السؤال : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) هو من باب التنابز بالألقاب ؟؟
{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5) } المسد
أخي الحبيب هذه الآية ليست من باب التنابز بالألقاب ..
لأن هذه الآية تحكي حالها التي كانت عليه أو تحكي حالها الذي ستؤل إليه بمعنى :
1- تحكي حالها التي كانت عليه :
فإن امرأت أبي لهب وهي أم جميل كانت معروفة بالنميمة والوقيعة بين الناس وكان معروفا عند العرب أن من يفعل ذلك يمسى حمال الحطب ..
قال القرطبي :
{حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي: كانت تمشي بالنميمة بين الناس؛
تقول العرب: فلان يحطب على فلان: إذا ورش عليه. قال الشاعر:
إن بني الأدرم حمالو الحطب
هم الوشاة في الرضا وفي الغضب
عليهم اللعنة تترى والحرب
وقال آخر: من البيض لم تصطد على ظهر لأمة ... ولم تمش بين الحي بالحطب الرطب
وهذا كقول الله تعالى : {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة نمام " رواه مسلم
فهذه حالة كانوا عليها يذُمها الله فيهم وليس أبدا من باب التنابز ..
وقد رُويَ عن أبي بكر أنها جاءته - وروسول الله بجواره ولم تراه - فقالت هجاني صاحبك فقال :
" لا والله ما هجاك " رواه الحميدي في مسنده وغيره
مع أنهم كانوا يسبوا النبي صلى الله عليه وسلم وينابزوه ويسموه مذمما ..
وكان يقول بأبي هو وأمي :
أَلَا تَعْجَبُونَ لِمَا يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي مِنْ أَذَى قُرَيْشٍ يَسُبُّونَ وَيَهْجُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ
ومن المسموح به شرعا أن نهجوا أي نسب من هجى النبي صلى الله عليه وسلم من الكفار فو كان من باب التنابز ما ضر ذلك لأنهم سبقوا بأذية النبي عليه السلام
وكانت أم جميل تُلقب بالعوراء قال ابن العربي في أحكام القرآن :
{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } : اسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى ، وَاسْمُ امْرَأَتِهِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلٍ
فلو كان منابزا لنابزها بلقبها العوراء .
وقيل :
لأنها كانت تحمل الحطب والشوك وتلقيه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فذكر الله ذلك لعظم ما اقترفته في حق النبي صلى الله عليه وسلم وما ستلقاه من الوعيد جراء ذلك .
2- تحكي حالها الذي ستؤل إليه :
أي أن ذلك سيكون مصيرها في النار ومع زوجها ..
ويدل على الذلك الآية اللاحقة { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } فإن ذلك يكون في النار .
قال البيضاوي :
{ حَمَّالَةَ الحطب } يعني حطب جهنم فإنها كانت تحمل الأوزار بمعاداة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمل زوجها على إيذائه ، أو النميمة فإنها كانت توقد نار الخصومة .
أرجوا أن يكون الأمر واضحاً أخي الحبيب
وتحت أمرك في أي استفسار .
المفضلات