تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا مسلم ... إقرأ ... واعتبر ...



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 [41] 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87

pharmacist
2012-01-30, 05:01 PM
جزاء الصدقة

يقال عن أحدهم بأنه ذهب إلى السوق ليشتري خروف العيد وعاد به غير أن الخروف يشرد منه
ويدخل أحد البيوت ليقابله الأطفال بالفرح والتهليل ويقولوا ( لقد جاءنا خروف العيد يا أمي)
وتتنهد الأم وتقول بمرارة الأرملة (أن الذي سيشتري لكم خروف العيد تحت التراب)
ويلج الرجل الباب وينظر إلى الأطفال اليتامى فرحين وإلى أمهم بعد ما سمع مقالها وهي حائرة
لتبادره وتأمر الأطفال بأن يساعدوا الرجل على إخراج خروفه من البيت
فيقف الرجل ثم يعود أدراجه ويقول للمرأة أن الخروف قد وصل أهله وهو عيد للأطفال اليتامى

وينصرف ويعود إلى بيته ليأخذ مبلغاً زهيداً متبقياً معه ليشتري به خروف عيد بدل الأول
ويذهب إلى السوق فيصل الباب مع وصول عربة شاحنة بها خرفان
فيسأل صاحب الخرفان ويقول له بكم هذا الخروف
فيرد عليه البائع بأن ينتظر دقائق حتى يتم إنزال الخرفان من الشاحنة
وتتم عملية إنزال الخرفان إلى الأرض
ثم يتقدم الرجل إلى أحد الخرفان فيسأل عن ثمنه
فيؤكد البائع على الرجل هل هذا الخروف هو الذي يعجبك
وتريد شراءه فيقول له الرجل قل أولا بكم وبعدها نفكر
فيكرر البائع الأمر فيقول الرجل نعم هذا أريد شراءه... بكم؟
وهو غير واثق إنما يريد أن يعرف الثمن
فيرد البائع على الرجل بأن يأخذ الخروف بدون ثمن
فيقف الرجل حائراً ويظنه يسخر منه غير أن البائع يؤكد للرجل على الأمر
حيث أن أباه أوصاه بأن يهب أول خروف يتم اختياره من القطيع بدون ثمن صدقة لوجه الله تعالى

منقول

pharmacist
2012-01-31, 11:37 PM
هذا جزاء من استودع فجحد





قيل أن رجلاً قدم من خراسان إلى بغداد للحج وكان معه عقد من الحب يساوي ألف دينار فاجتهد في بيعه فلم ينفق


فجاء إلى عطار موصوف بالخير فأودعه إياه ثم حج وعاد فأتاه بهدية فقال له العطار من أنت؟ وما هذا!


فقال أنا صاحب العقد الذي أودعتك، فما كلمه حتى رفسه رفسة رماه عن دكانه، وقال تدعي علي مثل هذه الدعوى،


فاجتمع الناس وقالوا للحاج ويلك هذا رجل خير, ما وجدت أحداً تدعي عليه إلا هذا،


فتحير الحاج وتردد إليه فما زاده إلا شتماً وضربا فقيل له لو ذهبت إلى عضد الدولة فله في هذه الأشياء فراسة


فكتب قصته وجعلها على قصبة ورفعها لعضد الدولة فصاح به فجاء فسأله عن حاله فأخبره بالقصة


فقال اذهب إلى العطار غداً، واقعد على دكانه، فإن منعك فاقعد على دكان تقابله،


من الصبح إلى المغرب ولا تكلمه، وافعل هكذا ثلاثة أيام فإني أمر عليك في اليوم الرابع


وأقف وأسلم عليك فلا تقم لي ولا تزدني على رد السلام وجواب ما أسألك عنه


فإذا انصرفت فأعد عليه ذكر العقد ثم أعلمني ما يقول لك فإن أعطاكه فجيء به إلي.


