السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا جزء (الاسلاميات) من مناظرة (اسلاميات ونصرانيات) بيني وبين مشرف منتدى نصراني على الفيس بوك ، وانتهت بغياب الطرف النصراني غيابا مطولا .
في البداية اتفقنا على فتح صفحة للاسلاميات ، وصفحة للنصرانيات ، المهم قعد يفكر في موضوع ، ثم طرح علي هذا السؤال !!
هل صفات الله مخلوقة؟
فأجبت بقوة الله تعالى وقلت :
قال الامام أحمد بن حنبل امام أهل السنة في كتابه النفيس" الرد على الجهمية و الزنادقة" (ص 105-107) : " ثم إن الجهم ادعى أمرًا آخر، وهو من المحال.فقال: "أخبرونا عن القرآن أهو الله أو غير الله؟ فادعى في القرآن أمرًا يوهم الناس. فإذا سئل الجاهل عن القرآن: هو الله أو غير الله؟ فلابد له من أن يقول بأحد القولين.
فإن قال: هو الله. قال له الجهمي: كفرت. وإن قال: هو غير الله. قال: صدقت، فلم لا يكون غير الله مخلوقًا؟ فيقع في نفس الجاهل من ذلك ما يميل به إلى قول الجهمي.
وهذه المسألة من الجهمي من المغاليط، فالجواب للجهمي إذا سأل فقال: أخبرونا عن القرآن: هو الله أو غير الله؟ قيل له: وإن الله -جل ثناؤه- لم يقل في القرآن: إن القرآن أنا، ولم يقل: غيري، وقال هو كلامي فسميناه باسم سماه الله به. فقلنا: كلام الله، فمن سمى القرآن باسم سماه الله به كان من المهتدين، ومن سماه باسم غيره كان من الضالين .
وقد فصل الله بين قوله وبين خلقه، ولم يسمه قولا، فقال: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف: 54] . فلما قال: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ} لم يبقَ شيء مخلوق إلا كان داخلاً في ذلك، ثم ذكر ما ليس بخلق، فقال: {والأمر} . فأمره هو قوله، تبارك رب العالمين أن يكون قوله خلقًا.وقال: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3، 4] ثم قال القرآن: {أمرًا مِنْ عِنْدِنَا} [الدخان: 5] .وقال: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: 4] .يقول: لله القول من قبل الخلق، ومن بعد الخلق.فالله يخلق ويأمر وقوله غير خلقه.وقال: {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ} [الطلاق: 5] .وقال: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: 40] " انتهى .
---------------------------------
ثانيا : اذا كنت تقصد من سؤالك اثبات أن المسيح هو كلمة الله الغير مخلوقة فأنت مخطىء ، تعالى لنرى قوله تعالى : {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} [النساء: 171] .
قال الامام أحمد بن حنبل رحمه الله في "الرد على الجهمية" (ص 125 – 126) : " ثم إن الجهم ادعى أمرًا آخر فقال: إنا وجدنا آية في كتاب الله تدل على أن القرآن مخلوق.
فقلنا أي آية؟
فقال: قول الله: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} [النساء: 171] . وعيسى مخلوق.
فقلنا: إن الله منعك الفهم في القرآن، عيسى تجرى عليه ألفاظ لا تجري على القرآن، لأنه يسميه مولودًا وطفلا وصبيًّا وغلامًا، يأكل ويشرب، وهو مخاطب بالأمر والنهي، يجري عليه اسم الخطاب والوعد والوعيد، ثم هو من ذرية نوح، ومن ذرية إبراهيم، ولا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في عيسى: هل سمعتم الله يقول في القرآن ما قال في عيسى؟ ولكن المعنى من قول الله جل ثناؤه : {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} [النساء: 171] .
فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له: كن ، فكان عيسى: بكن وليس عيسى هو الكُنُّ، ولَكِنْ بالكُنِّ كَانَ ، فالكُنُّ من الله قول، وليس الكن مخلوقًا " انتهى .
وقال الامام الدارمي في "رده على المريسي الجهمي العنيد" "2/674-675":
"فيقال لهذا المعارض: أو يحتاج في هذا إلى تفسير ومخرج؟ قد عقل تفسيره عامة من آمن بالله: أنه إذا أراد شيئًا قال له: {كن فيكون} ومتى لا يقول له: كن لا يكون. فإذا قال: "كن" كان، فهذا المخرج من أنه كان بإرادته وبكلمته، لا أنه نفس الكلمة التي خرجت منه، ولكن بالكلمة كان، فالكلمة من الله "كن" غير مخلوقة، والكائن بها مخلوق.وقول الله في عيسى: {روح الله وكلمته} فبين الروح والكلمة فرق في المعنى، لأن الروح الذي نفخ فيها مخلوق امتزج بخلقه، والكلمة من الله غير مخلوقة لم تمتزج بعيسى، ولكن كان بها، وإن كره لأنها من الله أمر، فعلى هذا التأويل قلنا، لا على ما ادعيت علينا من الكذب والأباطيل " انتهى .
قلت : : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) [ آل عمران 59] فالمسيح عليه السلام مخلوق مثل باقي المخلوقات ، قال الله له : كن ( و هذا أمر الله الغير مخلوق )
فكان ( فكان مخلوقا )
و هذا ليس خاصا بالمسيح ، و لا بآدم عليهما السلام ، بل هذا في سائر خلق الله كذلك :
: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) [البقرة 117]
و : (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) [آل عمران 47]
و : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) [الأنعام 73 ]
و : (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) [النحل 40]
و : (مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ )[مريم 35]
و : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )[يس 82] .
