بقلم :زهر الكرملجميعنا قضينا ساعات كثيرة بين صفحات الكتب حتى إمتزجت أحبارها مع دموع الفرح تارة والحزن تارة أخرى ، وغلفنا
تلك الكتب بأشجاننا وطبعناها بقلب فرح وطفولي ، وقمنا بعنوتِ الصفحات وجمعناها تحت خيمة واحدة ألا وهي العلم فريضة على كل
مسلم ومسلمة ، لكن حينها كنا نجد أيادي حانية ترعانا ، وتسهر لتختار لنا المناهج بعناية ودقة لكن هذه المرحلة كغيرها من المراحل لها
بداية ولها نهاية ونهاية هذه المرحلة بداية لمرحلة جديدة نحن فيها أصحاب الخيار والرأي .
الجامعة مرحلة مهمة في حياة الجميع لما تصحبه من تغيرات جمه فيغدو الأطفال الذين كانوا يلهون في باحات المدرسة شباب وشابات
هذه الأمة وعمادها .
وهناك سؤالٌ واحدٌ يتردد على لسانِ معظم الطلاب الذين يتخبطون بين كثرة التخصصات فيغدو الطالب كطفل تائه في ظلام دامس ،
لكن الحمد لله هناك مصابيح كثيرة، ومن الممكن أن تنير لنا الدرب فإذا إستعنا بها زال الهم والحزن بإذن الله .
فنحن ننصح كل طالب مقدم على دراسة الجامعة ولا يدري ماذا سيختار تخصصه أن يراعي عدة نقاطٍ مهمة ومنها : -
1- أن يوازن بين قدراته ورغباته ، فلا يعني أنه محبٌ للطب مثلاً أن يتسرع ويختاره فعليه أن يطرح على نفسه العديد من الأسئلة ومنها
على سبيل الذكر لا الحصر : هل كل متطلبات هذا التخصص متوافرة لديه من قدرة على الدراسة لساعات طويلة والقدرة المادية وقدرة
متابعة المحاضرات وغيرها من الأسئلة التي يجب أن يطرحها الطالب على نفسه قبل أن يقدم على أي خطوه فهذه الخطوة مصيرية ومهمة
في حياته .
2- أن يعرف إحتياجات السوق ، فالمؤكد أن الجميع يحلم بعد التخرج أن يرتقي بنفسه من خلال عملٍ جيد يسد فيه إحتياجته ويوفر له
مكانة مرموقة في المجتمع فلا إخال أن الجميع لم يدرس فقط ليحصل على شهادةٍ ويعلقها على الحائط .
3- أن يكون قادراً على العطاء في هذا التخصص فنحن العرب أهل الحضارة خرج منا الكثير من العلماء والأباطرة ونحن أحفادهم فيجب
أن يكون لنا نصيبٌ مما كان لهم .
وكما يجب أن ننوه هنا إلى الضغط الذي يتعرض له الطالب من قبل الأهل في إختيار تخصصٍ ما ، فالأب أحيانا يحب أن يرى
إبنه خليفة ً له في تخصصه ، والأم تحلم أن تراه طبيباً أو مهندساً .... ، فقد يضغطان عليه بإختيار تخصص ما ،وهو لا يميل له وإسمحو لنا أعزائنا
الطلاب هنا أن نقدم لكم نصيحة ، إن كنت قادر على التخصص الذي إختاروه لك أهلك فلا ضير أن تدخله إبتغاء رضاهم فمن يرضي أبويه ينل حب
الله ورضاه ، وحاول أن تحب تخصصك من خلال إقناع ذاتك أولاً أن هذا التخصص جميل ومطلوب ولا مانع لو قمت بإرسال رسائل لنفسك
تمدح فيها أدائك في التخصص ، لكن عزيزي الطالب إن كنت غير قادر على أن تجاري متطلبات هذا التخصص فإقنع أبويك في هذا لأن
الطالب لا يمكن أن يكون معطاءاً في مجال ٍ لا يحبه .
