بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
فقرأت مقالا لإحدى الأخوات بعنوان : بكل فخر .. نحن أساس المشكلات!
أوردت فيه:

يقول الشاعر...


رأيت الهمّ في الدنيا كثير ****وأكثر ما يكون منالنساء


وقيل ... وراء كل مشكله ابحث عن امرأة . انتهى كلامها حفظها الله.

=============
فكان هذا المقال إثـر تلك الكلمات.

=============
نسمعأحياناً من بعض الناس من يُـردِّد:

شاوروهن واعصوهـن!!!

أو شاوروهنوخالِفوهـن!!!


ولا شك أن هذا القول من الإجحـاف في حـق النسـاء.

ففيكثير من الأحيان إذا أصاب الرجل الهَـمّ لجـأ -بعد الله- إلى أُمِّـه طالباً منهاالمشورة والدّعـاء.

أو ربما لجـأ إلى حليلته يبثّها شكواه ، فتُخفف عنه مِـنهمِّـه.


تأملـوا حـال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع رسول الله صلىالله عليه وسلم من الغار بعد أن جاءه المَلَك رجع صلى الله عليه وسلم ترجف بوادرهحتى دخل على خديجة رضي الله عنها فقال : زملوني زملوني ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع ، ثم قاللخديجة : أي خديجة مالي ؟ وأخبرها الخبر . قال : لقد خشيت على نفسي.

قالت لهخديجة : كلا . أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً ، والله إنك لتصل الرحم ، وتصدقالحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ،فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ...
الحديث .رواه البخاري ومسلم


فمن الذي آزر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهـدّأ من روعه وطمأنه إلاخديجة رضي الله عنها ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف لها حقّها وقدرهاحتى بعد موتها.


أيستعيبون استشارة المرأة ، وقد أخذ رسول الله صلى اللهعليه وسلم بمشورة امرأة في قضية تَهُمّ المسلمين بل قد أهمّت رسول الله صلى اللهعليه وسلم في يوم مشهود من أيامه صلى الله عليه وسلم.

أما سمعتم - رعاكم الله - عن إحجامِ الصحابة عن حلقِ رؤوسهم يوم الحديبية ، فلما قال رسولُ اللهِ صلى اللهعليه وسلم لهم:قوموا فانحرُوا ثمّ احْلِقوا.

قال الرواي : فوَ اللهِ ما قامَمنهم رجُلٌ حتى قال ذَلكَ ثلاثَ مَرّاتٍ.

فلمّا لم يَقُمْ منهم أحدٌ دَخلَ على (( أُمّ سَلمةَ )) فذَكرَ لها ما لقيَ منَ الناسِ.

فقالت أُمّ سَلمةَ : يا نبيّاللهِ أتُحِبّ ذَلك ؟ أخرُجْ ثمّ لا تُكلّمْ أحداً منهم كلمةً حتى تَنْحَرَ بُدْنَكوتَدْعو حالِقَكَ فيَحْلِقَك.

فأخذ بمشورتها

فخرَجَ فلم يُكلّمْ أحداًمنهم حتى فعل ذلك : نحرَ بُدْنَهُ ودَعـا حالِقَهُ فحلَقَه ، فلما رأَوا ذَلكَقاموا فَنَحروا ، وجَعلَ بعضُهم يَحلِقُ بعضاً ، حتى كادَ بعضُهم يَقتُلُ بعضاًغَمّاً . كما عند البخاري في الصحيح.


فمن الذي أشار على رسول الله صلىالله عليه وسلم بأمر فيه الرّشَد ؟؟

ومن الذي أزاح الهمّ عن نفس رسول الله صلىالله عليه وسلم ؟؟


وليست هذه حادثة فريدة فقد استشار رسول الله صلى اللهعليه وسلم امرأة أخرى في قضية تُعَـدُّ مِنْ أخطر القضايا ، فقد سأل زينب بنت جحشعن عائشة بعد حادثة الإفك ، وما جرى فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْالهَـمّ.

قالت عائشة : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوجالنبي صلى الله عليه وسلم عن أمري ، فقالت : مـا عَلِمْتِ ، أو ما رأيتِ ؟ فقالت:يا رسول الله أحْمِـي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيراً.

قالت عائشة : وهيالتي كانت تُساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فَعَصَمها الله بالورع.متفق عليه .( ومعنى تُساميني أي تُنافسني في المكانة).


فأين هذا من أناس لايرون للمرأة رأياً ، كما أنـهم لا يرون لها حقـاً ؟؟


لقد استشار رسول اللهصلى الله عليه وسلم زوجاته ، وأخذ برأيهن.


ولم يَقُـل : شاوروهن وخالفوهن.كما يلهج به بعض الناس.

وهذا الحديث " شاوروهن وخالفوهن " لا أصل له عن النبيصلى الله عليه وسلم.

كما أن حديث :هلكت الرجال حين أطاعت النساء.حديث ضعيف.

وحديث : طاعة المرأة ندامة . حديث موضوع مكذوب كما بيّن ذلك كلّه الشيخالألباني – رحمه الله.

قال ذو النون : أما إنه من الحمق:

التماسالإخوان بغير الوفاء ، وطلب الآخرة بالرياء ، ومودة النساء بالغلظة.

فاستوصوابالنساء خيراً . كما أوصاكم بِهنّ مَنْ هو بالمؤمنين رؤوف رحيم صلى الله عليه وسلم.

قال المباركفوري : والمعنى أوصيكم بِهنّ خيراً ، فاقبلوا وصيتي فيهن.

معأطيب التمنيات لجميع الأخوة والأخوات.
وصلى الله على سيدنا محمد و الحمد لله رب العالمين

ah,v,iJk~ ,huw,iJk~