و : (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ )[غافر 68]
---------------------------------------
ثالثا : : {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} [النساء: 171] .
قد تقول : لماذا أضاف الله المسيح اليه ، فقال : "كلمته"
فأقول بحول الملك الوهاب : كل شيء أُضيف إلى الله بائن عنه فهو مخلوق وإضافته إضافة تشريف له . مثاله : بيت الله ، ناقة الله ، عبد الله ، رسول الله .
قال الطحاوي في "العقيدة الطحاوية" (ص 174-175) : " فإن المضاف إلى الله تعالى معان وأعيان ، فإضافة الأعيان إلى الله للتشريف ، وهي مخلوقة له ، كبيت الله ، وناقة الله ، بخلاف إضافة المعاني ، كعلم الله ، وقدرته ، وعزته ، وجلاله ، وكبريائه ، وكلامه ، وحياته ، وعلوه ، وقهره - فإن هذا كله من صفاته ، لا يمكن أن يكون شيء من ذلك مخلوقا " .
انتهى الجواب بحمد الله تعالى .
فرد قائلا :
تقول: كعلم الله ، وقدرته ، وعزته ، وجلاله ، وكبريائه ، وكلامه ، وحياته ، وعلوه ، وقهره - فإن هذا كله من صفاته ، لا يمكن أن يكون شيء من ذلك مخلوقا " .
..
اقول: ماذا عن "روح الله" كلمني قليلاً عن معنى روح الله...مخلوقة ام لا!
ثم لنا بعدها لقاء
فأجبت قائلا :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : المضاف إلى الله تعالى إذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله تعالى قائمة به ، وامتنع أن تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب . وإذا كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل -عليهما السلام- وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله تعالى ، لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره .لكن الأعيان المضافة إلى الله تعالى على وجهين :
أحدهما : أن تضاف إليه لكونه خلقها وأبدعها ، فهذا شامل لجميع المخلوقات ، كقولهم : سماء الله ، وأرض الله . فجميع المخلوقين عبيد الله ، وجميع المال مال الله .
الوجه الثاني : أن يضاف إليه لما خصه به من معنى يحبه ويأمر به ويرضاه ، كما خص البيت العتيق بعبادة فيه لا تكون في غيره . وكما يقال في مال الخمس والفيء : هو مال الله ورسوله . ومن هذا الوجه : فعباد الله هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره . فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه ودينه ، وتلك إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه . اهـ ملخصا .
تعالى لنرى أن روح الله في القرآن الكريم لا تخرج باذن الله تعالى عن هذه الأمثلة :
1- قال الله تعالى {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (17) [مريم/17، 18] ، الروح هنا أضيفت إلى الله عز وجل ، وهو جبريل عليه السلام وهو قائم بنفسه .
2- و : ( وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) ، و قال الامام أحمد بن حنبل رحمه الله في "الرد على الجهمية" (ص 126) : وقالت النصارى: عيسى روح الله من ذات الله. وكلمته من ذات الله. كما يقال: إن هذه الخرقة من هذا الثوب، وقلنا نحن: إن عيسى بالكلمة كان، وليس عيسى هو الكلمة.وأما قول الله: {وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: 171] يقول: من أمره كان الروح فيه كقوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: 13] .يقول من أمره وتفسير روح الله إنما معناها أنها روح بكلمة الله خلقها الله، كما يقال: عبد الله وسماء الله وأرض الله " .
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في تفسيره أضواء البيان : ( ليست لفظة من في هذه الآية للتبعيض ، كما يزعمه النصارى افتراء على الله ، ولكن من هنا لابتداء الغاية ، يعني أن مبدأ ذلك الروح الذي ولد به عيسى حياً من الله تعالى . لأنه هو الذي أحياه به ، ويدل على أن من هنا لابتداء الغاية قوله تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعاً مِّنْهُ } [ الجاثية : 13 ] أي : كائناً مبدأ ذلك كله منه جلَّ وعلا ).
3- و : ) إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ( [يوسف: 87] ، و المقصود من روح الله هنا هي رحمة الله ، كما في قوله تعالى : : {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} [الحجر: 56] ، قال الطبري رحمه الله:"( ولا تيأسوا من روح الله ) ، يقول: ولا تقنطوا من أن يروِّح الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرَجٍ من عنده، فيرينيهما،( إنه لا ييأس من روح الله ) يقول: لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه ( إلا القوم الكافرون ) ، يعني: القوم الذين يجحدون قُدرته على ما شاءَ تكوينه" انتهى .
وقال ابن كثير رحمه الله:" ونَهّضهم وبشرهم وأمرهم ألا ييأسوا من روح الله، أي: لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يرومونه ويقصدونه ، فإنه لا يقطع الرجاء، ويقطع الإياس من الله إلا القوم الكافرون"
وقال البغوي في تفسيره:"{ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ } أي: من رحمة الله، وقيل: من فرج الله "
قلت : و روح الله التي هي رحمة الله صفة لله تعالى ، و صفات الله غير مخلوقة .
انتهى الجواب بحمد الله تعالى .
وبعدها اختفى الطرف النصراني ، وأدعى أنه متغيب بسبب الدراسة ، بالرغم أن الحوار قد مر عليه أكثر من ستة شهور ، وتم تنبيهه في منتداه أكثر من مرة !!!!!!!!!!!!!!!
على العموم نتمنى له الهداية !!!!ig ;glm hggi , v,pi log,rm ? ([.x lk lkh/vm)
المفضلات