تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا مسلم ... إقرأ ... واعتبر ...



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 [48] 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87

pharmacist
2012-04-20, 12:14 PM
بعد كسر الجرة

أعطى أحدهم خادما له جرة ليملأها من النهر،

ثم صفعه على وجهه صفعة شديدة

وقال له: إياك أن تكسر الجرة،

فقيل له : لماذا تضربه قبل أن يكسرها؟

فقال : أردت أن أريه جزاء كسرها حتى يحرص عليها...

و إلاّ فلا معنى للعقاب بعد كسر الجرة !...

منقول

pharmacist
2012-04-21, 08:35 AM
تحدي بين الشمس والريح (قصة مترجمة)

تقابلت الريح والشمس ذات يوم، الشمس قالت للريح :
نحن أقوى ما في الطبيعة، لا يوجد شيء مثلنا في القوة .
الريح قالت في غرور :
أوافقكِ يا صديقتي على ما تقولين، لكن لا تنسي أنني أقوى منكِ.

تضايقت الشمس من كلام الريح، وفكرت قليلاً ثم قالت :
أعرف أنك تملئين الدنيا بوجودكِ، وتخيفين الناس بصوتكِ القوي، لكنني
أضيئُ الكون بنوري،وأبعثُ الدفءَ في كلِ مكان، ولولاي لغطـّتِ الثلوج الأرض كلها
ومات الزرع وجميع الحيوانات والناس.

ضحكت الريح من كلام الشمس وقالت :
لا تحسبيني ضعيفة عندما تجديني هادئة ساكنة،فأنا عندما أهدأ أكون نسيماً رقيقاً، أما
عندما أثور أصبحُ هواءً شديداً أو ريحاً قوية بل عاصفة هوجاء،تقتلع كل ما يقف أمامها .

في ذلك الوقت كان هناك رجل يسير في الطريق ويلبس عباءة صوفية ثقيلة.
نظرت الريح إلى الشمس وقالت لها وهي تتحدّاها :
التي تستطيع أن تنزع عباءة هذا الرجل أسرع من الأخرى تكون هي الأقوى.

قالت الشمس للريح :

ابدئي أنتِ.

بدأت الريح التجربة الأولى :

هبّت الريح بشدّة وأخذت تعصف بكل قوتها هاجمت الريح الرجل بعنف ودارت حوله
تريد أن تخلع عنه عباءته ولكن دون فائدة، وعندما تشتد الريح يمسك الرجل العباءة بحرص
ويلفها حول جسده،وكلما زادت الريح من قوتها أمسك الرجل بالعباءة
وضمّها حول جسده أكثر وأكثر،
أخيراً قالت الريح وهي يائسة :
سأتوقف عن المحاولة، أنا لا أستطيع أن أنزع
عباءة هذا الرجل، فابدئي يا صديقتي الشمس،و أريني ماذا ستفعلين؟

بدأت الشمس المحاولة :
أخذت ترسل أشعتها الدافئة شيئاً فشيئاً،وسرعان ما أحس الرجل بالحرارة ففك العباءة،
ثم أشرقت الشمس بنورها وزادت من حرارتها
حينها شعر الرجل بالحر الشديد، فخلع عباءته وسار في الطريق دون عباءة.

قالت الشمس للريح:
هل عرفتِ الآن من فينا الأقوى يا صديقتي؟

" إننا نستطيع أن ننال باللين و الرفق مالا نقدر أن نحققه بالعنف والقوة"

منقول

pharmacist
2012-04-23, 07:32 PM
النملة وحبة القمح

أوقفت حبة القمح النملة ، وهي تنوء بحملها :

- لماذا لا تدعيني وشأني ، أيتها النملة ؟

- إني أبحث عن مؤونة لفصل الشتاء القارص!

- ولكن أنا بذرة مفعمة بالحياة،

و سآتيك بمائة حبة إذا تخليت عن اقتيادي إلى وكرك ...

اطمريني في هذه الحفرة، وعودي إلي بعد عام من الآن ...

و عادت النملة ...!

ووفت القمحة بوعدها!

وصدق الله العظيم القائل :

مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ...
في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء ...

منقول

pharmacist
2012-04-24, 08:24 AM
سر الملعقة الطويلة

سئل أحد الحكماء يوماً :
ما هو الفرق بين من يتلفظ بالحب ومن يعيشه ؟

لم يجبهم الحكيم لكنه دعاهم إلى وليمةٍ وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاهم
ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم ...
وجلس للمائدة وهم جلسوا بعده ثم أحضر الحساء وسكبه وأحضر ملعقة بطول متر
واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة
حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا فكل واحد منهم
لم يستطع أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض
وقاموا جائعين في ذلك اليوم ...

