بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محاضرة : نور وظلمات

عبدالواحد المغربي

كاتب المقال: ملكة الشرق


أيها الأحبة في الله .. حديثي إليكم عن نور وظلمات فيا ترى.. ما هذا النور وتلك الظلمات؟؟
إن هذا النور هو نور الحق الذي بعث فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فأشرقت به الأرض والسماوات.. ودخل الناس بهذا النور أفواجاً بعد الظلمات
إن هذا النور هو طريقنا إلى الجنات..إن هذا النور هو ما بينه القرآن وبينته السنة على لسان رسولنا وقدوتنا وإمامنا ..ونورنا إذا احلولكت المصائب والبليات.. أيها الأحباب..يقول الله تعالى مبيناً ذلك النور من تلك الظلمات
فمن يتدبر القرآن..ومن يتعظ بالقرآن؟؟ ومن يعمل بذاك النور ويبتعد عن الظلمات؟؟

اسمعوا أيها الإخوة والأخوات كلام الله عن النور والظلمات
اسمع لتلك الحياة الحقيقة بعد الموت في الظلمات
محاضرة وظلمات

(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام-122]

يقول السعدي يرحمه الله في تفسيره لهذه الآية بكلام جميل جداً
إن هذا الكلام هو الذي يهدينا في الظلمات
يقول رحمه الله :أومن كان قبل الهداية في ظلمات الكفر والجهل والمعاصي
فأحييناه بنور العلم والإيمان والطاعة، فصار يمشي بين الناس بهذا النور متبصراً في أموره ،مهتدياً لسبيله، عارف للخير مؤثراً له، مجتهداً في تنفيذه،
عارفِ للشر مبغضاً له، مجتهداً في تركه ، أيستوي هذا بمن هو في الظلمات ..ظلمات الجهل والكفر والمعاصي؟؟ انتهى كلامه رحمه الله

كلا والله أيها الأحباب ..لا يستوي هذا النور بهذه الظلمات ، كلا والله .وقد محاضرة وظلمات   : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ) [الرعد : 16]

ومحاضرة وظلمات   : (وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ * وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَآءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ اِنَّ اللـه يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ) ( فاطر/19-22)

أسمعتم؟ أسمعتم يا من يريد النور؟ أسمعتم كلام الله ؟
إذاً هيا لبيان النور من الظلمات..هيا لنعرف حقيقة ذلك النور من تلك الظلمات .

إن هذا النور الذي نريده ونتمناه يجعل العبد يخشى الله ويخاف عقابه وسخطه ، ويجعله يعمل على نور من الله بطاعته سبحانه، يرجو ثواب الله ،ويترك
المعاصي..على نور من الله يخاف عقابه، إن هذا النور الذي نبحث عنه
يجعل الواحد منا يعظم الله أشد التعظيم ،فيطيع العبد ربه ولا يعصيه ، ويذكره
ولا ينساه، ويشكره ولا يكفره أبداً، يشكره بقلبه ولسانه وحركاته وسكناته
وجميع جوارحه..إن هذا النور يجعل العبد ينظر إلى ما أمامه وإلى خلفه
وعن يمينه وشماله ،فلا يجعل للشيطان عليه سبيلاً أبداً ،كأنه ماشٍ في طريق
في شوك ،فيحذر الشوك من جميع الجهات خوفاً على النور الذي معه
خل الذنوب صغيرها وكبيرها .. ذاك التقى واصنع كماش فوق أرض الشوك

يحذر ما يرى .. لا تحقرن صغيرةً إن الجبال من الحصى
إن هذا النور أيها الأحباب.. هو من أعظم أسباب الفوز والفلاح في الدنيا
والآخرة، لماذا أيها الإخوة والأخوات؟؟ لأنه والله وصية الله للأولين والآخرين
محاضرة وظلمات   : (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131]

فهل نلتزم بهذه الوصية التي لها النور لنا في الدنيا والآخرة أم نتركها خلف
ظهورنا؟ فتكون عاقبتنا الظلمات في الدنيا والآخرة والعياذ بالله
أيها الأحبة.. إن هذا النور هو حاذي الأرواح إلى بلاد الأفراح
نعم.. إنه حاذي النفوس الأبية التي لا ترضى بالدون والقليل ، إنها النفوس
المؤمنة التقية ، التي دائماً تسأل ربها الجنة ..انظروا إلى نفوس الصحابة
رضوان الله عليهم لما سألوا نبيهم صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل
الناس الجنة فقال : (تقوى الله، وحسن الخلق) وسئل عن أكثر ما يدخل
النار قال: (الفم والفرج) فهلا اتعظنا بذلك؟ وبذلنا أرواحنا وأموالنا وأوقاتنا في سبيل الجنة ..أم أننا والعياذ بالله تقاعسنا عن ذلك ..نسأل الله السلامة والعافية
إن هذا النور أيها الأحباب يظهر على الإنسان في أقواله وأفعاله وحركاته،فإذا
ما أردت أن تحكم على إنسان أنه يخاف الله ويتقيه ،فانظر إلى أقواله وأفعاله
فتحكم عليه،فإذا ما رأيت أقواله وأفعاله التقوى فقد كساني نفسه بلباس التقوى

الذي هو خير وقد محاضرة وظلمات   :)(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) ([الأعراف\26]

lphqvm : k,v ,/glhj