التي كتبها في حياته إما كانت رداً على الحشوية أو الفلاسفة أو على من غلط من المعتزلة وغيره من الناس.
ولم يصمد أمامه إنسان، فأخرس الألسنة وأزال الباطل وثبت دعائم الحق، على حسب الطاقة، رحمه الله.
والرجل عندما يكون هذا حاله لا بد أن يتمسك بأسلوب التأويل، الذي مرَّ بيانه فلا يمكن عند المناظرة مع هؤلاء الناس أن يقول لهم –خصوصاً الحشوية لأن الخلاف إنما هو معهم في هذه المسألة- فوِّضوا العلم إلى الله تعالى، كيف وهم يعتقدون أن ما يقولون به إنما هو كلام الله تعالى والظاهر الصريح الذي لا يجوز العدول عنه إلى غيره، بل لا بدَّ مِنْ بيان أن الأمر الذي يدعون أنه ظاهرٌ وواضح، هو في الحقيقة باطل لا شك في هذا، وهذا لا يتم إلا باستعمال أسلوب التأويل، فهو الآلة التي تذبح بها خِرَاف الباطل. وهذا هو ما كان عليه الإمام في عامة كتبه لأن حالة الناس الذين كان يواجههم كانت تفرض عليه ذلك.
فلما اقتربت الوفاة، وحان الانتقال إلى الدار الآخرة، عاد الإمام الفخر الرازي إلى الأصل، لأنَّ مطلوب المرء في تلك الحال إنما هو السلامة، وتفويض الأمر إلى الله تعالى هو السلامة، وقد بيَّنا ذلك في الرد على الشوكاني في رسالته التحف، فلتنظر هناك.
والناظر في وصيته المذكورة لا يرى فيها ثبرياً من مذهبه الذي كان عليه، بل يرى منها تفويض أمره إلى الله تعالى، والاعتراف بأنه لم يكن ليخوض في ما خاض فيه إلا اعزازاً للدين واستجابة لأمر الله تعالى بالذب عنه ضد الزائغين والمعتدين، فهو يتبرأ من كل خطأ وقع فيه لا على التعيين ويرجو أن يرحمه الله تعالى بما وفقه فيه من الإصابة. وهذا الحال هو حال المخلصين.
وهو ينبه في الوصية إلى أن أسلوب القرآن في تبليغ التوحيد هو خير الأساليب، وكيف ينكر هذا إنسانٌ والقرآن كلام الله تعالى ؟! ولكن الإنسان مطلوب منه الدفاع عن هذا الدين بقدر وسعه وطاقته. وبعد هذا أقول لمن أراد الحق:
أين ذكر الإمام الرازي في وصيته أنه تراجع عن مذهبه ؟
هل قال الإمام الرازي رحمه الله: إن الله في مكان وله حدٌّ وله جارحة إلى غير هذا من الترهات والتشبيه الذي تمتلئ به نفوس من يغلطون عليه ؟
كيف يقول بهذا وهو ينص في وصيته على "أن العالم المخصوص تحت تدبير مُدَبِّره المنـزه عنه مماثلة التحيزات" هذا كلامه، وهو نفىٌ صريح في أن الله ليس في مكان ولا في جهة ولا له بعض ولا أعضاء. وهذه هي الأمور التي يدعي هؤلاء الناس من الأغبياء أن الرازي رجع إليها، ونحن نرى من صريح كلامه أنه نفاها.
ونـزيد هنا كلاماً لمن أراد أن يستفيد:
الإمام الرازي كان يدعو إلى التفويض حتى قبل كتابة هذه الوصية أي في أثناء مصاولته للناس ومناظرته معهم، وعلى هذا لا يكون هناك أي وجه لكلام المتسلفة الأغبياء، ودليل هذا أنه قال في كتاب المعالم: "… فلم يبق إلا الإقرار بمقتضى الدلائل العقلية القطعية، وحمل الظواهر النقلية إما على التأويل وإما على تفويض علمها إلى الله سبحانه وتعالى، وهو الحق" هذا كلامه في هذا الكتاب، وهو صريح أنه لا يقول بحرمة التفويض ولا بحرمة التأويل، ولكنه ترجح لديه أن التفويض هو الحق أي الأرجح وذلك لما ذكرناه من أنه الأسلم.
وذكر أيضاً هذا المعنى في كتاب الأربعين "… فلم يبق إلا أن تصدق الدلائل العقلية ويشتغل بتأويل الظواهر النقلية أو يفوض علمها إلى الله" هذا هو كلامه الذي يقطع كلام كل إنسانٍ بعده، فالأشاعرة عندهم فيما بينهم خلاف هل التأويل أرجح أو التفويض مع اتفاقهم على تنـزيه الله تعالى. أما خلافهم مع غيرهم من الحشوية ومع أذيال هؤلاء من المتمسلفة في هذا الزمان فهو دائر بين التنـزيه الذي يقول به الأشاعرة وأهل السنة، وبين التشبيه والتجسيم الذي يقول به هؤلاء، خذلهم الله تعالى.
وبهذا يكون قد ظهر بحول الله وقوته تهافت مَن ادعى أنَّ الإمام الرازي قد تراجع عن مذهبه، وبأن هذا ما هو الأكذب على أهل الحق