قال الحكيم حسناً والآن انظروا ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة
فأقبلوا والنور يتلألأ على وجوهم الوضيئة وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة
فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها إلى الشخص
الذي يقابله وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله

وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب :

من يفكر على مائدة الحياة في نفسه فقط فسيبقى جائعاً
ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الاثنان معاً

فمن يعطي هو الرابح دوماً ... لا من يأخذ
ومن يعطي الحب يأخذ الحب ويعيش بالحب

منقول

pharmacist
2012-04-25, 01:33 PM
تحركوا ترزقو ا

قيل للذئب يوما كفاك جريا وراء الغنم و مهاجمة القطيع وابق في ظل شجرة يأتيك رزقك بين يديك.
أخذ الذئب بالنصيحة ولبث ثلاثة أيام متتالية في ظل شجرة ينتظر قدوم الخرفان بين يديه كما قيل له
والقطيع يأتي ويروح على بعد أمتار منه فقط والجوع يقطع أمعائه وكلما فكر في الوثوب على أحد الخرفان
تذكر وعده مع نفسه بتطبيق النصيحة وان الرزق يأتيه لا محالة
فلما أشتد جوعه وطال انتظاره وتأكد بان الخرفان لن تدنوا منه أكثر مما هي عليه
وأن مصيره الموت بسبب الجوع
قرر أن يثب على خروف فأكله فعاتبوه على عدم وفائه بالتزاماته فقال :

نعم الرزق مكتوب ولكن أعتقد انه لا بد أيضا من قفزة للحصول على ما نقتات منه

قال الشاعر :

ومن طلب العلى من غير كد *** سيدركها إذا شاب الغراب

مر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رجل في مسجد وهو جالس يدعو
وهو عاطل عن العمل يدعو الله بالرزق فقال له :

قم فأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة

فلا بد من بذل شيء من الجهد و الحركة و الأخذ بالأسباب لحصول البركات
حتى وإن لم يكن لهذا الجهد و حجمه ارتباط كبير بالنتيجة المحققة،
أنظر إلى سيدتنا مريم عليها السلام عندما كانت تشكو مرارة المخاض
وهي في ضعف على ضعف بجانب جذع النخلة وأراد الله أن يطعمها ويسقيها
فطلب منها أن تحرك فقط النخلة لتسترزق من فضل الله فقال لها :

"وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي "

تحركوا ترزقو ا

فالإنسان وجب عليه التحرك والبحث عن رزقه لا أن ينتظر أن تنزل عليه مائدة من السماء
و أيضا وجب عليه التحرك لتحقيق حلمه و عدم الركون إلى التخيل و الأماني

يقول إسحاق نيوتن :

النجاح يحتاج إلى ثلاثة عوامل :
العمل ثم العمل ثم العمل، و العمل يبدأ بالعلم
و العلم يبدأ بالقراءة ، وأمة لا تقرأ لن تتعلم و لن تنال المجد

منقول

pharmacist
2012-04-28, 01:47 PM
الأمر بين يديك

في قديم الزمان، وفي بلاد بعيدة كان يعيش حكيم عجوز
بمنزل على قمة تل ، وكان قد كرس حياته بكاملها للتعلم والتأمل ،
وقد طبقت شهرته الآفاق بسبب ذكائه ورهافة حسه وحكمته
وكان يأتي لزيارته ولطرح الأسئلة عليه رجال السياسة
ورجال المال والتجارة وأصحاب المقامات الرفيعة ،
فيقدم لهم على الدوام الجواب الصحيح .
وكان هذا الحكيم يتحلى بملكة فريدة تتيح له أن يصل مباشرة
إلى جوهر المشكلة أو القضية ،
وبالعمل بما يقدمه من إجابات وحلول تكون النتائج ممتازة دائما ،
وسرعان ما امتدت شهرته عبر البلاد .

وفي القرية التي تقع أسفل التل اعتادت مجموعة من الفتيان اللعب معاً،
وأحيانا كانوا يتسلقون التل لزيارة الحكيم وسؤاله بعض الأسئلة .
والتي كان يجيب عنها دائما الإجابة الصحيحة .
تحول الأمر مع مرور الوقت إلى مباراة صغيرة ،
مع محاولة الفتيان المتواصلة في هذا أبداً .

