المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 [96] 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-18, 07:36 AM
1373 " إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 361 :

أخرجه أحمد ( 5 / 169 ) : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شمر بن عطية عن
أشياخه عن # أبي ذر # قال : " قلت : يا رسول الله أوصني , قال " فذكره .و زاد :
" قال : قلت : يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله ? قال : هي أفضل
الحسنات " . و بهذا الإسناد أخرجه في " الزهد " ( ص 27 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير أشياخ شمر , فلم يسمعوا , لكنهم جمع
ينجبر الضعف بعددهم , كما قال السخاوي في غير هذا الحديث . و تابعه أبو نعيم :
حدثنا الأعمش به إلا أنه قال : " عن شيخ من التيم " . أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 4 / 217 ) من طريقين عنه . و قال : " رواه أبو نعيم عن الأعمش ,
و جوده يونس بن بكير عنه " . ثم ساقه من طريق عقبة بن مكرم حدثنا يونس بن بكير
عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر به نحوه . و هذا إسناد جيد
رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و والد إبراهيم اسمه يزيد بن شريك التيمي .
و للحديث شاهد من رواية ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر مرفوعا بلفظ : " اتق الله
حيثما كنت و خالق الناس بخلق حسن , و إذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحها " . أخرجه
أحمد ( 5 / 153 و 158 و 177 ) و اللفظ له في رواية , و الدارمي ( 2 / 323 )
و الترمذي ( 1 / 359 ) و قال : " حديث حسن صحيح " ! ثم أخرجه هو و أحمد ( 5 /
228 و 236 ) من طريق ميمون أيضا عن معاذ بن جبل مرفوعا نحوه و قال : " قال
محمود - يعني ابن غيلان - : و الصحيح حديث أبي ذر " .
قلت : و هو على الوجهين منقطع لأن ميمونا لم يسمع من معاذ و أبي ذر كما بينته
في " الروض النضير " ( 855 ) و راجع " جامع العلوم و الحكم " ( 111 - 132 )
لابن رجب الحنبلي , فقد بسط الكلام على الحديث سندا و شرحا بسطا شافيا .
و جملة القول أن حديث الترجمة صحيح بمجموع طرقه . و الله أعلم .
1374 " إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا , فإن لهم ذمة و رحما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 362 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 553 ) من طريق معمر عن الزهري عن # ابن كعب بن مالك عن أبيه
# قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و ابن كعب اسمه عبد الرحمن .
و قد تابعه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن كعب به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار
" ( 3 / 124 ) . و تابعه إسحاق بن راشد عن عبد الرحمن بن كعب به نحوه . و زاد
فيه " إن أم إسماعيل منهم " . أخرجه الطحاوي أيضا . و إسناده صحيح , و هذه
الزيادة في حديث معمر عند الحاكم مقطوعا بلفظ : " قال الزهري : فالرحم أن أم
إسماعيل منهم " . و للحديث شاهد من حديث أبي ذر مرفوعا نحوه . أخرجه مسلم ( 7 /
190 ) و الطحاوي و أحمد ( 5 / 173 و 174 و 175 ) . ( انظر الاستدراك رقم 363 /
6 ) .
1375 " علموا و يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا و إذا غضب أحدكم فليسكت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 363 :

رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 1230 ) و أحمد ( 1 / 239 و 283 و 365 )
و ابن عدي ( 227 / 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 66 / 1 ) من طريق ليث
ابن سليم قال : حدثني طاووس عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف , ليث كان اختلط . لكن تابعه أبو جناب عن طاووس عن ابن
عباس به دون قوله : " و بشروا و لا تنفروا " . رواه أبو جعفر البختري الرزاز في
" جزء من الأمالي " ( 2 1 ) .
قلت : بيد أن هذه المتابعة لا تفيد الحديث قوة لأن أبا جناب هذا و اسمه يحيى بن
أبي حية الكلبي قال الحافظ : " ضعفوه لكثرة تدليسه " . فيحتمل أنه تلقاه عن ليث
ثم دلسه ! و الحديث بيض المناوي لإسناده , و لم يزد على قوله : " زاد في الأصل
( يعني الجامع الكبير ) و حسن " .
قلت : و لعله يعني حسن لغيره و إلا فضعفه بين لا يخفى , لكن وجدت له شاهدا رواه
ابن شاهين في " الفوائد " ( ق 112 / 1 ) من طريق إسماعيل بن حفص الأبلي حدثنا
أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إذا
غضبت فاسكت " .
قلت : و هذا إسناد حسن , الأبلي هذا قال الحافظ : " صدوق " . و من فوقه من رجال
البخاري . و سائر الحديث شواهده معروفة , فالحديث صحيح إن شاء الله تعالى .
1376 " إذا غضب الرجل فقال : أعوذ بالله سكن غضبه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 364 :

أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( ص 252 ) من طريق ابن عدي و هذا في " الكامل
" ( 297 / 1 ) عن عمار بن رجاء حدثنا أحمد بن أبي طيبة عن أبيه عن الأعمش عن
أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال : " إنه من غرائب أحاديث أبي طيبة "
. و اسمه عيسى بن سليمان الدارمي , و كان من العلماء و الزهاد كما قال السهمي ,
و أطال في ترجمته , و قال ابن عدي : " كان رجلا صالحا و لا أظن أنه كان يتعمد
الكذب , و لكن لعله كان يشبه عليه فيغلط , و قد حدث جماعة عنه " .
قلت : فهو ممن يستشهد بحديثه لسلامته من الضعف الشديد , و عمار بن رجاء ثقة
حافظ ترجمه السهمي أيضا , و سائر الرواة من رجال " التهذيب " . و للحديث شاهد
من حديث ابن مسعود مرفوعا نحوه . أخرجه الطبراني و غيره , و قد تكلمت على
إسناده في " الروض النضير " ( 635 ) و ذكرت له هناك شواهد أخرى , فالحديث
بمجموع ذلك صحيح .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:37 AM
1377 " عذاب القبر حق " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 365 :

أخرجه أحمد ( 6 / 174 ) : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الأشعث ابن سليم عن
أبيه عن مسروق عن # عائشة # : أن يهودية دخلت عليها , فذكرت عذاب القبر , فقالت
لها : أعاذك الله من عذاب القبر , فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
عذاب القبر ? فقال : " نعم عذاب القبر حق " , قالت عائشة : " فما رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة بعد إلا تعوذ من عذاب القبر " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري ( 1 / 345 ) من
طريق أخرى عن شعبة به . و تابعه هاشم بن القاسم حدثنا شعبة به مرفوعا مختصرا
دون القصة . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 64 ) . و لهاشم بن القاسم فيه
إسناد آخر , فقال أحمد ( 6 / 81 ) : حدثنا هاشم قال : حدثنا إسحاق بن سعيد قال
: حدثنا سعيد عن عائشة : أن يهودية كانت تخدمها , فلا تصنع عائشة إليها شيئا من
المعروف إلا قالت لها اليهودية : " وقاك الله عذاب القبر ... " الحديث نحوه أتم
منه , و فيه الترجمة .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرطهما أيضا . و سعيد هو ابن عمرو ابن سعيد بن
العاص الأموي الكوفي والد إسحاق الراوي عنه . و له طريق أخرى عنها يرويه عاصم
ابن بهدلة عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " عذاب القبر حق . قالت : قلت : فلم يسمعه أحد ? قال
: لا يسمعه الجن أو الإنس , و يسمعه غيرهم , أو قال : يسمعه الهوام " . أخرجه
أبو الشيخ في " أحاديثه " ( ق 7 / 1 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن . و الحديث عزاه في " الجامع " للخطيب و حده ! و أصله
عند البخاري ( 4 / 199 ) و مسلم ( 2 / 92 ) من طريق منصور عن أبي وائل به نحو
رواية الأشعث بن سليم عن أبيه , عنه إلا أنه ذكر أن الداخل على عائشة عجوزان ,
و فيه : " فقال صلى الله عليه وسلم : صدقتا , إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم
كلها " . و له شاهد أخرجه الطبراني ( 3 / 78 / 2 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة أخبرنا يعلى بن المنهال السكوني أخبرنا إسحاق بن منصور أخبرنا أبو بكر
ابن عياش عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله مرفوعا بلفظ : " إن الموتى ليعذبون
في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم " . و هذا إسناد لا بأس به في
المتابعات , و رجاله كلهم معروفون غير السكوني ترجمه ابن أبي حاتم برواية آخر
عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم رأيته في " أخبار أصبهان " ( 1 / 198
) من طريق محمد بن شيراز حدثنا يعلى بن المنهال السكوني به . و قال المنذري ( 4
/ 182 ) : " رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن " .
1378 " إن الله عز وجل كريم يحب الكرم و معالي الأخلاق , و يبغض سفسافها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 366 :

أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 12 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 48 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 3 / 255 و 8 / 133 ) و السلفي في " معجم السفر " ( 18 / 1 ) من
طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن أبي حازم عن # سهل بن سعد # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و هو
كما قال , فقد تابعه حجاج بن سليمان بن القمري حدثنا أبو غسان عن أبي حازم به .
أخرجه الحاكم و صححه أيضا و قال : " و حجاج بن قمري شيخ من أهل مصر ثقة مأمون "
. و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و للحديث شاهد من رواية عامر بن سعد عن أبيه
مرفوعا نحوه . أخرجه ابن عساكر و ابن النجار و الضياء كما في " الجامع الكبير "
( 1 / 150 / 1 ) , و قد راجعت " الأحاديث المختارة " للضياء المقدسي , راجعت
منه " مسند سعد بن أبي وقاص " , فلم أجد الحديث فيه . و الله أعلم . و قد روي
من حديث الحسين بن علي مرفوعا بلفظ : " إن الله يحب معالي الأمور و أشرافها ,
و يكره سفسافها " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 140 / 1 ) و ابن عدي (
114 / 1 ) عن خالد بن إلياس العدوي أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
عن أمه فاطمة بنت حسين عن أبيها حسين بن علي به . و قال : " خالد بن إلياس
أحاديثه كأنها غرائب و أفرادات عمن يحدث عنهم , و مع ضعفه يكتب حديثه " .
قلت : و يؤخذ من كلام سائر الأئمة فيه أنه ضعيف جدا . و عليه فلا يصلح شاهدا ,
فالاعتماد على ما سبق .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:37 AM
1379 " إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرحلة إلى أهله , فإنه أعظم لأجره " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 367 :

أخرجه الدارقطني ( 289 ) و الحاكم ( 71 / 477 ) و عنه البيهقي ( 5 / 259 ) من
طريق أبي مروان محمد بن عثمان العثماني حدثنا أبو ضمرة الليثي عن هشام بن عروة
عن عروة عن # عائشة # رضي الله عنها مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي . كذا قالا , و العثماني هذا لم يخرج له الشيخان
شيئا , و فيه كلام يسير , فقد أورده الذهبي نفسه في " الضعفاء " و قال : " ثقة
له عن أبيه مناكير " . لكنه ذكر في " الميزان " أن نكارتها من قبل أبيه .
و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . فالحديث حسن على أقل الدرجات .
1380 " إذا كانت الفتنة بين المسلمين فاتخذ سيفا من خشب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 368 :

أخرجه الترمذي ( رقم 2204 ) و ابن ماجة ( 3960 ) و اللفظ له و أحمد ( 5 / 96 و
6 / 393 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 44 ) من طرق ثلاثة عن عديسة بنت
أهبان قالت : " لما جاء علي بن أبي طالب ههنا ( البصرة ) دخل على أبي , فقال :
يا # أبا مسلم # ألا تعينني على هؤلاء القوم ? قال : بلى , قال فدعي جارية له
فقال : يا جارية أخرجي سيفي , قال : فأخرجته فسل منه قدر شبر فإذا هو خشب !
فقال : إن خليلي و ابن عمك عهد إلي : إذا كانت ... ( الحديث ) , فإن شئت خرجت
معك , قال : لا حاجة لي فيك , و لا في سيفك " . و قال الترمذي : " حديث حسن
غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد " .
قلت : و هو ثقة , و قد تابعه اثنان آخران كما تقدمت الإشارة إليه و هما عبد
الكبير بن الحكم الغفاري و أبو عمرو القسملي . و عديسة لم يوثقها أحد فيما علمت
لكنها تابعية و ابنة صحابي , و قد روى عنها ثلاثة كما تقدم , فالنفس تطمئن
لثبوت حديثها . فلا جرم حسنه الترمذي . و الله أعلم . و يشهد له حديث سهل بن
أبي الصلت قال : سمعت الحسن يقول : " إن عليا بعث إلى محمد بن مسلمة , فجيء به
, فقال : ما خلفك عن هذا الأمر ? قال دفع إلي ابن عمك - يعني النبي صلى الله
عليه وسلم - سيفا فقال : " قاتل به ما قوتل العدو , فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم
بعضا , فاعمد به إلى صخرة فاضربه بها ثم الزم بيتك , حتى تأتيك منية قاضية أو
يد خاطئة " , قال : " خلوا عنه " . أخرجه أحمد ( 5 / 225 ) و رجاله ثقات لكنه
منقطع بين الحسن - و هو البصري - و علي . ثم أخرجه ( 5 / 226 ) من طريق زياد بن
مسلم أبي عمر حدثنا أبو الأشعث الصنعاني قال : بعثنا يزيد بن معاوية إلى ابن
الزبير فلما قدمت المدينة دخلت على فلان - سمى زياد اسمه - فقال : إن الناس
صنعوا ما صنعوا فما ترى ? فقال : أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
إن أدركت شيئا من هذا الفتن فاعمد إلى أحد فاكسر به حد سيفك ... " الحديث نحوه
. و سنده حسن . ثم أخرجه ( 3 / 493 ) و ابن ماجة ( 3962 ) من طريق علي بن زيد
ابن جدعان عن أبي بردة قال : دخلت على محمد بن مسلمة فقال فذكره مرفوعا :
" إنها ستكون فتنة و فرقة و اختلاف فإذا كان كذلك فأت بسيفك أحدا فاضربه ... "
الحديث مثل رواية الحسن . فالحديث صحيح بمجموع الطرق . و رواه زهدم بن الحارث
الغفاري و غيره قال : قال أهبان بن صيفي مرفوعا نحوه . أخرجه الطبراني في
" المعجم الكبير " ( رقم 863 - 868 ) .
1381 " إذا كان يوم القيامة بعث إلى كل مؤمن بملك معه كافر فيقول الملك للمؤمن : يا
مؤمن ! هاك هذا الكافر , فهذا فداؤك من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 369 :

أخرجه ابن عساكر ( 18 / 143 / 2 ) عن يحيى بن صالح الوحاظي أخبرنا سعيد بن يزيد
ابن ذي عضوان عن عبد الملك بن عمير عن # أبي بردة عن أبيه # عن النبي صلى الله
عليه وسلم به . و قال : " قال ابن شاهين : تفرد بهذا الحديث يزيد بن سعيد عن
عبد الملك , و هو حديث غريب من هذا الوجه , و يزيد هذا من أهل الشام ثقة . كذا
وقع في الحديث : " سعيد بن يزيد " , و في الكلام : " يزيد بن سعيد " , و قد وقع
لي هذا الحديث من حديث يحيى بن صالح أعلى من هذا , و سمي فيه يزيد بن سعيد " .
ثم ساقه من طريق أبي نعيم عن الطبراني أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة
أخبرنا يحيى بن صالح الوحاظي به . ثم ساقه من طرق أخرى عن يحيى به .
قلت : و يزيد بن سعيد قال ابن حبان في " الثقات " : " ربما أخطأ " . و أورده
ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 267 ) من رواية جماعة من الثقات عنه . فلم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , و قد وثقه ابن شاهين أيضا كما سبق , و سائر الرواة ثقات
رجال الشيخين , فالإسناد صحيح . و الحديث أخرجه مسلم ( 8 / 104 ) و أحمد ( 4 /
391 و 402 و 407 و 408 و 410 ) و أبو القاسم الأصم في " جزء من أحاديث مشايخه "
رقم ( 58 منسوخة المكتب ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 80 ) من طرق عن
أبي موسى نحوه دون بعث الملك . زاد أبو نعيم : " قال أبو أسامة ( أحد رواته ) :
هذا خير للمؤمنين من الدنيا و ما فيها , و إسناده كأنك تنظر إليه " .
و للحديث شاهد من رواية جبارة بن مغلس حدثنا كثير بن سليم عن أنس بن مالك
مرفوعا به , و زاد في أوله : " إن هذه الأمة مرحومة , عذابها بأيديها , فإذا
كان يوم القيامة ... " الحديث . أخرجه ابن ماجه ( 4292 ) و إسناده ضعيف , لا
بأس به في الشواهد , و قد تقدمت هذه الزيادة من طريق أخرى عن أبي موسى مرفوعا
نحوه رقم ( 957 ) .
1382 " إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد , حتى تكون قيد ميل أو اثنين ,
فتصهرهم الشمس , فيكونون في العرق بقدر أعمالهم , فمنهم من يأخذه إلى عقبيه
و منهم من يأخذه إلى ركبتيه و منهم من يأخذه إلى حقويه و منهم من يلجمه إلجاما
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 371 :