قال فجاء إلى دكان العطار ليجلس فمنعه، فجلس بمقابلته ثلاثة أيام


فلما كان اليوم الرابع اجتاز عضد الدولة في موكبه العظيم، فلما رأى الخراساني وقف وقال سلام عليكم


فقال الحاج ولم يتحرك: وعليكم السلام، فقال يا أخي تقدم فلا تأتي إلينا ولا تعرض حوائجك علينا،


فقال كما اتفق ولم يشبعه الكلام وعضد الدولة يسأله ويستخفي


وقد وقف ووقف العسكر كله والعطار قد أغمي عليه من الخوف،


فلما انصرف التفت العطار إلى الحاج فقال ويحك متى أودعتني هذا العقد،


وفي أي شيء كان ملفوفاً، فذكرني لعلي أذكره، فقال من صفته كذا وكذا،


فقام وفتش ثم نقض جرة عنده فوضع العقد فقال قد كنت نسيت، ولو لم تذكرني الحال ما ذكرت.


فأخذ العقد ثم قال وأي فائدة لي في أن أعلم عضد الدولة ثم قال في نفسه لعله يريد أن يشتريه


فذهب إليه فأعلمه، فبعث به مع الحاجب إلى دكان العطار فعلق العقد في عنق العطار وصلبه بباب الدكان


ونودي عليه هذا جزاء من استودع فجحد.


فلما ذهب النهار أخذ الحاجب العقد فسلمه إلى الحاج وقال اذهب.





منقول

pharmacist
2012-02-01, 11:36 AM
ثمرة الأمانة





حكى ابن عقيل عن نفسه :


حججت فالتقطت عقد لؤلؤ في خيط أحمر ، فإذا شيخ ينشده ، ويبذل لملتقطه مائة دينار، فرددته عليه ،


فقال : خذ الدنانير ، فامتنعت وخرجت إلى الشام ، وزرت القدس ، وقصدت بغداد فأويت بحلب إلى مسجد


وأنا بردان جائع ، فقدموني ، صليت بهم ، فأطعموني ، وكان أول رمضان ،


فقالوا : إمامنا توفي فصل بنا هذا الشهر ، ففعلت ، فقالوا : لإمامنا بنت فزوجت بها ،


فأقمت معها سنة ، وأولدتها ولداً بكراً ، فمرضت في نفاسها ،


فتأملتها يوماً فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر ،


فقلت لها : لهذا قصة ، وحكيت لها ، فبكت وقالت : أنت هو والله ،


لقد كان أبي يبكي ،


ويقول : اللهم ارزق ابنتي مثل الذي رد العقد عليّ ، وقد استجاب الله منه ،


ثم ماتت ، فأخذت العقد والميراث ، وعدت إلى بغداد .





منقول

pharmacist
2012-02-02, 12:19 PM
أفسحوا الطريق للنساء





بعثت فتيات من دمشق بضفائرهن إلى سبط بن الجوزي خطيب المسجد الأموي بدمشق


لتكون قيوداً ولجماً لخيول المجاهدين الذين يخرجون لتحرير فلسطين من براثن الصليبيين


فخطب الشيخ خطبة حروفها من نار ، تلدغ الأكباد وهو يمسك بشعور الفتيات وقال :





يا من أمرهم دينهم بالجهاد حتى يفتحوا العالم ، ويهدوا البشر إلى دينهم ،


فقعدوا حتى فتح العدو بلادهم ، وفتنهم عن دينهم ،


يا من حكم أجدادهم بالحق أقطار الأرض ، وحُكموا هم بالباطل في ديارهم وأوطانهم ،


يا من باع أجدادهم نفوسهم من الله بأن لهم الجنة ، وباعوا هم الجنة بأطماع نفوس صغيرة ، ولذائذ حياة ذليلة





يا أيها الناس .. مالكم نسيتم دينكم ، وتركتم عزتكم ، وقعدتم عن نصر الله فلم ينصركم ،


وحسبتم أن العزة للمشركين ، وقد جعل الله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ؟؟؟





يا ويحكم .. أما يؤلمكم ويشجى نفوسكم مرأى عدو الله وعدوكم يخطو على أرضكم


التي سقاها بالدماء آباؤكم ويذلكم ويتعبكم وأنتم كنتم سادة الدنيا ؟؟؟





أما يهز قلوبكم وينمي حماستكم ، أن إخواناً لكم قد أحاط بهم العدو وسامهم ألوان الخسف ؟؟؟





أما في البلد عربي ؟ أما في البلد مسلم ؟ أما في البلد إنسان ؟





العربي ينصر العربي ، والمسلم يعين المسلم ، والإنسان يرحم الإنسان ..





فمن لا يهب لنصرة فلسطين لا يكون عربياً ولا مسلماً ولا إنساناً ...