وفي أحد الأيام قام زعيم جماعة الفتيان وأسمه "آرام"
بدعوة الآخرين من حوله وقال لهم :

" لقد وجدت أخيراً الطريقة التي سنعجز بها الحكيم العجوز ،
هاهنا في يدي عصفور ،سنذهب إلى العجوز
ونسأله ما إذا كان هذا العصفور حياً أم ميتاً..
فإذا قال إنه ميت ، سأطلق العصفور وسيطير محلقاً .
وإذا قال أنه حي ، سأدق عنق العصفور وسيكون ميتاً.
وفي كل من الحالين سيثبت أنه مخطئ أخيراً "

وأسرعوا بصعود التل، تسوقهم الفرحة بتوقع النيل من الحكيم أخيراً،
ودفعه إلى الإجابة الخاطئة .
لاحظ الحكيم قدومهم إليه ولمح النظرات المتلهفة تعلو وجوههم ،
ثم اقترب "آرام " منه وسأله :
أيها الحكيم ، معي بيدي هنا عصفور ، ونود أن نعرف منك
هل هو حي أم ميت ؟
نظر الحكيم إلى وجوههم المتخابثة والمتحفزة , ثم قال في هدوء :

" إن الأمر بين يديك يا " آرام " "...

العـــــبرة:

الأمر بين يديك و أنت تصنع مستقبلك
و مصيرك يعتمد اعتمادا كبيرا عليك
بعد التوكل على الله
عن طريق ما تتخذه من قرارات واختيارات . .

و ما تبلغه ما هو إلا نتيجة لما تقوم به ،
أو لما تخفق في القيام به، يوما بعد يوم وعاما بعد عام ...!

منقول

pharmacist
2012-04-28, 01:48 PM
أدّب الكبير بيتأدب الصغير‏

يروى أن هندياً درّب مجموعة من القردة على قطف جوز الهند
وفي أحد الأيام بدأت القردة تتلهى عن عملها بالرقص والصريخ واللعب
فحاول الهندي أن يردعها ويجبرها على الرجوع إلى عملها
فأمسك قرداً شاباً وضربه فما كان من هذا القرد
إلا أن هجم عليه ومزق ثيابه

فجلس الهندي حزيناً يفكر فيما يجب فعله
وإذا برجل عجوز يمرّ به ويقصّ عليه ما جرى فينصحه قائلاً
يا بنيّ أدّب الكبير بيتأدب الصغير
فلم يكن من الهندي إلا أن ذهب إلى قرد عجوز
وأمسكه بأذنه بشدة وأراه كيف يقطف جوز الهند
فبادر القرد من فوره إلى تسلق شجرة جوز الهند وقطف ثمارها
فتبعه باقي القردة وعادت إلى عملها

ومن نافل القول أن المشكلة في بلادنا عموماً
أن من يُؤدَب دوماً هم الصغار على جرائمهم الصغيرة
أما الكبار وجرائمهم الكبيرة التي هي بحجم الوطن يتم التغاضي عنها

وقد قيل :

قتل إمرء في غابة جريمة لا تُغتفر *** وقتل شعب كامل قضية فيها نظر

منقول

pharmacist
2012-04-29, 08:12 PM
سائق الأجرة

كان هناك سائق سيارة للأجرة ,يعمل طوال الليل

وفى النهاية يجد النقود قليلة بعد أن يخصم تكلفة البنزين ويعطى لمالك السيارة نصيبه

فجاءت له فكرة في يوم من الأيام وقرر تطبيقها ،وهى أنه لن يقبل إلا المسافات الطويلة

حتى يستطيع أن يحصل على إيراد أكبر بعد خصم نصيب مالك السيارة وثمن البنزين ،

فبدأ يومه وكلما جاء له مشوار قصير كان يرفضه على أمل أن يأتي له مشوار طويل

يحقق له مكسب أكبر في مرة واحدة ,

وتمر الساعات ويتمنى أن يأتي له مشوار طويل ليحقق له مكسب،

ولكنه لم يأت

واستمر هذا الحال حتى منتصف الليل

وعندها أخيرا وجد زبوناً طلب منه أن يوصله وبسعر مغري بسبب تأخر الوقت،

ولكنه عندما أدار محرك السيارة لينطلق اكتشف نفاذ الوقود

وأنه ليس معه نقوداً ليملأ السيارة بالوقود ,وأنه ليس معه نقود يعطيها لمالك السيارة،

ولا هو حقق ما كان يأمله من ربح

وهكذا خسر هذا السائق اليوم بأكمله ,
لأنه أراد أن يحقق أكبر مكسب بخطوة واحدة ولم يرض بالقليل أولاً

فالله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام
وهو القادر على أن يقول للشيء كن فيكون ,
إلا ليعلمنا نحن البشر أنه بالصبر تكتمل الأمور،
وإنه بالتروي تتحسن وتتقدم
وأن العجلة والسرعة لن تفيد
ولن تجني إلا التهور والتعب والهم والغم

منقول

pharmacist
2012-04-30, 08:38 AM
إبرة في كومة قش

يقال : إن البحث عن إبرة في كومة قش أصعب مهمة . . !