أخرجه مسلم ( 2864 ) و الترمذي ( 2423 ) و أحمد ( 6 / 3 ) عن عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر حدثني سليم بن عامر حدثنا # المقداد # صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و زاد في
آخره : " فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى فيه , أي يلجمه
إلجاما " . و السياق للترمذي و قال : " حديث حسن صحيح " . و له شاهد من حديث
عقبة بن عامر مرفوعا نحوه . أخرجه ابن حبان ( 2538 ) و الحاكم ( 4 / 571 )
و قال : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:38 AM
1383 " إنكم مفتوح عليكم , منصورون و مصيبون , فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله ,
و ليأمر بالمعروف و لينه عن المنكر و ليصل رحمه , من كذب علي متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار , و مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير ردي في بئر فهو
ينزع منها بذنبه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 371 :

أخرجه أحمد ( 1 / 401 ) : حدثنا عبد الملك بن عمرو و مؤمل قالا : حدثنا سفيان
عن سماك عن عبد الرحمن عن # عبد الله # قال : " انتهيت إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و هو في قبة حمراء - قال عبد الملك : من أدم - في نحو من أربعين رجلا فقال
... " فذكره . و كذلك أخرجه أبو داود في " سننه " ( 2 / 624 - 625 طبعة الحلبي
) حدثنا ابن بشار حدثنا أبو عامر حدثنا سفيان به , إلى قوله " من أدم " . و قال
عقبة : " فذكره نحوه " . يعني نحو لفظ حديث زهير حدثنا سماك بن حرب بلفظ : " من
نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردي فهو ينزع بذنبه " , فلم يسق الحديث
بتمامه و أبو عامر هو عبد الملك بن عمرو العقدي , شيخ أحمد المتقدم . و تابعه
شعبة عن سماك بن حرب به , دون قوله " و مثل الذي ... " . أخرجه أحمد ( 1 / 436
) و الترمذي ( رقم 2258 ) و قال : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و هو كما قال , فإن إسناده صحيح , رجاله ثقات , و من اقتصر على تحسينه
فهو تقصير ! و تابعه المسعودي عن سماك به . أخرجه أحمد ( 1 / 389 و 436 ) .
و تابعه شريك عن سماك به مقتصرا على قوله : " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده
من النار " . أخرجه ابن ماجه ( رقم 30 ) .
1384 " أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا و أكيسهم أكثرهم للموت ذكرا و أحسنهم له استعدادا
أولئك الأكياس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 372 :

رواه البيهقي في " الزهد الكبير " ( 52 / 2 ) عن عبيد الله بن سعيد بن كثير
ابن عفير حدثني أبي حدثني مالك بن أنس عن سهيل بن مالك عن عطاء بن أبي رباح عن
# عبد الله بن عمر # . أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين
أفضل ? قال : " أحسنهم خلقا " , قال : " فأي المؤمنين أكيس ? . قال : " أكثرهم
... " . فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير عبيد الله بن سعيد هذا , قال ابن حبان
: يروي عن الثقات المقلوبات , لا يجوز الاحتجاج به , و قال : لا يشبه حديثه
حديث الثقات . و من طريقه أخرجه ابن عدي و الدارقطني في " الغرائب " و قالا :
" تفرد به عبيد الله بن سعيد عن أبيه عن مالك " . كما في " اللسان " . ثم وجدت
للحديث بعض الشواهد , فأخرجه ابن ماجه ( 2 / 565 ) عن نافع بن عبد الله عن فروة
ابن قيس عن عطاء بن أبي رباح به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة فروة بن قيس و كذا الراوي عنه , و خبره باطل كما
قال الذهبي في " طبقات التهذيب " , و نقله البوصيري عنه في " الزوائد " ( 287 /
2 ) و أقره , فقول المنذري في " الترغيب " ( 4 / 129 ) : " بإسناد جيد " غير
جيد . ثم ذكر هو و البوصيري و الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 309 ) أنه رواه
الطبراني في " الصغير " بإسناد حسن .
قلت : و فيه عنده ( 209 ) معلى الكندي عن مجاهد عن ابن عمر به مع اختصار الجملة
الأولى منه , و زاد في آخره : " ذهبوا بشرف الدنيا و كرامة الآخرة " . و رجاله
ثقات غير المعلى هذا , و قد أورده البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 394
) و ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 330 ) من رواية الأعمش عنه , و لم يذكرا فيه جرحا
و لا تعديلا , و قد روى عنه مالك بن مغول أيضا هذا الحديث , و ذكره ابن حبان في
" الثقات " . فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن , و أما الجملة الأولى فهي صحيحة .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:39 AM
1385 " إذا قسمت الأرض و حدت , فلا شفعة فيها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 373 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 256 - الحلبي ) و البيهقي ( 6 / 104 ) عن ابن جريج عن ابن
شهاب الزهري عن أبي سلمة أو عن سعيد بن المسيب أو عنهما جميعا عن # أبي هريرة #
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين , فهو صحيح لولا عنعنة ابن جريج
فإنه مدلس , و لا يضره التردد في تعيين تابعيه , فإنهم ثقات جميعا , و قد تابعه
مالك و لم يتردد في روايته عنه , فقال : عن الزهري عن سعيد و أبي سلمة عن أبي
هريرة به , و لفظه : " الشفعة فيما لم يقسم , فإذا وقعت الحدود , و صرفت الطرق
فلا شفعة " . أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 265 - 266 ) و ابن حبان (
1152 ) و البيهقي من طرق عن مالك به . و هذا إسناد صحيح , لكن أعله الطحاوي بأن
الأثبات من أصحاب مالك إنما رووه مرسلا لم يذكروا فيه أبا هريرة . ثم ساقه من
طريق ابن وهب و غيره عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب و أبي سلمة مثله .
و كذلك رواه يحيى عن مالك في " الموطأ " ( 2 / 192 ) . فالظاهر - و الله أعلم -
أن هذا الاختلاف إنما هو من الزهري نفسه , فكان تارة يرسله و تارة يوصله و ليس
ذلك مما يضر في صحة الحديث شيئا لأن الراوي ثقة , فقد ينشط أحيانا فيوصله
و يفتر أحيانا فيرسله و الوصل زيادة فيجب قبولها . لاسيما و الحديث في
" الصحيحين " و غيرهما من حديث معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله
مرفوعا نحوه .
1386 " إذا صلى أحدكم إلى سترة , فليدن منها , لا يمر الشيطان بينه و بينها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 374 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 79 / 2 ) من طريق سليمان بن أيوب
الصريفيني أخبرنا بشر بن السري عن داود بن قيس الفراء عن # نافع بن جبير بن
مطعم عن أبيه # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير سليمان بن أيوب هذا , فقد أغفلوه و لم
يترجموه , اللهم إلا السمعاني في " الأنساب " , فإنه أورده في هذه النسبة
( الصريفيني ) و قال : : يروي عن سفيان بن عيينة و مرحوم العطار و غيرهما " .
و ذكر أنه أخو شعيب بن أيوب الصريفيني المضعف , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
و قد خولف في إسناده , فأخرجه البيهقي ( 2 / 272 ) من طريق بحر ابن نصر قال :
قرىء على ابن وهب : أخبرك داود بن قيس المدني أن نافع بن جبير بن مطعم حدثه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره هكذا مرسلا , و رجاله ثقات , و قال
البيهقي : " قد أقام إسناده سفيان بن عيينة , و هو حافظ حجة " .
قلت : يشير إلى ما أخرجه قبل من طريق أبي داود عن جمع قالوا : حدثنا سفيان عن
صفوان بن سليم عن نافع بن جبير عن سهل بن أبي حثمة يبلغ به النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : فذكره إلا أنه قال : " لا يقطع الشيطان عليه صلاته " . و من هذا
الوجه أخرجه النسائي و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 251 ) و الحاكم , و صححه
ابن حبان ( 409 ) و أحمد , و صححه جمع آخرون كما حققته في " صحيح أبي داود "
( 692 ) . و خالفه عيسى بن موسى بن إياس عن صفوان فقال : عن نافع بن جبير عن
سهل بن سعد مرفوعا . أخرجه الطحاوي - و وقع سقط في إسناده - و أبو نعيم في
" الحلية " ( 3 / 165 ) من طريق إسماعيل بن جعفر عن عيسى به . و قال أبو نعيم :
" كذا قال إسماعيل : " سهل بن سعد " , و تابعه عليه عبيد الله بن أبي جعفر ,
و اختلف على صفوان فيه , فرواه ابن عيينة عن صفوان عن نافع عن سهل , و رواه
يزيد بن هارون عن شعبة عن واقد بن محمد عن صفوان عن محمد بن سهل بن حنيف عن
أبيه نحوه " . و جملة القول : أن أصح الأسانيد رواية ابن عيينة عن سهل بن أبي
حثمة , فالحديث من مسنده لا من مسند جبير بن مطعم أو غيره .
1387 " ثلاث أحلف عليهن : لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له , و سهام
الإسلام ثلاثة : الصوم و الصلاة و الصدقة , لا يتولى الله عبدا فيوليه غيره يوم
القيامة , و لا يحب رجل قوما إلا جاء معهم يوم القيامة , و الرابعة لو حلفت
عليها لم أخف أن آثم : لا يستر الله على عبده في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 376 :