والحمد لله رب العالمين


13/8/1992م

السيف الدمشقي
2010-06-07, 01:10 AM
وقد قال ابن حجر عن الرازى أوصى بوصية تدل على أنه حسن اعتقاده".
فهاهو ابن حجر انتقد الرازى فى معتقده الذى كان عليه ثم اثنى عليه بعد تراجعه عنه فكيف تقول ان ابن حجر كان اشعرى


قال الشيخ صلاح الدين الإدلبي في رده على د. سفر الحوالي :

هذا وقد قال ابن حجر : [ والفخر كان من أئمة الأصول ، وكتبه في الأصلين شهيرة سائرة ، وله ما يُـقبل وما يُـرد ] [[1] (http://www.albshara.com/#_ftn1)] . فلله در ابن حجر ما أشد إنصافه .
4ـ نقل الباحث أن ابن حجر قال في لسان الميزان في آخر ترجمة فخر الدين الرازي [ أوصى بوصية تدل على أنه حسّن اعتقاده ] !!!. وقد وقع في قلبي من هذه الكلمة شيء ، واستبعدتها جداً ، لكن ما العمل؟ وليس أمام الباحث من لسان الميزان إلا هذه الطبعة السقيمة المحرفة المشوهة !!! .
ثم ظهرت طبعة حسنة قيمة من اللسان ، محققة على عدة نسخ خطية ، بعناية الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله ، وتبين منها أن تلك الكلمة ليست في شيء من النسخ الخطية ، وأنها مكتوبة في حاشية إحدى النسخ ، فبطل إثبات تلك الكلمة عن الحافظ ابن حجر رحمه الله والاستدلال بها والبناء عليها .
[[1]] لسان الميزان: 4 / 427 .



بل انتقد ابن فورك فى تأويلاته التى نقلها عنه فى كتاب التوحيد فى الفتح فكيف تقول انه كان اشعرى
وبالمثل تراجع الغزالى عن اقواله فهلا انصفت وقلت انهم تركوا هذا المذهب قبل موتهم ؟

بما أن ابن حجر ليس أشعريا و هو على مذهبكم في الاعتقاد


ما رأيك نجمع كتاب في العقيدة من فتح الباري

و نسميها العقيدة العسقلانية مثلا

و نتفق عليها

ما رأيك ؟؟

السيف الدمشقي
2010-06-07, 01:13 AM
لا تأخذوا العلم عن صحفي ولا القرآن من مصحفي.