أفتأكلون وتشربون وتنعمون وإخوانكم هناك يتسربلون باللهب ، ويخوضون النار ، وينامون على الجمر ؟؟؟





يا أيها الناس .. إنها قد دارت رحى الحرب ، ونادى منادي الجهاد ، وتفتحت أبواب السماء ،


فإن لم تكونوا من فرسان الحرب ، فافسحوا الطريق للنساء يدرن رحاها ، واذهبوا فخذوا المجامر والمكاحل ،


يا نساء بعمائم ولحى .. أو لا فإلى الخيول وهاكم لجمها وقيودها ...





يا ناس أتدرون مم صنعت هذه اللجم والقيود ؟؟؟





لقد صنعتها النساء من شعورهن ، لأنهن لا يملكن شيئاً غيرها ، يساعدن به ..


هذه والله ضفائر المخدرات ، التي لم تكن تبصرها عين الشمس ، صيانة وحفظاً ،


قطعنها لأن تاريخ الحب قد انتهى ، وابتدأ تاريخ الحرب المقدسة ، الحرب في سبيل الله ،


وفى سبيل الأرض والعرض ، فإذا لم تقدروا على الخيل تقيدونها بها ،


فخذوها فاجعلوها ذوائب لكم وضفائر ...


إنها من شعور النساء ، ألم يبق في نفوسكم شعور ... !!





وألقاها من فوق المنبر على رؤوس الناس ، وصرخ :


تصدعي أيتها القبة ، ميدي يا عمد المسجد ، انقضي يا رجوم ، لقد أضاع الرجال رجولتهم ...


فصاح الناس صيحة ما سمع مثلها ، ووثبوا يطلبون الموت





منقول

pharmacist
2012-02-02, 12:22 PM
الجأ إلى الله وحده





يذكر أن رجلاً تنكدت عليه وظيفته وبقي في حزن وشجى


فشاء الله أن لقيه الشيخ وقد بلغ الرجل من الهم والغم ما بلغ


وكان يبحث عن رجل يؤثر على صاحب الصلاحية في التوظيف


فقال للشيخ : هل رأيت فلان؟


فأجاب الشيخ: أنه لم يره ثم سأله الشيخ : هل انقضت حاجتك ؟


قال : لم تنقض حتى الآن وإني أبحث عن الرجل الذي له تأثير


قال الشيخ : هناك من يحل موضوعك ويكفيك همك .





فسأل الرجل : وهل يؤثر على صاحب صلاحية التوظيف ؟


قال الشيخ : نعم يؤثر عليه .


فسأل الرجل : وهل تعرفه ؟


قال الشيخ : نعم .


فسأل الرجل : وهل تستطيع أن تكلمه ؟


قال الشيخ : نعم وتستطيع أن تكلمه أنت أيضاُ .


فقال الرجل : بل كلمه أنت جزاك الله خيراً .


فسأل الرجل : من هو ؟


قال الشيخ : إنه الله


هنا أصاب الرجل نوع من التردد


ثم قال الشيخ : يا أخي أتق الله لو قلت : فلا ن من البشر لقلت : هيا بنا إليه


ولما قلت : الله ترددت ! نعم ما عرفت الله فهلا جربت دعوة الأسحار ؟





وشاء الله أن يتقابل الشيخ بالرجل بعد أسبوع وإذا بالوجه البشوش


يقول الرجل : من العجب أني قمت من مجلسك ومن توفيق الله أني استيقظت وقت الأسحار


وكأن شخصاً يوقظني فشاء الله أن صليت ودعوت الله ولذت بالله كأني أراه


فعندما أصبح الصبح فأردت أن أذهب إلى مكان الوظيفة


ثم شاء الله وأن أغير الطريق فمررت بمصلحة من المصالح


ونزلت وسألت مدير المصلحة فرحب بي فأخبرته بموضوعي


فقال المدير : أين أنت ؟ نبحث عن أمثالك فخيرني بين وظيفتين وقد كنت أتمني أقل منها





منقول

pharmacist
2012-02-04, 07:54 PM
بكاء الرجل الصالح

كان أحد الصالحين يمشي ذات يوم
فوجد رجلا يشوي لحماً في النار
فبكى الرجل الصالح
فقال له الشّواء:
ما يبكيك؟؟
هل أنت محتاج الى اللحم؟؟
فقال الرجل الصالح:
لا .
فقال له الشّواء :
إذن فما يبكيك؟؟
قال الرجل الصالح :
إنما أبكي على ابن آدم
يدخل الحيوان النار ميتا
وابن آدم يدخلها حياااااا؟؟؟!!!!

