وهذه اقوال ابن تيمية
قال رحمه الله تعالي في العقيدة الواسطية شرح العلامة محمد هراس (298 ) : والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان .
من كتابه:"بيان تلبيس الجهمية"(1/157):"...ثم أخبر ببقاء الجنة والنار بقاءً مطلقا..."
ثم علق محقق الكتاب الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم في الهامش على هذا الكلام قائلا:"وهذا مع ما يأتي يكذب ما افتراه عليه أعداؤه من القول بفناء النار"اهـ
وأشار شيخ الإسلام إلى إنكار القول بفناء الجنة والنار في كتابه السابق(1/152)
وقال أيضا في كتابه السابق(1/581):"وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك . ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها . لما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك مما لا تتسع هذه الورقة لذكره . وقد استدل طوائف من أهل الكلام والمتفلسفة على امتناع فناء جميع المخلوقات بأدلة عقلية...".
وقال شيخ الإسلام في (( مجموع الفتاوى )) ( 18/ 307 )بعد أن سئل عن صحة حديث أنس رضى الله عنه مرفوعاً (( سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء : النارٌ وساكنها واللوحٌ والقلمٌ والكرسيُّ والعرش ))
( هذا الخبرُ بهذا اللفظ , ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء , وقد اتفق سلفٌ الأمة وأئمتُها , وسائر أهل السنة والجماعة , على أنّ من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية , كالجنة والنار والعرش وغير ذلك . ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان , ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم . وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة وأئمتها ) أ.هـ .
وقال شيخ الإسلام رحمة الله أيضا في (( درء تعارض العقل والنقل )) (2/358) :
( وقال أهل الإسلام جميعاً , ليس للجنة والنار آخر , وانهما لا تزالان باقيتين , وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون , وأهل النار في النار يعذبون , ليس لذلك آخر , ولا لمعلومات الله ومقدوراته غاية ولا نهاية ) أ.هـ .
وقال أيضا رحمة الله في (( بيان تلبيس الجهمية )) (1/157) بعد كلام طويل :
( ثم أخبر ببقاء الجنة والنار , بقاءً مطلقاً ) أ.هـ
والامام ابن القيم
قال ابن القيم رحمة الله في (( طريق الهجرتين )) ص 254 –255 في فصل أن الله خلق الدارين وخص كل دار بأهل :
( والله ُ سبحانه مع كونه خالق كلّ شيء , فهو موصوفٌ بالرضا والغضب والعطاء والمنع والخفض والرفع والرحمة والانتقام , فاقتضت حكمته سبحانه , أن خلق دار الطالبي رضاه , العالمين بطاعته , المؤثرين لأمره , القائمين بمحابه , وهي الجنة وجعل فيها كلَّ شيء مرضي , وملأَها من كلِّ محبوب ومرغوب ومشتهى ولذيذ , وجعل الخير بحذافيره فيها , وجعلها محلّ كلِّ طيب , من الذوات والصفات والأقوال . وخلق داراً أخرى , لطالبي أسباب غضبه وسخطه المؤثرين لأغراضهم وحظوظهم على مرضاته , والعاملين بأنواع مخالفته , والقائمين بما يكرهُ من الأعمال والأقوال , الواصفين له بما لا يليق به , الجاحدين لما أخبرت به رسله من صفات كماله ونعوت جلاله , وهي جهنم , وأودعها كل شيء مكروه وسجنها مليءٌ من كلَّ شيءٍ مؤذ ومؤلم , وجعل الشر َّ بحذافيره فيها وجعلها محلَّ كلّ خبيث من الذوات والصفات والأقوال والأعمال .
فهاتان الداران هما دار القرار ) أ. هـ .
وقال أيضا رحمة الله في (( الوابل الصيب )) ص 49 :
( ولما كان الناس على ثلاث طبقات :
- طيبٌ لا يشينه خبث .
- وخبيث لا طيب فيه .
- وآخرون فيهم خبثٌ وطيب .
كانت دورهُم ثلاث :
- دارُ الطيب المحض .
- ودارُ الخبيث المحض , وهاتان الداران لا تفنيان.
- ودار لمن معه خبثٌ وطيب , وهي الدار التي تفنى , وهي دار العصاة . فإنّه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد فإنهم إذا عُذّبوا بقدر جزائهم أُخرجوا من النار فأُدخلوا الجنة , ولا تبقى إلا دارُ الطيب المحض ودار الخبث المحض ) أ.هـ .
وقول العلامة ابن القيم عن نار عصاة الموحدين أنها تفنى أي يخرجون منها , ولا يبقى فيها منهم أحد , وهذا دلَّ الكتاب والسنةُ وإجماع أهل السنة , ولم يخالف إلا المبتدعةُ كالخوارج والمعتزلة .
يتبع ان شاء الله




رد مع اقتباس
المفضلات