سعيد بن عبد العزيز

السيف الدمشقي
2010-06-07, 01:23 AM
مذهب السلف أسلم , ومذهب الخلف أعلم وأحكم

, قال الباجوري في حاشيته على " جوهرة التوحيد :

[وطريقة الخلف أعلم وأحكم ، لما فيها من مزيد الإيضاح ، والرد على الخصوم ، وهي الأرجح ، ولذلك قدمها ا
ا لمصنف ، وطريقة السلف أسلم لما فيها من السلامة من تعيين معنى قد يكون غير مراد له تعالى !] فالسبب مزيد الإيضاح , نظرا لما جد وطرأ على المسلمين من المقالات التى لم تكن فى أيام الصحابة رضوان الله عليهم , وترى هؤلاء يبحثون عن كل كلمة قالها أحد لإبطال هذه المقولة , حتى ولو كانت هذه الكلمة مجانبة للصواب ,
-ولمزيد من توضيح هذه الكلمة فى الجوهرة يقول الشيخ الدكتور نوح علي سلمان القضاه, في كتاب المختصر المفيد في شرح جوهرة التوحيد:

...[ وخلاصة القول : ان السلف والخلف متفقون على تنزيه الله تعالى عن المشابهة لخلقه , لكن السلف يرون التنزيه مع تفويض المعنى المراد من الايات ( التي توهم التشبيه ) الى الله تعالى , والخلف يرون ان التنزيه يقتضي حمل الايات التي توهم التشبيه على معنىً لا تشبيه فيه , ولنا ان ناخذ بمذهب السلف ولنا ان ناخذ بمذهب الخلف , لكن قالوا : مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف احكم , ووجه السلامة في مذهب السلف انك اذا عينت معنى للاية - كما هو مذهب الخلف - قد تكون مخطئا , لانه معنى غير قطعي وبهذا تعرض نفسك للمسؤولية امام الله تعالى , ووجه الاحكام في مذهب الخلف انه اقوى في الرد على اصحاب الزيغ الذين يريدون اثارة الفتنة من البحث في المتشابه ليؤيدوا مذاهبهم ...... والكل يريد التنزيه فلا داعي لاثارة الخلاف والعداوة بين المسلمين وهم يواجهون الملاحدة والجاحدين , ويجب الاهتمام بالمعنى الذي سيق من اجله النص والعمل بموجبه فقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ينزل ربنا كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير ويقول : من يدعوني فاستجيب له , من يسالني فاعطيه , من يستغفرني فاغفر له ) متفق عليه , المراد بالحديث الحث على الاستيقاظ في الثلث الاخير من الليل واشتغال بالدعاء والاستغفار كما قال الله تعالى [ وبالاسحار هم يستغفرون ] فالاشتغال بمعنى النزول مع الغفلة عن قيام هذه الساعات المباركة انحراف عن التوجيه النبوي وطلب للفتنة . وهكذا فليتفطن المؤمن لما يبعثه على العمل الصالح لا لما يفتح باب الجدل .]
ومن حسب أنّ المذهبين أى مذهب السلف ومذهب الخلف ( الأسلم والأحكم )متناقضان فواهم، ولا يفقه شيئا , ولم يقل أحد بذلك من العلماء الراسخين , بل هما متكاملان، ومؤدّاهما واحد.


- وأصل هذه الأقوال والإتهامات للأشاعرة عموما أو من يقول بهذه المقولة , أصل هذه الإتهامات كلام ابن تيمية , وهم على خطاه سائرون , بلا عقل ولا تفكير , ولا تمحيص حتى لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ,