منقول

pharmacist
2012-02-05, 12:42 PM
هل كنت ستفعل نفس فعله؟

دخل الجراح سعيد إلى المستشفى بعد أن تم استدعاؤه على عجل لإجراء عملية فورية لأحد المرضى
لبى النداء بأسرع ما يمكن وحضر إلى المستشفى وبدل ثيابه واغتسل استعدادا لإجراء العملية .

قبل أن يدخل إلى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر جيئة وذهابا
وعلامات الغضب بادية على وجهه
وما أن رأى الطبيب حتى صرخ في وجهه قائلا :

- علام كل التأخير يا دكتور ؟ ألا تدرك أن حياة ابني في خطر ؟
أليس لديك أي إحساس بالمسؤولية ؟

ابتسم الطبيب برفق وقال :

- أنا آسف يا أخي فلم أكن في المستشفى وقد حضرت حالما تلقيت النداء وبأسرع ما يمكنني
الآن أرجو أن تهدأ وتدعني أقوم بعملي وكن على ثقة أن ابنك سيكون في رعاية الله وأيدي أمينة .

لم تهدأ ثورة الأب وقال للطبيب :

- أهدأ ؟ ما أبردك يا أخي لو كانت حياة ابنك على المحك هل كنت ستهدأ ؟ سامحك الله .
ماذا لو مات ولدك ما ستفعل ؟

ابتسم الطبيب وقال :

- أقول قوله تعالى :

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

وهل للمؤمن غيرها..

يا أخي الطبيب لا يطيل عمرا ولا يقصرها والأعمار بيد الله

ونحن سنبذل كل جهدنا لإنقاذه ولكن الوضع خطير جدا ؟

وإن حصل شيء فيجب أن تقول إنا لله وانا إليه راجعون,

اتق الله وأذهب إلى مصلى المستشفى وصل وادع الله أن ينجي ولدك .

هز الأب كتفه ساخرا وقال :

- ما أسهل الموعظة عندما تمس شخصا آخر لا يمت لك بصلة .

دخل الطبيب إلى غرفة العمليات واستغرقت العملية عدة ساعات
خرج بعدها الطبيب على عجل وقال لوالد المريض :

- ابشر يا أخي فقد نجحت العملية تماما والحمد لله وسيكون أبنك بخير
والآن اعذرني فيجب أن أسرع بالذهاب فورا وستشرح لك الممرضة الحالة بالتفصيل .

حاول الأب أن يوجه للطبيب أسئلة أخرى ولكنه انصرف على عجل

انتظر الأب دقائق حتى خرج أبنه من غرفة العمليات ومعه الممرضة فقال لها الأب :
ما بال هذا الطبيب المغرور لم ينتظر دقائق حتى أسأله عن تفاصيل حالة ولدي؟

فجأة أجهشت الممرضة بالبكاء وقالت له :

- لقد توفي ابن الدكتور سعيد يوم أمس على اثر حادث
وقد كان يستعد لمراسم الدفن عندما اتصلنا به للحضور فورا
لأن ليس لدينا جراح غيره وها هو قد ذهب مسرعا لمراسم الدفن
وهو قد ترك حزنه على ولده كي ينقذ حياة ولدك

اللهم ارحم نفوساً تتألم ولا تتكلم !

منقول

pharmacist
2012-02-06, 05:17 PM
الجمال وحده لا يكفي



تروي إحداهن عن زوجها :



كنت أشعر أنني بعيدة عن فكره، أقيس الأمور بسطحية وسذاجة


حتى تشككت أن العاطفة قد نضبت من قلبه بعد استهلاك يومي رتيب، فهو شخصية ذات نسيج خاص،


ونمط لم أعرفه من قبل كنا في تضاد مستمر، أمام التلفزيون نتشاجر، ذوقه يناقض ذوقي،


أحب مشاهدة عروض الأزياء بينما يقلب القنوات بحثا عن البرامج العلمية والثقافية المملة


وأصر على موقفي، يرضخ مستسلما وهو يحدجني بعين لائمة متبرمة ويفر ذاهبا إلى مكتبه ليقرأ.