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 216 / 2 ) : حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن شيبة الخضري أنه شهد عروة يحدث عمر بن عبد
العزيز عن # عائشة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , فقال عمر بن
عبد العزيز : إذا سمعتم مثل هذا من مثل عروة , فاحفظوه . قال إسحاق : و حدثني
عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله .
قلت : إسناده إلى عائشة ضعيف من أجل شيبة الخضري فإن فيه جهالة كما قال الذهبي
: و أما إسناده إلى ابن مسعود فصحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين . و هذه
فائدة عزيزة بهذا الإسناد عن ابن مسعود , فقد أخرجه أحمد ( 6 / 145 ) و الطحاوي
في " المشكل " ( 2 / 50 ) و الحاكم ( 1 / 19 و 4 / 384 ) من الطريق الأولى فقط
عن عائشة . و قد عرفت ضعفها بالجهالة , فقول الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 1
/ 143 ) . " رواه أحمد بإسناد جيد " ! فهو غير جيد , و نحوه قول الهيثمي في
" المجمع " ( 1 / 143 ) : " رواه أحمد , و رجاله ثقات " ! و يبدو أن له طريقا
أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه , فقد قال الهيثمي عقب ما تقدم : " و رواه أبو
يعلى أيضا عن ابن مسعود بمثله " .
قلت : عزاه المنذري للطبراني في " الكبير " و قد رأيته فيه ( 3 / 13 / 2 ) من
طريقين عنه موقوفا عليه و كلاهما منقطع . و وجدت له طريق أخرى عن عائشة أيضا ,
أخرجه أبو نعيم في "‎أخبار أصبهان " ( 1 / 268 ) عن الحسن بن محمد بن الحسين
الأصبهاني حدثنا أبو مسعود أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن
عائشة مرفوعا به نحوه . أورده في ترجمة الحسن هذا , و يعرف بـ ( ابن بوبة )
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و بقية رجاله ثقات : و للحديث شاهد من حديث
أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " ثلاث لو حلفت عليهن لبررت , و الرابعة لو حلفت عليها
لرجوت أن لا آثم : لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له , و لا
يتولى الله عبدا فيوليه غيره في الآخرة , و لا يحب عبد قوما إلا بعثه الله فيهم
أو معهم , و الرابعة : لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر عليه عند المقام
" . رواه أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " ( 1 / 106 / 2 ) و أبو عبد الله
الصاعدي في " السداسيات " ( 4 / 2 ) عن طالوت بن عباد حدثنا فضال بن جبير حدثنا
أبو أمامة مرفوعا . و فضال بن جبير ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:40 AM
1388 " ركعتان خفيفتان مما تحقرون و تنفلون يزيدهما هذا - يشير إلى قبر - في عمله
أحب إليه من بقية دنياكم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 377 :

رواه ابن صاعد في زوائد " الزهد " ( 159 / 1 ) من ( الكواكب 575 و رقم 31 -
هندية ) : حدثنا محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي حدثنا حفص بن غياث عن أبي مالك
- و هو سعد بن طارق الأشجعي عن أبي حازم عن # أبي هريرة # قال : مر النبي صلى
الله عليه وسلم على قبر دفن حديثا فقال : فذكره . و قال ابن صاعد : " هو حديث
غريب حسن " .
قلت : و رجاله ثقات كلهم رجال مسلم إلا أن الرفاعي هذا قد تكلم فيه بعضهم , قال
الحافظ : " ليس بالقوي .... قال البخاري : رأيتهم مجمعين على ضعفه " .
قلت : و لكنه لم يتفرد به , فقد أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 225
) و كذا الطبراني في " الأوسط " ( رقم 907 ) من طريقين آخرين عن حفص بن غياث
به .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , فصح الحديث من هذه الطريق و الحمد لله .
و قد قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 146 ) : "‎رواه الطبراني بإسناد حسن " .
و قال الهيثمي ( 2 / 249 ) : " و رجاله ثقات " .
1389 " إذا قال الرجل للمنافق يا سيد فقد أغضب ربه تبارك و تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 378 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 311 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 198 ) و الخطيب
( 5 / 454 ) عن عقبة بن عبد الله الأصم حدثنا # عبد الله بن بريدة عن أبيه #
مرفوعا به , و قال الحاكم . " صحيح الإسناد " و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت :
عقبة ضعيف " . و كذا قال في الميزان . و عزاه في " الجامع " للحاكم و البيهقي
في " الشعب " , ثم رمز لضعفه .
قلت : لكن الأصم هذا قد تابعه عليه قتادة بلفظ : " لا تقولوا للمنافق سيدنا
و تقدم .. برقم ( 370 ) , فهو به حسن .
1390 " إذا قال العبد : لا إله إلا الله و الله أكبر قال الله عز وجل : صدق عبدي لا
إله إلا أنا و أنا أكبر , و إذا قال العبد : لا إله إلا الله وحده , قال : صدق
عبدي لا إله إلا أنا وحدي , و إذا قال : لا إله إلا الله لا شريك له , قال :
صدق عبدي لا إله إلا أنا و لا شريك لي , و إذا قال : لا إله إلا الله له الملك
و له الحمد : قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا لي الملك و لي الحمد , و إذا قال :
لا إله إلا الله و لا حول و لا قوة إلا بالله , قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا
و لا حول و لا قوة إلا بي , من رزقهن عند موته لم تمسه النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 379 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 253 ) و ابن ماجه ( 3794 ) و ابن حبان ( 2325 ) و أبو يعلى
في " مسنده " ( 344 - 345 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 104 / 1
- ظاهرية ) من طرق أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم أنه شهد على # أبي هريرة و أبي
سعيد # أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و السياق لابن
ماجه و زاد قال أبو إسحاق : ثم قال الأغر شيئا لم أفهمه , قال : فقلت لأبي جعفر
: ما قال ? فقال : من رزقهن عند موته لم تمسه النار " و قال الترمذي : " حديث
حسن غريب , و قد رواه شعبة عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة و أبي
سعيد بنحو هذا الحديث بمعناه لم يرفعه شعبة , حدثنا بذلك بندار حدثنا محمد بن
جعفر عن شعبة بهذا " .
قلت : و إسناده صحيح , فإن شعبة ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه و كونه
موقوفا لا يضر لأنه لا يقال بمجرد الرأي كما هو ظاهر . و يؤيد أن أبا إسحاق قد
توبع على رفعه , فقال عبد بن حميد : حدثنا مصعب بن مقدام حدثنا إسرائيل عن أبي
جعفر الفراء عن الأغر مثل حديث أبي إسحاق إلا أنه زاد فيه : " قال : و من قال
في مرضه ثم مات لم يدخل النار " . و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير
أبي جعفر الفراء , و هو ثقة كما في " التقريب " .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:40 AM
1391 " إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان , يقال لأحدهما :
المنكر و الآخر : النكير , فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ? فيقول : ما
كان يقول هو : عبد الله و رسوله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده
و رسوله , فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا , ثم يفسح له في قبره سبعون
ذراعا في سبعين , ثم ينور له فيه , ثم يقال له نم , فيقول : أرجع إلى أهلي
فأخبرهم ? فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه , حتى
يبعثه الله من مضجعه ذلك . و إن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون , فقلت :
مثله , لا أدري , فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك , فيقال للأرض التئمي
عليه , فتلتئم عليه , فتختلف أضلاعه , فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من
مضجعه ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 380 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 163 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 864 - بتحقيقي ) من
طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " حديث حسن غريب " .
قلت : و إسناده جيد , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , و في ابن إسحاق و هو العامري
القرشي مولاهم كلام لا يضر .