يقول ابن تيمية فى مجموع الفتاوى ج4 ص 156 وما بعدها [ أليس هذا صريحا أن السلف كانوا ضالين عن التوحيد والتنزيه وعلمه المتأخرون ؟ وهذا فاسد بضرورة العلم الصحيح والدين المتين , وأيضا فقد ينصر المتكلمون أقوال السلف تارة , وأقوال المتكلمين تارة , كما يفعله غير واحد مثل أبى المعالى الجوينى وأبى حامد الغزالى والرازى وغيرهم ,ولازم المذهب الذى ينصرونه تارة أنه هو المعتمد ,فلا يثبتون على دين واحد ,وتغلب عليهم الشكوك , وهذا عادة الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة ] –لاحظ قوله [ فلا يثبتون على دين واحد ] ما معنى هذا القول ؟ الجوينى والغزالى والرازى وغيرهم ينتقلون من دين الى دين , أليس هذا كفرا صريحا أن ينتقلوا من دين الى دين ؟ أليس هذا تكفيرا منه لهم ؟


- ولاحظ قوله [ وهذا عادة الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة ] هل أعرضوا أيضا عن الكتاب والسنة ؟ ما كل هذه الإتهامات ؟ وما كل هذا الحقد ؟
-ثم يقول [وتارة يجعلون إخوانهم المتأخرين أحذق وأعلم من السلف ويقولون طريقة السلف أسلم وطريقة هؤلاء أعلم وأحكم فيصفون إخوانهم بالفضيلة في العلم والبيان والتحقيق والعرفان والسلف بالنقص في ذلك والتقصير فيه أو الخطأ والجهل وغايتهم عندهم أن يقيموا أعذارهم في التقصير والتفريط .
ولا ريب أن هذا شعبة من الرفض فإنه وإن لم يكن تكفيرا للسلف كما يقوله من يقوله من الرافضة والخوارج ولا تفسيقا لهم كما يقوله من يقوله من المعتزلة والزيدية وغيرهم كان تجهيلا لهم وتخطئة وتضليلا ونسبة لهم إلى الذنوب والمعاصي , وإن لم يكن فسقا فزعما أن أهل القرون المفضولة في الشريعة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة .]-رفض وتجهيل وتفسيق وتضليل –ونسبة الى الذنوب والمعاصى ,


ونفس الكلمات يرددها أتباعه ومقدسوه الى الآن , ولذلك لا تجد أحدا منهم يتكلم كلمة واحدة فى العقيدة الا ويقول بكل فخر واعتزاز [ قال شيخ الاسلام ابن تيمية ] وكأنه نبى مرسل ,وهل نسب هذه الكلمات الى السلف أحد من الأشاعرة أو غيرهم من علماء المسلمين ؟ أم هى افتراضات والزامات من وهم ابن تيمية ؟
واليهم هذه الأدلة التى يجب مناقشتها والرد عليها بانصاف وتجرد ,

[ فرب مبلغ أوعى من سامع ]
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ( ألا فليبلغ الشاهد الغائب فرب مُبَلغ أوعى من سامع )، وقال: ( رحم الله امرأً سمع مقالتي، فوعاها، فأداها كما سمعها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ).

قال صاحب سبل السلام عند شرحه لحديث [ من أدرك من الصبح ركعة --]
{وأما قوله والسجدة إنما هي الركعة فهو محتمل أنه من كلام الراوي وليس بحجة وقولهم تفسير الراوي مقدم كلام أغلبي وإلا فحديث[ فرب مبلغ أوعى من سامع ]وفي لفظ[ أفقه] يدل على أنه يأتي بعد السلف من هو أفقه منهم }


-قال صاحب شرح رياض الصالحين [فرب مبلغ أوعى من سامع لأنه ربما يكون الإنسان يسمع الحديث ويبلغه ويكون المبلغ أوعى من السامع يعني أفقه وأفهم وأشد عملا من الإنسان الذي سمعه وأداه وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم معلوم تجد مثلا من العلماء من هو راوية يروي الحديث يحفظه ويؤديه لكنه لا يعرف معناه فيبلغه إلى شخص آخر من العلماء يعرف المعنى ويفهمه ويستنتج من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أحكاما كثيرة فينفع الناس وقد سبق أن مثل الأول كمثل الأرض التي أمسكت الماء فروي الناس وارتووا لكنها لا تنبت وأما الأرض الرياض التي أنبتت هم الفقهاء الذين عرفوا الأحاديث وفقهوها واستنتجوا منها الأحكام الشرعية]