بعد أن طفح الكيل اشتكيت لأمي حياتي المتوترة، أعصابي المنهوكة,


النقص الذي تبرعم حتى كبر وحشا يقضم هيكل جمالي، كانت تشحنني ثقة وزهوا،


تسترد اعتبار هذا الجمال المهزوم بقوة قاهرة وتبرير حاسم


( فليحمد ربه ، متزوج من جميلة الجميلات ويتبطر على نعمة الله، تجاهلي حماقاته، انه رجل جاحد )


وامتثلت لنصيحة أمي وإذا به يبتعد ،


يصاحب روحه قلقا، لم تعد له طاقة على الإصغاء لي، أو الجلوس معي،


شعرت وكأني مذنبة اجترحت إثما لا يغتفر، في داخلي انكسار عميق،


وخذلان ساحق ,انشقت عن صدري زفره حارة.


وذات مساء..


كنا نشاهد برنامج ثقافي، كان يصغي بمجامع قلبه، مأخوذا لا يكاد يلتفت إلى ثرثرتي،


لم أعجب يوما بهذه البرامج إنها تسبب لي صداع، مجاملة ومراوغة ذكية لأجاذبه في مواضيع تخصني،


قلت له ( أراك معجب بهذه المذيعة؟)


هز رأسه بإيجاب


( فعلا، مدهشة بلباقتها، باهرة في ثقافتها حتى أنها تنسي المشاهد ثقل الوقت


لفرط حيويتها في ربط المحاورين بجاذب عجيب )


افتعلت ابتسامة مقهورة واستطردت بعد أن فكرت بنقيصة تردع فيه هذا الإبهار


( ولكنها قبيحة الشكل ومكياجها ثقيل )


ودون أن يلتفت إلي أردف :


( شكلها مقبول، لكنها مثقفة وواعية ولبقة )


سألت وكأنني متشككة بنفسي


( وأنا من أي صنف؟ دائما تنعتني بالجمود عندما أتباطأ في تلبية حوائجك اليومية؟ )


وعلى غير عادته أجلسني وقال لي باهتمام


( سأحدثك بقصة الأميرة، المدللة،المغرورة، التي كلما خطبها رجل هزأت به وسخرت منه


هذا بدين، ذاك قصير، لم يسلم أحد من نقدها الجارح حتى خطبها أمير وسيم


وعرف كيف يروض هذا الوحش المغرور في داخلها


تنكر لها بزي رجل فقير مهلهل الثياب مدعيا أنها هذه حقيقته الخافية،


علمها أن تصنع أواني من الفخار لتبيعها في السوق كي تساعده في المعيشة


وعندما تنتهي من صناعتها تجلس في السوق عارضه بضاعتها للبيع يأتيها على صهيل خيله ملثما


ودون أن تعرفه يحطم كل أوانيها وهكذا يعيد الكرة لأيام حتى أنهك قواها


مستفزا كل ما فيها من طاقة وصبر ).


طافت عيناي في وجهه متسائلة في صمت عن مغزى القصة


فاستطرد بهدوء :


( إنه أراد أن يحطم صنم جمالها وغرورها الذي استعبدها يوم كانت أميرة في قصر أبيها،


علمها الكفاح، العمل، المعاناة، كان يريد لزوجته أن تكون ذات شخصية وقيمة في الحياة،


والآية تنعكس عليك ، منذ أن تزوجنا لم أر لك هواية نافعة، اهتمام اجتماعي، ثقافة مفيدة، نشاط مميز،


لم تستهويك قراءة أخبار العالم في الصحف اللهم إلا المجلات التافهة تتصفحينها كألبوم صور


ثم ترمينها جانبا وأنت متبرمة.. لا تقرئين حتى مقالة واحدة،


صرت أتحرج من خروجك معي إلى هذه المجتمعات وأنت متوارية بخجل


خشية أن يسألك أحد فتقفي متلعثمة تتعثر الكلمات في حلقك،


متى تعرفين أن الجميلة والدميمة تفقدان تأثيرهما على الزوج مع الاعتياد والألفة،


فلكل جديد طربه، وقد تفتق انبهاري فيك على وجع دفين ومرارة،


حاولت أن أحارب هذا الإحساس وأصرفه عني وأكتفي بأنوثتك ومظهرك


غلبتني الحقيقة فجوهرك ناضب، وفهمك قاصر، وكلماتك جافة، وأسلوبك فظ).