تخيل أن الأمر بسيط . .

أحرق القش ( وستبقى ) الإبرة وحدها . .

فكر قليلاً فقط . . وستختلف مفاهيمك وتبقى الحياة...!؟

منقول

pharmacist
2012-05-02, 12:54 PM
معنى أن ينحني العالم احتراما لك

لم يكن محمد يريد أكثر من ممارسة رياضته الممتعة "كرة السلة"،
قبل أن تلتقطه عين أحد المدربين المهتمين بلعبة الجودو، ويطلب منه الانضمام إلى الفريق الذي يدرّبه.

وعلى الرغم من أن طموح هذا الفتى كان كبيراً؛ إلا أن القدَرَ هو الذي أكمل الفصل الأول في روايته؛
فلقد شاهده أحد خبراء لعبة الجودو اليابانيين، الذين يجوبون الربوع والأندية
من أجل التقاط المواهب التي يمكنها الفوز بالبطولات.

وعليه انضم محمد إلى المدرب الياباني "ياما موتو" الذي صنع منه بطلاً مصرياً في لعبة الجودو،
وجاءت الخطوة التالية للاشتراك في البطولات العالمية.

سافر محمد إلى فرنسا ليلعب بطولة العالم في الجودو، كان الأمر غريباً ومثيراً؛
فالأضواء والصحف والكاميرات، كانت شيئاً مدهشاً بالنسبة له، ووجد نفسه أمام أبطال العالم في اللعبة،
والذين لم تكن تتعدى صلته بهم أكثر من مشاهدتهم في التلفاز أو سماع قصصهم والانبهار بها!.

وأمام هذا الجوّ المدهش والغريب؛ فَقَدَ محمد تركيزه وخسر أولى مبارياته في البطولة،
ثم كانت المباراة الثانية أمام أحد اللاعبين الكوريين أصحاب الشهرة الكبيرة،
والمصنف في المركز الثالث كأفضل لاعب في العالم،كانت المباراة شبه محسومة للاعب الكوري،
الذي استخفّ باللاعب المصري، ونظر له بسخرية وتهكم.

لم ترق هذه الابتسامة للشاب العربي، وقرر حينها أن يذيق هذا المغرور درساً قاسياً،
وكانت الضربة القاضية هي الفيصل، والتي أهدت محمد أول فوز له في البطولة،
والأهم أنها أعطته شحنة معنوية هائلة، وطموحاً مشروعاً بأن يكون بطلاً عالمياً.

وبدأت رحلة محمد نحو البطولات؛ فسافر ابتداء إلى اليابان؛ حيث التدريب والمعاناة،
وبعدها سافر إلى ألمانيا في معسكر مغلق، ثم سافر للاشتراك في بطولة العالم العسكرية
ليحصل على الميدالية البرونزية؛ لتكون أول ميدالية عالمية في حياته.

بعدها سافر إلى البرازيل ليحصل على الميدالية البرونزية أيضاً في بطولة العالم،
وذهبيتين في بطولة أفريقيا في السنغال. ليصبح محمد بطلاً مصرياً ذائع الصيت..
وهذا ما استوجب عليه أن يدفع ضرائب هذا النجاح المدهش!.

والضريبة الأولى أن سقف التوقعات والمطالب قد زاد؛ سواء من محبي محمد، أو من ذاته نفسها.

كان أولمبياد لوس أنجلوس على الأبواب؛ حيث الفرصة الكبيرة والنادرة لاقتناص ميدالية ذهبية،
يُخلّد بها اسم هذا البطل وتضعه في سجل الأبطال.

وبدأ محمد في شحذ همته، واستعد لهذه البطولة بكامل تركيزه ووعيه،
ووضع نفسه تحت تصرف مدربيه، وعاش في معسكر مغلق لمدة ثلاثة أشهر؛
حيث التدريب القاسي، والتركيز التام، والتأهيل البدني والنفسي الشديدين.

وبدأت البطولة، وبدأت معها الانتصارات..

ووصل محمد إلى المباراة النهائية، ونامت مصر ليلة المباراة وتجّهزت لتستيقظ على نبأ فوز بطلها
بالميدالية الذهبية، وكتابة تاريخ مصري في أحد الألعاب الرياضية.