-قال صاحب فيض القدير [رحم الله امرءا سمع منا حديثا فوعاه ثم بلغه] أي أداه من غير زيادة ولا نقص فمن زاد أو نقص فهو مغير لا مبدل [من هو أوعى منه] أي أعظم تذكرا يقال وعى يعي عيا إذا حفظ كلاما بقلبه ودام على حفظه ولم ينسه زاد في رواية[ فرب مبلغ أوعى من سامع ]أي لما رزق من جودة الفهم وكمال العلم والمعرفة وخص مبلغ السنة بالدعاء بالرحمة لكونه سعى في إحياء السنة ونشر العلم وفيه وجوب تبليغ العلم وهو الميثاق المأخوذ على العلماء (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) قال البعض : فيه أنه يجئ آخر الزمان من يفوق من قبله في الفهم ونازعه ابن جماعة.]


-قال ابن حجر فى فتح البارى –باب الخطبة أيام منى [والمبلغ بفتح اللام أي رب شخص بلغه كلامي فكان أحفظ له وأفهم لمعناه من الذي نقله له قال المهلب فيه أنه يأتي في آخر الزمان من يكون له من الفهم في العلم ما ليس لمن تقدمه إلا أن ذلك يكون في الأقل لأن رب موضوعة للتقليل قلت هي في الأصل كذلك إلا أنها استعملت في التكثير بحيث غلبت على الاستعمال الأول لكن يؤيد أن التقليل هنا مراد أنه وقع في رواية أخرى تقدمت في العلم بلفظ عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه وفي الحديث دلالة على جواز تحمل الحديث لمن لم يفهم معناه ولا فقهه إذا ضبط ما يحدث به ويجوز وصفه بكونه من أهل العلم بذلك وفي الحديث من الفوائد أيضا وجوب تبليغ العلم على الكفاية وقد يتعين في حق بعض الناس ]


-قَالَ - صلى الله عليه وسلم -:[ مَثَلُ مَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ، أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِىَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلأ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِى دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ - ]
قال النووى فى شرح مسلم [.فالنوع الأول من الأرض ينتفع بالمطر فيحيى بعد أن كان ميتا وينبت الكلأ فتنتفع بها الناس والدواب والزرع وغيرها وكذا النوع الأول من الناس يبلغه الهدى , والعلم فيحفظه فيحيا قلبه ويعمل به ويعلمه غيره فينتفع وينفع والنوع الثاني من الأرض مالا تقبل الانتفاع في نفسها لكن فيها فائدة وهي امساك الماء لغيرها فينتفع بها الناس والدواب وكذا النوع الثاني من الناس لهم قلوب حافظة لكن ليست لهم أفهام ثاقبة ولا رسوخ لهم في العقل يستنبطون به المعاني والأحكام وليس عندهم اجتهاد في الطاعة والعمل به فهم يحفظونه حتى يأتي طالب محتاج متعطش لما عندهم من العلم أهل للنفع والانتفاع فيأخذه منهم فينتفع به فهؤلاء نفعوا بما بلغهم والنوع الثالث من الأرض السباخ التي لا تنبت ونحوها فهي لا تنتفع بالماء ولا تمسكه لينتفع بها غيرها وكذا النوع الثالث من الناس ليست لهم قلوب حافظة ولا أفهام واعية فاذا سمعوا العلم لا ينتفعون به ولا يحفظونه لنفع غيرهم والله أعلم ]
-ولم يخصص الرسول صلى الله عليه وسلم عصرا دون عصر ,
وهناك شروح كثيرة لهذا الحديث فى كتب السنة توضح المقصود