1392 " إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته , فإن الله جاعل
في بيته من صلاته خيرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 380 :

أخرجه مسلم ( 2 / 187 - 188 ) و ابن ماجه ( 1 / 415 ) و أحمد ( 3 / 59 و 316 )
و الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 311 ) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن
# جابر # -‎زاد بعضهم : حدثنا أبو سعيد - عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال :
فذكره . و تابعه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن أبا سعيد قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه أحمد ( 3 / 15 و 59 ) و أبو الشيخ في
" طبقات الأصبهانيين " ( 96 / 2 ) . و هذا يشهد أن الحديث حديث أبي سعيد لا
جابر , و ابن لهيعة و أبو الزبير و إن كان فيهما ضعف فلا بأس بهما في الشواهد .
1393 " إذا قمتم إلى الصلاة فلا تسبقوا قارئكم بالركوع و السجود و لكن هو يسبقكم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 381 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( 56 ) عن يوسف بن خالد حدثني جعفر ابن سعد بن سمرة
حدثني حبيب بن سليمان عن أبيه سليمان عن # سمرة بن جندب # أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة
مرفوعا بلفظ : " لا تسبقوا إمامكم بالركوع , فإنكم تدركونه بما سبقكم " .
و قال الهيثمي في " زوائده " : " و في الإسنادين ضعف بين " .
قلت : و ذلك لأن في الأول يوسف بن خالد و هو السمتي قال الحافظ : " تركوه ,
و كذبه ابن معين " . و فوقه من يجهل . و في الآخر إسماعيل بن مسلم و هو المكي
ضعيف . و الحسن و هو البصري مدلس و قد عنعنه . لكن الحديث معناه صحيح , ورد في
مجموعة من الأحاديث عن معاوية و غيره فراجع " صحيح أبي داود " ( رقم 630 ) .
1394 " إذا سمع أحدكم النداء و الإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه " .‎

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 381 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 549 - حلبي ) و ابن جرير الطبري في " التفسير " ( 3 / 526
/ 3015 ) و أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 2 ) و الحاكم ( 1 /
426 ) و البيهقي ( 4 / 218 ) و أحمد ( 2 / 423 و 510 ) من طرق عن حماد بن سلمة
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ,
و فيه نظر فإن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم مقرونا بغيره , فهو حسن . نعم لم
يتفرد به ابن عمرو , فقد قال حماد بن سلمة أيضا : عن عمار بن أبي عمار عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله , و زاد فيه : " و كان المؤذن يؤذن إذا
بزغ الفجر " . أخرجه أحمد ( 2 / 510 ) و ابن جرير و البيهقي .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و له شواهد كثيرة :
1 - شاهد قوي مرسل يرويه حماد أيضا عن يونس عن الحسن عن النبي صلى الله عليه
وسلم فذكره . أخرجه أحمد ( 2 / 423 ) مقرونا مع روايته الأولى .
2 - و شاهد آخر موصول يرويه الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة قال :
" أقيمت الصلاة و الإناء في يد عمر , قال : أشربها يا رسول الله ? قال : نعم ,
فشربها " . أخرجه ابن جرير ( 3 / 527 / 3017 ) بإسنادين عنه و هذا إسناد حسن .
3 - و روى ابن لهيعة عن أبي الزبير قال : " سألت جابر عن الرجل يريد الصيام
و الإناء على يده ليشرب منه , فيسمع النداء ? قال جابر : كنا نتحدث أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : ليشرب " . أخرجه أحمد ( 3 / 348 ) : حدثنا موسى حدثنا
ابن لهيعة .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد . و تابعه الوليد بن مسلم أخبرنا ابن
لهيعة به . أخرجه أبو الحسين الكلابي في " نسخة أبي العباس طاهر بن محمد " .
و رجاله ثقات رجال مسلم , غير ابن لهيعة فإنه سيء الحفظ , و أما الهيثمي فقال
في " المجمع " ( 3 / 153 ) : " رواه أحمد , و إسناده حسن " !
4 - و روى إسحاق عن عبد الله بن معقل عن بلال قال : " أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم أوذنه لصلاة الفجر , و هو يريد الصيام , فدعا بإناء فشرب , ثم ناولني
فشربت , ثم خرجنا إلى الصلاة " . أخرجه ابن جرير ( 3018 و 3019 ) و أحمد ( 6 /
12 ) و رجاله ثقات رجال الشيخين , فهو إسناد صحيح لولا أن أبا إسحاق و هو
السبيعي - كان اختلط , مع تدليسه . لكنه يتقوى برواية جعفر بن برقان عن شداد
مولى عياض ابن عامر عن بلال نحوه . أخرجه أحمد ( 6 / 13 ) .
5 - و روى مطيع بن راشد : حدثني توبة العنبري أنه سمع أنس بن مالك قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنظر من في المسجد فادعه , فدخلت - يعني -
المسجد , فإذا أبو بكر و عمر فدعوتهما , فأتيته بشيء , فوضعته بين يديه , فأكل
و أكلوا , ثم خرجوا , فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة " .
أخرجه البزار ( رقم 993 ) كشف الأستار و قال : " لا نعلم أسند توبة عن أنس إلا
هذا و آخر , و لا رواهما عنه إلا مطيع " . " قال الحافظ بن حجر في " زوائده " (
ص / 106 ) : إسناده حسن " .
قلت : و كذلك قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 152 ) .
6 - و روى قيس بن الربيع عن زهير بن أبي ثابت الأعمى عن تميم بن عياض عن ابن
عمر قال : " كان علقمة بن علاثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجاء بلال
يؤذنه بالصلاة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رويدا يا بلال ! يتسحر
علقمة , و هو يتسحر برأس " . أخرجه الطيالسي ( رقم 885 - ترتيبه ) و الطبراني
في " الكبير " كما في " المجمع " ( 3 / 153 ) و قال : " و قيس بن الربيع وثقه
شعبة و سفيان الثوري , و فيه كلام " .
قلت : و هو حسن الحديث في الشواهد لأنه في نفسه صدوق , و إنما يخشى من سوء حفظه
, فإذا روى ما وافق الثقات اعتبر بحديثه . و من الآثار في ذلك ما روى شبيب من
غرقدة البارقي عن حبان بن الحارث قال : " تسحرنا مع علي بن أبي طالب رضي الله
عنه , فلما فرغنا من السحور أمر المؤذن فأقام الصلاة " . أخرجه الطحاوي في
" شرح المعاني " ( 1 / 106 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8 / 11 / 1 )
. و رجاله ثقات غير حبان هذا , أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 269 ) بهذه
الرواية و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و أما ابن حبان فأورده في " الثقات "
( 1 / 27 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:41 AM
1395 " إذا تناجى اثنان فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 684 :