وعلى الطالبِ أن يكون مجداً وحريصاً على وقته وعليه أن يستثمره فيما ينفعه فهو سيسألُ عنهُ يوم الحساب ، وهذه السنوات التي
تمضي من عمره عليه أن يدركها فيما ينفعه حتى يقطف ثمارها ويجني الفائدة التي ستعم عليه بالفوائد الجمة طوال حياته بإذن الله .
لكن لا يخفى على الجميع التخوفات التي تتبادر إلى أذهان جميع الطلاب بعد إنهاء الجامعة ، وعناء البحث عن فرص العمل التي في المعظم
لا يأخذون حقهم فيها ، وتهضم هذه الحقوق تحت مظلة الواسطة والمحسوبية ، فكم من مرة وضع الشخص الخاطئ في المكان الخاطئ
وترتب على ذلك أخطاء كثير أفسدت ما أفسدت ، وإن لهذا السبب نتائج لا تحمد عقباها فيلجأُ الكثير من شبابنا إلى الهجرة ، وبذلك تصبح
الدول العربية دولاً نامية،لإفتقارها للمواهب التي ما سمحت لها الفرص بإخراج ما في قلبها ومحتواها وهذه البراعم ما وجدت يداً تمسك بها
وتصعد بها على سلم النجاح ، فكثيراً ما نرى الخريجين مثكلين بالهموم فهم خائفين على مستقبلهم ولا يدرون ماذا يفعلون ، وهنا أعزائي
إسمحو لنا بكلمةٍ قد تجدون فيها نفعاً ولعلها الخطوة الأولى نحو بناء مستقبلٍ زاهر .
أولاً على الطالب أن يدرك أن الحق لا يضيع وورائه مطالب فعليه عند هضم حقوقه ألا يستسلم بحجة أنه ليس له واسطة
أو ما شابه بل عليه أن يحاول إيصال صوته للمسؤولين .
ثانياً عليه أن يحاول الإنخراط في العمل التطوعي لأن هذا يكسبه خبرة لا بأس بها قد تفيده في مجال تخصصه ، وإن كانت خارج تخصصه
فإنها تعرفه على العالم أكثر وتبني له علاقات إجتماعية جميلة ستعود عليه بالنفع بإذن الله .
ولا يخفى على الجميع أن العالم الآن أصبح قرية صغيرة فالشبكة العنكبوتية ووسائل الإعلام والإتصال أسهمت كثيرا في
فتح المجتمع على بعضه ، فمن الممكن للشخص وهو متكئ على كرسيه ووراء حاسوبه أن يجد فرص عملٍ كثيرة ، لكن عليه ان لا يقع في
شباك بعض المحتالين الذين هدفهم فقط جمع الأموال ، فيجب عليه أن لا يقوم بتحويل أموال ٍلشركة ٍ ما دون أن يتأكد من مصادقيتها ومن
وجودها على أرض الواقع ومن أن من يتعامل معهم هم مندوبين حقاً عن هذه الشركة .
وفي النهاية أسأل لجميع الطلاب التوفيق والسداد في الرأي ، وأتمنى منكم أن تعيشوا هذه المرحلة بجميع طقوسها فهي لا تعوض
وأيامها من أجملِ الأيام التي قد يعيش فيها الإنسان ، وأتمنى أن لا تلقوا بالاً لتلك التخوفات وأن تحرصوا على إحياء أمتكم وأن لا تفكروا
بالهجرة من بلادكم فهي منحتكم أغلى ما لديها وهي بحاجة إليكم فلماذا لا تنسجون من خيوط شمسها بردة تتزينون بها أمام الشعوب
والأمم وترتقون بنفسكم .
وهنا سنقدم لكم فهرس للجامعات الأردنية قد يفيدكم في الإطلاع على كل شيءٍ يعود عليكم بالفائدة
ملاحظة : الفهرس في ردٍ مستقل .
من نبض قلمي
أختكم بالله .
كــــرمــــــل .
hg[hlum ,t,fdh lh ffu]ih
المفضلات