بسم الله الرحمن الرحيم

الضيفة الفاضلة كنت تسألين
و هذا يتعارض مع ما أرسل الله نبيه عليه فهل الله يريد للناس الهداية أم الضلال ؟
بالطبع يريد الله لنا الهداية و الرشاد , و لكن إرادته لنا الهداية ليست على سبيل الجبرية و لكن الله يرسل لنا الرسل من عنده و لكن يخيرنا بين السير إما فى الخير أو الشر بعد توضيح عاقبة كل طريق حتى تجزى كل نفس بما تسعى ..
و لو أجبرنا الله على عمل الخير لما كان عندنا جزاء و ثواب و عقاب و لكُنا ملائكة ..و لكن البشر يصيب و يخطئ و له عقله الذى يميز الخير الشر و له الإختيار .. إما يختار متعا زائلة و يفضلها على الأعمال الصالحة و إما يختار ما عند الله و الله خير و أبقى .

فى سورة النساء :" يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)"

و فى سورة البقرة :" يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)"

فهنا يخبرنا ربنا أن الإرادة تكون مع التخيير بعد التوضيح التام لجميع السبل .

و كان لك سؤال آخر
و لماذا لا يهديهم طالما هو خلقهم و يحبهم ؟ و لماذا خلق لهم من يضلهم "الشيطان" ؟

عندما خلق الله الشيطان لم يخلقه فاجرا من البداية و لكنه كان مطيعا و عصى بعد ذلك
ففى سورة الكهف :" وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)" و الفرق بين معصية آدم و الشيطان أن آدم تاب و رجع و لكن الشيطان أبى و استكبر لذلك لعنه.

وهذ الفيديو رائع للشيخ الشعراوى يشرح هذه الجزئية


و أما عن السبب لماذا يتركه و هو يضل الناس قال الله فى سورة الأنعام :" وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)"
و قد نتسائل لماذا هذه الصعوبات التى نواجهها ؟

هذه الصعوبات هى التى تبين المؤمن من المنافق و الكافر .فطريق الحق صعب فمن الصعب على الكل ترك أكل المال الحرام و من الصعب على الكل أن يلتزموا الصدق و الأمانة و ترك الفواحش و هذا هو المحك الحقيقي فالمؤمن الحقيقي يسير متوكلا على الله و يسهل الله له هذه الطريق و أما من أراد الزيغ و الضلال فسيضل و هو يظن نفسه أنه على الطريق الصحيح

فى سورة العنكبوت :" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)
"

لذلك فالله يعرضنا للإختبارات التى إما ترفع منزلتنا عنده و إما أن تظهر أن إيماننا به ضعيف و لذلك كان الأنبياء هم أكثر الناس إبتلاء ..فمنهم من فقد ولده و منهم من أُختبر بأن يذبح ابنه و منهم من سجن و منهم من قتل و لكنهم صابرون و لذلك كانت درجتهم عند الله رفيعة و عالية .

يتبع إن شاء الله بالرد على باقى الاستفسارات ...