لما انتهى من كلامه غادرت الغرفة منقبضة، أثرثر لنفسي كمن بي مس، يصطخب صدري كالغلاية


وأفكر وأنا أذرف الدمع السخين أن أنفصل عنه،


عدت إليه بعد لحظات وأنا أرتعد كالإعصار وينطلق لساني كسيل لا يبقي ولا يذر


( طلقني.. إن اتهامك وتجريحك خنجران طعنا قلبي )


واسترسلت وأنا أرتعش برهبة


( سأسافر على أول طائرة عائدة إلى لأهلي )


( اعلم أن هناك طوابير من الرجال في انتظاري وقد قبلت بك وأنت دونهم حظا)


تفاجأت به يرد بصوت جهير وكأنه انتفض لكبريائه الجريح


( إذن..أنت طالق..المرأة التي تدوس كرامتي لا بقاء لها في حياتي اذهبي لعل طوابير العرسان في انتظارك)


وعدت وكل ذرة في وجهي تنطق أسى ومرارة،


ومع الأيام عادت الذكريات تداعب أفكاري وتهدهد صدري


باسل هو الرجل الذي شخصني عمقا وجوهرا لا مظهرا مسطحا،


خطبني الكثير وتودد لي أكثر وكنت أقارنهم بباسل وإذا بكفته الراجحة تزجرهم بكل قوة..


هو في شخصيته الفذة، وفكره الرصين، وسمته المهيب،


استجديته أن يعود وأبى رغم نبرة صوتي المخنوقة ،


وظل أمل العودة يجيش في صدري دون أن يداخلني اليأس،


تعاقبت علي الأيام وأنا أعجز ما أكون عن انتشال نفسي من هذه الهوة، فقررت أن أخطط لهذا الهدف،


واصلت تعليمي وقرأت ودخلت دورات تدريبية في المهارات والتنمية البشرية،


تهالكت على الكتب لأقرأ وأبحث بنهم يحدوني الأمل بالعودة إلى باسل


فقد تركته يصعد نحو مدارج الدكتوراه، وألهث وراء الأيام الصعبة بإرادة وعزم أكابد مع الزمن


من أجل أن أغرس في ذاتي معنى وقيمة،


تحجبت وأحسست بعد الحجاب أن لجمالي رونقا خاصا أحاطني بهالة من نور


دفع العيون الشرهة لأن تحجم خاسئة مدحورة.


وقصة الأميرة المغرورة مغروسة في ذاكرتي شاهد إثبات.


أثرتني الدورات النافعة في تصميم الديكور وتنسيق الزهور


ورحت أكتشف في داخلي طاقات زاخرة ومواهب دفينة، شعرت أن الحياة أجمل وأروع،


ذقت شهد العطاء، بعد مرارة الاستغراق في (الأنا )، وتفجرت أعماقي عن إبداعات مكنونة،


فنسيت المرآة محطة تستوقفني لساعات مكبلة بقيد الطين وشهقة الصلصال،


أتطلع اليوم إلى جمال أعمق بل أوفر في إثراء الحياة بمفاهيم مشعة بالنور والأمل.



رن هاتفي هذا الصباح


من تتوقعون المتصل؟!


هو !! ..


قال : ( معك الدكتور باسل )


ضجت أعصابي فرحا غامرا ،


ثم حسم أمره


( جئت لأطلب يدك ).


أجبته على الفور


( أنا وحقيبتي في انتظارك)


ومضى يحدثني


( أعجبت بالمعرض كثيرا )


قلت وأوتار صوتي ترتجف


( إن لي تصاميم رائعة، سأطورها لتكون على مستوى عالمي )


رق صوته فاختلجت نبرته :-


( كم أنا فخور بك )



( وأنا أشكرك لأن صفعتك الموجعة أيقظتني على حقيقة كنت أجهلها زمنا،


فالجمال وحده لا يكفي ما لم يكن مطعما بشذرات روح تضفي له ألقا ).



منقول

سعيد لحرش
2012-02-09, 04:10 PM
مثل هذه المواضيع اتذكر اول موضوع لي قراته في عالم الانترنيت
على اية حال شكرا على هاته القصص الجميلة

سوكا اسكندريه
2012-02-09, 04:39 PM
قصص رائعه بجد جزاكى الله كل خير