أخرجه أحمد ( 2 / 114 ) حدثنا سريج حدثنا عبد الله عن سعيد المقبري قال :
" جلست إلى # ابن عمر # و معه رجل يحدثه , فدخلت معهما : فضرب بيده صدري و قال
: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فذكره .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات و الشواهد رجاله ثقات رجال مسلم غير
أن عبد الله و هو ابن عمر العمري المكبر قال الذهبي : " صدوق في حفظه شيء " .
و قال الحافظ : " ضعيف عابد " .
قلت : و كون عبد الله هذا هو العمري ,‎هو الذي يترجح عندي خلافا لقول الهيثمي
في " المجمع " ( 8 / 63 ) : " رواه أحمد , و فيه عبد الله بن سعيد المقبري و هو
متروك " .
قلت : و الذي حمله على الجزم بأنه عبد الله المقبري كونه مشهورا بالرواية عن
أبيه سعيد المقبري . فذهب وهله إلى ذلك , لكن العمري هو أيضا ممن يروي عن سعيد
المقبري , فكان لابد من دليل آخر يرجح كونه هذا أو ذاك , و دليلي على مارجحته ,
هو أن الإمام أحمد رحمه الله ساق هذا الحديث بين أحاديث أخرى لسريج حدثنا عبد
الله عن نافع عن ابن عمر , و عبد الله فيها هو العمري قطعا , لكثرة روايته أولا
نافع و لأن عبد الله المقبري لم يذكروا له رواية عن نافع ثانيا , و الله أعلم .
و ظني أن الحافظ بن حجر يذهب إلى هذا الذي رجحته , فإنه ذكر الحديث في " الفتح
" ( 11 / 70 ) من رواية أحمد هذه , و سكت عنه , و معلوم عند أهل المعرفة بهذا
الشأن أن سكوت الحافظ هذا يعني أنه حسن , فلو كان يرى أنه المقبري لم يسكت عليه
إن شاء الله تعالى بل و لبين حاله , فإنه متروك متهم بالكذب . و الله تعالى
أعلم . و قد تابعه داود بن قيس قال : سمعت سعيد المقبري يقول : فذكره بنحوه إلا
أنه لم يرفع الحديث و زاد : " فقلت : أصلحك الله يا أبا عبد الرحمن ! إنما رجوت
أن أسمع منكما خيرا . و داود بن قيس هذا هو الفراء ثقة من رجال مسلم , فروايته
أصح , لكني وجدت للمرفوع طريقا أخرى يتقوى بها , أخرجه أبو نعيم في " الحلية "
( 8 / 198 ) من طريق إبراهيم بن يوسف الحضرمي ( الأصل : المصري و هو تصحيف )
حدثنا عمران بن عيينة عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجلس الرجل إلى الرجلين إلا على إذن منهما
إذا كانا يتناجيان " . و قال : " غريب من حديث عبد العزيز , و عمران أخي سفيان
تفرد به إبراهيم ابن يوسف فيما ذكره أبو الحسن الحافظ الدارقطني " .
قلت : و هو حسن الحديث , قال النسائي : ليس بالقوي . و قال موسى ابن إسحاق :
ثقة . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و لم يحك ابن أبي حاتم في كتابه ( 1 / 1
/ 148 ) سوى توثيق موسى إياه . و قال الحافظ : " صدوق فيه لين " . و الحديث
أورده السيوطي من حديث ابن عمر بلفظ : " إذا كان إثنان يتناجيان فلا تدخل
بينهما " . و قال : " رواه ابن عساكر " . و لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء
إلا أنه أشار إلى تقويته بقوله : " و له شواهد " .
1396 " خير مساجد النساء بيوتهن " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 386 :

رواه أحمد ( 6 / 301 ) و عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 1 / 221 /
2 ) و ابن خزيمة رقم ( 1684 ) و الحاكم ( 1 / 209 ) و القضاعي ( 102 / 1 ) من
طريق عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي السائب مولى بني زهرة عن # أم
سلمة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , من أجل دراج أبي السمح , فإنه ضعيف لكثرة مناكيره .
و أبو السائب مولى بني زهرة , يقال : اسمه عبد الله بن السائب ثقة من رجال مسلم
. و الحديث يشهد له حديث ابن عمر الآتي .
( تنبيه ) : ذكر المنذري في " الترغيب " ( 1 / 125 ) أن الحاكم قال في هذا
الحديث : " صحيح الإسناد " . و لم أرى ذلك في نسختي المطبوعة من " المستدرك "
بل صرح أنه ذكره شاهدا لحديث ابن عمر بلفظ : " لا تمنعوا نساءكم المساجد ,
و بيوتهن خير لهن " . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 576 ) .
1397 " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه و مدمن الخمر و المنان
عطاءه , و ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه و الديوث و الرجلة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 387 :

أخرجه البزار في " مسنده " ( 1875 ) قال : حدثنا الحسن بن يحيى الأرزي حدثنا
محمد بن بلال حدثنا عمران القطان عن محمد بن عمرو عن # سالم عن أبيه # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات من رجال " التهذيب " , و في بعضهم كلام لا
يضر . و تابعه عبد الله بن يسار مولى ابن عمر عن سالم به . أخرجه البزار ( 1876
) و غيره , و صححه الحاكم و الذهبي و هو مخرج " حجاب المرأة " ( ص 67 ) .
1398 " إن العبد إذا قام للصلاة أتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه , فكلما ركع أو
سجد تساقطت عنه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 387 :

أخرجه محمد بن نصر في " الصلاة " ( 64 / 2 ) و في " قيام الليل " ( ص 52 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 99 - 100 ) من طريق ثور بن يزيد عن أبي المنيب
قال : " رأى # ابن عمر # فتى قد أطال الصلاة و أطنب , فقال : أيكم يعرف هذا
فقال رجل أنا أعرفه , فقال : أما أني لو عرفته لأمرته بكثرة الركوع و السجود ,
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات . و أبو المنيب هو الجرشي الدمشقي و هو
غير أبي المنيب البصري الأحدب . و تابعه جبير بن نفير أن عبد الله بن عمر رأى
فتى ... الحديث . أخرجه ابن نصر ( 65 / 1 ) من طريق أبي صالح حدثنا معاوية بن
صالح عن العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطاة عنه . و رجاله ثقات غير أبي صالح
و اسمه عبد الله بن صالح , و فيه ضعف . لكن تابعه ابن وهب حدثني معاوية بن صالح
به . فهو سند جيد لولا أن العلاء كان اختلط . أخرجه البيهقي في " السنن " ( 3 /
10 ) . و تابعه أيضا آدم بن علي البكري قال : " كنت قاعدا مع ابن عمر , و شاب
قائم يصلي فجعل يطيل القيام , فقال : يا آدم أتعرف هذا ? ... " الحديث . أخرجه
ابن بشران في " الكراس الأخير من الجزء الثلاثين من الأمالي " ( 7 / 1 ) عن
عبيد بن إسحاق العطار حدثنا عبد الله بن اليمامي : حدثني آدم بن علي البكري .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة اليمامي هذا , و ضعف عبيد العطار , و فيما تقدم
غنية عنه .
1399 " إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليجلسه معه , فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو
أكلتين , فإنه ولي علاجه و حره " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 388 :