لكن المفاجأة المدهشة أن الصحف جاءتهم بخبر محزن،
وهو خسارة بطلهم المحبوب للميدالية الذهبية، وعودته كوصيف للبطل.

إلى هنا.. والقصة ليس لها أي جوانب مدهشة..
لكن دعونا نقترب أكثر لنرى كيف خسر بطلنا المباراة، وأدهش العالم!.

كانت المباراة النهائية أمام بطل العالم اللاعب الياباني "ياما شتا"،
وفي بداية المباراة - والتي بدأها محمد بتركيز وتصميم كبيرين - أصيب اللاعب الياباني في قدمه اليمنى،
وأصبح لدى محمد ثغرة لإرداء غريمه الأرض، والفوز عليه.

المدهش أن محمد لم يوجه أي ضربات للقدم المصابة؛ بل تراجع أداؤه وبدا وكأنه فقد شهيته للفوز!.

ذهب إليه مدربه ليأمره بأن يوجه لخصمه الضربات في القدم المصابة؛
لكن محمد ابتسم وقال له "ديني يمنعني من ذلك"!.

وسقط محمد رشوان - بإرادته - أمام البطل الياباني، وسط دهشة العالم أجمع..!

سقط مبتسماً، وهنأ غريمه، ورفع الميدالية الفضية وابتسامته الطفولية لا تفارقه.

أعطى محمد للعالم في تلك اللحظة أحد أروع وأبلغ الدروس
وهو أن الحياة بها ما هو أهم من الفوز في مباراة رياضية.

وأن حلمه الرياضي، وسنوات التدريب، واللحظات التي اشتاق فيها لرفع الميدالية الذهبية،
لا معنى لها إذا لم تأت بطرقها الشريفة المشروعة.

قيل له وقتها : التاريخ لا يتذكر سوى الأبطال وأصحاب الميداليات الذهبية فقط..
لكنه لم يُبد ندماً على فعلته؛ فالشرف والكبرياء هما تاريخ المرء الحقيقي،
الذي يحقّ له أن يفخر بهما ويتذكرهما.

قيل له : لن يلومك أحد لو وجّهت لخصمك ضربة أو أكثر إلى قدمه المصابة..
الكل يفعل ذلك؛ لكنه لم يردّ سوى بابتسامته الوديعة؛
مذكراً نفسه أن العظماء يلومون أنفسهم لوماً قاسياً عنيفاً، يغنيهم عن أي لوم قد يأتي من الآخرين.

ولأن الموقف كان أكبر من استيعاب العالم.. كانت ردة الفعل أيضاً على هذا الموقف غير عادية.

فلقد أصدرت منظمة اليونسكو في يوم المباراة بياناً أشادت فيه بالبطل الخلوق محمد رشوان،
ومنحته جائزة اللعب النظيف عام 1985،
وفاز بجائزة أحسن خلق رياضي في العالم من اللجنة الأولمبية الدولية للعدل،
واستقبله الرئيس المصري استقبالاً يليق بالرموز والعظماء، وقلده أرفع الأوسمة، وأشاد بخلقه الرياضي،
وأصرّ الشعب الياباني على تكريمه في طوكيو؛ فسافر رشوان وفي ظنه أن التكريم سيكون تقليدياً رسمياً؛
إلا أنه فوجئ بعشرات الآلاف وقد خرجوا لاستقباله ما بين رجال سياسة وإعلاميين وأبطال رياضيين،
بالإضافة - وهذا هو الأهم - إلى الآلاف من المواطنين اليابانيين من عامة الشعب، الذين أحبوا محمد.

كما حصل على شهادة امتياز خاصة لأحسن خلق رياضي لعام 1984،
وجاء ضمن أفضل ستة لاعبين في العالم عام 1984، واختارته مجلة" الأيكيب" الرياضية
كثاني أحسن رياضي في العالم في الخلق الرياضي.

وعندما سُئل بطلنا "محمد رشوان" عن الدافع لأن يخسر مباراة هامة كتلك؛
رغم سهولتها قال ببساطة :

لأن ديني يمنعني من ذلك

وكان لهذه الجملة عامل السحر؛ حيث بدأ الكثيرين من الشعب الياباني
- والمعروف بتقديره الكبير للمبادئ والقيم -
في البحث عن هذا الدين الذي يحث أبناءه على إعلاء القيم السامية
والحرص على ارتداء لباس الشرف والخلق الرفيع،
وأعلن كثير منهم إسلامه بسبب هذا البطل النادر.

منقول