فهل من منصف ؟

السيف الدمشقي
2010-06-07, 01:30 AM
يقول الذهبي: (وفد بدت من تواليفه بلايا وعظائم، وسحر وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه، فإنه توفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر)


وأيضا الذهبي رحمه الله تعالى


صوفي يلبس الخرقة الصوفية كما صرح بنفسه في كتابه سير أعلام النبلاء :

ألبسني خرقة التصوف شيخنا المحدث الزاهد ضياء الدين عيسى بن يحيى الانصاري بالقاهرة، وقال: ألبسنيها الشيخ شهاب الدين السهروردي بمكة عن عمه أبي النجيب. انتهى

و هذا قوله في الاستواء على العرش :

يقول في ترجمة ابن خزيمة :

قال الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ، سمعت ابن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئا.

قلت : من أقر بذلك تصديقا لكتاب الله، ولاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآمن به مفوضا معناه إلى الله ورسوله، ولم يخض في التأويل ولا عمق، فهو المسلم المتبع، ومن أنكر ذلك، فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو
مقصر، والله يعفو عنه، إذ لم يوجب الله على كل مسلم حفظ ما ورد في ذلك، ومن أنكر ذلك بعد العلم، وقفا غير سبيل السلف الصالح، وتمعقل على النص، فأمره إلى الله، نعوذ بالله من الضلال والهوى.
وكلام ابن خزيمة هذا وإن كان حقا فهو فج، لا تحتمله نفوس كثير من متأخري العلماء.
انتهى من سير أعلام النبلاء

إسلام علي
2010-06-07, 01:38 AM
أيها الأذعري الأرعن
تتفاخر ب 5 أو 6 رجال في كل فن وقعوا في بدعتكم , أسأل الله أن يغفر لهم ونحن نجلهم ونعذرهم ولا نسخر منهم كما تفعل مع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
أين ذكرك لأعلام هذه الفنون ؟ أين ذكرك لسادة العلم والجهاد في كل العصور أيها الأذعري ؟!
أين شيوخك من ابن تيمية المجاهد بيده ونفسه وعلمه أين شيوخك من محمد بن عبد الوهاب ؟
أين جهادكم في العصر الحديث ؟ هل مجاهدي أفغانستان والشيشان والصومال والعراق أشاعرة
أين منتدياتكم لدعوة النصارى
للرد على الشيعة
لنشر العلم
ما أعرف لكم إلا أوكار سب شيوخنا
وأوكار نشر البدع والقبورية والتصوف
أليش شيخكم في هذا الزمان هو البوطي صويحب علم الكلام والفلسفة والشرك
أليس هو من صلى على رئيس سوريا الأسد النصيري العلوي بل وبكى في جنازته
أليش من أعلامكم علي جمعة الكذاب ذو الوجهين
ما علمناكم في القديم إلا أصحاب زلات غفر لله لمن أحسن النية منكم وعذب من أساء
وفي الحديث أقزام رؤوس في الكذب والشرك والهروب
من أنتم أيها الأذعري

مذهب السلف أسلم , ومذهب الخلف أعلم وأحكم
وبفرض صحة هذه المقولة المتخلفة , إذا كان مذهبنا أسلم فلم تسبون مشايخنا ؟!

يا أذعرية يا شر الورى *** يا عمي يا صم بلا آذان

الصارم الصقيل
2010-06-07, 01:46 AM
يقول الذهبي: (وفد بدت من تواليفه بلايا وعظائم، وسحر وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه، فإنه توفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر)



في أي كتبه قال ذلك؟

أبوحمزة السيوطي
2010-06-07, 07:04 AM
فلسنا أفضل حالا من مولانا الشافعي أو الحافظ الجهبذ النسائي

مش عارف ليه التماحيك دي الشافعي إمامك في أي شيء هل تعتقد أن الشافعي كان أشعري هو الآخر أو الإمام أحمد أو النسائي إلعب غيرها ..