صحيح من حديث # أبي هريرة # و له عنه طرق :
الأولى : عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فذكره . أخرجه البخاري ( 3 / 131 و 7 / 71 - النهضة ) و أحمد ( 2 / 283 و 409 و
430 ) و الدارمي ( 2 / 107 ) .
الثانية : عن موسى بن يسار عنه مرفوعا به نحوه و فيه : " فإن كان الطعام مشفوها
قليلا فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين " . أخرجه مسلم ( 5 / 94 ) و أحمد ( 2 /
277 ) و أبو داود ( 2 / 328 - 329 - الحلبي ) .
الثالثة : عن عمار بن أبي عمار قال : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره نحو الطريق
الأولى . أخرجه أحمد ( 2 / 406 ) بسند صحيح على شرط مسلم .
الرابعة : عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا نحوه إلا أنه قال : " فإن أبى
فليناوله أكله في يده " . أخرجه أحمد ( 2 / 259 و 283 ) بسند صحيح على شرط
الشيخين .
الخامسة : عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه عنه مرفوعا مختصرا بلفظ : " إذا جاء
خادم أحدكم بالطعام فليجلسه , فإن أبي فليناوله " . أخرجه الدارمي ( 2 / 107 )
و البخاري في " الأدب المفرد " ( 200 ) و إسناده حسن في المتابعات , رجاله ثقات
رجال الشيخين غير أبي خالد والد إسماعيل , لم يرو عنه غير ابنه , و لم يوثقه
غير ابن حبان . و له شاهد يرويه أبو الزبير أنه سأل جابرا عن خادم الرجل إذا
كفاه المشقة و الحر ? فقال : " أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعوه , فإن
كره أحدكم أن يطعم معه فليطعمه أكلة في يده " . أخرجه أحمد ( 3 / 346 ) من طريق
ابن لهيعة و الطبراني في " الأوسط " ( رقم 37 ) عن الأوزاعي كلاهما عنه .
و تابعه ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير به . أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " ( 198 ) . و إسناده صحيح على شرط مسلم .
( تنبيه ) : حديث جابر هذا عزاه صاحب " الفتح الكبير " ( 1 / 147 ) لـ ( طص )
-‎يعني " المعجم الصغير " للطبراني تبعا لأصله " الزيادة " ( ق 20 / 2 )
و "‎الجامع الكبير " ( 1 / 41 / 1 مصور دار الكتب ) خلافا لنسخة الظاهرية منه
( 1 / 77 / 1 ) ففيها ( طس ) و لعله الأقرب إلى الصواب , و إن كان مخالفا لـ "
المجمع " أيضا كما يأتي , فإني كنت رتبت " المعجم الصغير " قديما على مسانيد
الصحابة , فلم أجد الحديث عندي في " مسند جابر " . و الله أعلم . قال الهيثمي
في " المجمع " ( 4 / 238 ) : " رواه أحمد و الطبراني في الصغير ( ! ) بنحوه ,
و إسناده حسن " . ثم ذكر له شاهدا عن عبادة بن الصامت مرفوعا نحوه و قال :
" رواه الطبراني و إسناده منقطع " .
1400 " ما أصاب الحجام فأعلفه الناضح " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 390 :

أخرجه أحمد ( 4 / 141 ) عن يحيى بن أبي سليم قال : سمعت عباية بن رفاعة بن رافع
ابن خديج يحدث : " أن جده حين مات ترك جارية و ناضحا و غلاما و حجاما و أرضا ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجارية , فنهى عن كسبها : قال شعبة :
مخافة أن تبغي , و قال : و ما أصاب الحجام فأعلفه الناضح , و قال في الأرض :
ازرعها , أو ذرها " .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات , و يحيى بن أبي سليم هو أبو بلج الفزاري ,
و هو بكنيته أشهر . و للحديث شواهد تقوية , منها عن جابر : " أن النبي صلى الله
عليه وسلم سئل عن كسب الحجام ? فقال : أعلفه ناضحك " . أخرجه أحمد ( 3 / 307 و
381 ) : حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر , و في الموضع الثاني :
سمع جابرا ) .
قلت : و هذا إسناد متصل صحيح على شرط مسلم . و منها عن حرام بن محيصة عن أبيه :
" أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام ? فنهاه عنه , فذكر له
الحاجة , فقال : أعلفه نواضحك " . أخرجه مالك ( 2 / 974 / 28 ) و عنه الترمذي (
1 / 241 ) و كذا أحمد ( 5 / 435 ) عن ابن شهاب عن ابن محيصة - أخي بني حارثة -
عن أبيه . و أخرجه ابن ماجه ( 2166 ) و أحمد أيضا من طرق أخرى عنه سماه في
بعضها حرام بن محصية به , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:42 AM
1401 " أيكم كانت له أرض أو نخل فلا يبعها حتى يعرضها على شريكه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 391 :

أخرجه النسائي ( 2 / 234 ) و ابن الجارود في " المنتقى " ( 299 ) و أحمد ( 3 /
307 ) من طريق سفيان عن أبي الزبير عن # جابر # أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم لولا أن ابن الزبير مدلس و قد عنعنه . لكن
قد أخرجه مسلم و غيره من طريق ابن جريج أن أبا الزبير أخبره أنه سمع جابر بن
عبد الله يقول : فذكره نحوه أتم منه . و هو مخرج في " الإرواء " ( 1532 ) .
1402 " إذا كان ثلاثة جميعا فلا يتناج اثنان دون الثالث " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 391 :

أخرجه بهذا اللفظ أحمد ( 2 / 351 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا أبو يونس عن # أبي
هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات إلا أن ابن لهيعة سيء
الحفظ , فإذا روى ما وافق الثقات دل ذلك على أنه قد حفظ , و قد جاء هذا الحديث
من طرق عن جمع آخر من الصحابة منهم عبد الله بن عمر , و عبد الله بن مسعود .
1 - أما حديث ابن عمر , فله عنه طرق :
الأولى : عن نافع عنه به نحوه . أخرجه مالك ( 3 / 151 - 152 ) و عنه البخاري (
11 / 68 ) و كذا في " الأدب المفرد " ( 1168 ) و مسلم ( 7 / 12 ) و أحمد ( 2 /
17 و 32 و 121 و 123 و 126 و 141 و 146 ) من طرق عنه , و زاد أحمد في رواية
أيوب عنه : " إلا بإذنه , فإن ذلك يحزنه " .
الثانية : عن عبد الله بن دينار عنه مرفوعا بلفظ : " لا يتناجى اثنان دون واحد
" . أخرجه مالك ( 3 / 151 ) و اللفظ له و ابن ماجه ( 2 / 415 ) و أحمد ( 2 / 9
و 60 و 62 و 73 و 79 ) من طرق عنه .
الثالثة : عن أبي صالح - ذكوان - عنه مثله . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد "
( 1170 ) و أبو داود ( 2 / 562 ) أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1351 ) و أحمد (
2 / 18 و 42 و 141 ) و زاد : " قال : فقلت لابن عمر : فإذا كانوا أربعة ? قال :
فلا بأس به " . و إسناده صحيح على شرط الشيخين .
الرابعة : عن يحيى بن حبان عنه . أخرجه أحمد ( 2 / 32 ) .
الخامسة : عن سعيد المقبري عنه مرفوعا بمعناه . أخرجه أحمد ( 2 / 114 و 138 ) .
2 - و أما حديث ابن مسعود فيرويه أبو وائل شقيق ابن سلمة عنه مرفوعا بلفظ :
" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث , فإنه يحزنه ذلك " .
أخرجه البخاري ( 11 / 68 ) و في " الأدب المفرد " ( 1169 ) و مسلم ( 7 / 13 )
و أبو داود و الترمذي ( 4 / 27 - تحفة ) و الدارمي ( 2 / 282 ) و ابن ماجه
و أحمد ( 1 / 375 , 425 و 430 و 431 و 438 و 440 و 460 و 464 و 465 ) من طرق
عنه . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و في رواية للشيخين بلفظ : " لا
يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس , من أجل أن ذلك يحزنه " .


1403 " إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 393 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 394 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 233 ) من
طريق خالد الحذاء عن # أبي تميمة الهجيمي عن رجل من قومه # قال : طلبت النبي
صلى الله عليه وسلم فلم أقدر عليه , فجلست , فإذا نفر هو فيهم , و لا أعرفه ,
و هو يصلح بينهم , فلما فرغ قام معه بعضهم , فقالوا : يا رسول الله ! فلما رأيت
ذلك قلت : عليك السلام يا رسول الله ! عليك السلام يا رسول الله ?! عليك السلام
يا رسول الله ! قال : " إن عليك السلام تحية الميت " .‎ثم أقبل علي فقال : (
فذكره ) ثم رد علي النبي صلى الله عليه وسلم قال : " و عليك و رحمة الله
و عليك و رحمة الله و عليك و رحمة الله " . و السياق للترمذي و قال : " حديث
حسن صحيح " . قلت : و إسناده صحيح على شرط البخاري , و لفظ ابن السني : " إن
عليك السلام تحية الموتى , إذا لقى أحدكم أخاه فليقل : السلام عليك و رحمة الله
" . و عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2 / 123 / 1 - مصور المكتب ) لابن
السني فقط , و هو قصور ظاهر . و الجملة الأولى منه أخرجه أبو داود ( 2 / 644 )
و أحمد ( 3 / 482 ) من طريق أخرى عن أبي تميمة الهجيمي مرفوعا به و لفظه : " لا
تقل عليك السلام , فإن عليك السلام تحية الموتى " .

