الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَْرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأُْمُورِ )

" هذا الكلام لا يخص الشعب المصري بمفرده ولكن يخص العالم الإسلامي بوجــه عام "

جلسة مصارحة (1)



الثورة المصرية كانت فلتة ، وتمت. ولن تتكرر إلا إذا تكرر نفس الشعب المنهك من قهر وظلم واستغلال واستعباد وتعذيب المحتل الأجنبي ، الذي بدوره عاد إلى بلاده وترك ذيولاً له تنفذ مخططاته وتحلب ما تبقى من رمق وتكمل مشوار القمع والاستغفال والتهديد والتعذيب ، ولمدة لا تقل عن 60 سنة. أي لا تحلموا ياشعب الثورة بثورة أخرى مثيلة لـ25 يناير. بحق لقد كانت الثورة فلتة ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن نتغافل عن القدرة الإلهية التي أرادت لمصر أن تنجح ثورتها في إسقاط حسني مبارك وعائلته ( وليس النظام!!! ) لأن النظام السابق موجود بالفعل بيننا واستطاع أن يلملم أوراقه وفلوله ويعيد ترتيب أعماله وخططه المستقبلية والتي بدأها بالفعل أول ما أعلن مبارك تنحيه ، وأنتم "يا شعب الثورة" من تسكبون البنزين على ناره وتساندونه بأفكاركم وتوجهاتكم وعقائدكم وتساعدونه على احتلالكم مرة أخرى وياويلها من مرة ، فبمجرد تمكنه منكم وما أسهل أن يجمعكم في صعيد واحد ويجعلكم أنتم الذين تختارون الطريقة التي تنتحرون بها.


ظننتم أنكم أنتم من أعددتم سيناريو الثورة وأخرجتم النصر! فأعطيتم أنفسكم أكثر مما تستحق بمراحل ، فأحسنتم بأنفسكم الظن واعتقدتم أنكم ستستمرون في إدارة الأمور كما تشاؤون. والحقيقة التي لا جدال فيها أنكم تعيشون وهماً كبيراً وكذبة صدقتموها ، وحلماً سيكون مزعجاً جداً الإفاقة منه!!! تعرفون لماذا ؟ لأنكم تجاهلتم كبراً أو جهلاً المسبب الرئيسي للثورة ومؤلف القلوب ومجمع الأبدان ومحكم الأحداث ، فما حدث في مصر ما هو إلا معجزة إلهية ووراءها غايات كبيرة وأقدار لم تظهر للعيان بعد ، وستظهر. طبعاً من يظن في نفسه أنه وراء الثورة ولولاه لما نجحت لن يسأل أبدا ماذا يريد الله من وراء هذه الثورة لأنه لا يعترف أن الحول والقوة بيد الله وحده ، فماذا يريد الله منا بعد ذلك ؟ سؤال ما خطر على بال واحد من المغرر بهم المعتقدين أن الثورة من صناعتهم. وياله من إعلام مجرم يحركه شيطان مارد !! ينفخ في نار العجب المؤججة في نفوس الشعب ويزيد الطين بلة بمدحهم والثناء عليهم وإكبارهم في نفوسهم حتى يعميهم عن حقيقة الأمر فلا يرون ما فيه مصلحة بلادهم الحقيقية ، وهم بدورهم معجبون بما يسمعون ومقادون بما يملى عليهم من توجيهات وإرشادات ومخططات خفية مغطاة بمخدرات المدح الكاذب والثناء المزيف والبطولات الوهمية .

أيها الشعب المنتصر ( بقدرة الله وحده ) ما هي مخططاتكم للخروج من الأزمات المتتالية على مصر!؟ ما هي خارطة الطريق المرسومة والمدروسة لإعمار البلاد بعد الفساد ، والغنى بعد الفقر ، والعلم بعد الجهل !؟ ما هي أولوياتكم ، ممن تأخذون رأيكم ، عمن تنقلون كلامكم ، ومن تقلدون ؟؟؟ أمن الغرب الذي ثبت لكم بالدليل القاطع كرهه وعداوته لكم وفشله في إدارة إقتصادياته وأخلاقياته! أم من الشرق الذي انهار وتقسمت بلاده ويستجدي دول العالم لقمة العيش! أم تعكفون الآن على دراسة خطة جديدة تجمع بين ما عند الشرق والغرب! أم أنني أعطيتكم أكبر من حجمكم الطبيعي! فأنتم ليس لديكم خطة إدارة أزمات ولا خارطة طريق واضحة ولا تعرفون تقليد الغرب ولا الشرق – إلا من رحم الله – وهم قلة غير مسموعة ولا يأبه بها.


إن الناظر لحال الشعب المنتصر " بقدرة الله وحده " يقسم بأنه لا يستحق النصر ولكن مبارك وأسرته ومن في فلكهم يستحقون الخذلان والذلة والهزيمة والانتقام الإلهي!
أما الشعب فهو هو وأسوأ فعلام يستحق النصر والعز والتمكين ، والأخلاق لم تتغير والأوضاع لم تتبدل والسرقة في ازدياد والرشوة والبلطجة والقتل والزنا والنفاق والعجب والكبر والجهل كما هو الحال قبل الثورة وأشد. وما رأيناه أثناء الثورة من تعاون وحب ورباطة جأش وفداء وإيثار وووووو من طابور الأخلاق الرفيعة العالية يؤكد على أن ما حدث كان معجزة ولن تتكرر إلا إذا تكررت أسبابها. وإذا استمرت هذه الروح والأخلاق العالية والتطهير الجسدي من الأدران والروحي من الأقذار ستغير مصر وجه الكرة الأرضية.

dhe,hv lwv hjr,h hggi