لا يخرجون على الفضائيات فهم غير موجودين !!!!!

هل تعلم كم في مدينة الشام في سورية وحدها من الفقهاء و المحدثين و المقرئين و الأصولين

إنهم بالآلاف ...


مين جاب سيرة فضائيات يا بني ؟!!!

أين كتبهم أين تحقيقاتهم العلمية لماذا أرسلت إلي روابط شروح صوتية أين ما سيخلفونه للإسلام


أين سند الألباني يا أخي

تريد من العبد الفقير إجازة في الحديث و عمري 20 سنة !!!

أعطني سندا لشيخك الألباني

أعطني حديثا واحدا رواه الألباني بالسند

أعطني إجازات شيخكم و محدثكم الحويني


أنت معذور يا دمشقي لأن إدراكك لم يكتمل بعد فلازلت لا تستطيع تمييز الأمور
ولا تعرف الفرق بين تحصيل الأسانيد اليوم وبين تحصيل العلم وأيهما اولى

أنت لماذا هربت من جميع الأسئلة التي وجهتها لك وتمسكت بهذا السؤال ؟ عرفنا أنك لم تحصل أي إسناد وجاي تتفاخر علينا بالأموات !

أجب على بقية الأسئلة حتى نعرف مؤهلك العلمي وهل أنت أهل لهذا الحوار أم من الأفضل لك أن تذهب وتتعلم أولاً قبل أن تأتينا يلة أجبنا ما تبقاش مثل شيوخك الأغمار

من أنت يا أشعري ماذا قدمت لدين الله ما ذا قدمت لنفسك بدلا من تفاخرك مات فأين أنت يا حي ؟؟

كم حديثاً حققت كم كتابا في الفقه قرأت كم تفسيرا قرأت أين ردك لجميل هؤلاء العلماء على الأقل في أن تحصل علمهم ؟؟؟؟
كم حديثا تحفظ هل ختمت القرآن حفظا هل تقرأه على وجهه الصحيح ؟؟؟؟
أرفع لنا إجازاتك في الحديث أو القرآن ؟؟؟؟
مكتبتك بكم ألف ليرة تقدرها ؟؟؟
هل أعفيت لحيتك ؟؟ هل تقصر ثيابك ؟؟؟ هل تتبع سنة رسولك ؟؟؟

عائشة الصغيرة
2010-06-07, 11:32 AM
إخوانــي الكــرام ..


!!!


مــن هــم الأشاعرة والمارتدية ..؟ هــل هم الصوفية والأباظية ..؟
أم يختــلــفــون ..؟


ومــاهي عقيدتــهـم ؟؟


!!!

السيف الدمشقي
2010-06-07, 01:06 PM
أنت لماذا هربت من جميع الأسئلة التي وجهتها لك وتمسكت بهذا السؤال ؟ عرفنا أنك لم تحصل أي إسناد وجاي تتفاخر علينا بالأموات


من الذي يهرب يا أخي ؟

من الذي لا يجيب على الأسئلي فقط استهزاء و سخرية و ضحك


[quote]
من أنت يا أشعري ماذا قدمت لدين الله ما ذا قدمت لنفسك بدلا من تفاخرك مات فأين أنت يا حي ؟؟حرام علي أن أفاخر بأجدادي الأشاعرة الذين نشروا الإسلام في أقصى المشرق والمغرب بالقلم والسيف و دافعوا عنه و أفنوا أعمارهم في سبيل خدمته

ثم تطلب مني أن أسرد لك ماذا قدمت أنا للإسلام ؟!!!