ساجدة لله
2010-10-18, 07:43 AM
1404 " إذا طعم أحدكم فسقطت لقمته من يده فليمط ما رابه منها و ليطعمها , و لا يدعها
للشيطان و لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق يده , فإن الرجل لا يدري في أي طعامه
يبارك الله , فإن الشيطان يرصد الناس ـ أو الإنسان ـ على كل شيء حتى عند مطعمه
أو طعامه و لا يرفع الصحفة حتى يلعقها أو يلعقها , فإن في آخر الطعام البركة "
.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 394 :

أخرجه ابن حبان ( 1343 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 187 / 2 ) من
طريقين عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير عن جابر - و قال البيهقي : أنه سمع
# جابر بن عبد الله # يحدث - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و تابعه ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر به . أخرجه أحمد ( 3 / 394 ) .
و الحديث في " صحيح مسلم " ( 6 / 114 ) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزبير
عن جابر به دون قوله : " فإن الشيطان يرصد ... " و لهذا تعمدت إخراجه من طريق
ابن حبان و البيهقي و لما في رواية الثانية منهما من تصريح أبي الزبير بالتحديث
, فاتصل السند و زالت شبهة العنعنة الواردة في رواية " مسلم " . على أن هذا قد
شد من عضدها بأن ساق الحديث من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به نحوه .
( يرصد ) أي يرقب . جاء في " المصباح " : " الرصد : الطريق , و الجمع ( أرصاد )
مثل : سبب و أسباب . و رصدته رصدا , من باب القتل : قعدت له على الطريق ,
و الفاعل : راصد , و ربما جمع على ( رصد ) مثل خادم و خدم . و ( الرصيدي )
نسبته إلى الرصد , و هو الذي يقعد على الطريق ينتظر الناس ليأخذ شيئا من
أموالهم ظلما و عدوانا " .
قلت : و من المؤسف حقا أن ترى كثير من المسلمين اليوم و بخاصة أولئك الذين
تأثروا بالعادات الغربية و التقاليد الأوربية - قد تمكن الشيطان من سلبه قسما
من أموالهم ليس عدوانا بل بمحض اختيارهم , و ما ذاك إلا لجهلهم بالسنة , أو
إهمالا منهم إياها , ألست تراهم يتفرقون في طعامهم على موائدهم ,‎و كل واحد
منهم يأكل لوحده - دون ضرورة - في صحن خاص , لا يشاركه فيه على الأقل جاره
بالجنب , خلافا للحديث السابق ( 664 ) . و كذلك إذا سقطت اللقمة من أحدهم ,
فإنه يترفع عن أن يتناولها و يميط الأذى عنها و يأكلها , و قد يوجد فيهم من
المتعالمين و المتفلسفين من لا يجيز ذلك بزعم أنها تلوثت بالجراثيم و
الميكروبات ! ضربا منه في صدر الحديث إذ يقول صلى الله عليه وسلم : " فليمط ما
رابه منها و ليطعمها و لا يدعها للشيطان " . ثم أنهم لا يلعقون أصابعهم بل إن
الكثيرين منهم يعتبرون ذلك قلة ذوق و إخلال بآداب الطعام , و لذلك اتخذوا في
موائدهم مناديل من الورق الخفيف النشاف المعروف بـ ( كلينكس ) , فلا يكاد أحدهم
يجد شيئا من الزهومة في أصابعه , بل و على شفتيه إلا بادر إلى مسح ذلك بالمنديل
, خلافا لنص الحديث . و أما لعق الصحفة , أي لعق ما عليها من الطعام بالأصابع ,
فإنهم يستهجنونه غاية الاستهجان , و ينسبون فاعله إلى البخل أو الشراهة في
الطعام , و لا عجب في ذلك من الذين لم يسمعوا بهذا الحديث فهم به جاهلون , و
إنما العجب من الذين يسايرونهم و يداهنونهم , و هم به عالمون .
ثم تجدهم جميعا قد أجمعوا على الشكوى من ارتفاع البركة من رواتبهم و أرزاقهم ,
مهما كان موسعا فيها عليهم , و لا يدرون أن السبب في ذلك إنما هو إعراضهم عن
اتباع سنة نبيهم , و تقليدهم لأعداء دينهم , في أساليب حياتهم و معاشهم .
فالسنة السنة أيها المسلمون ! *( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول
إذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه و أنه إليه
تحشرون )* .
1405 " رأيتني دخلت الجنة , فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة , و سمعت خشفا أمامي
, فقلت : من هذا يا جبريل ? قال : هذا بلال " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 395 :

أخرجه البخاري ( 2 / 425 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 1719 ) و أحمد ( 3 / 372
و 389 ) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن # جابر # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و زاد أحمد و البخاري . " قال :
و رأيت قصرا أبيض بفناءه جارية , قال : قلت لمن هذا القصر ? قال :‎لعمر بن
الخطاب , فأردت أن أدخل فأنظر إليه , قال : فذكرت غيرتك . فقال عمر : بأبي أنت
و أمي يا رسول الله ! أو عليك أغار ? " . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ,
و قد أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 7 / 145 ) من وجه آخر عن عبد العزيز به مختصرا
بلفظ : " رأيت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة , ثم سمعت خشخشة أمامي فإذا بلال " .
و الزيادة المذكورة هي عنده ( 7 / 114 ) و كذا البخاري ( 3 / 452 و 4 / 358 )
من طرق أخرى عن ابن المنكدر به . و للشطر الأول منه شاهد من حديث أنس ابن مالك
مرفوعا به نحوه بلفظ : " دخلت الجنة , فسمعت خشفة , فقلت : من هذا ? قالوا :
هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك " . أخرجه مسلم و أحمد ( 3 / 239 و 268
) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عنه . و أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 106 و
125 ) من طريق حميد عن أنس به . و للشطر الثاني منه شاهد من حديث أبي هريرة
مرفوعا نحوه أتم منه . أخرجه الشيخان و غيرهما .‎و له شاهد آخر من حديث قابوس
عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا نحوه . و هذا سند لا بأس به في الشواهد . أخرجه
أحمد ( 1 / 257 ) .‎
1406 " دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 396 :

رواه ابن عساكر ( 6 / 337 / 2 ) من طريق محمد بن محمد الباغندي أخبرنا عبد الله
ابن سعيد الكندي الأشج أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة #
مرفوعا .
قلت : و هذا سند حسن .
1407 " أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة و ليلة الجمعة , فمن صلى علي صلاة صلى الله
عليه عشرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 397 :

البيهقي في " سننه " ( 3 / 249 ) عن عبد الرحمن بن سلام أنبأنا إبراهيم بن
طهمان عن أبي إسحاق عن # أنس # مرفوعا . و قال الذهبي في " مختصره " ( 1 / 147
/ 2 ) : " إسناده صالح " .
قلت : كلا , فإن أبا إسحاق و هو السبيعي كان اختلط , ثم هو مدلس و قد عنعنه .
و له طريق أخرى يرويها درست بن زياد القشيري عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا
بلفظ : " أكثروا علي من الصلاة في يوم الجمعة و ليلة الجمعة , فمن فعل ذلك كنت
له شهيدا أو شافعا يوم القيامة " . أخرجه ابن عدي ( 129 / 2 ) في ترجمة درست
هذا و قال : " أرجو أنه لا بأس به " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف "
. قلت : و الرقاشي ضعيف أيضا . و من هذا الوجه رواه البيهقي في " الشعب " كما
في " المناوي " . و روي مرسلا مختصرا بلفظ : " إذا كان يوم الجمعة و ليلة
الجمعة فأكثروا الصلاة علي " . أخرجه الشافعي ( رقم 431 ) أخبرنا إبراهيم بن
محمد : أخبرني صفوان ابن سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و إبراهيم هذا هو ابن يحيى الأسلمي متروك . و لهذا شاهد من حديث عمر مرفوعا
بسند ضعيف ذكره السخاوي في " القول البديع " ( ص 120 - هند ) . و أورده ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 1 / 205 ) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا به
دون قوله : " و ليلة الجمعة .... " و قال : " قال أبي : هذا حديث منكر بهذا
الإسناد " . و بالجملة فالحديث بهذا الطرق حسن على أقل الدرجات , و هو صحيح
بدون ذكر ليلة الجمعة . انظر " تخريج مشكاة المصباح " ( 1361 ) .