بدأت تديني و عمري 16 سنة و لحتى سن 18 سنة كنت مثلك وهابي تيمي أو ما يسمى سلفي
كنت لا أعرف عن الإسلام شيء إلا ما أسمعه في الأشرطة أو أقرأه في الكتيبات الصغيرة
حتى من الله علي و التقيت أحد العلماء الفضلاء و دلني على الهدى والخير منذ سنتين تقريبا فقط من سن 18 إلى سن 20 ومعظم ما تعلمته هو تجويد القرآن الكريم و شيء من التفسير و منّ الله علي بحفظ خمسة أجزاء من كتابه العزيز
ثم انتقلت إلى دراسة الفقه و أحكام الصلاة والصيام على مذهب السادة الشافعية


كم حديثاً حققت كم كتابا في الفقه قرأت كم تفسيرا قرأت أين ردك لجميل هؤلاء العلماء على الأقل في أن تحصل علمهم ؟؟؟؟صدقني هذا الكلام يوجه في الدرجة الأولى إلى الشباب السلفي المتنطع والمتطاول على العلماء العاملين

ادعو الله سبحانه وتعالى أن يمد في عمرك 200 سنة لعلك تستطيع خلالها أن تقرأ مؤلفات و الكتب التي حققها الإمام المحدث محمد زاهد الكوثري رحمه الله


كم حديثا تحفظ هل ختمت القرآن حفظا هل تقرأه على وجهه الصحيح ؟؟؟؟
أرفع لنا إجازاتك في الحديث أو القرآن ؟؟؟؟من قال لك إني أملك إجازات !!!!!

إذا كان محدث العصر الحويني لا يمتلكها فكيف بي أنا ؟؟!!!

إذا كان كبار علمائكم لا يملكونها فكيف بأشعري صغير لم تكتمل لحيته بعد


مكتبتك بكم ألف ليرة تقدرها ؟؟؟مكتبتي الصغيرة فيها : فتح الباري و مجموع فتاوى ابن تيمية و صحيح البخاري و مؤطأ مالك و شرح جوهرة التوحيد و السيرة النبوية و تفسير القرآن العظيم لابن كثير و تفسير الطبري و جامع الترمذي و نهج البلاغة و مقالات لإسلاميين و الإبانة عن أصول الديانة للأشعري و الأم و الرسالة للشافعي و كتب للبيهقي و ابن قيم و ابن الجوزي و زكريا الأنصاري والغزالي و ....
فهي لا تقدر بثمن

وكتب لابن باز والألباني و ابن عثيمين و كتاب الوجيز لعبد العظيم بدوي " أظنك تعرفه "

أما مكتبتي على جهازي فهي تظم أكثر من 4500 كتاب و موسوعة
المكتبة الأشعرية في علم أصول الدين وحدها تزيد على 500 مؤلف


هل أعفيت لحيتك ؟؟ هل تقصر ثيابك ؟؟؟ هل تتبع سنة رسولك ؟؟؟أركان الإسلام أخي الكريم الخمسة معروفة

إعفاء اللحية هي من سنن الفطرة و ليست من أركان الإسلام

أنا لا لحية لي !

والحمد لله ثيابي قصيرة على السنة

ثم ماهذا السؤال الغريب : هل تتبع سنة نبيك ؟؟!!!!


هل تعتقد أن الشافعي كان أشعري هو الآخر أو الإمام أحمد أو النسائي إلعب غيرها ..الشافعي والأشعري و أحمد والنسائي و أبو حنيفة و الأشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة كلهم على عقيدة واحدة

الإمام الشافعي كان قبل عصر الإمام الأشعري لكنهما على عقيدة واحدة

وإلا هل تظن أن الإمام الشافعي كان تيمياً في المعتقد ؟!



مين جاب سيرة فضائيات يا بني ؟!!!

أين كتبهم أين تحقيقاتهم العلمية لماذا أرسلت إلي روابط شروح صوتية أين ما سيخلفونه للإسلام طيب في نفس الموقع عندك المكتبة !!!

هل تظن بأنك جهلك بها يعني عدم وجودها ؟؟!!!